انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البخاري»

أُضيف ١٣٬٤٠٠ بايت ،  ٢٣ مايو ٢٠١٨
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
imported>Bassam
طلا ملخص تعديل
سطر ٤٦: سطر ٤٦:
|تأثير          =
|تأثير          =
|منشأ          =
|منشأ          =
|راتب          =
|قيمة صافية    =
|طول          =
|وزن          =
|تلفزيون      =
|لقب          = البخاري، الجعفي
|لقب          = البخاري، الجعفي
|مدة          =
|مدة          =
|سلف          =
|خلف          =
|حزب          =
|تيار          =
|خصوم          =
|إدارة        =
|دين          = [[الإسلام]]
|دين          = [[الإسلام]]
|مذهب          = [[أهل السنة والجماعة]]
|مذهب          = [[أهل السنة والجماعة]]
|تهم            =
|عقوبة        =
|حالة جنائية  =
|زوج          =
|زوج          =
|شريك          =
|شريك          =
سطر ٥٥: سطر ٦٩:
|والدان        = [[إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة|إسماعيل بن إبراهيم]]
|والدان        = [[إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة|إسماعيل بن إبراهيم]]
|أنسباء        =
|أنسباء        =
|رمز نداء      =
|جوائز        =
|توقيع        =
|بدل توقيع    =
|حجم توقيع    =
|وحدة          =
|وحدة 2        =
|وحدة 3        =
|وحدة 4        =
|وحدة 5        =
|وحدة 6        =
|موقع          =
|موقع          =
|ملاحظات        =
|ملاحظات        =
|عرض صندوق    =
|عرض صندوق    =
}}
}}
'''محمد بن إسماعيل''' المعروف '''بالبخاري'''، ([[سنة 194 هـ|194]] ــ [[سنة 256 هـ|256 هـ]]) من أشهر محدثين [[أهل السنة]] وله منزلة عندهم وقد ادعى بعضهم أن لا أحد أعلم منه في [[علم الحديث]]، رحل في طلب العلم إلى أكثر محدثي الأمصار في كلّ من [[خراسان]]، و[[العراق]]، و[[مصر]]، و[[الشام]]، و[[الحجاز]]، ومن أشهر مؤلفاته كتاب [[صحيح البخاري]] في [[الحديث]].


"البخاري"، هو أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن بَردِزْبَة، من أشهر المحدّثين لدى [[أهل السنة]] ومؤلف الكتاب في علم الحديث الجامع الصحيح المعروف ب[[صحيح البخاري]]. كان أبوه من المحدثين فبدأ منذ طفولته بحفظ [[الروايات]] وتحصيل العلم، وسافر إلى رحلات طويلة لأخذ [[علم الحديث]] عن أساتذة كبار في هذا المجال، فللبخاري مكانة خاصة في الحديث حتى أصبح كتابه المسمى بالصحيح من أهم الكتب لدى أهل السنة بعد [[القرآن الكريم]].
ذكرت المصادر التاريخية أنَّ البخاري أُخرج من [[نيسابور]] وقد إختلف المؤرخون في سبب ذلك: فقد قالوا أنَّ البخاري في مسألة [[خلق القرآن]] ذهب إلى أن [[القرآن]] مخلوق فكفره محمد بن يحيى الذهلي ونهى الناس عن حضور مجلسه، وكذلك أُخرج من [[بخارى]]؛ بسبب فتواه حينما سؤل عن صبيّين شربا من لبن شاة أو بقرة، فأفتى بثبوت الحرمة، فاجتمع الناس، وأخرجوه منها.


كان البخاري صاحب مسلك فقهي خاص ومستقل حيث إنه لم يحسب على إحدى [[المذاهب الأربعة لأهل السنة|المذاهب الأربعة]] المعروفة وله آراءه الخاصة في مجال [[الفقه]]. للبخاريّ معايير خاصّة لاختيار [[الحديث الصحيح|الأحاديث الصحيحة]]، عُرفت بـ شرط البخاريّ.
له مواقف عديدة مع بعض علماء الإسلام ومن أهمها: أنَّه لم ينقل عن [[الإمام جعفر الصادق]]{{ع}} ولا رواية واحدة في كتابه (صحيح البخاري) وقد أوعز [[علماء الشيعة]] هذا لنصب البخاري وعناده [[أهل البيت|لأهل البيت]]{{هم}}، وكذلك له موقف سلبي من [[أبو حنيفة النعمان|أبي حنيفة النعمان]]، فقد روى عن كل من [[الشافعي]]، و[[ابن حنبل]]، و[[مالك]] في كتابه (صحيح البخاري) ولكنه عندما يصل إلى قول أبي حنيفة يقول: (قال بعض الناس) تشنيعا وتوهينا بأبي حنيفة.  


ذكر البخاري أنّ عدد مشايخه يتعدّى الألف، ونقل عنه الحديث بعض مؤلفي [[جوامع الحديث]] المشهورة، ك[[الترمذي]]، و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]]، وعدد كبير من أئمة الحديث.
اختلف المحققون في أنّ البخاريّ هل هو تابع لأحد [[المذاهب الأربعة لأهل السنة|المذاهب الأربعة]] المعروفة لأهل السنة أو غيرها في الفقه أم لا؛ لأنّ البخاري كان صاحب مسلك فقهي خاص ومستقل، ويعبّر عن آرائه الاجتهادية عبر نقل قول أحد الصحابة أو أئمة مذاهب أهل السنة.


ارتأى البخاري أن يجمع الحديث الصحيح في كتاب اشتهر فيما بعد بالصحيح البخاري، حيث إنّ مجامع الحديث آنذاك كانت تحتوي على كل أصناف الحديث.
ذكر المؤرخون أنَّ سبب تأليف البخاري لصحيحه هو سماعه قول أستاذه إسحاق بن راهويه: لو جمعتم كتابا مختصرا في الصحيح من [[السنة|سنة]] [[رسول الله]]{{صل}}، قال البخاري: فوقع في قلبي، فأخذت في جمع الجامع الصحيح، وذكروا أنه استخرج أحاديث كتابه من بين ستمائة ألف حديث، وقد أتم كتابته في ست عشرة سنة، ، ولم يُصرِّح البخاري بشرطه في قبوله للحديث وصحته لا في كتابه ولا في غيره.


مع هذا انتقد علماء الحديث من أهل السنة كتاب الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة.
==هويته الشخصية==
===نسبه واسمه ولقبه===
البخاري هو أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَردِزْبَة الجعفي، ونسبة الجعفي مردّها إلى جدّه الثاني، وقد كان المغيرة مجوسيا وقد أسلم على يد والي بخارى يمان البخاري الجعفي،<ref>الحنفي، النجوم الزاهرة، ج 3، ص 25.</ref> وقد كان جده بَردِزبَة{{ملاحظة| بَردِزْبَة: بمعنى المزارع: وقد وردت في المصادر المختلفة أسماء أخرى هي: برزويه، وبدذبة، ويزذبة، ويزدزبة والأحنف. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 322.}}[[المجوس|مجوسيا]] أيضا وقد توفي على هذا الدين.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 322.</ref>


وانتقده علماء [[الشيعة]] حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر ما لا يقل عن اثنين منهم، بالإضافة أنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم كانوا منتشرين في البلدان التي سافر إليها ليسمع الحديث منهم كسائر حملة الحديث وحافظيه.
===ولادته ونشأته===
ولد البخاريّ في 13 شوال من العام [[سنة 194 للهجرة|194]] هـ في خرتنغ، إحدى قرى [[بخارى]]. توفي والده وهو في مرحلة الطفولة، وتكفّلت أمه برعايته، وفي طفولته فقد بصره لفترة ثم عاد إليه وشُفي بدأ منذ طفولته بتحصيل العلم في بُخارى، وفرغ نفسه منذ العاشرة من عمره إلى حفظ الأحاديث وجمعها، وفي السادسة عشرة من عمره ذهب إلى [[الحجاز]] لي[[الحج|حجّ]] وأن يحيط بعلم الحديث، وفي الثامنة عشرة من عمره ألّف في [[المدينة]] كتاب قضايا [[الصحابة]] و[[التابعين]] وأقوالهم.<ref>القسطلاني، إرشاد الساري، ج 1، صص 31 - 32.</ref>


==سيرته==
===وفاته===
===هويته===
بعد أن نفي البخاري من بخارى دعاه أهل [[سمرقند]] إليهم، فتوجه إلى سمرقند، وبعد وصوله إلى مسقط رأسه (خرتنك) الذي يبعد فرسخين عن سمرقند، توفي بعد مدة وجيزة في مساء الخميس ليلة [[عيد الفطر]] من العام 256 هـ،<ref>ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190.</ref> مات عن عمر ناهز الثانية والستين سنة،<ref>الذهبي، جزء فيه ترجمة البخاري، ص 58.</ref> وقد ذكر ابن يونس في (تاريخ الغرباء) أنَّ البخاري قدم إلى مصر ومات فيها.<ref>الشيخ، الإمام البخاري أستاذ الأستاذين، ص 665.</ref>
"البخاري"، هو أبو عبد الله محمّد بن [[إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة]] بن بَردِزْبَة الجعفي، ونسبة ''الجعفي'' مردّها إلى جدّه الثاني، المغيرة، كان من موالي ''[[يمان الجعفي]]'' حاكم بخارى، الذي أسلم المغيرة على يديه. وكان والد المغيرة، بَردِزبَة
{{ملاحظة| بَردِزْبَة: بمعنى المزارع: وقد وردت في المصادر المختلفة أسماء أخرى هي: برزويه، وبدذبة، ويزذبة، ويزدزبة والأحنف. الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 212؛ الذهبيّ، تذكرة الحُفاظ، ج 2، ص 555؛ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ص 41.}}زرادشتياً وقد توفي على هذا الدين، <ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190؛ ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 134.</ref>


ولد البخاريّ في 13 شوال من العام [[سنة 194 للهجرة|194]] هـ في خرتنغ، إحدى قرى [[بخارى]]. فقد والده _ الذي كان هو أيضا من رواة الحديث _ في مرحلة الطفولة، وتكفّلت أمه برعايته. وفي طفولته فقد بصره لفترة ثم عاد إليه وشُفي.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 10؛ الصفديّ، الوافي بالوفيات، ج 2، ص 207؛ القسطلاني، إرشاد الساري، ج 1، ص 31.</ref> بدأ منذ طفولته بتحصيل العلم في بُخارى، وفرغ نفسه منذ العاشرة من عمره إلى حفظ الأحاديث وجمعها،<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref> ورد في المصادر، أنّ أصحابه كانوا يصححون الأحاديث التي كتبوها على أساس ما يقرأه من ذاكرته.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
===صفاته===
وفي السادسة عشرة من عمره ذهب إلى [[الحجاز]] لي[[الحج|حجّ]] وأن يحيط بعلم الحديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
*الخَلقية
وفي الثامنة عشرة من عمره ألّف في المدينة كتاب قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
روى الخطيب بسنده عمن رأى البخاري قال: رأيت محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير يميل إلى السمرة.<ref>الحمداني، الإمام البخاري فقيه المحدثين، ص 30.</ref>
===طلبه للعلم===
*الخُلقية
سافر البخاري في رحلات طويلة، وأخذ علم الحديث عن أساتذته، في كلّ من [[خراسان]]، والجبال، و[[العراق]]، و[[مصر]]، و[[الشام]]، والحجاز. وحفظ أكثر من مائتي ألف حديث بين صحيح السند وغيره.<ref>ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة، ج 1، ص 276.</ref>
اختلفت النقول في صفات البخاري الخُلقية فقد ذكر البعض أنَّ البخاري أخذ الرهبانية على نفسه وجعلها مسلكا ومذهبا، كما مدحه لذلك بعض، ويطعن فيه آخرون، فمادوحه يقولون: بأن الزهد في الدنيا، كان من أوصاف المتقين والأولياء، والطاعن فيه يقول: إن النكاح من السنة، فمن ترك السنة المؤكدة في الزواج ليس بمؤمن، بل يشتري لنفسه لعائن كثيرة.<ref>الهرساوي، الإمام البخاري وفقه أهل العراق، صص 125 - 128.</ref>
ويقول البخاري إنه سمع الحديث لأكثر من ألف شيخ.<ref>الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 2، ص 207؛ ابن العماد، شذرات الذهب، ج 2، ص 134.</ref>
===إخراجه من بخارى===


==البخاري لدى أهل السنة==
==طلبه للعلم==
للبخاري أهمية كبيرة لدى [[أهل السنة]]، وقد أطنب أئمة الحديث في الكلام على فضائله؛ فادّعى بعضهم أن لا أحد أعلم من البخاري في علم الحديث، وقال [[مسلم بن الحجاج|مسلم]] إنني أشهد أن لا مثيل له في الدنيا.<ref>ابن العماد، شذرات الذهب، ج ص 134.</ref>
رحل في طلب العلم إلى أكثر محدثي الأمصار في كلّ من [[خراسان]]، و[[العراق]]، و[[مصر]]، و[[الشام]]، و[[الحجاز]]، فسمع من مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وعبيد اللَّه بن موسى العبسي، وأبا عاصم الشيباني، وأبا بكر الحميدي، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.<ref>ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة، ج 1، ص 271.</ref>
بعد أن أنهى كتابه الصحيح الذي جمع فيه الأحاديث عاد إلى بخارى وكل ما مرّ على مدينة استقبله الناس، حتى أنّ في [[نيسابور]] استقبله أربعة آلاف فارس فقط دون من كان راجلاً وغيره.
===إخراجه من المدن===
لقد ذكر المؤرخون أنَّ البخاري أُخرج مرتين، وهما:
====إخراجه من نيسابور====
لقد ذكرت المصادر التاريخية أنَّ البخاري أُخرج من نيسابور وقد إختلف المؤرخون في سبب ذلك: فقد قالوا أنَّ البخاري في مسألة خلق القرآن ذهب إلى أن القرآن مخلوق فكفره محمد بن يحيى الذهلي،{{ملاحظة|هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الإمام الذهلي مولاهم النيسابوري الحافظ سمع من خلق كثير روى عنه الجماعة خلا مسلم. قال: ارتحلت ثلاث رحلات وأنفقت مائة وخمسين ألفا، قال النسائي: ثقة مأمون، قال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: رأيْت محمد بن يحيى في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: فما فعل بحديثك؟ قال: كُتب بماء الذهب ورفع في عليين. توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين.الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 5، ص 123.}}ونهى الناس عن حضور مجلسه،<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 340.</ref> وقال عنه أيضا: قد أظهر هذا البخاري قول اللفظية واللفظية عندي شر من الجهمية،<ref>الذهبي، سير الأعلام النبلاء، ج 12، ص 459.</ref> وقد ترك الرواية عن البخاري بسبب هذه المسألة كل من: أبي زرعة، وأبي حاتم،<ref>السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 12.</ref> ومنهم من أوعز ذلك لحسد أستاذه محمد بن يحيى الذُهلي للبخاري، فذكروا: أنه لما قدم البخاري إلى نيسابور قال الذُهلي: إذهبوا إلى هذا الرجل العالم الصالح فاسمعوا منه، فذهب الناس وقلَّ حُضَّار مجلس الذُهلي، فحسده وتكلم فيه.<ref>الشيخ، الإمام البخاري أستاذ الأستاذين، ص 120.</ref>
 
====إخراجه من بخارى====
قال شمس الأئمة: قدم محمد بن إسماعيل البخاري بخارى، فى زمن أبى حفص الكبير، وجعل يفتى فيها، فنهاه أبو حفص، وقال: لست بأهل لها، فلم ينته، حتّى سُئل عن صبيّين شربا من لبن شاة أو بقرة، فأفتى بثبوت الحرمة، فاجتمع الناس، وأخرجوه،<ref>التميمي، الطبقات السنية في تراجم الحنفية، ج 1، ص 343.</ref> فإنَّ الأختية تتبع الأمّية، والبهيمة لا تصلح أما للآدمي؛<ref>النسفي، كشف الأسرار، ج 1، ص 11.</ref> ولأنَّ الرضاع يُعتبر بالنسب وكما لا يتحقق النسب بين بني آدم والبهائم فكذلك لا يثبت حرمة الرضاع بشرب لبن البهايم.<ref>القرشي، الجواهر المضية، ج 1، ص 67.</ref>
 
==مكانته لدى أهل السنة==
للبخاري منزلة كبيرة لدى أكثر [[أهل السنة]]، وقد أطنب أئمة الحديث في الكلام على فضائله؛ فادّعى بعضهم أن لا أحد أعلم من البخاري في علم الحديث، وقال [[مسلم بن الحجاج|مسلم]] للبخاري: لا يعيبك إلا حاسد، وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك.<ref>ابن العماد، شذرات الذهب، ج ص 254.</ref>
 
بعد أن أنهى كتابه الصحيح الذي جمع فيه الأحاديث عاد إلى بخارى،<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 491.</ref> ولقد لقب بعض علماء أهل السنة البخاري بـ (إمام المحدثين، وبأمير المؤمنين في الحديث).<ref>الدمشقي، حياة البخاري، ص 26.</ref>
 
==مواقفه من علماء الإسلام==
إنَّ للبخاري مواقف عديدة مع بعض علماء الإسلام ومن أهمها:
===موقفه من أئمة أهل البيت(ع)===
لم ينقل البخاري عن الإمام جعفر الصادق{{ع}} ولا رواية واحدة في كتابه (صحيح البخاري) وقد أوعز علماء الشيعة هذا لنصب البخاري وعناده لأهل البيت{{هم}}،<ref>الصدر، نهاية الدراية، ص 513.</ref> فقد قال السيد هاشم معروف الحسني: إنَّ الشيخ محمد بن إسماعيل البخاري، لم يرو عن أحد أئمة أهل البيت{{هم}} الذين عاصرهم، ولا عن الإمام الصادق{{ع}} مؤسس مدرسة الفقه والحديث وولده الإمام موسى بن جعفر، ولا عن أحد من العلويين ك[[زيد بن علي]] وغيره مع العلم بأن زيد بن علي قد ترك أثرا في الفقه والحديث، من أبرز مؤلفات ذلك العصر، وترك تلاميذ [[الأئمة (ع)|الأئمة]]{{هم}} آلاف المؤلفات كما تدل على ذلك الفهارس المخصصة لإحصاء مؤلفات الشيعة،<ref>الحسني، دراسات في الحديث والمحدثين، صص 173 - 174.</ref> وقد أيَّد ابن تيمية عدم نقل البخاري الحديث عن الإمام الصادق{{ع}} وقد برر ذلك بقوله: وقد استراب البخاري في بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخرج له.<ref>ابن تيمية، منهاج السنة، ج 7، ص 534.</ref>


وقبل وصوله إلى مدينة بخارى بفرسخ نصبت له خيمة، فتوافد أهل المدينة لاستقباله ناثرين عليه الدراهم والدنانير. فاستقر البخاري في المدينة وأقام فيها مجلساً للحديث، وبسبب العداء الذي كنّه له حاكم مدينة بخارى لرفضه إقامة مجلس خاص له في شرح الحديث إضافة إلى مخالفة البعض ك[[محمد بن يحيى الذهلي]] أحد أستاذة البخاري وهو من كبار أهل الحديث الذي أضمر له العداوة لما رأى حفاوة استقبال الناس له،<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 491.</ref>
وهذا ما أثار اللغط حول مذهبه وأدّى إلى نفيه من هناك.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 33.</ref>
==موقفه من علماء الإسلام==
===موقفه من الإمام الصادق(ع)===
===موقفه من أبي حنيفة===
===موقفه من أبي حنيفة===
لقد كان للبخاري موقفا سلبيا من أبي حنيفة النعمان فقد روى عن كل من الشافعي وابن حنبل ومالك في كتابه (صحيح البخاري) ولكنه عندما يصل إلى قول أبي حنيفة يقول: (قال بعض الناس) تشنيعا وتوهينا بأبي حنيفة،<ref>العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج 24، ص 121.</ref> وقال البخاري في كتابه (الضعفاء والمتروكين): أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي قال نعيم بن حماد نا يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ سمعا سفيان الثوري يقول قيل استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين ،وقال نعيم عن الفزاري: كنت عند سفيان بن عيينة فجاء نعي أبي حنيفة، فقال لعنه الله كان يهدم الإسلام عروة عروة، وما ولد في الإسلام مولود أشر منه.<ref>القرطبي، الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، صص 149 - 150.</ref>
وقد رد الأحناف على هذه الطعون فقد قال الكيرانوي: كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، فوالله لم يولد في الإسلام بعد النبي{{صل}} وأصحابه أيمن وأسعد من النعمان أبي حنيفة، ودليل ذلك ما هو شاهد في اندراس مذاهب الطاعنين عليه، وانتشار مذهب أبي حنيفة اشتهارا ليلا ونهارا،<ref>الكيرانوي، أبو حنيفة وأصحابه، صص 43 - 44.</ref> وكذلك ألّف بعض العلماء الأحناف كتبا للرد على البخاري<ref>الهرساوي، الإمام البخاري وفقه أهل العراق، ص 148.</ref> مثل كتاب (بعض الناس في دفع الوسواس)، وكتاب (إيقاظ الحواس فيما قال بعض الناس)، وكتاب (كشف الالتباس عما أورده البخاري عن بعض الناس).<ref>هاشم، الإمام البخاري محدثا وفقيها، ص 193.</ref>


==مسلكه الفقهي==
==مسلكه الفقهي==
اختلف المحققون في أنّ البخاريّ هل هو تابع لأحد [[المذاهب الأربعة لأهل السنة|المذاهب الأربعة]] المعروفة لأهل السنة أو غيرها. لأنّ البخاري كان صاحب مسلك فقهي خاص ومستقل، ويعبّر عن آرائه الاجتهادية عبر نقل قول أحد الصحابة أو أئمة مذاهب أهل السنة.<ref>البخاريّ، مقدمة منبر الدمشقي، ص 40 -42.</ref>
اختلف المحققون في أنّ البخاريّ هل هو تابع لأحد [[المذاهب الأربعة لأهل السنة|المذاهب الأربعة]] المعروفة لأهل السنة أو غيرها؛ لأنّ البخاري كان صاحب مسلك فقهي خاص ومستقل، ويعبّر عن آرائه الاجتهادية عبر نقل قول أحد الصحابة أو أئمة مذاهب أهل السنة.<ref>البخاريّ، مقدمة منبر الدمشقي، ص 40 -42.</ref>


مع ذلك حاول بعض أتباع المذاهب أن يعدّوه من أتباع مذهبهم ومن بينهم [[السبكيّ]]،<ref>السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 212.</ref> الذي عدّه من جملة علماء [[الشافعية]]، وذكره [[القاضي ابن أبي يعلى]]،<ref>ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة، ج 1، ص 271.</ref> من بين العلماء [[الحنبلية|الحنابلة]]، وبحسب ما جمعه جمال الدين القاسمي الدمشقي من آراء وفتاوى فقهية للبخاري من خلال الرجوع إلى عناوين أبواب كتاب صحيح البخاري يمكن عدّ البخاري أنه صاحب مسلك مستقل في الاجتهاد والرأي.
مع ذلك حاول بعض أتباع المذاهب أن يعدّوه من أتباع مذهبهم ومن بينهم [[السبكيّ]]،<ref>السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 212.</ref> الذي عدّه من جملة علماء [[الشافعية]]، وذكره [[القاضي ابن أبي يعلى]]، من بين العلماء [[الحنبلية|الحنابلة]].<ref>ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة، ج 1، ص 271.</ref>
===بعض فتاواه الغريبة===


لقد عرّض بعض العلماء بطريقة استنباط البخاري للأحكام الشرعية كقول الإمام عبد الرشيد النعماني: وأما البخاري ففتياه في ثبوت الحرمة بين صبيين شَرِبا من لبن شاة معروفة، والقصة مشهورة ذكرها القاضي حسين بن محمد بن الحسن الدياربكري المالكي، في تاريخه المعروف (بالخميس)، وأشار إليها العلامة ابن حجر المكي الشافعي في (الخيرات الحسان) ولا استبعاد في وقوع هذا عن البخاري، ولو تدبرت كتابه لبانَ لكَ أن أكثر استباطاته لا تجري على أصول الفقهاء.<ref>النعماني، الإمام ابن ماجه وكتابه السنن، صص 129 - 130.</ref>
==معيار الحديث الصحيح==
==معيار الحديث الصحيح==
للبخاريّ معايير خاصّة لاختيار الأحاديث الصحيحة، عُرفت بـ شرط البخاريّ. وعلى أساسه يعدّ البخاريّ الحديث صحيحاً إذا ما اتفق [[المحدث (توضيح)|المحدّثون]] الكبار حول وثاقة سلسلة الرواة واحداً واحداً وصولاً إلى [[الصحابي|صحابيّ]] مشهور، وأن يكون السند متّصلاً وغير منقطع. ومن المستحسن أن ينقل راويان أو أكثر عن صحابيّ واحد، ولكن إذا روى عنه راوٍ واحد معتبر فذلك يكفي في أن يكون الحديث صحيحاً.<ref>ابن حجر العسقلانيّ، فتح الباري، ص 7.</ref>
لم يُصرِّح البخاري بشرطه في كتابه ولا في غيره، ولم يُنقل عنه أنه قال: شرطتُ أن أُخرج في كتابي ما يكون على الشرط الفلاني، كما جزم به غير واحد من الأئمة،<ref>الشيخ، الإمام البخاري أستاذ الأستاذين، ص 393.</ref> ولكن العلماء استنتجوا شروط البخاري في تخريج الأحاديث من أمرين: الأول من تسمية البخاري نفسه لكتابه، والثاني من الاستقراء من تصرفه،<ref>هاشم، الإمام البخاري محدثا وفقيها، ص 89.</ref> وذكروا أنَّ شروطه هي: عدالة رجال سلسلة السند، واتصال السند إلى الصحابي، وأن يكون الراوي اللاحق في الطبقة الأولى من الرواة عن شيخه، واشتراط المعاصرة واللقيا في العنعنة{{ملاحظة|الحديث المعنعن: هو ما يُقال في سنده فلان عن فلان.الجرجاني، رسالة في أصول الحديث، ص 78.}}.<ref>العمري، بحوث في تاريخ السنة المشرفة، ص 317.</ref>
 
على هذا الأساس اعتمد البخاري اتصال السند، والإتقان ووثاقة الرجال، وعدم وجود إشكال أو ضعف في متن الحديث أو في سنده (عدم العلل). ولكن يمكن أن نرى  من خلال تصنيف أحاديث الصحيح عند ابن حجر، <ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 6.</ref> أنّ الشرط المذكور لم يكن في جميع الأحاديث، وقد أورد بعض الأحاديث التي لم يُراع فيها الشرط المذكور.<ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 346.</ref>


==مشايخه وتلامذته==
==مشايخه وتلامذته==
ذكر البخاري أنّ عدد مشايخه يتعدّى الألف، <ref>ابن العماد، شذرات الذهب، ج 2، ص 124.</ref> أبرزهم في بخارى: وهم محمد بن سلام ومحمد بن يوسف البيكنديّ، محمد بن عرير، هارون بن الأشعث؛ وفي بلخ: مكّي بن إبراهيم، يحيى بن بشير الزاهد،؛ وفي مرو: علي بن الحسن بن شفيق، وصدقة بن الفضل، وفي نيسابور: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم وتلقى الحديث من مشايخ في [[الرّي]] و[[بغداد]] و[[البصرة]] و[[الكوفة]] و[[مكة]] و[[المدينة]] و[[واسط]] و[[دمشق]] و[[بقيسارية]] و[[عسقلان]] و[[حمص]] أيضاً.<ref>الصّفدي، الوافي بالوفيات، ج 2، ص 206 - 207.</ref>
لقد أخذ البخاري عن الكثير من الشيوخ أبرزهم في بخارى: وهم محمد بن سلام ومحمد بن يوسف البيكنديّ، محمد بن عرير، هارون بن الأشعث؛ وفي بلخ: مكّي بن إبراهيم، يحيى بن بشير الزاهد،؛ وفي مرو: علي بن الحسن بن شفيق، وصدقة بن الفضل، وفي نيسابور: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم وتلقى الحديث من مشايخ في [[الرّي]] و[[بغداد]] و[[البصرة]] و[[الكوفة]] و[[مكة]] و[[المدينة]] و[[واسط]] و[[دمشق]] و[[بقيسارية]] و[[عسقلان]] و[[حمص]] أيضاً.<ref>الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 2، ص 148.</ref>
 
كما روى البخاري الأحاديث وكتبها نقلاً عن رواة أكبر منه وأصغر أو في مثل سنّه. لذلك قُسّم مشايخه إلى خمس طبقات:
1. الذين نقلوا الحديث عن التابعين 2. الذين كانوا في زمانه لكنّهم لم يلتقوا بأيّ من التابعين المعتبرين 3. الطبقة الوسطى من مشايخه الذين رووا عن كبار تابعي التابعين 4. أتراب البخاري ومن هم أكبر منه بقليل 5. أولئك الذين هم من ناحية العمر ودرجة الإسناد بمنزلة تلامذته. وعن المجموعة الأخيرة نقل القليل من الأحاديث.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 479 480.</ref>


==من روى عنه==
حدّث عنه الكثير من التلامذة، ومنهم: [[مسلم بن الحجاج]]، [[الترمذي]]، ابن أبي الدنيا، إبراهيم الحربي، صالح جزرة، ابن خزيمة، إبراهيم بن معقل النسفي، محمد بن يوسف الفربري، عبد الله الأشقر، ابن أبي داود، والقاضي المحاملي.<ref>الذهبي، جزء فيه ترجمة البخاري، صص 36 - 37.</ref>
روى العديد من المحدّثين في المدن المختلفة الحديث من البخاري وكتبوه. أقدمهم أبو زرعة وأبو حاتم، ونقل عنه الحديث بعض مؤلفي جوامع الحديث المشهورة، ك[[الترمذي]]، و[[مسلم]]، وعدد كبير من أئمة الحديث.<ref>الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 2، ص 207.</ref>


وذهب البخاريّ مرات عديدة إلى بغداد حيث أقام مجالس للحديث. وكان الناس يكتبون الحديث حيث يصل الحضور إلى عشرين ألف شخص،<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 20.</ref>
==كتابه صحيح البخاري==
ونقل عنه في بغداد الأحاديث مثل إبراهيم بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، و محمد بن هارون الحضرمي وغيرهم. وكانت النسخة الأصلية لكتاب الصحيح عندهم، لكنّ النسخ التي كانت بحوزتهم  كانت متفاوته من حيث  التقدم والتأخر.<ref>ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ص 6.</ref>
[[ملف:صحيح البخاري.jpg|300px|تصغير|صحيح البخاري]]
وسمع الحديث من البخاريّ تسعون ألف محدّث.<ref>ابن خلّكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190.</ref>
[[ملف:صحیح بخاری.jpg|200px|تصغير]]
==الصحيح البخاري==
{{مفصلة|صحيح البخاري}}
{{مفصلة|صحيح البخاري}}
إنّ البخاري رأى أنّ مجامع الأحاديث المدوّنة في عصره، كانت تحتوي على أحاديث صحيحة وغير صحيحة، لذلك أقدم إلى جمع الأحاديث الصحيحة منها في كتاب، وبحسب قوله إنّ أستاذه [[إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ]] كان المشجع الأساسي له في ذلك.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 5. </ref> وقضى البخاري خمس عشرة سنة في تأليف كتاب الصحيح، واختار أحاديثه من بين ستة آلاف حديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 5.</ref> ويبلغ عدد أحاديثه بحسب قول [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] 2761 حديثاً مع المكررات واختلفت الروايات حول عدد الأحاديث الدقيق. <ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 478، 465.</ref>
ذكر المؤرخون أنَّ سبب تأليف البخاري لصحيحه هو سماعه قول أستاذه إسحاق بن راهويه: لو جمعتم كتابا مختصرا في الصحيح من سنة رسول الله{{صل}}، قال البخاري: فوقع في قلبي، فأخذت في جمع الجامع الصحيح،<ref>المظاهري، الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين، ص 84.</ref> وذكروا أنه استخرج أحاديث كتابه من بين ستمائة ألف حديث، وقد أتم كتابته في ست عشرة سنة.<ref>العمري، بحوث في تاريخ السنة المشرفة، ص 318.</ref>
 
من ميزات هذا الكتاب كما يقول شارحوه مثل [[النووي]] وابن حجر أنّ عناوين الأبواب تدّل على أنّ البخاري لم يكن يهدف إلى جمع الأحاديث فقط، بل إلى توضيح استنباطه منها، واستدلاله على المواضيع المختلفة كالأصول، والفروع، والآداب والأمثال.<ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 6.</ref>


عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، ك[[أحمد بن حنبل]]، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 491.</ref>
إنَّ لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى بعض علماء أهل السنة؛ حيث إنّ البعض إدعى اتفاق الأمة على أنَّ أصحّ الكتب بعد [[القرآن]] هو صحيح البخاري، ومن بعده [[صحيح مسلم]]،<ref>النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج 1، ص 14.</ref> ولكن صرّح الكثير من علماء أهل السنة في أنه يوجد في صحيح البخاري أحاديث موضوعة، وذهب ابن حزم إلى تكذيب بعض الأحاديث.<ref>حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، ج 1، ص 81.</ref>
لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد [[القرآن]] هو صحيح البخاري، ومن بعده [[صحيح مسلم]]،<ref>حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 1، العمود 541؛ القسطلانيّ، إرشاد الساري، ج 1، ص 19؛ الهيتمي، الصواعق المحرقة، ص 9؛ النووي، شرح صحيح مسلم، ج 1، ص 120.</ref>
ولكنّ [[الشافعي]] وآخرون أطلقوا على [[موطّأ مالك (كتاب)|موطّأ مالك]] صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، <ref>حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، مج 1، ج 1، ص 78.</ref>


وجدّ علماء الحديث منذ العصور السالفة وحتى عصرنا الحاضر في شرحه والتعليق عليه. ذكر حاج خليفة عشرات الشروح والتعليقات.<ref>حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 1، العمود 545 - 555.</ref>
وفي الصحيح نادراً ما نقل البخاري أحاديثاً عن أئمة الشيعة بواسطة أو بدون واسطة، حيث إنه روى في صحيحه تسعة وعشرين حديثاً فقط عن [[الإمام علي (ع)]]، وأحاديث قليلة أيضاً عن [[الإمام الحسن]] و[[الإمام الباقر]] (عليهما السلام).<ref>الحسني، دراسات في الحديث، ص 124.</ref>
وفي الصحيح نادراً ما نقل البخاري أحاديثاً عن أئمة الشيعة بواسطة أو بدون واسطة، حيث إنه روى في صحيحه تسعة وعشرين حديثاً فقط عن [[الإمام علي (ع)]]، وأحاديث قليلة أيضاً عن [[الإمام الحسن]] و[[الإمام الباقر]] عليهما السلام.<ref>الحسني، دراسات في الحديث، ص 124، النجمي، سيري در صحيحين، ج 1، ص 125.</ref>
===سبب شهرة الكتاب===
ذهب أكثر علماء أهل السنة أنَّ سبب شهرة صحيح البخاري هو ضبطه للأحاديث الواردة فيه بحسب المعايير التي وضعها البخاري لتصحيح الحديث وإن وجدت فيه بعض الأخطاء بسبب اختلاف الرواة،<ref>عبيد، روايات ونسخ الجامع الصحيح، ص 16.</ref> وذكر بعض المحققين أنَّ السبب في شهرته كانت العوامل السياسية؛ وذلك لأنَّ البخاري عاش في عصر [[المتوكل العباسي]] الذي استخدم طبقة من المحدثين ومنحهم الجوائز في نقل الأحاديث التي تؤيد موقف المحدثين أمام العدلية والمعتزلة.<ref>شيخ الشريعة الإصبهاني، القول الصراح في البخاري، صص أ - ب.</ref>


==نقد ومدح الصحيح==
==تقييم صحيح البخاري==
لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو [[التجريح]] برجاله. وعلى قول [[أبو الحسن المقدسيّ|أبي الحسن المقدسيّ]]، إنّ كل من انتمى إلى طبقة ناقلي أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) مبرّاٌ من كلّ عيب ونقص وانتقاد!<ref>القسطلاني، إرشاد الساري، ج 1، ص 21.</ref>
لم يجرئ الكثير من علماء أهل السنة على نقد روايات ورجال صحيح البخاري، بل جعله بعضهم المعيار في توثيق الرجال كما في قول أبو الحسن المقدسي: إنَّ الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح هذا جاز القنطرة، يعني لا يلتفت إلى ما قيل فيه،<ref>القسطلاني، إرشاد الساري، ج 1، ص 21.</ref> ولكن وردت الكثير من الانتقادات للبخاري وصحيحه من الكثير من العلماء من أهل السنة والشيعة، ومنها:
قال [[الذهبي]] لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،<ref>ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج ص 146.</ref>
===أهل السنة===
ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا [[الكفاّرة|كفاّرة]] عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. <ref>النووي، شرح صحيح مسلم، ج 14، ص 127.</ref>
انتقد بعض علماء الحديث ك[[الدارقطني]] صحيح البخاري وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>الدارقطني، العلل الواردة في الأحاديث النبوية، ج 1، صص 108 - 109.</ref> وقد انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري في مائة وعشرة حديث، اختص البخاري منها بأقل من ثمانين وباقي ذلك يختص بمسلم،<ref>أبو رية، أضواء على السنة المحمدية، ص 317.</ref> وقد ناقش بعض علماء أهل السنة في الآونة الأخيرة في أحاديث صحيح البخاري وأثبتوا ضعفها على طبق الموازين العلمية كالشيخ محمد ناصر الدين الألباني.<ref>أبو عبده، الأحاديث التي ضعفها الشيخ الألباني في صحيح البخاري، صص 34 - 35.</ref>


'''أهل السنة؛'''
===الشيعة===
وجّه علماء الشيعة النقد للبخاري؛ لأنَّه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم{{هم}} في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم ك[[الإمام الهادي]] و[[الإمام الحسن العسكري(ع)|الإمام الحسن العسكريّ]] (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن [[أمير المؤمنين]] و[[الإمام الحسن المجتبى]] و[[الإمام الباقر]] (ع).<ref>الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 124.</ref>


مع هذا انتقد بعض علماء الحديث ك[[الدار قطني]] الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>أبو رية، أضواء على السنة المحمدية، ص 312 - 313.</ref> ونقلاً عن [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري وأخرج من صحيح البخاري 78 حديثاً . وكذلك تم تصنيف حوالي الثمانين من رجال الحديث في الصحيح ووضعه في خانة غير الثقاة.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 9.</ref>
===نقود أخرى===
وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.<ref>محمد رشيد رضا، تفسير المنار، ج 1، ص 671.</ref>
يوجد الكثير من النقود الأخرى التي وجهها العلماء والمفكرون للبخاري وصحيحه، ومنها:
 
*'''موقفه من فضائل أهل البيت{{هم}}'''
'''الشيعة؛'''
قال الشيخ جعفر السبحاني: إنَّ البخاري وإن ذكر شيئا من فضائل علي وأهل بيته إلا أنَّ قلمه يرتعش عنما يصل إلى فضائلهم فيعبث بالحديث مهما أمكن، ومن النماذج على ذلك حديث الولاية الذي رواه محدثو أهل السنة في كتبهم ومسانيدهم وقد بلغ عددهم 65 عالما إلا أنَّه حذف ذيل الرواية التي نصت على ولاية أمير المؤمنين{{ع}} في قول النبي{{صل}}: '''علي مني وأنا من علي، وهو وليكم من بعدي'''، واكتفى بنقل صدر الرواية التي قال فيها النبي(ص): '''يا بريدة أتبغض عليا؟فقلت: نعم، قال: لا تبغضه فإنَّ في الخمس أكثر من ذلك'''.<ref> شيخ الشريعة الإصبهاني، القول الصراح في البخاري، صص ب - هـ.</ref>
 
*'''تعارض بعض أحاديث صحيح البخاري مع آيات القرآن'''  
ووجّه علماء الشيعة النقد إلى البخاري حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم ك[[الإمام الهادي]] و[[الإمام الحسن العسكري(ع)|الإمام الحسن العسكريّ]] (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن [[أمير المؤمنين]] و[[الإمام الحسن المجتبى]] و[[الإمام الباقر]] (ع)،<ref>الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 124، النجمي، سيري در صحيحين، ج ص 125.</ref> حيث إنّ في سند تلك الأحاديث يوجد من ضعاف الرواة الذين ضعّفهم أو يرفضهم محدثو أهل السنة أنفسهم،<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 5، ص 93؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 279-280؛ الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 165-191.</ref>
لقد ناقش بعض العلماء والمفكرين الكثير من الأحاديث التي ذكرها البخاري في صحيحه والتي تعارض بعض آيات القرآن الكريم كحديث (لن ينجي أحدا منكم عمله)<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج ص 98.</ref> وقالوا: أنه يدل على الجبر الذي نفاه القرآن<ref>الزلزلة: 7 - 8.</ref> في الكثير من آياته،<ref>إسلامبولي، تحرير العقل من النقل، ص 278.</ref> ومما يدل على هذه الأحاديث الموضوعة على لسان النبي{{صل}} ليس فيها إعجاز عددي ولا إعجاز علمي ولا معلومات إلهية، بل كل ما قالوه عن آيات الله الحقيقية صار شاهدا على افترائهم؛ لأنهم يقولون عكس ما تقوله الآيات من علوم حقيقية.<ref>عز الدين، دين السلطان (البرهانصص 40 - 41.</ref>
 
*'''معارضة بعض أحاديث صحيح البخاري للعقل'''
خاصة وأنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم وبخاصّة تلامذة الإمام الباقر و[[الإمام الصادق]] (ع) كانوا متواجدين بكثرة في [[العراق]] و[[الحجاز]]، إلاّ أنّ البخاري لم يذكر سوى أسم عشرين رجلا من [[الشيعة]] فقط، <ref>حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، مج 3، ج ص 501.</ref> بحيث إنّ مصادر شيعية اتهمته بالتعصّب، <ref>الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 176؛ النجمي، سيري در صحيحين، ج ص 7.</ref> وذكرت بعض كتب السنة هذا الانتقاد واعطت تبريراً له، <ref>ابن تيمية، منهاج السّنة، ج 4، ص 133؛ الذهبي، تذكرة الحُفاظ، ج 1، ص 414؛ أبو رية، أضواء على السنة المحمدية، ص 311-312.</ref>
لقد طرح الكثير من المباحثين معارضة بعض أحاديث صحيح البخاري للعقل، وذكروا نماذج كثيرة لذلك مثل: حديث سحر النبي{{صل}} فإنه معارض للعصمة،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج ص 122.</ref> وحديث كلام الذئب والبقرة،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج ص 174.</ref> وأحاديث أخرى كثيرة.<ref>الطحاينة، روايات منتقدة في الصحيحين، صص 6 - 9.</ref>
 
*'''رواية البخاري عن أعداء أهل البيت{{هم}}'''
فيمكن القول إنّ العقيدة الشخصية للبخاري إضافة إلى تزامن حياته في زمن [[المتوكل العباسي]] والذي تميّز بعدائه ل[[أهل البيت]] (ع)، أثّر كثيراً فيما جاء في الصحيح من روايات وانتقاء لها، كما انتقدت بعض المصادر الشيعية عدم نقل أحاديث حول بيان مقام أهل البيت (ع<ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج ص 279.</ref> في الصحيح بالذات، وذكر رواة مجهولين مختَلَقين، وأورد في الصحيح أحاديث موضوعة،<ref>الأميني، الغدير، ج ص 281-289.</ref>
لقد استنكر الكثير من العلماء على البخاري لروايته عن رواة هم من أعداء أهل البيت{{هم}} كالخوارج كروايته عن الخارجي عمران بن حطان الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي{{ع}} بقوله:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|يا ضربة من تقيّ ما أراد بها |إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا}}
{{بيت|إنّي لأذكره يومــــــــــا فأحسبه |أوفـــــــــــى البريّة عند اللَّه ميزانا}}<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج ص 215.</ref>
{{نهاية قصيدة}}
قال ابن حجر العسقلاني: وممن عاب على البخاري إخراج حديثه - عمران بن حطان - الدار الدارقطني، فقال: عمران متروك، لسوء اعتقاده وخبث مذهبه،<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 5، ص 234.</ref> وقال العيني وهو يتحدث عن عمران بن حطان: كان رئيس الخوارج وشاعرهم وهو الذي مدح ابن ملجم قاتل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بالأبيات المشهورة، فإن قلت: كان تركه من الواجبات وكيف يقبل قول من مدح قاتل علي (رضي الله عنه)؟! قلت: قال: بعضهم أخرج له البخاري على قاعدته في تخريج أحاديث المبتدع إذا كان صادق اللهجة متدينا انتهى. قلت: ليس للبخاري حجة في تخريج حديثه ومسلم لم يخرج حديثه ومن أين كان له صدق اللهجة وقد أفحش في الكذب في مدحه ابن ملجم اللعين والمتدين كيف يفرح بقتل مثل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) حتى يمدح قاتله.<ref>العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج 22، ص 13.</ref>


==مؤلفاته==
==مؤلفاته==
يبلغ عدد آثار ما ألّفه البخاري 25 كتاباً، وقد فقد بعض منها والبعض الآخر على شكل مخطوطات محفوظة في المكتبات، طبع جزء منها. ومن جملة آثاره:
لقد ذكر المترجمون لسيرة البخاري أنَّه كتب كتبا في عدة علوم، وهي:
 
*'''كتب في الحديث النبوي'''
* التاريخ الكبير: في أحوال أربعين راوٍ منذ عهد الصحابة إلى زمان المؤلّف.<ref>الكتانيّ، الرسالة المستطرفة، ص 96.</ref>
وهي: الجامع الكبير، الجامع الصغير، المسند الكبير، المبسوط، الوحدان، الفوائد، العلل، انتقاء البخاري من حديثه لأهل بغداد، ومشيخته.<ref>الشيخ، الإمام البخاري أستاذ الأستاذين، ص 579.</ref>
* التاريخ الصغير، كتاب مختصر وموثّق في أسماء الرجال.
*'''كتب في التاريخ والتراجم'''
* كتاب الضعفاء الصغير.
وهي: التاريخ الكبير، التاريخ الآوسط، التاريخ الصغير، الكنى، أسامي الصحابة، الضعفاء الصغير، والضعفاء الكبير.<ref>الشيخ، الإمام البخاري أستاذ الأستاذين، ص 587.</ref>
* كتاب الكِنى حول كنية ألف راوٍ.
*'''كتب في الفقه'''
* كتاب خلق أفعال العباد في الرّد على فرقة الجهمية وبعض الفرق الأخرى.
وهي: كتاب الهبة، كتاب الأشربة، كتاب رفع اليدين في الصلاة، كتاب القراءة خلف الإمام، كتاب قضايا الصحابة والتابعين، وكتاب السنن في الفقه.<ref>الشيخ، الإمام البخاري أستاذ الأستاذين، ص 612.</ref>
* الأدب المفرد في الحديث.
*'''كتاب في التفسير'''
* قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.
وهو: التفسير الكبير.<ref>الشيخ، الإمام البخاري أستاذ الأستاذين، ص 617.</ref>
* ثلاثيّات البخاري (والمقصود منها الأحاديث عالية السند التي ترجع عبر ثلاثة رواة إلى الرسول (ص)، وقد بلغ عددها 22 حديثاً في صحيح البخاري).<ref>حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 1، العمود 522.</ref>
*'''كتب في الآداب والزهد والرقائق'''
* [[تفسير البخاريّ]]، الذي يعده البخاري أحد كتب الجامع الصحيح. وينسب أليه التفسير الكبير أيضاً.<ref>حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 1، العمود 443.</ref>
وهي: الأدب المفرد، بر الوالدين، والرقاق.<ref>الشيخ، الإمام البخاري أستاذ الأستاذين، ص 619.</ref>
* الجامع الصحيح، المعروف بصحيح البخاري الذي هو  أكثر الكتب البخاري شهرةً، وأحد [[الصحاح السّتة]] لدى أهل السنة، بل أكثرها توثيقاً واعتباراً عندهم.
*'''كتاب في العقائد'''
 
وهو: خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل.<ref>الشيخ، الإمام البخاري أستاذ الأستاذين، ص 623.</ref>
==وفاته==
بعد أن نفي البخاري من بخارى دعاه أهل [[سمرقند]] إليهم، فتوجه إلى سمرقند. وبعد وصوله إلى مسقط رأسه الذي يبعد فرسخين عن سمرقند، توفي بعد مدة وجيزة في مساء الخميس ليلة [[عيد الفطر]] من العام 256 هـ.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 33؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 521؛ الصفديّ، الوافي بالوفيات، ج 2، ص 208.؛ ابن خلّكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 232؛ ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 135.</ref>
 


==الهوامش==
==الهوامش==
سطر ١٧٧: سطر ٢٠٨:


==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
* ابن أبي الحديد، '''شرح نهج البلاغة'''، طبعة أبو الفضل إبراهيم، بيروت، 1385 - 1378 هـ/ 1965 - 1967 م.
*'''القرآن الكريم'''.
* ابن أبي يعلى، '''طبقات الحنابلة'''، بيروت، د.ت.
*ابن أبي يعلى، محمد بن محمد، '''طبقات الحنابلة'''، المحقق: محمد حامد الفقي، بيروت - لبنان، الناشر: دار المعرفة، د.ت.
* ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، '''منهاج السّنة'''، د.ن، مصر، 1331 هـ.
*ابن العماد، عبد الحي بن أحمد، '''شذرات الذهب في أخبار من ذهب'''، تحقيق: محمود الأرناؤوط، خرّج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط، بيروت - لبنان/ دمشق - سوريا، الناشر: دار ابن كثير، ط 1، 1406 هـ - 1986 م.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، '''تهذيب التهذيب'''، بيروت، 1404 هـ/ 1988 م.
*ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، '''منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية'''، المحقق: محمد رشاد سالم، د.م، الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ط 1، 1406 هـ - 1986 م.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، '''فتح الباري بشرح صحيح البخاري (مقدمة: هدى الساري)'''، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م.
*ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، '''الإصابة في تمييز الصحابة'''، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
* الهيتمي، ابن حَجَر، '''الصواعق المحرقة في الرّد على أهل البدع والزندقة'''، طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف، القاهرة، 1385 هـ/ 1965 م.
*ابن خلكان، أحمد بن محمد، '''وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان'''، المحقق: إحسان عباس، بيروت - لبنان، الناشر: دار صادر، د.ت.
* ابن خلكان، '''وفيات الأعيان'''، قم، 1364 هـ ش/ 1985 م.
*أبو عبده، محمد حمدي محمد، '''الأحاديث التي ضعفها الشيخ الألباني في صحيح البخاري'''، الجامعة الأردنية، 2010 م.
* ابن العماد، '''شذرات الذهب في أخبار من ذهب'''، بيروت، د.ت.
*إسلامبولي، سامر، '''تحرير العقل من النقل وقراءة نقدية لمجموعة من أحاديث البخاري ومسلم'''، القاهرة - مصر، د.ن، 2015 م.
* أبو ريّة، محمود، '''أضواء على السنة المحمدية'''، مصر، (تاريخ المقدمة 1377 هـ/ 1957 م).
*البخاري، محمد بن إسماعيل، '''صحيح البخاري'''، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، ط 1، 1422 هـ.
* الأميني، عبد الحسين، '''الغدير في الكتاب والسّنة والأدب'''، بيروت، 1397 هـ/ 1977 م.
*التميمي، تقي الدين بن عبد القادر، '''الطبقات السنية في تراجم الحنفية'''، المحقق: د. عبد الفتاح محمد الحلو، د.م، الناشر: دارالرفاعي، د.ت.
* البخاري، محمد بن إسماعيل، '''صحيح البخاري'''، مقدمة محمد منير الدمشقي، بيروت، 1406هـ/ 1986 م.
*الجرجاني، علي بن محمد، '''رسالة في أصول الحديث'''، المحقق: علي زوين، الرياض - السعودية، الناشر: مكتبة الرشد، ط 1، 1407 هـ.
* حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله، '''كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون'''، بيروت، 1410 هـ/ 1990 م.
*الحسني، هاشم معروف، '''دراسات في الحديث والمحدثين'''، بيروت - لبنان، الناشر: دار التعارف للمطبوعات، د.ت.
* الحسني، هاشم معروف، '''دراسات في الحديث والمحدّثين'''، بيروت، 1398 هـ/ 1978 م.
*الحمداني، نزار، '''الإمام البخاري فقيه المحدثين ومحدث الفقهاء'''، مكة المكرمة، جامعة أم القرى - كلية الشريعة، 1412 هـ.
* حيدر، أسد، '''الإمام الصادق والمذاهب الأربعة'''، بيروت، 1403 هـ/1983 م.
*الحنفي، يوسف بن تغري، '''النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة'''، مصر، الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الكتب، د.ت.
* الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، '''تاريخ بغداد'''، بيروت، د.ت.
*الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، '''تاريخ بغداد'''، المحقق: الدكتور بشار عواد معروف، بيروت - لبنان، الناشر: دار الغرب الإسلامي، ط1، 1422 هـ - 2002 م.
* الخوانساري، محمد باقر بن زين العابدين، '''روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات'''، قم، 1390 - 1392 هـ.
*الدارقطني، علي بن عمر، '''العلل الواردة في الأحاديث النبوية'''، تحقيق وتخريج: محفوظ الرحمن زين الله السلفي، الرياض - السعودية، الناشر: دار طيبة، ط 1، 1405 هـ - 1985 م.
* الذهبي، محمد بن أحمد، '''تذكرة الحُفاظ'''.
*الدمشقي، محمد جمال الدين، '''حياة البخاري'''، تحقيق: محمود الأرناؤوط، بيروت - لبنان، الناشر: دار النفائس، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.
* رضا، محمد رشيد، '''تفسير المنار'''، مصر، د.ت.
*الذهبي، محمد بن أحمد، '''جزء فيه ترجمة البخاري'''، تحقيق: إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير، بيروت - لبنان، الناشر، مؤسسة الريان، ط 1، 1423 هـ - 2002 م.
* السبكيّ، عبد الوهاب بن علي، '''طبقات الشافعية الكبرى'''، مصر، د.ت.
*الذهبي، محمد بن أحمد، '''سير أعلام النبلاء'''، المحقق : مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، د.م، الناشر : مؤسسة الرسالة، ط 3، 1405 هـ - 1985 م.
* الصفديّ، خليل بن أبيك، '''الوافي بالوفيات'''، طبعة: س. ديدرينغ، فيسبادن، 1394 هـ/ 1974 م.
*الشيخ، عبد الستار، '''الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب (الجامع المسند الصحيح)'''، دمشق - سوريا، الناشر: دار القلم، ط 1، 1428 هـ - 2007 م.
* القسطلاني، أحمد بن محمد، '''إرشاد الساري في شرح البخاري'''، بولاق،  1305 هـ.
*الصدر، حسن، '''نهاية الدراية'''، تحقيق: ماجد الغرباوي، د.م، الناشر: نشر المشعر، د.ت.
* الكتّاني، محمد بن جعفر، '''الرسالة المستطرفة'''، القاهرة، د.ت.
*الصفدي، خليل بن أيبك، '''الوافي بالوفيات'''، المحقق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث، 1420 هـ - 2000 م.
* النجمي، محمد صادق، '''سيري در صحيحين (جولة في الصحيحين)'''، قم، 1351 هـ/ 1972 م.
*الطحاينة، خالد بن عبد الرحمن، '''روايات منتقدة في الصحيحين بدعوى مخالفة العقل عرض ونقد'''، الجامعة الأردنية، 2010 م.
* النووي، يحيى بن شرف، '''شرح صحيح مسلم'''، طبعة: خليل الميس، بيروت، 1407 هـ/ 1987 م.
*العمري، أكرم ضياء، '''بحوث في تاريخ السنة المشرفة'''، المدينة المنورة - السعودية، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، ط 5، د.ت.
* ياقوت الحموي، '''معجم البلدان'''، طبعة: واستنفلد، لايبزيغ، 1866 - 1873 م، طبعة: أفست، طهران، 1965 م.
*العيني، محمود بن أحمد، '''عمدة القاري شرح صحيح البخاري'''، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، د.ت.
 
*القرشي، عبد القادر بن محمد، '''الجواهر المضية في طبقات الحنفية'''، كراتشي - باكستان، الناشر: مير محمد كتب خانه، د.ت.  
 
*القرطبي، يوسف بن عبد الله، '''الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء مالك والشافعي وأبي حنيفة رضي الله عنهم'''، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، د.ت.
*القسطلاني، أحمد بن محمد، '''إرشاد الساري في شرح البخاري'''، مصر، الناشر: المطبعة الكبرى الأميرية، ط 7، 1323 هـ.
*الكيرانوي، حبيب أحمد، '''أبو حنيفة وأصحابه'''، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر العربي، ط 1، 1989 م.
*المظاهري، تقي الدين الندوي، '''الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين'''، دمشق - سوريا، الناشر: دار القلم، ط 4، 1415 هـ - 1994 م.
*النسفي، عبد الله بن أحمد، '''كشف الأسرار شرح المصنف على المنار'''، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، د.ت.
*النعماني، محمد عبد الرشيد، '''الإمام ابن ماجه وكتابه السنن'''، اعتنى به: عبد الفتاح أبو غدة، بيروت - لبنان، الناشر: دار البشائر الإسلامية، ط 6، 1419 هـ.
*النووي، يحيى بن شرف، '''المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج'''، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1392 هـ.
*الهرساوي، حسين غيب غلامي، '''الإمام البخاري وفقه أهل العراق (دراسة في موقف البخاري من أبي حنيفة)'''، بيروت - لبنان / لندن - بريطانيا، الناشر: دار الاعتصام للطباعة والنشر، ط 1، 1420 هـ ‍- 2000 م.
*حيدر، أسد، '''الإمام الصادق والمذاهب الأربعة'''، د.م، الناشر: دار الكتاب الإسلامي، ط 1، 1425 هـ - 2004 م.
*شيخ الشريعة الإصبهاني، فتح الله بن محمد، '''القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع'''، قدّم له: آية الله جعفر السبحاني، تحقيق: الشيخ حسين الهرساوي، قم - إيران، الناشر: مؤسسة الإمام الصادق{{ع}}، ط 1، 1422 هـ.
*عبيد، محمد بن عبد الكريم، '''روايات ونسخ الجامع الصحيح'''، مكة المكرمة - السعودية، الناشر: دار إمام الدعوة، ط 1، 1426 هـ.
*عز الدين، نيازي، '''دين السلطان (البرهان)'''، بيروت - لبنان، الناشر: بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، ط 1، 1997 م.
*هاشم، الحسيني عبد المجيد، '''الإمام البخاري محدثا وفقيها'''، القاهرة - مصر، الناشر: مصر العربية للنشر والتوزيع، د.ت.


<onlyinclude>{{الجودة
<onlyinclude>{{الجودة
مستخدم مجهول