انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خطبة فاطمة الصغرى في الكوفة»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad
imported>Ali110110
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{النص الكامل|الموضع=أعلى}}
{{شعائر حسينية}}
{{شعائر حسينية}}
'''خطبة فاطمة الصغرى في الكوفة''' خطبة ألقتها فاطمة بنت الحسين {{ع}} في مجلس [[عبيد الله بن زياد]] بعد خطبة عمتها [[زينب الكبرى|زينب بنت علي (ع)]]، ولهذه الخطبة دور بارز في استنكار قتل [[الإمام الحسين عليه السلام]]، والكشف عن زيف الحكم الأموي، والدفاع عن حق [[أهل البيت عليهم السلام]]، كما أنّها تتضمن معارف دينية، وتتمتع بأسلوب أدبي بليغ.
'''خطبة فاطمة الصغرى في الكوفة''' خطبة ألقتها فاطمة بنت الحسين {{ع}} في مجلس [[عبيد الله بن زياد]] بعد خطبة عمتها [[زينب الكبرى|زينب بنت علي (ع)]]، ولهذه الخطبة دور بارز في استنكار قتل [[الإمام الحسين عليه السلام]]، والكشف عن زيف الحكم الأموي، والدفاع عن حق [[أهل البيت عليهم السلام]]، كما أنّها تتضمن معارف دينية، وتتمتع بأسلوب أدبي بليغ.
==نص الخطبة==
رَوَى [[زيد بن موسى بن جعفر|زَيْدُ بْنُ مُوسَى]] قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي {{ع}} قَالَ خَطَبَتْ فَاطِمَةُ الصُّغْرَى بَعْدَ أَنْ رُدَّتْ مِنْ كَرْبَلَاءَ، فَقَالَتْ:
:الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ الرَّمْلِ والْحَصَى وزِنَةَ الْعَرْشِ إِلَى الثَّرَى. أَحْمَدُهُ، وأُؤْمِنُ بِهِ، وأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ (ص)، وأَنَّ وُلْدَهُ ذُبِحُوا بِشَطِّ الْفُرَاتِ بِغَيْرِ ذَحْلٍ ولَا تِرَاتٍ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَرِيَ عَلَيْكَ الْكَذِبَ وأَنْ أَقُولَ عَلَيْكَ خِلَافَ مَا أَنْزَلْتَ مِنْ أَخْذِ الْعُهُودِ لِوَصِيِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمَسْلُوبِ حَقُّهُ الْمَقْتُولِ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ، كَمَا قُتِلَ وُلْدُهُ بِالْأَمْسِ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ مَعْشَرٌ مُسْلِمَةٌ بِأَلْسِنَتِهِمْ تَعْساً لِرُؤوسِهِمْ مَا دَفَعَتْ عَنْهُ ضَيْماً فِي حَيَاتِهِ ولَا عِنْدَ مَمَاتِهِ حَتَّى قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ؛ مَحْمُودَ النَّقِيبَةِ، طَيِّبَ الْعَرِيكَةِ، مَعْرُوفَ الْمَنَاقِبِ، مَشْهُورَ الْمَذَاهِبِ، لَمْ يَأْخُذْهُ اللَّهُمَّ فِيكَ لَوْمَةُ لَائِمٍ، ولَا عَذْلُ عَاذِلٍ هَدَيْتَهُ ـ يَا رَبِّ ـ  لِلْإِسْلَامِ صَغِيراً، وحَمِدْتَ مَنَاقِبَهُ كَبِيراً، ولَمْ يَزَلْ نَاصِحاً لَكَ ولِرَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وآلِهِ حَتَّى قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ زَاهِداً فِي الدُّنْيَا غَيْرَ حَرِيصٍ عَلَيْهَا رَاغِباً فِي الْآخِرَةِ مُجَاهِداً لَكَ فِي سَبِيلِكَ رَضَيْتَهُ. فَاخْتَرْتَهُ، وهَدَيْتَهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
:: أَمَّا بَعْدُ،
:يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ! يَا أَهْلَ الْمَكْرِ والْغَدْرِ والْخُيَلَاءِ! فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ ابْتَلَانَا اللَّهُ بِكُمْ وابْتَلَاكُمْ بِنَا، فَجَعَلَ بَلَاءَنَا حَسَناً، وجَعَلَ عِلْمَهُ عِنْدَنَا، وفَهْمَهُ لَدَيْنَا؛ فَنَحْنُ عَيْبَةُ عِلْمِهِ ووِعَاءُ فَهْمِهِ وحِكْمَتِهِ وحُجَّتُهُ فِي الْأَرْضِ لِبِلَادِهِ ولِعِبَادِهِ. أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ، وفَضَّلَنَا بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ (ص) عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا بَيِّناً، فَكَذَّبْتُمُونَا، وكَفَّرْتُمُونَا، ورَأَيْتُمْ قِتَالَنَا حَلَالًا وأَمْوَالَنَا نَهْباً كَأَنَّا أَوْلَادُ تُرْكٍ أَوْ كَابُلٍ، كَمَا قَتَلْتُمْ جَدَّنَا بِالْأَمْسِ وسُيُوفُكُمْ تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ لِحِقْدٍ مُتَقَدِّمٍ قَرَّتْ بِذَلِكَ عُيُونُكُمْ، وفَرِحَتْ قُلُوبُكُمْ افْتِرَاءً مِنْكُمْ عَلَى اللَّهِ ومَكْراً مَكَرْتُمْ واللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ. فَلَا تَدْعُوَنَّكُمْ أَنْفُسُكُمْ إِلَى الْجَذَلِ بِمَا أَصَبْتُمْ مِنْ دِمَائِنَا، ونَالَتْ أَيْدِيكُمْ مِنْ أَمْوَالِنَا؛ فَإِنَّ مَا أَصَابَنَا مِنَ الْمَصَائِبِ الْجَلِيلَةِ والرَّزَايَا الْعَظِيمَةِ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ؛ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ واللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ.
:تَبّاً لَكُمْ، فَانْتَظِرُوا اللَّعْنَةَ والْعَذَابَ، وكَأَنْ قَدْ حَلَّ بِكُمْ، وتَوَاتَرَتْ مِنَ السَّمَاءِ نَقِمَاتٌ، فَيُسْحِتَكُمْ بِمَا كَسَبْتُمْ، ويُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ثُمَّ تُخَلَّدُونَ فِي الْعَذَابِ الْأَلِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَا ظَلَمْتُمُونَا، أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ. :وَيْلَكُمْ! أَ تَدْرُونَ أَيَّةَ يَدٍ طَاعَنَتْنَا مِنْكُمْ؟! وأَيَّةَ نَفْسٍ نَزَعَتْ إِلَى قِتَالِنَا؟! أَمْ بِأَيَّةِ رِجْلٍ مَشَيْتُمْ إِلَيْنَا تَبْغُونَ مُحَارَبَتَنَا؟! قَسَتْ قُلُوبُكُمْ، وغَلُظَتْ أَكْبَادُكُمْ، وطُبِعَ عَلَى أَفْئِدَتِكُمْ، وخُتِمَ عَلَى سَمْعِكُمْ وبَصَرِكُمْ، وسَوَّلَ لَكُمُ الشَّيْطَانُ، وأَمْلَى لَكُمْ، وجَعَلَ عَلَى بَصَرِكُمْ غِشَاوَةً، فَأَنْتُمْ لَا تَهْتَدُونَ.
:تَبّاً لَكُمْ، يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ! أَيُّ تِرَاتٍ لِرَسُولِ اللَّهِ قِبَلَكُمْ وذُحُولٍ لَهُ لَدَيْكُمْ بِمَا عَنِدْتُمْ بِأَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع جَدِّي وبَنِيهِ عِتْرَةِ النَّبِيِّ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ؟ وافْتَخَرَ بِذَلِكَ مُفْتَخِرُ[كُم]، فَقَالَ:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|'''نَحْنُ قَتَلْنَا عَلِيّاً وبَنِي عَلِيٍّ'''|'''بِسُيُوفٍ هِنْدِيَّةٍ ورِمَاحٍ‏'''|}}
{{بيت|'''وَ سَبَيْنَا نِسَاءَهُمْ سَبْيَ تُرْكٍ'''|'''وَنَطَحْنَاهُمْ، فَأَيَّ نِطَاحٍ!‏'''|}}
{{نهاية قصيدة}}
بِفِيكَ ـ أَيُّهَا الْقَائِلُ ـ الْكَثْكَثُ، ولَكَ الْأَثْلَبُ افْتَخَرْتَ بِقَتْلِ قَوْمٍ زَكَّاهُمُ اللَّهُ، وطَهَّرَهُمْ، وأَذْهَبَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ؛ فَاكْظِمْ، وأَقْعِ كَمَا أَقْعَى أَبُوكَ، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ حَسَدْتُمُونَا. وَيْلًا لَكُمْ عَلَى مَا فَضَّلَنَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ!
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|'''فَمَا ذَنْبُنَا أَنْ جَاشَ دَهْراً بُحُورُنَا'''|'''وَ بَحْرُكَ سَاجٍ لَا يُوَارِي الدَّعَامِصَا'''|}}
{{نهاية قصيدة}}
ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ واللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ
قَالَ: فَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ بِالْبُكَاءِ، وقَالُوا: حَسْبُكِ يَا ابْنَةَ الطَّيِّبِينَ، فَقَدْ أَحْرَقْتِ قُلُوبَنَا، وأَنْضَجْتِ نُحُورَنَا، وأَضْرَمْتِ أَجْوَافَنَا، فَسَكَتَتْ.<ref>الطبرسي،الاحتجاج: 2/27؛ ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف: 88؛ ابن نما الحلي، مثير الأحزان: 67؛ المجلسي، بحار الأنوار: ج45، ص110.</ref>
:شرح الكلمات:
{{Div col|2}}
*الجذل: الفرح .
*يستحتكم: يستأصلكم .
*الكثكث: دقاق التراب .
*الأثلب: دقاق الحجر .
*اكظم: اسكت على غيضك.
*وأقع: الإقعاء جلوس الكلب على استه.
*ساج:  ساكن.
*الدَّعَامِصَا: جمع دعموص وهي دويبة تغوص في الماء والبيت.
{{Div col end}}


==مضامينها==
==مضامينها==
مستخدم مجهول