انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة بني المصطلق»

imported>Ya zainab
imported>Ya zainab
سطر ٤٢: سطر ٤٢:


== ما نتج عن غزوة بني المصطلق ==
== ما نتج عن غزوة بني المصطلق ==
بعد انتهاء المعركة بين جيش [[المسلمين]] وبني المصطلق، والتي أدت إلى دخول بني المصطلق في الإسلام بما فيهم قائدهم الحارث ابن أبي ضرار،<ref>غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ص74.</ref> وقعت هنالك مشكلتين أنست المسلمين النصر في هذه الغزوة:
بعد انتهاء المعركة بين جيش [[المسلمين]] وبني المصطلق، والتي أدت إلى دخول بني المصطلق في [[الإسلام]] بما فيهم قائدهم الحارث ابن أبي ضرار،<ref>غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ص74.</ref> وقعت هنالك مشكلتين أنست المسلمين النصر في هذه الغزوة:


=== الفتنة بين المهاجرين والأنصار ===
=== الفتنة بين المهاجرين والأنصار ===


وابتداء هذا الأمر، أن غلامين أحدهما من [[الأنصار]] والآخر من [[المهاجرين]] تشاجرا على الماء، فصرخ الأنصاري: "يا معشر الأنصار". وصرخ المهاجري: "يا معشر المهاجرين". فغضب "[[عبد الله بن أبي بن سلول]]"، وكان ممن حضر الغزوة، فقال: "أوقد فعلوها، قد نافرونا، وكاثرونا في بلادنا، والله ما أعدنا وجلابيب قريش إِلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إِلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"، ثم أقبل على من حضره منْ قومه فقال لهم: "هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إِلى غير داركم".<ref>سيرة ابن هشام، ج2، ص139.</ref>  
وابتداء هذا الأمر، أن غلامين أحدهما من [[الأنصار]] والآخر من [[المهاجرين]] تشاجرا على الماء، فصرخ الأنصاري: "يا معشر الأنصار". وصرخ المهاجري: "يا معشر المهاجرين". فغضب "[[عبد الله بن أبي بن سلول]]"، وكان ممن حضر الغزوة، فقال: "أوقد فعلوها، قد نافرونا، وكاثرونا في بلادنا، و[[الله]] ما أعدنا وجلابيب [[قريش]] إِلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إِلى [[المدينة]] ليخرجن الأعز منها الأذل"، ثم أقبل على من حضره منْ قومه فقال لهم: "هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إِلى غير داركم".<ref>سيرة ابن هشام، ج2، ص139.</ref>  


فسمع ذلك [[زيد بن أرقم]]، فأبلغ رسول الله ص به، فأشار [[عمر]] على رسول الله ص بقتله، فقال له رسول الله: "فكيف يا عمر إِذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، لا. ولكن أذِّن بالرحيل حتى ينشغل الناس عن حديث ابن سلول".<ref>طبقات ابن سعد، ج2، ص65.</ref>
فسمع ذلك [[زيد بن أرقم]]، فأبلغ [[رسول الله]] {{صل}} به، فأشار [[عمر]] على رسول الله ص بقتله، فقال له رسول الله: "فكيف يا عمر إِذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل [[الصحابة|أصحابه]]، لا. ولكن أذِّن بالرحيل حتى ينشغل الناس عن حديث ابن سلول".<ref>طبقات ابن سعد، ج2، ص65.</ref>


ثم أنزل الله سبحانه وتعالى سورة المنافقين في طريق عودة المسلمين إِلى [[المدينة]]، تفضح ابن سلول ومن كان على شاكلته من المنافقين، فجاء "عبد الله" بن عبد الله بن أبي بن سلول إِلى رسول الله يستأذنه في قتل أبيه، فقال له النبي ص: "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا".<ref>سيرة ابن هشام، ج2، ص194.</ref>
ثم أنزل [[الله]] سبحانه وتعالى [[سورة المنافقين]] في طريق عودة المسلمين إِلى [[المدينة]]، تفضح ابن سلول ومن كان على شاكلته من المنافقين، فجاء "عبد الله" بن عبد الله بن أبي بن سلول إِلى رسول الله يستأذنه في قتل أبيه، فقال له النبي {{صل}}: "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا".<ref>سيرة ابن هشام، ج2، ص194.</ref>


=== حادثة الإفك ===
=== حادثة الإفك ===
{{مفصلة| حادثة الإفك}}
{{مفصلة| حادثة الإفك}}


وقصة هذه الحادثة، أن [[عائشة]] كانت مع رسول الله ص في غزوة بني المصطلق، فلما انتهت الغزوة أذن رسول الله ص بالرحيل بعد الفتنة التي وقعت بين المهاجرين والأنصار، وفي إِحدى مراحل الطريق رَحَل القوم ليلًا، فجاء الرجال الموكلون برحلها فحملوا الهودج ويظنوها به بينما هي قد ذهبت تقضي حاجتها، وفقدت عقدًا لها فأخذت تبحث عنه، فلما عادت عائشة وجدت الناس قد ارتحلوا، فجلست في مكانها لعلمها أنهم إِذا فقدوها سيرجعون إِليها.  
وقصة هذه الحادثة، أنّ [[عائشة]] كانت مع [[رسول الله]] {{صل}} في غزوة بني المصطلق، فلما انتهت الغزوة أذن رسول الله {{صل}} بالرحيل بعد الفتنة التي وقعت بين المهاجرين والأنصار، وفي إِحدى مراحل الطريق رَحَل القوم ليلًا، فجاء الرجال الموكلون برحلها فحملوا الهودج ويظنوها به بينما هي قد ذهبت تقضي حاجتها، وفقدت عقدًا لها فأخذت تبحث عنه، فلما عادت عائشة وجدت الناس قد ارتحلوا، فجلست في مكانها لعلمها أنهم إِذا فقدوها سيرجعون إِليها.  


فجاء [[صفوان بن المعطل السلمي]] في الصباح، على راحلته، وكان قد أخذه النوم فتأخر عن الجيش، فلما رأى عائشة، قال: "إِنا لله وإِنا إِليه راجعون"، ثم قرب إِليها راحلته فركبت وسار بها حتى لحق الجيش، فلما رأى المنافقون هذا المنظر، تكلموا في عِرض رسول الله ص واستطالوا في ذلك وزَلَّت بعض الأقدام.  
فجاء [[صفوان بن المعطل السلمي]] في الصباح، على راحلته، وكان قد أخذه النوم فتأخر عن الجيش، فلما رأى عائشة، قال: "إِنا لله وإِنا إِليه راجعون"، ثم قرب إِليها راحلته فركبت وسار بها حتى لحق الجيش، فلما رأى المنافقون هذا المنظر، تكلموا في عِرض رسول الله ص واستطالوا في ذلك وزَلَّت بعض الأقدام.  


ثم نزل الوحي ببراءة عائشة فاضحًا المنافقين الذين تطاولوا على عرض رسول الله ص قال تعالى: '''{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}'''.<ref>سورة النور: الآية: 11.</ref>
ثم نزل [[الوحي]] ببراءة عائشة فاضحًا [[النفاق|المنافقين]] الذين تطاولوا على عرض رسول الله ص قال تعالى: {{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}}<ref>سورة النور: الآية: 11.</ref>


وقد بينت الآيات في '''سورة النور''' حقيقة ما حصل، والآداب التي ينبغي للمسلمين أن يتأدبوا بها في مثل هذه الحوادث.
وقد بينت [[الآيات]] في [[سورة النور]] حقيقة ما حصل، والآداب التي ينبغي للمسلمين أن يتأدبوا بها في مثل هذه الحوادث.


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول