انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خلق القرآن»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ١١: سطر ١١:
لقد تسربت عقيدة ان كلام الله غير مخلوق مثل القول بالتشبيه والتجسيم إلى [[المسلمين]] من [[اليهود|اليهودية]] و[[النصارى|النصرانية]]، حيث قال اليهود بقدم [[التوراة]]، والنصرانية بقدم الكلمة (المسيح).<ref>شلبي، اليهودية، ص 222.</ref>  
لقد تسربت عقيدة ان كلام الله غير مخلوق مثل القول بالتشبيه والتجسيم إلى [[المسلمين]] من [[اليهود|اليهودية]] و[[النصارى|النصرانية]]، حيث قال اليهود بقدم [[التوراة]]، والنصرانية بقدم الكلمة (المسيح).<ref>شلبي، اليهودية، ص 222.</ref>  


يقول أبو زهرة: كثر القول حول [[القرآن الكريم]] في كونه مخلوقاً أو غير مخلوق، وقد عمل على إثارة هذه المسألة، [[النصارى]] الذين كانوا في حاشية [[الحكم الأموي|البيت الأموي]] وعلى رأسهم يوحنا الدمشقي، الذي‏ كان يبث بين علماء النصارى في البلاد الإسلامية طرق المناظرات التي تشكّك [[المسلمين]] في دينهم، وينشر بين المسلمين الأكاذيب عن نبيّهم، مثل زعمه عشق‏ [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} ل[[زينب بنت جحش]]، فقد جاء في القرآن أنّ [[عيسى بن مريم]] كلمته ألقاها إلى [[مريم بنت عمران|مريم]]، فكان يبث بين المسلمين أنّ كلمة اللَّه قديمة، فيسألهم أكلمته قديمة أم لا؟ فإن قالوا: لا ... فقد قالوا: إنّ كلامه مخلوق، وإن قالوا: قديمة ... ادّعى أنّ عيسى قديم، وعلى ذلك وجد من قال إنّ القرآن مخلوق، ليرد كيد هؤلاء، فقال ذلك الجعد بن درهم، وقاله الجهم بن صفوان، وقالته [[المعتزلة]] واعتنق ذلك الرأي [[المأمون]].
يقول أبو زهرة: كثر القول حول [[القرآن الكريم]] في كونه مخلوقاً أو غير مخلوق، وقد عمل على إثارة هذه المسألة، [[النصارى]] الذين كانوا في حاشية [[الحكم الأموي|البيت الأموي]] وعلى رأسهم يوحنا الدمشقي، الذي‏ كان يبث بين علماء النصارى في البلاد الإسلامية طرق المناظرات التي تشكّك [[المسلمين]] في دينهم، وينشر بين المسلمين الأكاذيب عن نبيّهم، مثل زعمه عشق‏ [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} ل[[زينب بنت جحش]]، فقد جاء في القرآن أنّ [[عيسى بن مريم]] كلمته ألقاها إلى [[مريم بنت عمران|مريم]]، فكان يبث بين المسلمين أنّ كلمة [[اللَّه]] قديمة، فيسألهم أكلمته قديمة أم لا؟ فإن قالوا: لا ... فقد قالوا: إنّ كلامه مخلوق، وإن قالوا: قديمة ... ادّعى أنّ عيسى قديم، وعلى ذلك وجد من قال إنّ القرآن مخلوق، ليرد كيد هؤلاء، فقال ذلك الجعد بن درهم، وقاله الجهم بن صفوان، وقالته [[المعتزلة]] واعتنق ذلك الرأي [[المأمون]].


وفي سنة [[218 هـ]]، بدا للمأمون أن يدعو الناس بقوة السلطان إلى اعتناق هذه الفكرة ... وقد سارع نائبه ب[[بغداد]] إلى تنفيذ ما أمر به ... فأحضر المحدثين والفقهاء فسألهم عن عقيدتهم حول القرآن، وأعلن الكلّ عن اعتناق ما كتبه المأمون سوى أربعة، فأصرّوا على عدم كون القرآن مخلوقاً وهم: [[أحمد بن حنبل]]، ومحمد بن نوح، والقواريري، وسجادة، فشدوا بالوثاق. لكن الكلّ رجعوا عن عقيدتهم إلّا اثنان وهما: ابن نوح وأحمد بن حنبل، فسيقا إلى طرطوس ليلتقيا بالمأمون، ومات الأوّل في الطريق، وبقي أحمد، وبينا هم في الطريق مات المأمون وترك وصية بها من بعده أن يؤخذ بسيرته في خلق القرآن، وقد تولى الحكم [[المعتصم]]، ثمّ [[الواثق]] فكانا على سيرة [[المأمون]] في مسألة خلق القرآن.<ref>أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، ص 294 - 296.</ref>
وفي سنة [[218 هـ]]، بدا للمأمون أن يدعو الناس بقوة السلطان إلى اعتناق هذه الفكرة ... وقد سارع نائبه ب[[بغداد]] إلى تنفيذ ما أمر به ... فأحضر المحدثين والفقهاء فسألهم عن عقيدتهم حول القرآن، وأعلن الكلّ عن اعتناق ما كتبه المأمون سوى أربعة، فأصرّوا على عدم كون القرآن مخلوقاً وهم: [[أحمد بن حنبل]]، ومحمد بن نوح، والقواريري، وسجادة، فشدوا بالوثاق. لكن الكلّ رجعوا عن عقيدتهم إلّا اثنان وهما: ابن نوح وأحمد بن حنبل، فسيقا إلى طرطوس ليلتقيا بالمأمون، ومات الأوّل في الطريق، وبقي أحمد، وبينا هم في الطريق مات المأمون وترك وصية بها من بعده أن يؤخذ بسيرته في خلق القرآن، وقد تولى الحكم [[المعتصم]]، ثمّ [[الواثق]] فكانا على سيرة [[المأمون]] في مسألة خلق القرآن.<ref>أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، ص 294 - 296.</ref>
مستخدم مجهول