مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد نعمة الله الجزائري»
←نشاطه العلمي
imported>Foad لا ملخص تعديل |
imported>Foad |
||
سطر ٩٣: | سطر ٩٣: | ||
===دراسته=== | ===دراسته=== | ||
بدأ السيد نعمة الله رحلته الدراسية في الخامسة من عمره، حيث ختم [[القرآن]] وقرأ الكثير من القصائد والأشعار،<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 259. </ref> ومن ثم درس [[علم الصرف|الصرف]] و[[علم النحو|النحو]]، وبعدها انتقل إلى [[الحويزة]] من أجل أكمال دراسته.<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 260.</ref> | دراسته، بدأ السيد نعمة الله رحلته الدراسية في الخامسة من عمره، حيث ختم [[القرآن]] وقرأ الكثير من القصائد والأشعار،<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 259. </ref> ومن ثم درس [[علم الصرف|الصرف]] و[[علم النحو|النحو]]، وبعدها انتقل إلى [[الحويزة]] من أجل أكمال دراسته.<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 260.</ref> | ||
*'''رحلته إلى شيراز''': | *'''رحلته إلى شيراز''': | ||
توجه السيد نعمة الله نحو [[شيراز]] برفقة أخيه السيد نجم الدين، وذلك لأنها كانت مهداً للعلم ومجمعاً لكبار العلماء، وحينما وصلها سكن في مدرسة المنصورية،<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 263.</ref> وبقى في شيراز تسع سنوات، فدرس فيها العلوم العقلية ([[الفلسفة]] والحكمة والإلهيات)، والنقلية ([[الحديث]] و[[الفقه]] و[[علم الأصول|الأصول]])، على يد أشهر أساتذتها.<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 266 ــ 267.</ref> | رحلته إلى شيراز، توجه السيد نعمة الله نحو [[شيراز]] برفقة أخيه السيد نجم الدين، وذلك لأنها كانت مهداً للعلم ومجمعاً لكبار العلماء، وحينما وصلها سكن في مدرسة المنصورية،<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 263.</ref> وبقى في شيراز تسع سنوات، فدرس فيها العلوم العقلية ([[الفلسفة]] والحكمة والإلهيات)، والنقلية ([[الحديث]] و[[الفقه]] و[[علم الأصول|الأصول]])، على يد أشهر أساتذتها.<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 266 ــ 267.</ref> | ||
*'''رحلته إلى أصفهان''': | *'''رحلته إلى أصفهان''': | ||
بعد احتراق مدرسة | رحلة إلى أصفهان، بعد احتراق مدرسة المنصورية ترك شيراز متوجهاً إلى [[أصفهان]]، فتتلمذ على يد أشهر علمائها، منهم [[العلامة المجلسي]]، وكان السيد يعبر عنه بشيخنا المعاصر، وأحله منه محل الولد البار، والتزمه بضع سنين لا يفارقه ليلاً ولا نهاراً وكان ممن يستعين بهم في تأليف ”[[بحار الأنوار]]“، وشرح [[الكافي]] المسمى بــ”[[مرآة العقول]]“، وكان يخصه من سائر الأصحاب ويثني عليه في المحافل ويوقره ويصوب تحقيقاته ويميل إلى ترجيحاته،<ref>الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 73.</ref> ثم إنَّ رجلاً اسمه الميرزا تقي بنى مدرسة وأرسل في طلبه فجعله فيها مدرّساً، حيث كانت المدرسة تقع بالقرب من حمام [[الشيخ البهائي|الشيخ بهاء الدين محمد]]، فبقى في أصفهان ثمان سنوات بين الدراسة والتدريس.<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 267.</ref> | ||
*'''زيارته إلى العتبات المقدسة''': | *'''زيارته إلى العتبات المقدسة''': | ||
بعد سنوات في أصفهان أصيب السيد نعمة الله بضعف في البصر، بسبب كثرة المطالعة، فقصد [[العتبات المقدسة]] من أجل [[الزيارة]] وطلب الشفاء، فسافر معه أخوه، قال السيد الجزائري: ”... ثم أتينا إلى زيارة مولانا [[أبي عبد الله الحسين]]{{ع}} وكنت قد أخذت تراباً من عند رأس كل [[الإمام|إمام]] فأخذت من تراب رجلي الحسين{{ع}} ووضعته فوق ذلك التراب واكتحلت به ففي ذلك اليوم قوي بصري على المطالعة وصار أقوى من الأول“، والتقى في سفره هذا بمجموعة من [[الفقهاء]] وتباحث معهم.<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 269 ــ 270.</ref> | زيارته إلى العتبات المقدسة، بعد سنوات في أصفهان أصيب السيد نعمة الله بضعف في البصر، بسبب كثرة المطالعة، فقصد [[العتبات المقدسة]] من أجل [[الزيارة]] وطلب الشفاء، فسافر معه أخوه، قال السيد الجزائري: ”... ثم أتينا إلى زيارة مولانا [[أبي عبد الله الحسين]]{{ع}} وكنت قد أخذت تراباً من عند رأس كل [[الإمام|إمام]] فأخذت من تراب رجلي الحسين{{ع}} ووضعته فوق ذلك التراب واكتحلت به ففي ذلك اليوم قوي بصري على المطالعة وصار أقوى من الأول“، والتقى في سفره هذا بمجموعة من [[الفقهاء]] وتباحث معهم.<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 269 ــ 270.</ref> | ||
بعد زيارته للعتبات المقدسة رجع إلى مسقط رأسه الجزائر، وبقى فيها ثلاثة أشهر، وشرع بكتابة شرح [[تهذيب الأحكام]].<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 272.</ref> | بعد زيارته للعتبات المقدسة رجع إلى مسقط رأسه الجزائر، وبقى فيها ثلاثة أشهر، وشرع بكتابة شرح [[تهذيب الأحكام]].<ref>الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 272.</ref> | ||
*'''رجوعه إلى الحويزة''': | *'''رجوعه إلى الحويزة''': | ||
بسبب الحوادث التي حدثت في [[البصرة]] [[سنة 1079 هـ]]،<ref>منيت حكومة البصرة بقيادة حسين باشا بهزيمة أمام العثمانيين، حيث قام الجيش بقتل وسلب ونهب الناس في نواحي البصرة وقد لاذ معظم الناس بالفرار إلى المناطق المجاورة.</ref> انتقل السيد إلى [[الحويزة]] وكانت تحت سيطرة [[الدولة الصفوية]]، وحين وصولها استقبله حاكم الحويزة وقابله بحفاوة وتكريم وطلب منه البقاء فيها.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 226.</ref> | رجوعه إلى الحويزة، بسبب الحوادث التي حدثت في [[البصرة]] [[سنة 1079 هـ]]،<ref>منيت حكومة البصرة بقيادة حسين باشا بهزيمة أمام العثمانيين، حيث قام الجيش بقتل وسلب ونهب الناس في نواحي البصرة وقد لاذ معظم الناس بالفرار إلى المناطق المجاورة.</ref> انتقل السيد إلى [[الحويزة]] وكانت تحت سيطرة [[الدولة الصفوية]]، وحين وصولها استقبله حاكم الحويزة وقابله بحفاوة وتكريم وطلب منه البقاء فيها.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 226.</ref> | ||
*'''ذهابه إلى | *'''ذهابه إلى شوشتر''': | ||
دعاه أهالي مدينة | ذهابه إلى شوشتر، دعاه أهالي مدينة ([[شوشتر]]) إلى الإقامة في المدينة فقبل الدعوة، ومنذ وصوله قلّده [[السلطان سليمان الصفوي]] منصب [[القضاء]] وإمامة [[صلاة الجمعة]]، وسائر المناصب الدينيّة، كما لقّبه بشيخ الإسلام في مدينة تستر.<ref>الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 74.</ref> | ||
وبفضل إقامة السيّد أصبح أهل تستر بعد مدّة وجيزة عارفين بالمسائل و[[الأحكام الشرعية]]، وقد التزموا برعاية الآداب والسنن الأخلاقية والشرعية، كما أنّه أمر ببناء [[المسجد|المساجد]] في المدينة، وعيّن أئمّة لها، وقد أصبحت مدينة تستر بفضل عناية السيّد واهتمامه بها مركزاً نشطاً للعلوم الدينية.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 226.</ref> | وبفضل إقامة السيّد أصبح أهل تستر بعد مدّة وجيزة عارفين بالمسائل و[[الأحكام الشرعية]]، وقد التزموا برعاية الآداب والسنن الأخلاقية والشرعية، كما أنّه أمر ببناء [[المسجد|المساجد]] في المدينة، وعيّن أئمّة لها، وقد أصبحت مدينة تستر بفضل عناية السيّد واهتمامه بها مركزاً نشطاً للعلوم الدينية.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 226.</ref> |