مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة بني المصطلق»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Baselaldnia |
imported>Baselaldnia لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٢: | سطر ٢٢: | ||
| معلومات عامة = | | معلومات عامة = | ||
}} | }} | ||
'''غزوة بني المصطلق'''، إحدى [[الغزوة|غزوات]] [[الرسول الأكرم]] | '''غزوة بني المصطلق'''، إحدى [[الغزوة|غزوات]] [[الرسول الأكرم]] {{صل}} والتي وقعت في [[السنة الخامسة للهجرة]] النبوية الشريفة على القول الراجح، عند ماء يدعى "[[المريسيع]]"، وقد اقترن هذا العين باسم الغزوة أيضاً. | ||
أخذت هذه الغزوة أهميتها في التاريخ الإسلامي لما نتج عنها من أحداث ووقائع خيّمت على [[المسلمين]] جميعاً، سيما حادثة الفتنة التي وقعت بين [[المهاجرين]] و[[الأنصار]]، و[[حادثة الإفك]]، ونزول [[الآيات]] [[القرآن|القرآنية]] التي فضحت [[النفاق|المنافقين]] الذين حاولوا بثّ الخلافات في صفوف المسلمين. | أخذت هذه الغزوة أهميتها في التاريخ الإسلامي لما نتج عنها من أحداث ووقائع خيّمت على [[المسلمين]] جميعاً، سيما حادثة الفتنة التي وقعت بين [[المهاجرين]] و[[الأنصار]]، و[[حادثة الإفك]]، ونزول [[الآيات]] [[القرآن|القرآنية]] التي فضحت [[النفاق|المنافقين]] الذين حاولوا بثّ الخلافات في صفوف المسلمين. | ||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
{{مفصلة|بنو المصطلق}} | {{مفصلة|بنو المصطلق}} | ||
بنو المصطلق هم إحدى بطون قبيلة [[خزاعة]]،<ref>صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، ص222.</ref> | بنو المصطلق هم إحدى بطون قبيلة [[خزاعة]]،<ref>السلمّي، صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، ص222.</ref> | ||
وبنو المصطلق قبل مجيء [[الإسلام]]، كانت تقطن بمّر [[الظهران]]، وهذه المنطقة بينها وبين [[مكة]] ثلاثة عشر ميلاً، وهي تقدر بحوالي 80 كيلو مترا.<ref> | وبنو المصطلق قبل مجيء [[الإسلام]]، كانت تقطن بمّر [[الظهران]]، وهذه المنطقة بينها وبين [[مكة]] ثلاثة عشر ميلاً، وهي تقدر بحوالي 80 كيلو مترا.<ref>الحربي، المناسك، ص465.</ref> | ||
تأخر إسلام بني المصطلق شأن القبائل التهامية المجاورة [[قريش|لقريش]]؛ وذلك لما كان لقريش من السيطرة والحرمة في نفوس القبائل بحكم كونهم سكان [[الحرم]]، وحماة [[الحرم المكي|بيت الله]] الأمين، وكانت قبيلة بني المصطلق على طريق قريش التجارية إلى [[الشام]]، مما جعلها تتأخر في إعلان إسلامها، حفاظاً على مصالحها. ولكن الرسول {{صل}} كان يأمن جانبها بحكم كونها فرعاً من خزاعة التي كانت محل عناية ونصح للرسول صلى الله عليه وسلم، رغم عدم دخولها في الإسلام.<ref>مرويات غزوة بني المصطلق ص63.</ref> | تأخر إسلام بني المصطلق شأن القبائل التهامية المجاورة [[قريش|لقريش]]؛ وذلك لما كان لقريش من السيطرة والحرمة في نفوس القبائل بحكم كونهم سكان [[الحرم]]، وحماة [[الحرم المكي|بيت الله]] الأمين، وكانت قبيلة بني المصطلق على طريق قريش التجارية إلى [[الشام]]، مما جعلها تتأخر في إعلان إسلامها، حفاظاً على مصالحها. ولكن الرسول {{صل}} كان يأمن جانبها بحكم كونها فرعاً من خزاعة التي كانت محل عناية ونصح للرسول صلى الله عليه وسلم، رغم عدم دخولها في الإسلام.<ref>قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق ص63.</ref> | ||
== الزمان والمكان == | == الزمان والمكان == | ||
سطر ٣٨: | سطر ٣٨: | ||
اختلف العلماء في تاريخ هذه الغزوة، فانحصرت آرائهم على ثلاثة أقوال: | اختلف العلماء في تاريخ هذه الغزوة، فانحصرت آرائهم على ثلاثة أقوال: | ||
1- في شهر [[شعبان]] من [[السنة السادسة للهجرة|السنة السادسة]] [[الهجرة|للهجرة]] النبوية، وقال بذلك: " | 1- في شهر [[شعبان]] من [[السنة السادسة للهجرة|السنة السادسة]] [[الهجرة|للهجرة]] النبوية، وقال بذلك: "[[الطبراني]]، [[الطبري]]، [[خليفة بن خياط]]، و[[ابن الأثير]]".<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص76.</ref> | ||
2- في شهر شعبان من [[السنة الخامسة للهجرة]] النبوية، وقال بذلك: "موسى بن عقبة، | 2- في شهر شعبان من [[السنة الخامسة للهجرة]] النبوية، وقال بذلك: "موسى بن عقبة، و[[ابن سعد]]، و[[ابن قتيبة]]، و[[البلاذري،]] و[[الذهبي]]، و[[ابن القيم]]، و[[ابن حجر العسقلاني]]، و[[ابن كثير]]".<ref>الذهبي، العبر في خبر من غبر، ج1، ص8.</ref> ذكرها ابن أثير بعد [[غزوة ذي قرد]]،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص76.</ref> | ||
3- في شهر شعبان من [[السنة الرابعة للهجرة]] النبوية، وقال بذلك: "المسعودي، ابن العربي المالكي، أبو بكر العامري، ومحمد أحمد باشميل".<ref>مرويات غزوة بني المصطلق، ص101.</ref> | 3- في شهر شعبان من [[السنة الرابعة للهجرة]] النبوية، وقال بذلك: "المسعودي، ابن العربي المالكي، أبو بكر العامري، ومحمد أحمد باشميل".<ref>قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق، ص101.</ref> | ||
وقد كانت وفاة [[سعد بن معاذ]] في أعقاب [[غزوة بني قريظة]]، وغزوة بني قريظة كانت في [[ذي القعدة]] من السنة الخامسة على القول الراجح, فيتعين أن تكون غزوة بني المصطلق قبلها.<ref>مرويات غزوة بني المصطلق، ص97.</ref> | وقد كانت وفاة [[سعد بن معاذ]] في أعقاب [[غزوة بني قريظة]]، وغزوة بني قريظة كانت في [[ذي القعدة]] من السنة الخامسة على القول الراجح, فيتعين أن تكون غزوة بني المصطلق قبلها.<ref>قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق، ص97.</ref> | ||
جرت هذه الغزوة عند عين ماء من مياه بني المصطلق يقال له "[[المريسيع]]"، في وادي "قُديد" والذي يبعد عن [[مكة]] المكرمة قرابة 120 كيلو متر، وعن [[المدينة]] قرابة 300 كيلو متر تقريباً<ref>البداية والنهاية، ج4، ص156.</ref> | جرت هذه الغزوة عند عين ماء من مياه بني المصطلق يقال له "[[المريسيع]]"، في وادي "قُديد" والذي يبعد عن [[مكة]] المكرمة قرابة 120 كيلو متر، وعن [[المدينة]] قرابة 300 كيلو متر تقريباً<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص156.</ref> | ||
== أسباب الغزوة == | == أسباب الغزوة == | ||
بلغ [[رسول الله]] {{صل}} أنّ "بني المصطلق" يعدون العدة ويجمعون الجموع لغزو [[المدينة المنورة]]، وقد أطمعهم في ذلك انتصار [[المشركين]] في [[غزوة أحد|غزوة أُحد]].<ref>تاريخ الطبري، ج2، ص604.</ref> فلما بلغ رسول الله {{صل}} ذلك، أرسل بعض عيونه ليتحسس الموقف ويتعرف على [[الصدق|صدق]] الأنباء التي بلغته، وعاد من أرسلهم الرسول وأخبروا [[النبي]] ص،<ref>السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، ص572.</ref> فأعد عدته وخرج إليهم في شهر [[شعبان]] من [[السنة الخامسة للهجرة]] على القول الراجح.<ref>البداية والنهاية، ج4، ص156.</ref>. | بلغ [[رسول الله]] {{صل}} أنّ "بني المصطلق" يعدون العدة ويجمعون الجموع لغزو [[المدينة المنورة]]، وقد أطمعهم في ذلك انتصار [[المشركين]] في [[غزوة أحد|غزوة أُحد]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص604.</ref> فلما بلغ رسول الله {{صل}} ذلك، أرسل بعض عيونه ليتحسس الموقف ويتعرف على [[الصدق|صدق]] الأنباء التي بلغته، وعاد من أرسلهم الرسول وأخبروا [[النبي]] ص،<ref>الصلابي، السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، ص572.</ref> فأعد عدته وخرج إليهم في شهر [[شعبان]] من [[السنة الخامسة للهجرة]] على القول الراجح.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص156.</ref>. | ||
كان بنو المصطلق وقائدهم [[الحارث بن أبي ضرار]] رئيس القبيلة والمتحدث عنها بجمع الجموع، لأن [[قريش|قريشاً]] كانت تحثهم على أن يكون لهم دور إيجابي فيما يدور على الساحة من معارك، وقد استجاب هذا القائد لكلام قريش، لأن [[المسلمين]] أنهكوا بعد أُحد.<ref>الكامل في التاريخ، ج2، ص76.</ref> <ref>صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، ص222.</ref> | كان بنو المصطلق وقائدهم [[الحارث بن أبي ضرار]] رئيس القبيلة والمتحدث عنها بجمع الجموع، لأن [[قريش|قريشاً]] كانت تحثهم على أن يكون لهم دور إيجابي فيما يدور على الساحة من معارك، وقد استجاب هذا القائد لكلام قريش، لأن [[المسلمين]] أنهكوا بعد أُحد.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص76.</ref> <ref>السّلمي، صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، ص222.</ref> | ||
== أحداث المعركة == | == أحداث المعركة == | ||
خرج رسول الله | خرج رسول الله {{صل}} من [[المدينة]] لمباغتة بني المصطلق، فخلف عليها "[[أبو ذر الغفاري|أبا ذر الغفاري]]"،<ref>ابن كثير البداية والنهاية، ج4، ص156.</ref> وقيل "[[زيد بن حارثة]]"،<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص144.</ref> وسار حتى بلغ ماءً لهم يقال له "المريسيع" بناحية "قُديد"،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص76.</ref> فتزاحم الناس، واقتتلوا قتالاً شديداً، فهزم [[الله]] بني المصطلق، وقتل من قتل منهم.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص604.</ref> وكان شعار [[المسلمين]] في هذه المعركة هو "'''يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ'''".<ref>قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق، ص109.</ref> | ||
ونفّل رسول الله | ونفّل رسول الله {{صل}} أبناءهم ونساءهم وأموالهم، فأفاءهم عليه، وقد أصيب رجل من المسلمين من بني كلب بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر، يقال له: هشام بن صبابة، أصابه رجل من [[الأنصار]] من رهط [[عبادة بن الصامت]]، وهو يرى أنه من العدو، فقتله خطأ.<ref>قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق، ص106.</ref> | ||
وكان رسول الله {{صل}}، قد أصاب منهم سبياً كثيراً، قسّمه في المسلمين، وكان فيمن أصيب يومئذ من السبايا [[جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار]] زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.<ref> | وكان رسول الله {{صل}}، قد أصاب منهم سبياً كثيراً، قسّمه في المسلمين، وكان فيمن أصيب يومئذ من السبايا [[جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار]] زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص290 - 293.</ref> | ||
== ما نتج عن غزوة بني المصطلق == | == ما نتج عن غزوة بني المصطلق == | ||
بعد انتهاء المعركة بين جيش [[المسلمين]] وبني المصطلق، والتي أدت إلى دخول بني المصطلق في [[الإسلام]] بما فيهم قائدهم الحارث ابن أبي ضرار،<ref>غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ص74.</ref> وقعت هنالك مشكلتين أنست المسلمين النصر في هذه الغزوة: | بعد انتهاء المعركة بين جيش [[المسلمين]] وبني المصطلق، والتي أدت إلى دخول بني المصطلق في [[الإسلام]] بما فيهم قائدهم الحارث ابن أبي ضرار،<ref>الجميلي، غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ص74.</ref> وقعت هنالك مشكلتين أنست المسلمين النصر في هذه الغزوة: | ||
=== الفتنة بين المهاجرين والأنصار === | === الفتنة بين المهاجرين والأنصار === | ||
وابتداء هذا الأمر، أن غلامين أحدهما من [[الأنصار]] والآخر من [[المهاجرين]] تشاجرا على الماء، فصرخ الأنصاري: "يا معشر الأنصار". وصرخ المهاجري: "يا معشر المهاجرين". فغضب "[[عبد الله بن أبي بن سلول]]"، وكان ممن حضر الغزوة، فقال: "أوقد فعلوها، قد نافرونا، وكاثرونا في بلادنا، و[[الله]] ما أعدنا وجلابيب [[قريش]] إِلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إِلى [[المدينة]] ليخرجن الأعز منها الأذل"، ثم أقبل على من حضره منْ قومه فقال لهم: "هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إِلى غير داركم".<ref> | وابتداء هذا الأمر، أن غلامين أحدهما من [[الأنصار]] والآخر من [[المهاجرين]] تشاجرا على الماء، فصرخ الأنصاري: "يا معشر الأنصار". وصرخ المهاجري: "يا معشر المهاجرين". فغضب "[[عبد الله بن أبي بن سلول]]"، وكان ممن حضر الغزوة، فقال: "أوقد فعلوها، قد نافرونا، وكاثرونا في بلادنا، و[[الله]] ما أعدنا وجلابيب [[قريش]] إِلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إِلى [[المدينة]] ليخرجن الأعز منها الأذل"، ثم أقبل على من حضره منْ قومه فقال لهم: "هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إِلى غير داركم".<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص139.</ref> | ||
فسمع ذلك [[زيد بن أرقم]]، فأبلغ [[رسول الله]] {{صل}} به، فأشار [[عمر]] على رسول الله (ص) بقتله، فقال له رسول الله: "فكيف يا عمر إِذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل [[الصحابة|أصحابه]]، لا. ولكن أذِّن بالرحيل حتى ينشغل الناس عن حديث ابن سلول".<ref> | فسمع ذلك [[زيد بن أرقم]]، فأبلغ [[رسول الله]] {{صل}} به، فأشار [[عمر]] على رسول الله (ص) بقتله، فقال له رسول الله: "فكيف يا عمر إِذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل [[الصحابة|أصحابه]]، لا. ولكن أذِّن بالرحيل حتى ينشغل الناس عن حديث ابن سلول".<ref>ابن سعد، الطبقات، ج2، ص65.</ref> | ||
ثم أنزل [[الله]] سبحانه وتعالى [[سورة المنافقين]] في طريق عودة المسلمين إِلى [[المدينة]]، تفضح ابن سلول ومن كان على شاكلته من المنافقين، فجاء "عبد الله" بن عبد الله بن أبي بن سلول إِلى رسول الله يستأذنه في قتل أبيه، فقال له النبي {{صل}}: "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا".<ref> | ثم أنزل [[الله]] سبحانه وتعالى [[سورة المنافقين]] في طريق عودة المسلمين إِلى [[المدينة]]، تفضح ابن سلول ومن كان على شاكلته من المنافقين، فجاء "عبد الله" بن عبد الله بن أبي بن سلول إِلى رسول الله يستأذنه في قتل أبيه، فقال له النبي {{صل}}: "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا".<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص194.</ref> | ||
=== حادثة الإفك === | === حادثة الإفك === | ||
سطر ٧٨: | سطر ٧٨: | ||
وقصة هذه الحادثة، أنّ [[عائشة]] كانت مع [[رسول الله]] {{صل}} في غزوة بني المصطلق، فلما انتهت الغزوة أذن رسول الله {{صل}} بالرحيل بعد الفتنة التي وقعت بين المهاجرين والأنصار، وفي إِحدى مراحل الطريق رَحَل القوم ليلًا، فجاء الرجال الموكلون برحلها فحملوا الهودج ويظنوها به بينما هي قد ذهبت تقضي حاجتها، وفقدت عقدًا لها فأخذت تبحث عنه، فلما عادت عائشة وجدت الناس قد ارتحلوا، فجلست في مكانها لعلمها أنهم إِذا فقدوها سيرجعون إِليها. | وقصة هذه الحادثة، أنّ [[عائشة]] كانت مع [[رسول الله]] {{صل}} في غزوة بني المصطلق، فلما انتهت الغزوة أذن رسول الله {{صل}} بالرحيل بعد الفتنة التي وقعت بين المهاجرين والأنصار، وفي إِحدى مراحل الطريق رَحَل القوم ليلًا، فجاء الرجال الموكلون برحلها فحملوا الهودج ويظنوها به بينما هي قد ذهبت تقضي حاجتها، وفقدت عقدًا لها فأخذت تبحث عنه، فلما عادت عائشة وجدت الناس قد ارتحلوا، فجلست في مكانها لعلمها أنهم إِذا فقدوها سيرجعون إِليها. | ||
فجاء [[صفوان بن المعطل السلمي]] في الصباح، على راحلته، وكان قد أخذه النوم فتأخر عن الجيش، فلما رأى عائشة، قال: "إِنا لله وإِنا إِليه راجعون"، ثم قرب إِليها راحلته فركبت وسار بها حتى لحق الجيش، فلما رأى المنافقون هذا المنظر، تكلموا في عِرض رسول الله | فجاء [[صفوان بن المعطل السلمي]] في الصباح، على راحلته، وكان قد أخذه النوم فتأخر عن الجيش، فلما رأى عائشة، قال: "إِنا لله وإِنا إِليه راجعون"، ثم قرب إِليها راحلته فركبت وسار بها حتى لحق الجيش، فلما رأى المنافقون هذا المنظر، تكلموا في عِرض رسول الله {{صل}} واستطالوا في ذلك وزَلَّت بعض الأقدام. | ||
ثم نزل [[الوحي]] ببراءة عائشة فاضحًا [[النفاق|المنافقين]] الذين تطاولوا على عرض رسول الله | ثم نزل [[الوحي]] ببراءة عائشة فاضحًا [[النفاق|المنافقين]] الذين تطاولوا على عرض رسول الله {{صل}} قال تعالى: {{'''قرآن|إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ'''}}<ref>النور: الآية: 11.</ref> | ||
وقد بينت [[الآيات]] في [[سورة النور]] حقيقة ما حصل، والآداب التي ينبغي للمسلمين أن يتأدبوا بها في مثل هذه الحوادث. | وقد بينت [[الآيات]] في [[سورة النور]] حقيقة ما حصل، والآداب التي ينبغي للمسلمين أن يتأدبوا بها في مثل هذه الحوادث. |