مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو ذر الغفاري»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam ط (←المدفن) |
imported>Bassam طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{صندوق معلومات شخص | {{صندوق معلومات شخص | ||
|سابقة تشريفية = | |سابقة تشريفية = | ||
|الإسم = | |الإسم =أبو ذر الغِفاري | ||
|لاحقة تشريفية = | |لاحقة تشريفية = | ||
|الإسم الأصلي =جُنْدُبْ بنُ جُنادَة بن سفيان الغِفاري | |الإسم الأصلي =جُنْدُبْ بنُ جُنادَة بن سفيان الغِفاري | ||
سطر ٨: | سطر ٨: | ||
|حجم صورة = | |حجم صورة = | ||
|بدل = | |بدل = | ||
|عنوان صورة =الصحابي الجليل | |عنوان صورة =الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري | ||
|اسم ولادة = | |اسم ولادة = | ||
|تاريخ ولادة = قبل الإسلام بعشرين سنة | |تاريخ ولادة = قبل الإسلام بعشرين سنة | ||
سطر ١٥: | سطر ١٥: | ||
|مكان اختفاء = | |مكان اختفاء = | ||
|حالة اختفاء = | |حالة اختفاء = | ||
|تاريخ وفاة = <!-- {{تاريخ الوفاة والعمر|الوفاة|1|1|الميلاد|1|1|mf=yes}} -->ذي الحجة [[سنة 32 هـ]] في | |تاريخ وفاة = <!-- {{تاريخ الوفاة والعمر|الوفاة|1|1|الميلاد|1|1|mf=yes}} -->ذي الحجة [[سنة 32 هـ]] في حكم [[عثمان بن عفان|عثمان]] في الربذة. | ||
|مكان وفاة = | |مكان وفاة = | ||
|سبب وفاة = | |سبب وفاة = | ||
|اكتشاف جثة = | |اكتشاف جثة = | ||
|دفن = الرَبَذَة | |دفن = [[الربذة|الرَبَذَة]] | ||
|إحداثيات دفن = <!-- غير الأرقام والجهات فقط في هذا القالب {{Coord|0|0|0|N|0|0|0|E|display=inline}} --> | |إحداثيات دفن = <!-- غير الأرقام والجهات فقط في هذا القالب {{Coord|0|0|0|N|0|0|0|E|display=inline}} --> | ||
|معالم = | |معالم = | ||
سطر ٥٣: | سطر ٥٣: | ||
|خصوم = | |خصوم = | ||
|إدارة = | |إدارة = | ||
|دين =الإسلام | |دين =[[الإسلام]] | ||
|مذهب =التشيع | |مذهب =[[التشيع]] | ||
|تهم = | |تهم = | ||
|عقوبة = | |عقوبة = | ||
سطر ٧٧: | سطر ٧٧: | ||
|ملاحظات = | |ملاحظات = | ||
|عرض صندوق = | |عرض صندوق = | ||
}}'''أبوذر الغِفاري'''؛ هو '''جُنْدُبْ بنُ جُنادَة بن سفيان الغِفاري''' المعروف بأبي ذر الغفاري، من كبار [[الصحابة|صحابة]] [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] (ص)، و[[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]] (ع) ومن [[أركان الإسلام الأربعة]] ومن محبي النبي (ص) و[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]] (ع) الصادقين. له خصائص ومناقب كثيرة ذكرها [[الشيعة]] و [[أهل السنة]]. نفاه [[الخلافة|الخليفة]] الثالث [[عثمان]] إلى [[الربذة]]، ومات هناك. | }}'''أبوذر الغِفاري'''؛ هو '''جُنْدُبْ بنُ جُنادَة بن سفيان الغِفاري''' المعروف بأبي ذر الغفاري، من كبار [[الصحابة|صحابة]] [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] (ص)، و[[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]](ع) ومن [[أركان الإسلام الأربعة]] ومن محبي النبي(ص) و[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]](ع) الصادقين. له خصائص ومناقب كثيرة ذكرها [[الشيعة]] و[[أهل السنة]]. نفاه [[الخلافة|الخليفة]] الثالث [[عثمان]] إلى [[الربذة]]، ومات هناك. | ||
==هويته الشخصية== | ==هويته الشخصية== | ||
===الولادة والنسب=== | ===الولادة والنسب=== | ||
ولد | ولد أبو ذر قبل [[الإسلام]] أي قبل [[البعثة النبوية]] بعشرين سنة في أسرة من [[بني غفار|قبيلة غفار]] إحدى القبائل العربية الأصيلة.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 1625.</ref> | ||
*أبوه: «جنادة». | *أبوه: «جنادة». | ||
*أمّه «رملة بنت الوقيعة». | *أمّه «رملة بنت الوقيعة». | ||
سطر ٩٢: | سطر ٩٢: | ||
===الأسماء والالقاب=== | ===الأسماء والالقاب=== | ||
عرف باسم ابنه ذر، وأمّا اسمه فقد اختلف فيه. فهناك عدة أسماء ذكرت في كتب التأريخ مثل: «بدر بن جندب» و«برير بن عبد الله» و«برير بن جنادة» و«بريرة بن عشرقة بن عبد الله» و«جندب بن السكن» و«يزيد بن جنادة».<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 186.؛ المزي، تهذيب الكمال، ج 33، ص 294.؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 49.؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 225.</ref> إلاّ أنّ المشهور والصحيح هو جندب بن يزيد.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1625.</ref> | |||
عرف باسم ابنه ذر، وأمّا اسمه فقد اختلف فيه. فهناك عدة أسماء ذكرت في كتب التأريخ مثل: «بدر بن جندب» و«برير بن عبد الله» و«برير بن جنادة» و«بريرة بن عشرقة بن عبد الله» و«جندب بن السكن» و«يزيد بن جنادة».<ref>أسد الغابة، ج 5، ص 186. تهذيب الكمال، ج 33، ص 294. سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 49. أعيان الشيعة، ج 4، ص 225.</ref> إلاّ أنّ المشهور والصحيح هو جندب بن يزيد.<ref>الاستيعاب، ج 4، ص 1625.</ref> | |||
===صفاته الخَلقية=== | ===صفاته الخَلقية=== | ||
يذكر [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]]: أنه كان طويلاً أسمر اللون نحيفاً.<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 7، ص 107.</ref> | يذكر [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]]: أنه كان طويلاً أسمر اللون نحيفاً.<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 7، ص 107.</ref> | ||
وروي ابن سعد عن الأحنف بن قيس قال: رأيت أبا ذر رجلاً طويلاً آدم أبيض الرأس واللحية<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 23.</ref> ويقول [[الذهبي]]: كان آدم ضخيما جسيما، كثّ اللحية.<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 47.</ref> | وروي ابن سعد عن الأحنف بن قيس قال: رأيت أبا ذر رجلاً طويلاً آدم أبيض الرأس واللحية<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 23.</ref> ويقول [[الذهبي]]: كان آدم ضخيما جسيما، كثّ اللحية.<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 47.</ref> | ||
==إسلامه== | ==إسلامه== | ||
عن ابن عبد البر: كان إسلام أبي ذر قديماً.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 252.</ref> ويقول الذهبي: أحد المسلمين الأولين.<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 3، ص 406.</ref> | عن ابن عبد البر: كان إسلام أبي ذر قديماً.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 252.</ref> ويقول الذهبي: أحد المسلمين الأولين.<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 3، ص 406.</ref> | ||
ويري البعض أن أبا ذر كان موحداً قبل الإسلام، وكان يعبد الله قبل ثلاث سنوات من بعثة النبي (ص).<ref>الشوشتري، قاموس الرجال، ج 11، ص 322.</ref> ويعدّه ابن حبيب البغدادي فيمن كان يرى بحرمة الخمر والأزلام في | ويري البعض أن أبا ذر كان موحداً قبل الإسلام، وكان يعبد [[الله]] قبل ثلاث سنوات من بعثة النبي(ص).<ref>الشوشتري، قاموس الرجال، ج 11، ص 322.</ref> ويعدّه ابن حبيب البغدادي فيمن كان يرى بحرمة [[الخمر]] والأزلام في [[الجاهلية]]،<ref>البغدادي، المحبر، ص 237.</ref> وكان من أوائل من آمن برسول الله(ص) بعد ظهور الإسلام. وفي رواية عن أبي ذر يقول فيها: كنت رابع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة، وأنا الرابع أتيت نبي الله(ص)، فقلت: السلام عليك يا رسول الله. أشهد أن لا اله الا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله(ص).<ref>ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج 16، ص 83.</ref> | ||
ويروي [[ابن عباس]] قصة إسلام أبي ذر يقول : لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله (ص) ب[[مكة]] قال لأخيه أنيس: اركب إلى هذا الوادي، واعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله، ثم ائتني. | ويروي [[ابن عباس]] قصة إسلام أبي ذر يقول : لما بلغ أبا ذر [[المبعث النبوي|مبعث]] رسول الله(ص) ب[[مكة]] قال لأخيه أنيس: اركب إلى هذا الوادي، واعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله، ثم ائتني. | ||
فانطلق الأخ حتى قدم | فانطلق الأخ حتى قدم [[مكة|مكّة]]، وسمع من قوله، ثم رجع الى أبي ذر... فتزود، وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي(ص) وهو لا يعرف، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه الليل، فاضطجع، فرآه [[الإمام علي عليه السلام|علي بن أبي طالب]] (ع) فقال: كأنّ الرجل غريب. قال: نعم. قال: انطلق إلى المنزل، وتذكر الرواية أنّه ذهب مع علي (ع). | ||
وتكررت هذه الدعوة ثلاث ليال، وفي اليوم الثالث قال له علي (ع): ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد. قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً؛ لترشدني فعلت ففعل فأخبره علي (ع) أنّه نبيّ، وأنّ ما جاء به حق، وأنه رسول الله (ص). فإذا أصبحت فاتبعني، فأني إن رأيت شيئاً أخاف عليك قمت كأني أُريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي قال: فانطلقت اقفوه حتى دخل علي (ع) على رسول الله (ص)، ودخلت معه، وحييت رسول الله (ص) بتحية الإسلام، فقلت: السلام عليك يا رسول الله - فكنت أوّل من حياه بتحية الإسلام - فقال: وعليك السلام، من أنت؟ قلت: رجل من بني غفار فعرض عليّ الإسلام، فأسلمت، وشهدت أن لا اله الا الله، وأن محمداً رسول الله.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1654.</ref> | وتكررت هذه الدعوة ثلاث ليال، وفي اليوم الثالث قال له علي (ع): ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد. قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً؛ لترشدني فعلت ففعل فأخبره علي (ع) أنّه نبيّ، وأنّ ما جاء به حق، وأنه رسول الله (ص). فإذا أصبحت فاتبعني، فأني إن رأيت شيئاً أخاف عليك قمت كأني أُريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي قال: فانطلقت اقفوه حتى دخل علي (ع) على رسول الله (ص)، ودخلت معه، وحييت رسول الله (ص) بتحية الإسلام، فقلت: السلام عليك يا رسول الله - فكنت أوّل من حياه بتحية الإسلام - فقال: وعليك السلام، من أنت؟ قلت: رجل من بني غفار فعرض عليّ الإسلام، فأسلمت، وشهدت أن لا اله الا الله، وأن محمداً رسول الله.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1654.</ref> | ||
سطر ١١٣: | سطر ١١٢: | ||
==فضائل أبي ذر ومناقبه== | ==فضائل أبي ذر ومناقبه== | ||
إنَّ أباذر ذو مكانة رفيعة وعظيمة، كما ورد في روايات [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) و[[ | إنَّ أباذر ذو مكانة رفيعة وعظيمة، كما ورد في روايات [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]](ص) و[[الأئمة المعصومين]](ع) فقد قال له النبي(ص): يا أبا ذر! إنك منّا أهل بيت(ع)،<ref>الطوسي، الأمالي، ص 525.؛ الطبرسي مكارم الأخلاق، ص 256.</ref> وقال(ص): ما أظلّت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر،<ref>المجلسي، بحارالانوار، ج 22، ص 404.</ref> وعنه(ص): أبو ذر في أمتي شبيه [[النبي عيسى|عيسى بن مريم]] في زهده.<ref>المجلسي، بحارالانوار، ج 22، ص 120.</ref> | ||
وسئل [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) عن أبي ذر، فقال: ذلك رجل وعى علماً عجز عنه الناس، ثم أوكأ عليه، ولم يخرج شيئاً منه.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 255.</ref> وفي رواية عنه (ع) قال: قال النبي (ص): الجنة تشتاق إليك وإلى [[عمار]] (وإلى) [[سلمان الفارسي|سلمان]] وأبي ذر و[[المقداد]].<ref>الصدوق، الخصال، ص 303.</ref> | وسئل [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) عن أبي ذر، فقال: ذلك رجل وعى علماً عجز عنه الناس، ثم أوكأ عليه، ولم يخرج شيئاً منه.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 255.</ref> وفي رواية عنه(ع) قال: قال النبي(ص): [[الجنة]] تشتاق إليك وإلى [[عمار]] (وإلى) [[سلمان الفارسي|سلمان]] وأبي ذر و[[المقداد]].<ref>الصدوق، الخصال، ص 303.</ref> | ||
وعن أبي بكر الحضرمي عن [[الإمام الباقر عليه السلام|الإمام الباقر]] (ع): ارتدّ الناس بعد النبي (ص)، إلا ثلاثة نفر: | وعن أبي بكر الحضرمي عن [[الإمام الباقر عليه السلام|الإمام الباقر]] (ع): ارتدّ الناس بعد النبي(ص)، إلا ثلاثة نفر: [[سلمان الفارسي|سلمان]]، وأبوذر، و[[المقداد ابن الأسود|المقداد]]. قال: فقلت: ف[[عمار بن ياسر|عمار]]؟ فقال: قد كان جاض جيضة، ثم رجع.<ref>المفيد، الاختصاص، ص 10.</ref> | ||
وعن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] (ع) كان أكثر عبادة أبي ذر خصلتين: التفكر، والاعتبار. | وعن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]](ع) كان أكثر عبادة أبي ذر خصلتين: التفكر، والاعتبار. | ||
جاء في المصادر الشيعية أن أباذر الغفاري كان من الأركان الأربعة في الإسلام بالإضافة إلى [[سلمان الفارسي|سلمان]] و[[المقداد]] و[[عمار]].<ref>الطوسي، رجال الطوسي، ص 598.؛ المفيد، الاختصاص، صص 6 - 7.</ref> ويذكر [[آغا بزرك الطهراني]] كتابين في أحوال أبي ذر وفضائله: وهما «'''كتاب اخبار أبي ذر'''» لأبي منصور [[ظفر بن حمدون البادرائي]]،<ref>آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 1، صص 156 - 157.</ref> وكتاب «'''اخبار أبي ذر الغفاري وفضائله'''» [[الشيخ الصدوق|للشيخ الصدوق]]. <ref>آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 1، صص 156 - 157.</ref> | جاء في المصادر الشيعية أن أباذر الغفاري كان من الأركان الأربعة في الإسلام بالإضافة إلى [[سلمان الفارسي|سلمان]] و[[المقداد]] و[[عمار]].<ref>الطوسي، رجال الطوسي، ص 598.؛ المفيد، الاختصاص، صص 6 - 7.</ref> ويذكر [[آغا بزرك الطهراني]] كتابين في أحوال أبي ذر وفضائله: وهما «'''كتاب اخبار أبي ذر'''» لأبي منصور [[ظفر بن حمدون البادرائي]]،<ref>آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 1، صص 156 - 157.</ref> وكتاب «'''اخبار أبي ذر الغفاري وفضائله'''» [[الشيخ الصدوق|للشيخ الصدوق]]. <ref>آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 1، صص 156 - 157.</ref> | ||
سطر ١٣٠: | سطر ١٢٩: | ||
==حبه للإمام علي (ع)== | ==حبه للإمام علي (ع)== | ||
روى [[الأربلي]] أن أبا ذر قال: والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين (ع) حق أميرالمؤمنين (ع) والله إنّه للربيع الذي يسكن إليه، ولو قد فارقكم لقد أنكرتم الناس وأنكرتم الأرض.<ref>الأربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 353.</ref> | روى [[الأربلي]] أن أبا ذر قال: والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين(ع) حق أميرالمؤمنين(ع) والله إنّه للربيع الذي يسكن إليه، ولو قد فارقكم لقد أنكرتم الناس وأنكرتم الأرض.<ref>الأربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 353.</ref> | ||
وينقل [[ابن أبي الحديد]] عن أبي رافع قال: أتيت | وينقل [[ابن أبي الحديد]] عن أبي رافع قال: أتيت أبا ذر بالربذة أودعه، فلما أردت الانصراف، قال لي ولأناس معي: ستكون فتنة فاتقوا الله، وعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب (ع)، فاتبعوه.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 13، ص 228.</ref> وقد بلغت هذه العلاقة والمحبة درجة بحيث كان أحد الذين حضروا [[التشييع|تشييع]] جثمان [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة الزهراء]] (ع) ليلا.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 115.</ref> | ||
==روايات أبي ذر== | ==روايات أبي ذر== | ||
نقلت روايات كثيرة عن أبي ذر في المصادر أكثرها عن النبي (ص)، وقد كان يقول غير آبه | نقلت روايات كثيرة عن أبي ذر في المصادر أكثرها عن النبي(ص)، وقد كان يقول غير آبه ب[[منع كتابة الحديث]]: والله لو وضعتم الصمصامة على هذه - وأشار إلى حلقه - على أن أترك كلمة سمعتها من رسول الله(ص) لأنفذتها قبل أن يكون ذلك.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 354.</ref> وقد أدى التزامه بنقل الحديث إلى أن سجن في زمن [[عمر بن الخطاب|عمر]].<ref>ابن حبان، المجروحين، ج 1، ص 35.</ref> | ||
ويروي [[الشيخ الطوسي]] حواراً مفصلاً دار بين أبي ذر والنبي (ص) في رواية اخلاقية.<ref>الطوسي، الأمالي، ص 525.</ref> | ويروي [[الشيخ الطوسي]] حواراً مفصلاً دار بين أبي ذر والنبي (ص) في رواية اخلاقية.<ref>الطوسي، الأمالي، ص 525.</ref> | ||
==المنافي== | ==المنافي== | ||
===النفي إلى الشام=== | ===النفي إلى الشام=== | ||
يروي ابن أبي الحديد علة نفي أبي ذر إلى [[الشام]] قائلاً: إن [[عثمان بن عفان|عثمان]] لما أعطى [[مروان بن الحكم]] وغيره من [[بيوت الأموال]]، واختص [[زيد بن ثابت]] بشيء منها، جعل أبوذر يقول بين الناس وفي الطرقات والشوارع: بشّر الكافرين بعذاب أليم، ويرفع بذلك صوته... فقال عثمان: قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي، الحق بالشام، فأخرجه إليها.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 8، ص 256.</ref> | يروي ابن أبي الحديد علة نفي أبي ذر إلى [[الشام]] قائلاً: إن [[عثمان بن عفان|عثمان]] لما أعطى [[مروان بن الحكم]] وغيره من [[بيوت الأموال]]، واختص [[زيد بن ثابت]] بشيء منها، جعل أبوذر يقول بين الناس وفي الطرقات والشوارع: بشّر الكافرين بعذاب أليم، ويرفع بذلك صوته... فقال عثمان: قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي، الحق بالشام، فأخرجه إليها.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 8، ص 256.</ref> | ||
لقد كان أبوذر في الشام يعظ الناس، ويروي عن رسول الله (ص) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته (ع)؛ فكان [[معاوية]] ينهى الناس عن مجالسة أبي ذر، وكتب إلى عثمان كتاباً يعلمه بما يفعله، ويقوله أبوذر. وبعد جواب عثمان قام بإخراجه إلى [[المدينة]].<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 237.</ref> | لقد كان أبوذر في الشام يعظ الناس، ويروي عن رسول الله(ص) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته(ع)؛ فكان [[معاوية]] ينهى الناس عن مجالسة أبي ذر، وكتب إلى عثمان كتاباً يعلمه بما يفعله، ويقوله أبوذر. وبعد جواب عثمان قام بإخراجه إلى [[المدينة]].<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 237.</ref> | ||
===النفي إلى الربذة=== | ===النفي إلى الربذة=== | ||
التقى أبو ذر بعد رجوعه الی | التقى أبو ذر بعد رجوعه الی [[المدينة المنورة|المدينة]]، بعثمان ولم يقبل دنانير الخليفة. وانتقد السلطة الحاكمة، فلم يتحمل عثمان ذلك، فأبعده إلى [[الربذة]] بأفجع صورة. وقد نقلت الكتب ما دار بينهما من كلام ونفيه إلى الربذة.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، صص 171- 172.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، صص 226 - 227.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 336.</ref> | ||
==الوفاة== | ==الوفاة== | ||
توفي أبو ذر في [[ذي الحجة]] [[سنة 32 هـ]] في خلافة عثمان في الربذة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 354.</ref> ويروى أنّ رسول الله (ص) قال له: يا أباذر تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتدخل الجنة وحدك.<ref>القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 295.</ref> وقد قام بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه [[عبد الله بن مسعود]] وجماعة معه كانوا في طريقهم من المدينة إلى الكوفة.<ref>ابن خياط، طبقات خليفة بن خياط، ص 71.؛ ابن حبان، الثقات، ج 3، ص 55.</ref> | توفي أبو ذر في [[ذي الحجة]] [[سنة 32 هـ]] في خلافة عثمان في الربذة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 354.</ref> ويروى أنّ رسول الله (ص) قال له: يا أباذر تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتدخل الجنة وحدك.<ref>القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 295.</ref> وقد قام بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه [[عبد الله بن مسعود]] وجماعة معه كانوا في طريقهم من المدينة إلى الكوفة.<ref>ابن خياط، طبقات خليفة بن خياط، ص 71.؛ ابن حبان، الثقات، ج 3، ص 55.</ref> | ||
وروي أن زوجته أم ذر كانت تبكي عندما حضرته الوفاة، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: ما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض، وليس عندي ثوب يسعك كفناً لي ولا لك، ولا بد لي من القيام بجهازك! قال: فابشري، ولاتبكي فإني سمعت رسول الله (ص) يقول لنفر أنا فيهم: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين. وليس من أولئك النفر أحد، إلا وقد مات في قرية وجماعة، ولم يبق غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت؛ فأنا ذلك الرجل، فو الله ما كذبت ولا كذّبت.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 241.</ref> | وروي أن زوجته أم ذر كانت تبكي عندما حضرته الوفاة، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: ما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض، وليس عندي ثوب يسعك كفناً لي ولا لك، ولا بد لي من القيام بجهازك! قال: فابشري، ولاتبكي فإني سمعت رسول الله(ص) يقول لنفر أنا فيهم: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين. وليس من أولئك النفر أحد، إلا وقد مات في قرية وجماعة، ولم يبق غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت؛ فأنا ذلك الرجل، فو الله ما كذبت ولا كذّبت.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 241.</ref> | ||
===ما تركه وقت مماته=== | ===ما تركه وقت مماته=== | ||
سطر ١٦١: | سطر ١٥٩: | ||
==المدفن== | ==المدفن== | ||
[[ملف:خارطة الربذة.png|300px|تصغير|يسار|خارطة الربذة]] | [[ملف:خارطة الربذة.png|300px|تصغير|يسار|خارطة الربذة]] | ||
تقع الربذة في جنوب شرقي المدينة | تقع الربذة في جنوب شرقي [[المدينة المنورة]]، وتبعد منها حوالي 200 كيلاً. يأتي موقعها على حافة جبال [[الحجاز]] الغربية على خط عرض، (24–40 )، وخط طول (41 -18)، وتمر بجوارها عدة طرق حديثة منها طريق مهد الذهب – ثرب، وطريق ثرب – الحسو، وطريق القصيم – المدينة، وتنتشر في منطقة الربذة المرتفعات الصخرية التي تتداخل أحيانا مع الجبال المرتفعه، وتتميز بطون الأودية بتربة ناعمة أو طبقة من الحصى المتناثر على أرضياتها، وتنبت في بطون الأودية النباتات الصالحة للرعي. | ||
[[ملف:معالم جامع أبي ذر الغفاري.jpg|300px|تصغير|يسار|معالم جامع أبي ذر الغفاري]] | [[ملف:معالم جامع أبي ذر الغفاري.jpg|300px|تصغير|يسار|معالم جامع أبي ذر الغفاري]] | ||