مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحروف المقطعة»
ط
←معناها وتفسيرها
imported>Bassam |
imported>Bassam |
||
سطر ٥٢: | سطر ٥٢: | ||
==معناها وتفسيرها== | ==معناها وتفسيرها== | ||
اختلف العلماء والمفسرون في معنى وتفسير الحروف المقطعة في القرآن إلى اتجاهين: | اختلف العلماء والمفسرون في معنى وتفسير الحروف المقطعة في القرآن إلى اتجاهين: | ||
*الاتجاه الأول: أنها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله{{عز وجل}}، وقد عدَّ الشوكاني هذه الحروف من متشابه المتشابه،<ref>الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج 1، ص 17؛ الألوسي، روح المعاني، ج 1، ص 167.</ref> وغلظ القول على من قال فيها برأيه.<ref>الشوكاني، فتح القدير، ج 1، ص 104 - 105.</ref> واستدل أصحاب هذا الاتجاه على ما ذهبوا إليه بالقرآن والحديث والعقل.<ref>القرطبي، جامع بيان العلم وفضله، ج 2، ص 898؛ | *الاتجاه الأول: أنها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله{{عز وجل}}، وقد عدَّ الشوكاني هذه الحروف من متشابه المتشابه،<ref>الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج 1، ص 17؛ الألوسي، روح المعاني، ج 1، ص 167.</ref> وغلظ القول على من قال فيها برأيه.<ref>الشوكاني، فتح القدير، ج 1، ص 104 - 105.</ref> واستدل أصحاب هذا الاتجاه على ما ذهبوا إليه بالقرآن والحديث والعقل.<ref>القرطبي، جامع بيان العلم وفضله، ج 2، ص 898؛ الرازي، تفسير الرازي، ج 1، ص 4 -5.</ref> | ||
*الاتجاه الثاني: إنَّ المراد من الحروف المقطعة معلوم، فلا يجوز أن يرد في كتاب الله تعالى ما لا يكون مفهوما للخلق، وقد استدلوا على رأيهم هذا بالآيات الحاثة على التدبر وغيرها والأخبار، والعقل.<ref> | *الاتجاه الثاني: إنَّ المراد من الحروف المقطعة معلوم، فلا يجوز أن يرد في كتاب الله تعالى ما لا يكون مفهوما للخلق، وقد استدلوا على رأيهم هذا بالآيات الحاثة على التدبر وغيرها والأخبار، والعقل.<ref>الرازي، تفسير الرازي، ج 1، صص 3 - 5.</ref> | ||
لكنَّ أصحاب هذا الاتجاه اختلفوا في هذا الأمر المعلوم ما هو على أقوال كثيرة، ومنها: | لكنَّ أصحاب هذا الاتجاه اختلفوا في هذا الأمر المعلوم ما هو على أقوال كثيرة، ومنها: | ||
#أنها أسماء الله تعالى.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 29.</ref> | #أنها أسماء الله تعالى.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 29.</ref> | ||
#أنها أسماء القرآن.<ref> | #أنها أسماء القرآن.<ref>الرازي، تفسير الرازي، ج 1، ص 6.</ref> | ||
#أنها صفة من صفات الله تعالى، فإنَّ كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسمائه سبحانه، فالألف من الله، واللام من لطيف، والميم من مجيد.<ref>الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ج 1، ص 173.</ref> | #أنها صفة من صفات الله تعالى، فإنَّ كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسمائه سبحانه، فالألف من الله، واللام من لطيف، والميم من مجيد.<ref>الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ج 1، ص 173.</ref> | ||
#أنها صفات الأفعال لله تعالى، فالألف آلاؤه، واللام لطفه، والميم مجده.<ref> | #أنها صفات الأفعال لله تعالى، فالألف آلاؤه، واللام لطفه، والميم مجده.<ref>الرازي، تفسير الرازي، ج 1، ص 6.</ref> | ||
#أنَّ بعضها يدل على أسماء الله تعالى وبعضها الآخر يدل على أسماء غير الله، ومثالها: الألف من الله، واللام من جبريل، والميم من محمد{{صل}}، أي أنزل الله الكتاب على لسان جبريل إلى محمد (ص).<ref> | #أنَّ بعضها يدل على أسماء الله تعالى وبعضها الآخر يدل على أسماء غير الله، ومثالها: الألف من الله، واللام من جبريل، والميم من محمد{{صل}}، أي أنزل الله الكتاب على لسان جبريل إلى محمد (ص).<ref>الرازي، تفسير الرازي، ج 1، ص 6.</ref> | ||
#أنها ذُكرت في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن، وأنَّ الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه تركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 1، ص 178.</ref> | #أنها ذُكرت في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن، وأنَّ الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه تركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 1، ص 178.</ref> | ||
#كأنَّ الله تعالى يريد أن يقول عندما ذكر هذه الحروف المقطعة في القرآن: اسمعوها مقطعة حتى إذا وردت عليكم مؤلفة كنتم قد عرفتموها قبل ذلك، وهذا على طريقة تعليم الصبيان.<ref> | #كأنَّ الله تعالى يريد أن يقول عندما ذكر هذه الحروف المقطعة في القرآن: اسمعوها مقطعة حتى إذا وردت عليكم مؤلفة كنتم قد عرفتموها قبل ذلك، وهذا على طريقة تعليم الصبيان.<ref>الرازي، تفسير الرازي، ج 1، ص 6.</ref> | ||
#قال بعض أهل العربية: هي حروف من حروف المعجم، استُغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السورعن ذكر بواقيها، التي هي تتمة الثمانية والعشرين حرفا.<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 1، ص 179.</ref> | #قال بعض أهل العربية: هي حروف من حروف المعجم، استُغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السورعن ذكر بواقيها، التي هي تتمة الثمانية والعشرين حرفا.<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 1، ص 179.</ref> | ||
#إنَّ هذه الحروف ذكرت لتدل على أنَّ القرآن مؤلف من الحروف التي هي: أ ب ت ث ... فجاء بعضها مقطعا وجاء تمامها مؤلفا ليدل القوم الذين نزل القرآن بلغتهم أنه بالحروف التي يعقلونها، ويبنون كلامهم منها.<ref>الزركشي، البرهان في تفسير القرآن، ج 1، ص 175.</ref> | #إنَّ هذه الحروف ذكرت لتدل على أنَّ القرآن مؤلف من الحروف التي هي: أ ب ت ث ... فجاء بعضها مقطعا وجاء تمامها مؤلفا ليدل القوم الذين نزل القرآن بلغتهم أنه بالحروف التي يعقلونها، ويبنون كلامهم منها.<ref>الزركشي، البرهان في تفسير القرآن، ج 1، ص 175.</ref> | ||
#بعض هذه الحروف يدل على أسماء الذات، وبعضها على أسماء الضفات، قال ابن عباس في (الم) أنا الله أعلم، وفي (المص) أنا الله أفصل وفي (الر) أنا الله أرى.<ref> | #بعض هذه الحروف يدل على أسماء الذات، وبعضها على أسماء الضفات، قال ابن عباس في (الم) أنا الله أعلم، وفي (المص) أنا الله أفصل وفي (الر) أنا الله أرى.<ref>الرازي، تفسير الرازي، ج 1، ص 6.</ref> | ||
#أنها أقسام لله، أقسم بها لشرفها وفضلها، وقد أقسم الله في كتابه بالفجر، والطور، وبالعصر، وجواب القسم محذوف تقديره: وحروف المعجم لقد بين لكم السبيل، وأنهجت لكم الدلالات بالكتاب المنزل.<ref>الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج 1، ص 16.</ref> | #أنها أقسام لله، أقسم بها لشرفها وفضلها، وقد أقسم الله في كتابه بالفجر، والطور، وبالعصر، وجواب القسم محذوف تقديره: وحروف المعجم لقد بين لكم السبيل، وأنهجت لكم الدلالات بالكتاب المنزل.<ref>الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج 1، ص 16.</ref> | ||
#أنها تدل على حساب الجمل الذي يبنى على أساس أنه لكل حرف من الترتيب الأبجدي قيمة رقمية، فيكون كل حرف من الحروف المقطعةيدل على قيمته الرقمية فيستدل بذلك على آجال قوم أو مدتهم.<ref>السيوطي، الدر المنثور، ج 1، ص 57 - 58.</ref> | #أنها تدل على حساب الجمل الذي يبنى على أساس أنه لكل حرف من الترتيب الأبجدي قيمة رقمية، فيكون كل حرف من الحروف المقطعةيدل على قيمته الرقمية فيستدل بذلك على آجال قوم أو مدتهم.<ref>السيوطي، الدر المنثور، ج 1، ص 57 - 58.</ref> | ||
#تدل على انقطاع كلام واستئناف كلام آخر.<ref> | #تدل على انقطاع كلام واستئناف كلام آخر.<ref>الرازي، تفسير الرازي، ج 1، ص 7.</ref> | ||
#أنها أسماء للسور تُعرف كل سورة بما افتتحت به منها فـ (الم) اسم لهذه، و(حم) اسم لتلك، فهي أعلام تدل على ما تدل عليه من أعيان الأشياء ونفرق بينها.<ref>البيضاوي، تفسير البيضاوي، ج 1، ص 91.</ref> | #أنها أسماء للسور تُعرف كل سورة بما افتتحت به منها فـ (الم) اسم لهذه، و(حم) اسم لتلك، فهي أعلام تدل على ما تدل عليه من أعيان الأشياء ونفرق بينها.<ref>البيضاوي، تفسير البيضاوي، ج 1، ص 91.</ref> | ||
#بعضها يدل على دلالات مختلفة فيقولون (طه): يا رجل، و(يس): يا إنسان، و(ن): الدواة، و(ق): جبل محيط بالأرض.<ref>ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، ص 310.</ref> | #بعضها يدل على دلالات مختلفة فيقولون (طه): يا رجل، و(يس): يا إنسان، و(ن): الدواة، و(ق): جبل محيط بالأرض.<ref>ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، ص 310.</ref> |