انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة الضحى»

أُزيل ١٠٦ بايت ،  ١ يونيو ٢٠٢٠
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Rezvani
طلا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ١٥: سطر ١٥:
'''سورة الضحى'''، هي [[السورة]] الثالثة والتسعون ضمن الجزء الثلاثين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]. اسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى في السورة.  
'''سورة الضحى'''، هي [[السورة]] الثالثة والتسعون ضمن الجزء الثلاثين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]. اسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى في السورة.  


تتحدث السورة عن العناية الإلهية ب[[النبي]]{{صل}} بعدم تخلي [[الوحي]] عنه، كما تتحدث عن النِعم الإلهية التي أنعمها [[الله|الله تعالى]] على نبيه، كهداية الناس إليه، وتتحدث أيضاً عن الأمر بذكر النِعم ولزوم إظهاراها وعدم سترها.  
تتحدث السورة عن العناية الإلهية ب[[النبي (ص)]] بعدم تخلي [[الوحي]] عنه، كما تتحدث عن النِعم الإلهية التي أنعمها [[الله|الله تعالى]] على نبيه، كهداية الناس إليه، وتتحدث أيضاً عن الأمر بذكر النِعم ولزوم إظهاراها وعدم سترها.  


جاء في كتب [[الفقه]] أنه لا يمكن قراءة سورة ('''الضحى''') وحدها في [[الصلاة اليومية|الفرائض]] بركعة واحدة، إلا أن تُجمع معها [[سورة الشرح]].  
جاء في كتب [[الفقه]] أنه لا يمكن قراءة سورة ('''الضحى''') وحدها في [[الصلاة اليومية|الفرائض]] بركعة واحدة، إلا أن تُجمع معها [[سورة الشرح]].  


ورد في فضل قراءة سورة الضحى [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما رويَ عن [[النبي]]{{صل}}: من قرأها كان ممن يرضاه [[الله]]، ول[[محمد]]{{صل}} أن [[الشفاعة|يشفع]] له، وله عشر حسنات بعدد كل [[اليتيم|يتيم]] وسائل.
ورد في فضل قراءة سورة الضحى [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما رويَ عن [[النبي (ص)]]: من قرأها كان ممن يرضاه الله، ولمحمد {{صل}} أن [[الشفاعة|يشفع]] له.


==تسميتها وآياتها==
==تسميتها وآياتها==
سُميت هذه [[السورة]] بالضحى؛ على أول [[آية]] منها، والمراد بالضحى هو صدر النهار،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 628</ref> أو هو انبساط [[الشمس]] وامتداد النهار فسُمي الوقت به،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 353.</ref> وفيه قَسَم [[الله|الله تعالى]] أنه لم يترك [[النبي]]{{صل}} ولم يُفارقه إلطافه.<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 30، ص 519.</ref> وآيات سورة الضحى (11)، تتألف من (40) كلمة في (165) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من [[السور المفصلات]]، أي: السور التي لها [[آيات]] متعددة وصغيرة.<ref> الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1265.</ref>
سُميت هذه [[السورة]] بالضحى؛ على أول [[آية]] منها، والمراد بالضحى هو صدر النهار،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 628</ref> أو هو انبساط [[الشمس]] وامتداد النهار فسُمي الوقت به،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 353.</ref> وفيه قَسَم [[الله|الله تعالى]] أنه لم يترك [[النبي (ص)]] ولم يُفارقه إلطافه.<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 30، ص 519.</ref> وآيات سورة الضحى (11)، تتألف من (40) كلمة في (165) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من [[السور المفصلات]]، أي: السور التي لها [[آيات]] متعددة وصغيرة.<ref> الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1265.</ref>


==ترتيب نزولها==
==ترتيب نزولها==
{{مفصلة| ترتيب سور القرآن}}
{{مفصلة| ترتيب سور القرآن}}
سورة الضحى من [[السور المكية]]، <ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 628.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي]]{{صل}} بالتسلسل الحادي عشر، لكن تسلسلها في [[القرآن الكريم|المصحف]] الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الثالث والتسعون من [[سور القرآن]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.</ref>
سورة الضحى من [[السور المكية]]، <ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 628.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)]] بالتسلسل الحادي عشر، لكن تسلسلها في [[القرآن الكريم|المصحف]] الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الثالث والتسعون من [[سور القرآن]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.</ref>


==سبب نزولها==
==سبب نزولها==
قيل: إنَّه لما تأخر عن [[النبي]]{{صل}} [[الوحي]] خمس عشرة ليلة قال قوم من [[المشركين]]: ودّعَ [[الله]] [[محمد|محمداً]] وقلاه، فأنزل [[الله|الله تعالى]] هذه [[السورة]] تكذيباً لهم وتسليةً [[النبي|للنبي]]{{صل}} لأنَّه حزن بأنقطاع الوحي عنه، <ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 629.</ref> ثم بيّنت [[الآيات]] المتفرعة على التي سبقتها نِعم الله تعالى على النبي{{صل}}، كأنه قيل: فقد وجدت ما يجده [[اليتيم]] من ذلة وانكسار فلا تقهره، ووجدت مرارة حاجة الضال إلى الهدى والسائل إلى الغنى فلا تزجره، ووجدت أنّ ما عندك  من نعمةٍ أنعمها عليك ربك بجوده وكرمه ورحمته، فاشكر نعمته بالتحديث بها ولا تسترها.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 355.</ref>
قيل: إنَّه لما تأخر عن [[النبي (ص)]] [[الوحي]] خمس عشرة ليلة قال قوم من [[المشركين]]: ودّعَ [[الله]] [[محمد|محمداً]] وقلاه، فأنزل [[الله|الله تعالى]] هذه [[السورة]] تكذيباً لهم وتسليةً [[النبي|للنبي]]{{صل}} لأنَّه حزن بأنقطاع الوحي عنه، <ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 629.</ref> ثم بيّنت [[الآيات]] المتفرعة على التي سبقتها نِعم الله تعالى على النبي{{صل}}، كأنه قيل: فقد وجدت ما يجده [[اليتيم]] من ذلة وانكسار فلا تقهره، ووجدت مرارة حاجة الضال إلى الهدى والسائل إلى الغنى فلا تزجره، ووجدت أنّ ما عندك  من نعمةٍ أنعمها عليك ربك بجوده وكرمه ورحمته، فاشكر نعمته بالتحديث بها ولا تسترها.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 355.</ref>


وفي [[الآية]] الرابعة والخامسة ورد عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} أنه قال: دخل [[رسول الله]]{{صل}} على [[فاطمة]]{{عليها السلام}} وهي تطحن بالرّحى، وعليها كِساء من أجلّة الإبل، فلما نظر إليها بكى، وقال لها: يا فاطمة تعجّلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة غداً، فأنزل [[الله|الله تعالى]] عليه:{{قرآن|وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}}.<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 180.</ref>
وفي [[الآية]] الرابعة والخامسة ورد عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} أنه قال: دخل [[رسول الله]]{{صل}} على [[فاطمة]]{{عليها السلام}} وهي تطحن بالرّحى، وعليها كِساء من أجلّة الإبل، فلما نظر إليها بكى، وقال لها: يا فاطمة تعجّلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة غداً، فأنزل [[الله|الله تعالى]] عليه:{{قرآن|وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}}.<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 180.</ref>
سطر ٥٣: سطر ٥٣:


==محتواها==
==محتواها==
تتحدث [[السورة]] عن بيان ما عليه [[النبي]]{{صل}} من موقف الكرامة والعناية الإلهية، كأنه قيل: أنت على ما كنت عليه من الفضل والرحمة ما دمت حياً في الدنيا وحياتك الآخرة خيرٌ لك من حياتك الدنيا.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 354. </ref> كما تتحدث عن النِعم الإلهية على [[رسول الله]]{{صل}} وتبيّن مسألة يُتم النبي{{صل}} في صباه، كما تتحدث السورة أيضاً عن إظهار نعمة الرب، حين يكون بدافع الشكر والثناء.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص  175 - 178. </ref>
تتحدث [[السورة]] عن بيان ما عليه [[النبي (ص)]] من موقف الكرامة والعناية الإلهية، كأنه قيل: أنت على ما كنت عليه من الفضل والرحمة ما دمت حياً في الدنيا وحياتك الآخرة خيرٌ لك من حياتك الدنيا.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 354. </ref> كما تتحدث عن النِعم الإلهية على [[رسول الله]]{{صل}} وتبيّن مسألة يُتم النبي{{صل}} في صباه، كما تتحدث السورة أيضاً عن إظهار نعمة الرب، حين يكون بدافع الشكر والثناء.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص  175 - 178. </ref>


==قرائتها في الصلاة==
==قرائتها في الصلاة==
سطر ٦٠: سطر ٦٠:
==فضيلتها وخواصها==
==فضيلتها وخواصها==
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
* عن [[النبي]]{{صل}} أنه قال: «من قرأها كان ممن يرضاه [[الله]]، ول[[محمد (ص)|محمد]]{{صل}} أن يشفع له، وله عشر حسنات بعدد كل [[اليتيم|يتيم]] وسائل».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 799. </ref>
* عن [[النبي (ص)]] أنه قال: «من قرأها كان ممن يرضاه [[الله]]، ول[[محمد (ص)|محمد]]{{صل}} أن يشفع له، وله عشر حسنات بعدد كل [[اليتيم|يتيم]] وسائل».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 799. </ref>
وردت خواص كثيرة، منها:
وردت خواص كثيرة، منها:
* عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} قال: «من أكثر قراءة [[سورة الشمس|والشمس]]، [[سورة الليل|والليل]] إذا يغشى، و'''الضحى'''، و[[سورة الشرح|ألم‏ نشرح]] في يوم أو ليلة لم يبقَ شي‏ء بحضرته إلا شهد له [[يوم القيامة]] حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه، وجميع ما أقلت الأرض منه، ويقول تبارك وتعالى: قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له، فانطلقوا به إلى [[الجنة|جناتي]] حتى يتخير منها حيث ما أحب، فأعطوه من غير مَنٍّ، ولكن رحمة مني وفضلاً عليه وهنيئاً لعبدي». <ref> البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 179. </ref>  
* عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} قال: «من أكثر قراءة [[سورة الشمس|والشمس]]، [[سورة الليل|والليل]] إذا يغشى، و'''الضحى'''، و[[سورة الشرح|ألم‏ نشرح]] في يوم أو ليلة لم يبقَ شي‏ء بحضرته إلا شهد له [[يوم القيامة]] حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه، وجميع ما أقلت الأرض منه، ويقول تبارك وتعالى: قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له، فانطلقوا به إلى [[الجنة|جناتي]] حتى يتخير منها حيث ما أحب، فأعطوه من غير مَنٍّ، ولكن رحمة مني وفضلاً عليه وهنيئاً لعبدي». <ref> البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 179. </ref>  
مستخدم مجهول