مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سعد بن أبي وقاص»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110 طلا ملخص تعديل |
imported>Ali110110 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٨: | سطر ٢٨: | ||
==نسبه== | ==نسبه== | ||
هو سعد بن أبي وقاص مالك ابن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، | هو سعد بن أبي وقاص مالك ابن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 606-607؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 214.</ref> ويكنى بأبي إسحاق،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 606-607.</ref> وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية،<ref> ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 214.</ref> كما أن ابنه عمر بن سعد كان قائد جيش الكوفة في واقعة الطف حيث [[استشهاد|استشهد]] [[الإمام الحسين (ع)]] وأصحابه جراء المعركة التي دارت بينهم.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 498.</ref> | ||
==إسلامه== | ==إسلامه== | ||
وقد ورد روايات متضاربة حول [[إسلام]] سعد، فمن قائل أنه سابع المسلمين أو خامسهم،<ref> ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، | وقد ورد روايات متضاربة حول [[إسلام]] سعد، فمن قائل أنه سابع المسلمين أو خامسهم،<ref> ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 214. </ref> ويقول سعد أنه أسلم قبل بعد وجوب [[الصلاة]].<ref> ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 607؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 214؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 21، 139.</ref> وقد هاجر سعد إلى [[المدينة]] قبل [[النبي (ص)]]،<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 419.</ref> وعندما [[المؤاخات بين المهاجرين والأنصار|آخى]] النبي (ص) بين المسلمين في المدينة آخى بينه وبين [[سعد بن معاذ]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 140.</ref> | ||
==مشاركته في حروب== | ==مشاركته في حروب== | ||
ادعى سعد أنه أول من رمى بسهم في الإسلام، وذلك في [[سرية عبيدة بن الحارث]] التي لم يقع فيها قتال واشتباك بين المسلمين و[[المشركين]]، وهو أول من بنى [[الكوفة]]، ثم عين والياً عليها من قبل عمر، ولكن تم عزله لرفع أهل الكوفة شكوى عليه حيث فجرّوه.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ج 2، ص 343. </ref> | ادعى سعد أنه أول من رمى بسهم في الإسلام، وذلك في [[سرية عبيدة بن الحارث]] التي لم يقع فيها قتال واشتباك بين المسلمين و[[المشركين]]، وهو أول من بنى [[الكوفة]]، ثم عين والياً عليها من قبل عمر، ولكن تم عزله لرفع أهل الكوفة شكوى عليه حيث فجرّوه.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ج 2، ص 343. </ref> | ||
شارك سعد في معركتي [[بدر (غزوة)|بدر]] و[[غزوة أحد|أحد]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، | شارك سعد في معركتي [[بدر (غزوة)|بدر]] و[[غزوة أحد|أحد]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 123؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 214.</ref> وكذلك [[غزوة خندق]] و[[غزوة خيبر|خيبر]]،<ref> ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 214.</ref> وكان في [[فتح مكة]] صاحب إحدى رايات [[المهاجرين]] الثالث،<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 123.</ref> كما شارك في بقية [[غزوات النبي]] (ص) أيضاً،<ref> ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 214.</ref> ومن الرماة المشهورين.<ref> ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 608-607.</ref> | ||
روى 271 [[الحديث|حديثا]] عن النبي (ص)<ref>ابن حزم، أسماء الصحابة الرواة، | روى 271 [[الحديث|حديثا]] عن النبي (ص)<ref>ابن حزم، أسماء الصحابة الرواة، ص 48.</ref> وروى عنه [[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[ابن عباس]] و[[جابر بن سمرة]] و[[سائب بن يزيد]] و[[عائشة]] وآخرون.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 217.</ref> | ||
==في عهد الخلفاء ثلاثة== | ==في عهد الخلفاء ثلاثة== | ||
وقد ورد بعد وفاة النبي (ص) أن سعدا كان مع الجماعة الذين اجتمعوا في بيت [[فاطمة (ع)]]، وأرادوا مع [[المقداد بن الأسود]] أن يبايعوا عليا ( ع )،<ref>شرح ابن ابیالحدید، ج 2، | وقد ورد بعد وفاة النبي (ص) أن سعدا كان مع الجماعة الذين اجتمعوا في بيت [[فاطمة (ع)]]، وأرادوا مع [[المقداد بن الأسود]] أن يبايعوا عليا ( ع )،<ref>شرح ابن ابیالحدید، ج 2، ص 56.</ref> وهناك من شكك في هذا الخبر؛ ويستندون إلى الخبر الذي أورده اليعقوبي أن [[أبا بكر]] و[[عمر]] امتنعا من تسليم [[خالد بن سعيد بن العاص]] منصبا وقيادة، لامتناع خالد بن سعيد من مبايعة أبي بكر لمدة قصيرة بعد [[السقيفة]]،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 12.</ref> والحال كان سعد يحظى بمكانة مرموقة في عهد عمر.{{بحاجة لمصدر}} | ||
تولى سعد في خلافة عمر قيادة جيش المسلمين في [[معركة القادسية]] أواخر [[سنة 16 للهجرة]] لمواجهة الجيش الساساني،<ref>البلاذري، فتوح البلدان، | تولى سعد في خلافة عمر قيادة جيش المسلمين في [[معركة القادسية]] أواخر [[سنة 16 للهجرة]] لمواجهة الجيش الساساني،<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 252؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 215؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 608.</ref> وعين عمر سعدا واليا على الكوفة،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 608؛ البلاذري، فتوح البلدان، ص 270-271.</ref> وأمره في [[سنة 15 للهجرة|سنة 15]] أو [[سنة 17 للهجرة|17]] أو [[سنة 19 للهجرة|19 للهجرة]] أن يستبدل الكوفة التي كانت مكانا لتعسكر جيش المسلمين في [[الفتوحات الإسلامية|الفتوحات]] إلى منطقة لإقامة المسلمين، فبادر سعد إلى بناء [[المسجد]] و[[دار الإمارة]] فيها،<ref>البراقي، تاریخ الكوفة، ص 119.</ref> وقد عزل عمر سعدا من ولاية الكوفة [[سنة 21 للهجرة]]،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 608.</ref> وكان سبب ذلك أن أهل الكوفة شكوه إلى عمر [[الفجور|لفجوره]].<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 608؛ البلاذري، فتوح البلدان، ص 274.</ref> | ||
{{أعضاء الشورى بعد عمر}} | {{أعضاء الشورى بعد عمر}} | ||
===شورى الخلافة=== | ===شورى الخلافة=== | ||
{{مفصلة|شورى الخلافة بعد عمر}} | {{مفصلة|شورى الخلافة بعد عمر}} | ||
الخليفة الثاني عين سعد ضمن أعضاء الشورى الست لاختيار الخليفة،<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، | الخليفة الثاني عين سعد ضمن أعضاء الشورى الست لاختيار الخليفة،<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 215.</ref>، فاجتمع هؤلاء الأعضاء لمهمتهم، وكان [[أبو طلحة الأنصاري]] بوابا للحراسة على مكان الاجتماع، وجلس [[عمرو بن العاص]] و[[مغيرة بن شعبة]] خلف باب الاجتماع، لكن سعد بن أبي وقاص طردهما» وقال: جئتما لتقولا حضرنا أمر الشورى؟<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 7، ص 164.</ref> | ||
وورد في [[کتاب نهاية الأرب|نهاية الأرب]] حول أحداث هذه القضية أن عليا التقى بسعد، وأقسم عليه أن لا يتعاون مع [[عبد الرحمن بن عوف]] لصالح [[عثمان بن عفان|عثمان]]،<ref>النويري، نهاية الأرب، ج 4، | وورد في [[کتاب نهاية الأرب|نهاية الأرب]] حول أحداث هذه القضية أن عليا التقى بسعد، وأقسم عليه أن لا يتعاون مع [[عبد الرحمن بن عوف]] لصالح [[عثمان بن عفان|عثمان]]،<ref>النويري، نهاية الأرب، ج 4، ص 323.</ref> ولكن في آخر المطاف صوّت لصالح ابن عوف الأمر الذي أدي إلى اختيار عثمان خليفة بعد عمر، فعين عثمان سعدا على [[الكوفة]] ثم عزله، وكان عثمان يواصل سعدا حتى أنه فوض له قرية هرمز ليأخذ خراجها.<ref>ترجمه فتوح البلدان، ص 391.</ref> وفيما يتعلق بمقتل عثمان لم يكن لسعد دور مؤثر في هذا الخصوص.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 216.</ref> | ||
==خلافة الإمام علي (ع)== | ==خلافة الإمام علي (ع)== | ||
عندما بايع الناس مع [[الإمام علي (ع)]] أرسل خلف سعد [[البيعة|للبيعة]]، لكن تخلف عنها، وقال للإمام: "إذا لم يبق غيري بايعتك"، فقال الإمام: اتركوه.<ref>المفيد، الجمل، | عندما بايع الناس مع [[الإمام علي (ع)]] أرسل خلف سعد [[البيعة|للبيعة]]، لكن تخلف عنها، وقال للإمام: "إذا لم يبق غيري بايعتك"، فقال الإمام: اتركوه.<ref>المفيد، الجمل، ص 131.</ref> وأشار الإمام علي (ع) في خطبة له حين تخلف عنه [[عبد الله بن عمر]]، وسعد بن أبي وقاص، ومحمد بن مسلمة أنه بلغه عنهم أمور يكرهه، فالحق هو الذي يحكم بيني وبينهم،<ref>المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 243.</ref> ويعتقد [[الشيخ المفيد]] أن الإمام وإن كان ساخطا على من تخلف من بيعته إلا أنه لا يرغب إلى بيعتهم مكرهين.<ref>المفيد، الجمل، ص 111.</ref> | ||
يقول ابن سعد: إن سعد بايع متأخرا، وبما أنه لم يشارك في معركة مع الإمام تبقى الشبهة على أنه لم يبايعه، {{بحاجة لمصدر}} ويأتي بدلائل كثيرة عن امتناعه البيعة، فتارة يرى أنه هو أحق بالخلافة من غيره، وتارة يباهي بسوابقه في الجهاد ويبرر موقفه من عدم مشاركته في معارك الإمام هو خشية قتاله المؤمنين وعدم تميزه للحق،<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، | يقول ابن سعد: إن سعد بايع متأخرا، وبما أنه لم يشارك في معركة مع الإمام تبقى الشبهة على أنه لم يبايعه، {{بحاجة لمصدر}} ويأتي بدلائل كثيرة عن امتناعه البيعة، فتارة يرى أنه هو أحق بالخلافة من غيره، وتارة يباهي بسوابقه في الجهاد ويبرر موقفه من عدم مشاركته في معارك الإمام هو خشية قتاله المؤمنين وعدم تميزه للحق،<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 143؛ المفيد، الجمل، ص 95.</ref> فيقول للإمام: فإن أعطيتني سيفا يعرف [[المؤمن]] من [[الكافر]] قاتلت معك!<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 610.</ref> | ||
ويذكر الشيخ المفيد أن السبب الرئيسي لامتناع سعد عن نصرة الإمام علي (ع) هو [[الحسد]]، الأمر الذي يعود إلى قضية الشورى الستة حيث اختاره عمر بن الخطاب في ضمن هذه المجموعة لاختيار [[الخلافة]]، وتأهيله للخلافة، فكان سعد يرى نفسه أهلا لها، ما أدى إلى تلف دينه ودنياه، وفي نهاية المطاف لم يبلغ ما كان يؤمله.<ref>المفيد، الجمل، | ويذكر الشيخ المفيد أن السبب الرئيسي لامتناع سعد عن نصرة الإمام علي (ع) هو [[الحسد]]، الأمر الذي يعود إلى قضية الشورى الستة حيث اختاره عمر بن الخطاب في ضمن هذه المجموعة لاختيار [[الخلافة]]، وتأهيله للخلافة، فكان سعد يرى نفسه أهلا لها، ما أدى إلى تلف دينه ودنياه، وفي نهاية المطاف لم يبلغ ما كان يؤمله.<ref>المفيد، الجمل، ص 97.</ref> | ||
كان سعد يعرف فضائل الإمام علي (ع) ويشهد بها، وورد أن [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] [[السب|سب]] الإمام علي (ع) يوما ما، وأمر سعد أن يسبه، فرد عليه سعد، وذكّره ب[[حديث المنزلة]] و[[حديث الراية]]، و[[آية المباهلة]]، لئن يكون له واحدة من هذه الخصائص التي للإمام علي (ع) أحب إليه من حمر النعم.<ref> النسائي، خصائص أمير المؤمنين، | كان سعد يعرف فضائل الإمام علي (ع) ويشهد بها، وورد أن [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] [[السب|سب]] الإمام علي (ع) يوما ما، وأمر سعد أن يسبه، فرد عليه سعد، وذكّره ب[[حديث المنزلة]] و[[حديث الراية]]، و[[آية المباهلة]]، لئن يكون له واحدة من هذه الخصائص التي للإمام علي (ع) أحب إليه من حمر النعم.<ref> النسائي، خصائص أمير المؤمنين، ص 47-48؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 601؛ ابن حجر، الإصابة، ج 4، ص 468.</ref> | ||
===غيابه في الجمل وصفين=== | ===غيابه في الجمل وصفين=== | ||
كتب معاوية إلى سعد يقول له أنتم أهل الشورى الذين عيّنكم عمر لاختيار الخليفة أحق الناس بالنسبة إلى [[قبيلة قريش|قريش]] بأخذ ثأر عثمان، كما أنكم أقررتم بخلافته بعد وفاة عمر، وعليه بادر [[طلحة ابن عبيد الله|طلحة]] و[[الزبير]] و[[عائشة]] لهذا الأمر، وكان يجدر بك مواكبتهم،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، | كتب معاوية إلى سعد يقول له أنتم أهل الشورى الذين عيّنكم عمر لاختيار الخليفة أحق الناس بالنسبة إلى [[قبيلة قريش|قريش]] بأخذ ثأر عثمان، كما أنكم أقررتم بخلافته بعد وفاة عمر، وعليه بادر [[طلحة ابن عبيد الله|طلحة]] و[[الزبير]] و[[عائشة]] لهذا الأمر، وكان يجدر بك مواكبتهم،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 187.</ref> فرد عليه سعد: | ||
:إن عمر لم يدخل في الشورى إلا من تحل له الخلافة، فلم يكن أحد منا أحق بها من صاحبه إلا باجتماعنا عليه، غير أن عليا قد كان فيه ما فينا، و لم يكن فينا ما فيه، و أما طلحة والزبير، فلو لزما بيوتهما كان خيرا لهما، و الله يغفر لأم المؤمنين.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، | :إن عمر لم يدخل في الشورى إلا من تحل له الخلافة، فلم يكن أحد منا أحق بها من صاحبه إلا باجتماعنا عليه، غير أن عليا قد كان فيه ما فينا، و لم يكن فينا ما فيه، و أما طلحة والزبير، فلو لزما بيوتهما كان خيرا لهما، و الله يغفر لأم المؤمنين.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 187.</ref> | ||
لم يشارك سعد في [[حرب صفين]]، ولم يحضر [[دومة الجندل]] المكان الذي انعقد فيه [[قضية التحكيم]] حيث اجتمع فيه جماعة من قريش، وعندما سئل عن عدم مشاركته فيه قال: وهذا أمر لم أشهد أوله فلا أشهد آخره، ولو كنت غامسا يدي في هذا الأمر لغمستها مع علي بن أبي طالب.<ref>ابن ابیالحدید، شرح نهج البلاغه، ج 2، | لم يشارك سعد في [[حرب صفين]]، ولم يحضر [[دومة الجندل]] المكان الذي انعقد فيه [[قضية التحكيم]] حيث اجتمع فيه جماعة من قريش، وعندما سئل عن عدم مشاركته فيه قال: وهذا أمر لم أشهد أوله فلا أشهد آخره، ولو كنت غامسا يدي في هذا الأمر لغمستها مع علي بن أبي طالب.<ref>ابن ابیالحدید، شرح نهج البلاغه، ج 2، ص 250-251.</ref> | ||
وكان يرى سعد أنه أحق بالخلافة من غيره، ويعتقد أن معاوية ملك رقاب المسلمين بالقوة، وبناء عليه كان سعد يخاطب معاوية بالملك بدلا عن [[أمير المؤمنين]]، فاستفسر معاوية عن ذلك، فأجاب سعد: " ذاك إن كنا أمرناك إنما أنت منتز."<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، | وكان يرى سعد أنه أحق بالخلافة من غيره، ويعتقد أن معاوية ملك رقاب المسلمين بالقوة، وبناء عليه كان سعد يخاطب معاوية بالملك بدلا عن [[أمير المؤمنين]]، فاستفسر معاوية عن ذلك، فأجاب سعد: " ذاك إن كنا أمرناك إنما أنت منتز."<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 217؛ منتز أي: قافزٌ مغتصبٌ للخلافة.</ref> | ||
كما أشار السيد الحميري في أبيات له إلى خذلان سعد، وقبيلته الإمامَ علي (ع) مما مهد وساعد لاستيلاء معاوية على الحكم، فيقول: | كما أشار السيد الحميري في أبيات له إلى خذلان سعد، وقبيلته الإمامَ علي (ع) مما مهد وساعد لاستيلاء معاوية على الحكم، فيقول: | ||
سطر ٧٧: | سطر ٧٧: | ||
{{بيت|أو من بني عامر، أو من بني أســــــــد|رَهْطِ العبيد ذوي جهل وأوغادا}} | {{بيت|أو من بني عامر، أو من بني أســــــــد|رَهْطِ العبيد ذوي جهل وأوغادا}} | ||
{{بيت|أو رهط سعد، وسعد كان قد علموا|عن مستقيم صراط الله صَدَّادا}} | {{بيت|أو رهط سعد، وسعد كان قد علموا|عن مستقيم صراط الله صَدَّادا}} | ||
{{بيت|قوم تَدَاعَوْا زنيــــــــــــما ثم سادهُــــــــــمُ|لو لا خمول بني زهر لمــــــــا سادا}}<ref>مروج الذهب، ج 3، ص 16. </ref> | {{بيت|قوم تَدَاعَوْا زنيــــــــــــما ثم سادهُــــــــــمُ|لو لا خمول بني زهر لمــــــــا سادا}}<ref>مروج الذهب، ج 3، ص 16. </ref> | ||
{{نهاية قصيدة}} | {{نهاية قصيدة}} | ||
سطر ٨٣: | سطر ٨٣: | ||
==مواصفاته== | ==مواصفاته== | ||
ذكر أن سعدا كان رجلا قصيرا دحداحا غليظا ذا هامة شثن الأصابع أشعر، وكان يخضب بالسواد و[[التسبيح|يسبح]] بالحصي، ويلبس الخز وخاتماً من الذهب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، | ذكر أن سعدا كان رجلا قصيرا دحداحا غليظا ذا هامة شثن الأصابع أشعر، وكان يخضب بالسواد و[[التسبيح|يسبح]] بالحصي، ويلبس الخز وخاتماً من الذهب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 143.</ref> ونقلت له فضائل في روايات [[أهل السنة]] منها أنه من [[العشرة المبشرة]]،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، 607؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 214؛ النويري، نهاية الأرب، ج 20، ص 233.</ref> وأنه مستجاب [[الدعاء|الدعوة]]،<ref>النويري، نهاية الأرب، ج 20، ص 233؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 171.</ref> كما أن هناك من يشكك في صحة هذه الفضائل، ويعتبرها وضعت له.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==وفاته== | ==وفاته== | ||
توفي سعد في قصره في منطقة العقيق بالقرب من [[المدينة]]، وحملت جنازته إلى المدينة، وصلى عليه مروان بن الحكم، ودفن في [[البقيع]]،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، | توفي سعد في قصره في منطقة العقيق بالقرب من [[المدينة]]، وحملت جنازته إلى المدينة، وصلى عليه مروان بن الحكم، ودفن في [[البقيع]]،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 610؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 217؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 147.</ref> ويروى أنه توفي [[سنة 54 للهجرة|سنة 54]] أو [[سنة 55 للهجرة|55]] أو [[سنة 58 للهجرة|58 للهجرة]]، وعمره 58 أو 74 أو 83 سنة،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 610؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 217؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 148.</ref> كما هناك أخبار تتحدث أنه مات مسموما من قبل [[معاوية]]؛ عندما أراد معاوية ينصب يزيدا وليا للعهد.<ref>أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دارالمعرفه، ج 1، ص 60.</ref> ترک سعد 250 ألف درهم عند وفاته، ويذكر أنه زكّى من ماله ما يقدّر بخمسة آلاف درهم.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 149.</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== |