مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المتنبي»
ط
توئيك
imported>Ali110110 ط (إضافة باستخدام المصناف الفوري) |
imported>Ali110110 ط (توئيك) |
||
سطر ٨٩: | سطر ٨٩: | ||
===اسم ونسبه=== | ===اسم ونسبه=== | ||
أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد [[بنو جعف|الجعفي]] [[قبيلة كندة|الكندي]] الكوفي المعروف بالمتنبي، وقيل هو أحمد بن الحسين بن مرة بن عبد الجبار <ref>أعيان الشيعة</ref> | أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد [[بنو جعف|الجعفي]] [[قبيلة كندة|الكندي]] الكوفي المعروف بالمتنبي، وقيل هو أحمد بن الحسين بن مرة بن عبد الجبار<ref>أعيان الشيعة</ref> | ||
* أمه: [[بنو همدان|همدانية]] صحيحة النسب، وكانت من الكوفيات الصالحات.<ref>أعيان الشيعة</ref> | * أمه: [[بنو همدان|همدانية]] صحيحة النسب، وكانت من الكوفيات الصالحات.<ref>أعيان الشيعة</ref> | ||
ولد بالكوفة في محلة كندة [[سنة 303 للهجرة]].<ref>أعيان الشيعة</ref> | ولد بالكوفة في محلة كندة [[سنة 303 للهجرة]].<ref>أعيان الشيعة</ref> | ||
سطر ٩٩: | سطر ٩٩: | ||
وروي أن المتنبي صحب [[الأعراب]] في البادية فعاد إلى الكوفة عربيٍّا صرفًا، أما مدة إقامته فيها فهي أكثر من سنتين، ويُرجح أن مغادرة المتنبي إلى البادية كانت [[سنة 312 هـ]]، کما أنه رحل بعدها إلى [[بغداد]]. | وروي أن المتنبي صحب [[الأعراب]] في البادية فعاد إلى الكوفة عربيٍّا صرفًا، أما مدة إقامته فيها فهي أكثر من سنتين، ويُرجح أن مغادرة المتنبي إلى البادية كانت [[سنة 312 هـ]]، کما أنه رحل بعدها إلى [[بغداد]]. | ||
ولم تقتصر ثقافة المتنبي على تعلمه من كتّاب الكوفة أو ذهابه إلى البادية أو أخذه في رحلته إلى بغداد، بل صحب العلماء أيضاً، فدرس عند [[السكري]] و[[نفطويه]] و[[ابن دستويه]]، ولقي كذلك أبا بكر [[محمد بن دريد]] فقرأ عليه ولزمه، ولقي بعده من أصحابه أبا القاسم [[عمر بن سيف البغدادي]]، و[[أبو عمران موسى|أبا عمران موسى]]. <ref>البرقوقي، شرح ديوان المتنبي، ص 24.</ref> | ولم تقتصر ثقافة المتنبي على تعلمه من كتّاب الكوفة أو ذهابه إلى البادية أو أخذه في رحلته إلى بغداد، بل صحب العلماء أيضاً، فدرس عند [[السكري]] و[[نفطويه]] و[[ابن دستويه]]، ولقي كذلك أبا بكر [[محمد بن دريد]] فقرأ عليه ولزمه، ولقي بعده من أصحابه أبا القاسم [[عمر بن سيف البغدادي]]، و[[أبو عمران موسى|أبا عمران موسى]].<ref>البرقوقي، شرح ديوان المتنبي، ص 24.</ref> | ||
===مع سيف الدولة=== | ===مع سيف الدولة=== | ||
سطر ١٠٥: | سطر ١٠٥: | ||
التحق الشاعر بسيف الدولة الحمداني [[سنة 337 هـ]]/ [[948 م]] فمدحه المتنبي، وقربه الأمير ومنحه الجوائز القيمة، وأجرى عليه كل سنة ثلاثة آلاف دينار عدا ما كان يهبه من الخلع والهدايا المتفرقة. | التحق الشاعر بسيف الدولة الحمداني [[سنة 337 هـ]]/ [[948 م]] فمدحه المتنبي، وقربه الأمير ومنحه الجوائز القيمة، وأجرى عليه كل سنة ثلاثة آلاف دينار عدا ما كان يهبه من الخلع والهدايا المتفرقة. | ||
وكان مجلس سيف الدولة حافلاً بشعراء وأدباء يحضرونه كل ليلة، فيتكلمون، فوقع بين المتني و[[ابن خالويه]] كلام فوثب ابن خالوية على المتنبي، وضرب وجهه بمفتاح كان بيده فجشه، <ref>جشَّ الرَّجُلُ وغيرُه اشتدّ صوتُه وصار فيه كالبُحَّة (وهنا قد يكون بمعنى: جعله يبكي بصوت رفيع لتلك الضربة)</ref> وكان سيف الدولة حاضراً فلم يدافع عن أبي الطيب فخرج مغضباً ودمه يسيل، وكان ذلك سبباً لمغادرته [[حلب]] [[سنة 346 هـ]]/[[957 م]].<ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 5.</ref> | وكان مجلس سيف الدولة حافلاً بشعراء وأدباء يحضرونه كل ليلة، فيتكلمون، فوقع بين المتني و[[ابن خالويه]] كلام فوثب ابن خالوية على المتنبي، وضرب وجهه بمفتاح كان بيده فجشه،<ref>جشَّ الرَّجُلُ وغيرُه اشتدّ صوتُه وصار فيه كالبُحَّة (وهنا قد يكون بمعنى: جعله يبكي بصوت رفيع لتلك الضربة)</ref> وكان سيف الدولة حاضراً فلم يدافع عن أبي الطيب فخرج مغضباً ودمه يسيل، وكان ذلك سبباً لمغادرته [[حلب]] [[سنة 346 هـ]]/[[957 م]].<ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 5.</ref> | ||
صحب المتنبي سيف الدولة تسع سنين أو ما يقرب من تسع سنين، وشعر المتنبي في سيف الدولة ممتاز بما لم يمتز به سائر شعره: امتاز بالكثرة فالديوان حافل بنيف وثمانين قصيدة ومقطوعة في سيف الدولة وهو مقدار ضخم لم يتجمع لشاعر من الشعراء القدماء في أمير.<ref>حسين، مع المتنبي، ص 169.</ref> | صحب المتنبي سيف الدولة تسع سنين أو ما يقرب من تسع سنين، وشعر المتنبي في سيف الدولة ممتاز بما لم يمتز به سائر شعره: امتاز بالكثرة فالديوان حافل بنيف وثمانين قصيدة ومقطوعة في سيف الدولة وهو مقدار ضخم لم يتجمع لشاعر من الشعراء القدماء في أمير.<ref>حسين، مع المتنبي، ص 169.</ref> | ||
وهناك من يعتقد أنه ليس من [[الإسراف]] أن يقال إن للمتنبي في سيف الدولة ديواناً خاصاً يمكن أن يستقل بنفسه، وهو من أجمل الشعر العربي كله وأروعه وأحقه بالبقاء. <ref>حسين، مع المتنبي، ص 169.</ref> | وهناك من يعتقد أنه ليس من [[الإسراف]] أن يقال إن للمتنبي في سيف الدولة ديواناً خاصاً يمكن أن يستقل بنفسه، وهو من أجمل الشعر العربي كله وأروعه وأحقه بالبقاء.<ref>حسين، مع المتنبي، ص 169.</ref> | ||
[[ملف:المقبرة المتنبي ومهرجان شعري.jpg|450px|تصغير|مقبرة المتنبي تشهد مهرجان شعري]] | [[ملف:المقبرة المتنبي ومهرجان شعري.jpg|450px|تصغير|مقبرة المتنبي تشهد مهرجان شعري]] | ||
===في مصر=== | ===في مصر=== | ||
بعد مغادرته بلاط سيف الدولة سار إلى [[دمشق]]، ولم ينظم هناك قصيدة إلا ومدح سيف الدولة فيها لكثرة محبته له، <ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 5.</ref> ثم ذهب إلى [[مصر]] ليمدح [[كافور الإخشيدي|كافورا الإخشيدي]]، وهو يرجو أن ينال إمارة أو ولاية يغيظ بها الذين كادوا له في [[حلب]] ظنا منه أن كافورا يبلغ الشاعر مناه، ولكن لم يخدع كافور، فانقلب عليه المتنبي، وأدرك كافور ذلك فضرب حوله نطاقاً من الرقابة حتى لا يهرب، وذلك بعد أن عرّض الشاعر بكافور جهراً، وهجاه سراً، فأعدّ المتنبي عدته للهرب، فانتهز في ذلك فرصة اشتغال الناس ليلة [[عيد الأضحى]] [[سنة 350 هـ]]، فتوجه نحو المشرق.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref> | بعد مغادرته بلاط سيف الدولة سار إلى [[دمشق]]، ولم ينظم هناك قصيدة إلا ومدح سيف الدولة فيها لكثرة محبته له،<ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 5.</ref> ثم ذهب إلى [[مصر]] ليمدح [[كافور الإخشيدي|كافورا الإخشيدي]]، وهو يرجو أن ينال إمارة أو ولاية يغيظ بها الذين كادوا له في [[حلب]] ظنا منه أن كافورا يبلغ الشاعر مناه، ولكن لم يخدع كافور، فانقلب عليه المتنبي، وأدرك كافور ذلك فضرب حوله نطاقاً من الرقابة حتى لا يهرب، وذلك بعد أن عرّض الشاعر بكافور جهراً، وهجاه سراً، فأعدّ المتنبي عدته للهرب، فانتهز في ذلك فرصة اشتغال الناس ليلة [[عيد الأضحى]] [[سنة 350 هـ]]، فتوجه نحو المشرق.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref> | ||
ففي هذه المرحلة بلغ شعر المتنبي غاية نضجه، وكثرت فيه الحكم والأمثال المضروبة كما خلا من التعقيد والتكليف. <ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref> | ففي هذه المرحلة بلغ شعر المتنبي غاية نضجه، وكثرت فيه الحكم والأمثال المضروبة كما خلا من التعقيد والتكليف.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref> | ||
===رحلته إلى فارس=== | ===رحلته إلى فارس=== | ||
سطر ١٣٢: | سطر ١٣٢: | ||
==لقب المتنبي== | ==لقب المتنبي== | ||
اختلفت الآراء حول لقب الشاعر بالمتني، فمنهم قال: إنه لقّب بذلك لعبقريته،<ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82 نقلاً عن العمدة لابن رشيق.</ref> وقيل لبيتين ورد في ديوانه. <ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82 نقلاً عن اليتمية للثعالبي،</ref> وهناك أقوال أخرى وردت بهذا الشأن. <ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82؛ فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 458.</ref> | اختلفت الآراء حول لقب الشاعر بالمتني، فمنهم قال: إنه لقّب بذلك لعبقريته،<ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82 نقلاً عن العمدة لابن رشيق.</ref> وقيل لبيتين ورد في ديوانه.<ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82 نقلاً عن اليتمية للثعالبي،</ref> وهناك أقوال أخرى وردت بهذا الشأن.<ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82؛ فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 458.</ref> | ||
==أدبه== | ==أدبه== | ||
سطر ١٥٠: | سطر ١٥٠: | ||
المتنبي في رثائه يقف من [[الموت]] موقف الحكيم، ويقف من الميت موقف التعظيم والتبجيل، ويقف من آل الفقيد موقف المادح، ويقف من نفسه موقف الذكرى والألم النفسي. | المتنبي في رثائه يقف من [[الموت]] موقف الحكيم، ويقف من الميت موقف التعظيم والتبجيل، ويقف من آل الفقيد موقف المادح، ويقف من نفسه موقف الذكرى والألم النفسي. | ||
فكان الشاعر بعيداً عن الضعف العاطفي، وإنه ينظر إلى الموت نظرة المتألم المتأمّل. <ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج 1، ص 802.</ref> | فكان الشاعر بعيداً عن الضعف العاطفي، وإنه ينظر إلى الموت نظرة المتألم المتأمّل.<ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج 1، ص 802.</ref> | ||
ومن رثائه ما أنشده في رثاء أم [[سيف الدولة الحمداني|سيف الدولة]]، فيقول: | ومن رثائه ما أنشده في رثاء أم [[سيف الدولة الحمداني|سيف الدولة]]، فيقول: | ||
سطر ١٦٦: | سطر ١٦٦: | ||
من خصائص شعر المتنبي أنه غلب عليه طابع الحكم والأمثال، وقد أجمع النقاد أنها لم تأت في شعر من سبقه أو من لحقه، وهناك اختلاف في أخذ الشاعر لهذه الحكم والأمثال من أن أخذها من أهل صنعته، وبدّع فيها أو من كتب حكماء [[اليونان]] أو من مبتكراته أو من تقدم عليه. | من خصائص شعر المتنبي أنه غلب عليه طابع الحكم والأمثال، وقد أجمع النقاد أنها لم تأت في شعر من سبقه أو من لحقه، وهناك اختلاف في أخذ الشاعر لهذه الحكم والأمثال من أن أخذها من أهل صنعته، وبدّع فيها أو من كتب حكماء [[اليونان]] أو من مبتكراته أو من تقدم عليه. | ||
وقد نفى جماعة من القدامى كـ [[الصفدي]] في "نصرة الثائر" ومن المحدثين [[أحمد أمين]] في "فلسفة القوة في شعر المتني" أن يكون للمتنبي معرفة بكتب اليونان أو ألّم بها أو اطلع عليها، ولكن يرى الشيخ [[محمد حسين آل كاشف الغطاء]] أن المتنبي أخذ هذه المعاني من كلام [[أمير المؤمنين]] (ع)، فيقول: إن المتنبي كثيراً ما يصول على حكم [[الأئمة عليهم السلام]] فينظمها في شعره". <ref>الحسيني الخطيب، السيد عبد الزهراء، مائة شاهد وشاهد من معاني كلام الإمام علي (ع) في شعر المتنبي، ص 6 و7.</ref> | وقد نفى جماعة من القدامى كـ [[الصفدي]] في "نصرة الثائر" ومن المحدثين [[أحمد أمين]] في "فلسفة القوة في شعر المتني" أن يكون للمتنبي معرفة بكتب اليونان أو ألّم بها أو اطلع عليها، ولكن يرى الشيخ [[محمد حسين آل كاشف الغطاء]] أن المتنبي أخذ هذه المعاني من كلام [[أمير المؤمنين]] (ع)، فيقول: إن المتنبي كثيراً ما يصول على حكم [[الأئمة عليهم السلام]] فينظمها في شعره".<ref>الحسيني الخطيب، السيد عبد الزهراء، مائة شاهد وشاهد من معاني كلام الإمام علي (ع) في شعر المتنبي، ص 6 و7.</ref> | ||
=مذهبه= | =مذهبه= | ||
يوجد خلاف بين مذهب الشاعر، فهناك من يرى أن له نزعة [[إسماعيلة]] و[[قرمطية]] ويستند إلى بعض أشعاره التي تتضمن بعض معتقداتهم، <ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج1، ص 789.</ref> ويروي [[الخطيب البغدادي]]، فيقول: إن أبا الطيب في بدايته لما خرج إلى [[بني كلب]]، وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني. <ref>الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج1، ص 789، نقلاً عن الخطيب البغدادي.</ref> | يوجد خلاف بين مذهب الشاعر، فهناك من يرى أن له نزعة [[إسماعيلة]] و[[قرمطية]] ويستند إلى بعض أشعاره التي تتضمن بعض معتقداتهم،<ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج1، ص 789.</ref> ويروي [[الخطيب البغدادي]]، فيقول: إن أبا الطيب في بدايته لما خرج إلى [[بني كلب]]، وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني.<ref>الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج1، ص 789، نقلاً عن الخطيب البغدادي.</ref> | ||
أما [[صاحب أعيان الشيعة]] فيذهب أن المتنبي كان [[شيعة|شيعياً]]، ويذكر لذلك دلائل ، وهي: | أما [[صاحب أعيان الشيعة]] فيذهب أن المتنبي كان [[شيعة|شيعياً]]، ويذكر لذلك دلائل ، وهي: |