مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المتنبي»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110 ط (←حفل تكريم) |
imported>Ali110110 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{إنشاء مقال}} | |||
{{صندوق معلومات شخص | {{صندوق معلومات شخص | ||
|سابقة تشريفية = | |سابقة تشريفية = | ||
|الإسم = | |الإسم = | ||
|لاحقة تشريفية = | |لاحقة تشريفية = | ||
|الإسم الأصلي = | |الإسم الأصلي = | ||
|لغة الإسم الأصلي = | |لغة الإسم الأصلي = | ||
|صورة = قبر المتنبي.jpg | |صورة = قبر المتنبي.jpg | ||
سطر ١٠: | سطر ١١: | ||
|عنوان صورة = | |عنوان صورة = | ||
|اسم ولادة = | |اسم ولادة = | ||
|تاريخ ولادة = <!-- {{تاريخ الميلاد والعمر|السنة|الشهر|اليوم}} --> | |تاريخ ولادة = <!-- {{تاريخ الميلاد والعمر|السنة|الشهر|اليوم}} --> 303 هـ | ||
|مكان ولادة = | |مكان ولادة = | ||
|تاريخ اختفاء = | |تاريخ اختفاء = | ||
|مكان اختفاء = | |مكان اختفاء = | ||
|حالة اختفاء = | |حالة اختفاء = | ||
|تاريخ وفاة = <!-- {{تاريخ الوفاة والعمر|الوفاة|1|1|الميلاد|1|1|mf=yes}} --> | |تاريخ وفاة = <!-- {{تاريخ الوفاة والعمر|الوفاة|1|1|الميلاد|1|1|mf=yes}} --> 354 هـ | ||
|مكان وفاة = | |مكان وفاة = | ||
|سبب وفاة = هجوه لضبة بن يزيد | |سبب وفاة = هجوه لضبة بن يزيد | ||
|اكتشاف جثة = | |اكتشاف جثة = | ||
سطر ٢٣: | سطر ٢٤: | ||
|معالم = | |معالم = | ||
|إقامة = التنقل في البلاد | |إقامة = التنقل في البلاد | ||
|جنسية = | |||
|أسماء أخرى = | |||
|إثنية = | |||
|مواطنة = | |||
|تعليم = | |||
|مدرسة أم = | |||
|عمل = | |||
|سنوات نشاط = | |||
|موظف = | |||
|منظمة = | |||
|وكيل = | |||
|سبب شهرة = شعره وأدبه | |سبب شهرة = شعره وأدبه | ||
|أعمال بارزة = ديوانه | |أعمال بارزة = ديوانه | ||
سطر ٢٩: | سطر ٤١: | ||
|تأثير = من جاء بعده من الشعراء | |تأثير = من جاء بعده من الشعراء | ||
|منشأ = | |منشأ = | ||
|راتب = | |||
|قيمة صافية = | |||
|طول = | |||
|وزن = | |||
|تلفزيون = | |||
|لقب = الجعفي، والكندي | |لقب = الجعفي، والكندي | ||
|مدة = | |||
|سلف = | |||
|خلف = | |||
|حزب = | |||
|تيار = | |||
|خصوم = | |||
|إدارة = | |||
|دين = [[إسلام]] | |دين = [[إسلام]] | ||
|مذهب = | |مذهب = | ||
سطر ٣٩: | سطر ٦٣: | ||
|أولاد = مُحسّد | |أولاد = مُحسّد | ||
|والدان = | |والدان = | ||
|أنسباء = | |||
|رمز نداء = | |||
|جوائز = | |||
|توقيع = | |||
|بدل توقيع = | |||
|حجم توقيع = | |||
|وحدة = | |||
|وحدة 2 = | |||
|وحدة 3 = | |||
|وحدة 4 = | |||
|وحدة 5 = | |||
|وحدة 6 = | |||
|موقع = | |||
|ملاحظات = | |ملاحظات = | ||
|عرض صندوق = | |عرض صندوق = | ||
}} | }} | ||
''' | |||
'''المتنبي''' أبو طيب حسين بن أحمد الجعفي من أشهر شعراء العرب، عاش في العصر [[العباسيون|العباسي]] وتحديداً في [[القرن الرابع للهجرة]]. | |||
ولد في [[الكوفة]]، وتعلم اللغة والكتابة فيها ومن العرب في البادية، ودرس عند علماء عصره، ثم التحق بالأمراء، ومدحهم، ونال عطاياهم خصوصاً عندما اتصل ب[[سيف الدولة الحمداني]]، وقد غلب على شعره صبغتي الفخر والحكمة، قتل بالقرب من [[بغداد]] عند عودته من [[شيراز]] لشعر هجا به [[ضبة بن يزيد العيني]]. | |||
اختلفت الآراء والأخبار حول مذهبه كما أن صاحب [[أعيان الشيعة]] يثبت [[تشيع|تشيعه]] بخمسة أدلة. | اختلفت الآراء والأخبار حول مذهبه كما أن صاحب [[أعيان الشيعة]] يثبت [[تشيع|تشيعه]] بخمسة أدلة. | ||
سطر ٥٠: | سطر ٩٠: | ||
===اسم ونسبه=== | ===اسم ونسبه=== | ||
أبو | أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد [[بنو جعف|الجعفي]] [[قبيلة كندة|الكندي]] الكوفي المعروف بالمتنبي، وقيل هو أحمد بن الحسين بن مرة بن عبد الجبار <ref>أعيان الشيعة</ref> | ||
* أمه: [[بنو همدان|همدانية]] صحيحة النسب، وكانت من الكوفيات الصالحات.<ref>أعيان الشيعة</ref> | |||
* | ولد بالكوفة في محلة كندة [[سنة 303 للهجرة]].<ref>أعيان الشيعة</ref> | ||
ولد بالكوفة في محلة كندة [[سنة 303 للهجرة]].<ref> | |||
===دراسته وأساتذته === | ===دراسته وأساتذته === | ||
في بدايته كان يختلف إلى كتّاب فيه أولاد أشراف [[العلويين]]، فكان يتعلم دروس العربية شعرًا ولغة وإعرابًا"، إلى جانب ذلك يذهب إلى الوراقين | في بدايته كان يختلف إلى كتّاب فيه أولاد أشراف [[العلويين]]، فكان يتعلم دروس العربية شعرًا ولغة وإعرابًا"، إلى جانب ذلك يذهب إلى الوراقين<ref>كانت الوراقة عمل ومهنة يعملون بها الناس في القرون المتقدمة وهي بمثابة النشر والطباعة في عصرنا الحاضر وتشمل النسخ، والخط، والتذهيب, و...</ref> ليفيد من كتبهم، وقد تميز منذ الطفولة بالذكاء وقوة الحفظ، واشتهر بحبه للعلم والأدب، وقد لزم الأدباء والعلماء، وأكثر ملازمة الوراقين فكان علمه من دفاترهم. | ||
وروي أن المتنبي صحب الأعراب في البادية فعاد إلى | وروي أن المتنبي صحب [[الأعراب]] في البادية فعاد إلى الكوفة عربيٍّا صرفًا، أما مدة إقامته فيها فهي أكثر من سنتين، ويُرجح أن مغادرة المتنبي إلى البادية كانت [[سنة 312 هـ]]، کما أنه رحل بعدها إلى [[بغداد]]. | ||
ولم تقتصر ثقافة المتنبي على تعلمه من كتّاب الكوفة أو ذهابه إلى البادية أو أخذه في رحلته إلى بغداد، بل صحب العلماء أيضاً، فدرس عند السكري | ولم تقتصر ثقافة المتنبي على تعلمه من كتّاب الكوفة أو ذهابه إلى البادية أو أخذه في رحلته إلى بغداد، بل صحب العلماء أيضاً، فدرس عند [[السكري]] و[[نفطويه]] و[[ابن دستويه]]، ولقي كذلك أبا بكر [[محمد بن دريد]] فقرأ عليه ولزمه، ولقي بعده من أصحابه أبا القاسم [[عمر بن سيف البغدادي]]، و[[أبو عمران موسى|أبا عمران موسى]]. <ref>البرقوقي، شرح ديوان المتنبي، ص 24.</ref> | ||
===مع سيف الدولة=== | ===مع سيف الدولة=== | ||
سطر ٦٧: | سطر ١٠٦: | ||
التحق الشاعر بسيف الدولة الحمداني [[سنة 337 هـ]]/ [[948 م]] فمدحه المتنبي، وقربه الأمير ومنحه الجوائز القيمة، وأجرى عليه كل سنة ثلاثة آلاف دينار عدا ما كان يهبه من الخلع والهدايا المتفرقة. | التحق الشاعر بسيف الدولة الحمداني [[سنة 337 هـ]]/ [[948 م]] فمدحه المتنبي، وقربه الأمير ومنحه الجوائز القيمة، وأجرى عليه كل سنة ثلاثة آلاف دينار عدا ما كان يهبه من الخلع والهدايا المتفرقة. | ||
وكان مجلس سيف الدولة حافلاً بشعراء وأدباء يحضرونه كل ليلة، فيتكلمون، فوقع بين | وكان مجلس سيف الدولة حافلاً بشعراء وأدباء يحضرونه كل ليلة، فيتكلمون، فوقع بين المتني و[[ابن خالويه]] كلام فوثب ابن خالوية على المتنبي، وضرب وجهه بمفتاح كان بيده فجشه، <ref>جشَّ الرَّجُلُ وغيرُه اشتدّ صوتُه وصار فيه كالبُحَّة (وهنا قد يكون بمعنى: جعله يبكي بصوت رفيع لتلك الضربة)</ref> وكان سيف الدولة حاضراً فلم يدافع عن أبي الطيب فخرج مغضباً ودمه يسيل، وكان ذلك سبباً لمغادرته [[حلب]] [[سنة 346 هـ]]/[[957 م]].<ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 5.</ref> | ||
صحب المتنبي سيف الدولة تسع سنين أو ما يقرب من تسع سنين، | صحب المتنبي سيف الدولة تسع سنين أو ما يقرب من تسع سنين، وشعر المتنبي في سيف الدولة ممتاز بما لم يمتز به سائر شعره: امتاز بالكثرة فالديوان حافل بنيف وثمانين قصيدة ومقطوعة في سيف الدولة وهو مقدار ضخم لم يتجمع لشاعر من الشعراء القدماء في أمير.<ref>حسين، مع المتنبي، ص 169.</ref> | ||
وهناك من يعتقد أنه ليس من [[الإسراف]] أن يقال إن للمتنبي في سيف الدولة ديواناً خاصاً يمكن أن يستقل بنفسه، وهو من أجمل الشعر العربي | وهناك من يعتقد أنه ليس من [[الإسراف]] أن يقال إن للمتنبي في سيف الدولة ديواناً خاصاً يمكن أن يستقل بنفسه، وهو من أجمل الشعر العربي كله وأروعه وأحقه بالبقاء. <ref>حسين، مع المتنبي، ص 169.</ref> | ||
[[ملف:المقبرة المتنبي ومهرجان شعري.jpg| | [[ملف:المقبرة المتنبي ومهرجان شعري.jpg|450px|تصغير|مقبرة المتنبي تشهد مهرجان شعري]] | ||
===في مصر=== | ===في مصر=== | ||
بعد مغادرته بلاط سيف الدولة سار إلى [[دمشق]]، ولم ينظم هناك قصيدة إلا ومدح سيف الدولة فيها لكثرة محبته له،<ref>المتنبي، ديوانه، ص 5.</ref> ثم ذهب إلى [[مصر]] ليمدح [[كافور الإخشيدي|كافورا الإخشيدي]]، وهو يرجو أن ينال إمارة أو ولاية يغيظ بها الذين كادوا له في [[حلب]] ظنا منه أن كافورا يبلغ الشاعر مناه، ولكن لم يخدع كافور، فانقلب عليه المتنبي، وأدرك كافور ذلك فضرب حوله نطاقاً من الرقابة حتى لا يهرب، وذلك بعد أن عرّض الشاعر بكافور جهراً، وهجاه سراً، فأعدّ المتنبي عدته للهرب، فانتهز في ذلك فرصة اشتغال الناس ليلة [[عيد الأضحى]] [[سنة 350 هـ]]، فتوجه نحو المشرق.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref> | بعد مغادرته بلاط سيف الدولة سار إلى [[دمشق]]، ولم ينظم هناك قصيدة إلا ومدح سيف الدولة فيها لكثرة محبته له، <ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 5.</ref> ثم ذهب إلى [[مصر]] ليمدح [[كافور الإخشيدي|كافورا الإخشيدي]]، وهو يرجو أن ينال إمارة أو ولاية يغيظ بها الذين كادوا له في [[حلب]] ظنا منه أن كافورا يبلغ الشاعر مناه، ولكن لم يخدع كافور، فانقلب عليه المتنبي، وأدرك كافور ذلك فضرب حوله نطاقاً من الرقابة حتى لا يهرب، وذلك بعد أن عرّض الشاعر بكافور جهراً، وهجاه سراً، فأعدّ المتنبي عدته للهرب، فانتهز في ذلك فرصة اشتغال الناس ليلة [[عيد الأضحى]] [[سنة 350 هـ]]، فتوجه نحو المشرق.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref> | ||
ففي هذه المرحلة بلغ شعر المتنبي غاية نضجه، وكثرت فيه الحكم والأمثال المضروبة كما خلا من التعقيد والتكليف.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref> | ففي هذه المرحلة بلغ شعر المتنبي غاية نضجه، وكثرت فيه الحكم والأمثال المضروبة كما خلا من التعقيد والتكليف. <ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref> | ||
===رحلته إلى فارس=== | ===رحلته إلى فارس=== | ||
سطر ٨٨: | سطر ١٢٧: | ||
===مقتله=== | ===مقتله=== | ||
مدح المتنبي عضد الدولة، فانصرف منه راجعاً إلى بغداد ثم الكوفة وذلك في أوائل [[شعبان]] [[سنة 354 هـ]]، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق، فاقتتلوا حتى قتل المتنبي مع ولده مُحسّد وغلامه مفلح، وكان ذلك على مقربة من [[دير العاقول]] في الجانب الغربي من بغداد، في [[28 رمضان]] [[سنة 354 هـ]] /[[27 أيلول]] [[سنة 945 م]].<ref>المتنبي، ديوانه، ص 6.</ref> | مدح المتنبي عضد الدولة، فانصرف منه راجعاً إلى بغداد ثم الكوفة وذلك في أوائل [[شعبان]] [[سنة 354 هـ]]، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق، فاقتتلوا حتى قتل المتنبي مع ولده مُحسّد وغلامه مفلح، وكان ذلك على مقربة من [[دير العاقول]] في الجانب الغربي من بغداد، في [[28 رمضان]] [[سنة 354 هـ]] /[[27 أيلول]] [[سنة 945 م]].<ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 6.</ref> | ||
====سبب القتل==== | ====سبب القتل==== | ||
وعن سبب قتله فقيل هو تلك القصيدة التي هجا بها الشاعر [[ضبة بن يزيد العيني]]، وكانت والدة ضبة شقيقة فاتك بن أبي جهل الأسدي، فلما بلغت القصيدة فاتكاً غضب لذلك، وأضمر له الحقد، وتتبع أثره حتى علم باجتياز المتنبي من دير العاقول.<ref>المتنبي، ديوانه، ص 6.</ref> | وعن سبب قتله فقيل هو تلك القصيدة التي هجا بها الشاعر [[ضبة بن يزيد العيني]]، وكانت والدة ضبة شقيقة فاتك بن أبي جهل الأسدي، فلما بلغت القصيدة فاتكاً غضب لذلك، وأضمر له الحقد، وتتبع أثره حتى علم باجتياز المتنبي من دير العاقول.<ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 6.</ref> | ||
==لقب المتنبي== | ==لقب المتنبي== | ||
اختلفت الآراء حول لقب الشاعر بالمتني، فمنهم قال: إنه لقّب بذلك لعبقريته،<ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82 نقلاً عن العمدة لابن رشيق.</ref> وقيل لبيتين ورد في ديوانه.<ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82 نقلاً عن اليتمية للثعالبي،</ref> وهناك أقوال أخرى وردت بهذا الشأن.<ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82؛ فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 458.</ref> | اختلفت الآراء حول لقب الشاعر بالمتني، فمنهم قال: إنه لقّب بذلك لعبقريته،<ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82 نقلاً عن العمدة لابن رشيق.</ref> وقيل لبيتين ورد في ديوانه. <ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82 نقلاً عن اليتمية للثعالبي،</ref> وهناك أقوال أخرى وردت بهذا الشأن. <ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 82؛ فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 458.</ref> | ||
==أدبه== | ==أدبه== | ||
سطر ١٠١: | سطر ١٤٠: | ||
==أغراضه الشعرية== | ==أغراضه الشعرية== | ||
[[ملف:تمثال المتنبي على ضفة نهر دجلة في بغداد.jpg|350px|تصغير|يسار|تمثال | [[ملف:تمثال المتنبي على ضفة نهر دجلة في بغداد.jpg|350px|تصغير|يسار|تمثال المتنبي على ضفة نهر [[دجلة]] في [[بغداد]]]] | ||
'''المدح''': | '''المدح''': | ||
: | : | ||
كان المتنبي يكثر من المدح في | كان المتنبي يكثر من المدح في شعره، لأنّ هدفه كان يقتضي الإكثار، وقد مدح العربي والفارسي والإفريقي، فمدحمهم جميعاً لينال صلتهم أولاً، ويصل إلى غايته ثانياً، وأخيراً تضخيماً للممدوح، وبثاً للثقة فيه على أنه خالد مع الخالدين، وإن كان أحياناً في نظر الشاعر هو أحط الناس شأناً وأقلهم قيمة. | ||
ومن جانب آخر كان المتنبي يتقلب في البلاطات لا يهدأ له بال، ولا تستقر به حال كأنه يريد الاستيلاء على نواصي العظماء والسلاطين، ولم تكن مدائحه ذات لين ومداراة، ولكنه كان يتمتع بشخصية قوية مهيمنة وعبقرية فياضة مدوية.<ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج 1، ص 796.</ref> | ومن جانب آخر كان المتنبي يتقلب في البلاطات لا يهدأ له بال، ولا تستقر به حال كأنه يريد الاستيلاء على نواصي العظماء والسلاطين، ولم تكن مدائحه ذات لين ومداراة، ولكنه كان يتمتع بشخصية قوية مهيمنة وعبقرية فياضة مدوية. <ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج 1، ص 796.</ref> | ||
'''الرثاء''': | '''الرثاء''': | ||
سطر ١١٢: | سطر ١٥١: | ||
المتنبي في رثائه يقف من [[الموت]] موقف الحكيم، ويقف من الميت موقف التعظيم والتبجيل، ويقف من آل الفقيد موقف المادح، ويقف من نفسه موقف الذكرى والألم النفسي. | المتنبي في رثائه يقف من [[الموت]] موقف الحكيم، ويقف من الميت موقف التعظيم والتبجيل، ويقف من آل الفقيد موقف المادح، ويقف من نفسه موقف الذكرى والألم النفسي. | ||
فكان الشاعر بعيداً عن الضعف العاطفي، وإنه ينظر إلى الموت نظرة المتألم المتأمّل.<ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج 1، ص 802.</ref> | فكان الشاعر بعيداً عن الضعف العاطفي، وإنه ينظر إلى الموت نظرة المتألم المتأمّل. <ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج 1، ص 802.</ref> | ||
ومن رثائه ما أنشده في رثاء أم [[سيف الدولة الحمداني|سيف الدولة]]، فيقول: | ومن رثائه ما أنشده في رثاء أم [[سيف الدولة الحمداني|سيف الدولة]]، فيقول: | ||
{{بداية قصيدة}} | {{بداية قصيدة}} | ||
{{بيت|نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي|وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ}} | {{بيت|نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي|وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ}}<ref>المشرفية: السيوف، والمراد بالعوالي: الرماح؛ والمنون: المنية، وقيل الدهر، ومن ثم يؤنث ويذكر، ويكون واحداً وجمعاً: يقول: نعد السيوف والرماح لمنازلة الأعداء ومدافعة الأقران، ولكن المنية تخترم نفوسنا وتقتل من تقتله منا من غير قتال، فلا تغني عنا تلك الأسلحة شيئاً. </ref> | ||
{{بيت|وَنَرتَبِطُ السَوابِقَ مُقرَباتٍ|وَما يُنجينَ مِن خَبَبِ اللَيالي}}<ref>أي نشد. والسوابق: الخيل. ومقربات: أي مدنّيات من البيوت والخبب: السير السريع.يقول: نحن نرتبط السوابق لنهرب عليها، أن جاءنا حادث، ولكن لا تنجينا من سير الليالي، فإنها تدركنا لا محالة.</ref> | |||
{{بيت|وَمَن لَم يَعشَقِ [[الدنيا|الدُنيا]] قَديماً|وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ}}<ref>من: استفهام إنكاري؛ وقوله إلى الوصال: يروى إلى وصال- أي مواصلة- يقول: من الذي لم يعشق الدنيا من قديم الدهر؟ أي أن كل أحد يهواها، ولكن لا سبيل إلى دوام وصالها، فقوله إلى الوصال: أي إلى دوام الوصال، فكثير من عشاقها واصلها وواصلته، ولكنها لا تدوم على الوصال. </ref> | |||
{{بيت|نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ|نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ}}<ref>نصيبك- الأول- مبتدأ. خبره: نصيبك- الثاني- يقول: إن حظ الإنسان من وصال حبيبه في حياته كحظه من وصال خياله في منامه، فإن ذلك الوصال ينقطع عن قريب بالموت، كما ينقطع التمتع بخيال الحبيب بالانتباه، جعل العمر كالمنام والموت كالانتباه من المنام</ref> | |||
{{بيت|رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى|فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ}}<ref> قال البرقوقي: الأرزاء: جمع رزء؛ المصيبة، وحتى: ابتدائية؛ والغشاء: ما يغطي الشيء، يقول: كثرت علي أرزاء الدهر وترادفت على قلبي فجائعه حتى لم يبق منه موضع إلا أصابه سهم منها فصار في غلاف من سهام الدهر. </ref> | |||
{{بيت|وَما أَحَدٌ يُخَلَّدُ في البَرايا|بَلِ الدُنيا تَؤولُ إِلى زَوالِ }} | |||
{{نهاية قصيدة}} | {{نهاية قصيدة}} | ||
سطر ١٢٣: | سطر ١٦٧: | ||
من خصائص شعر المتنبي أنه غلب عليه طابع الحكم والأمثال، وقد أجمع النقاد أنها لم تأت في شعر من سبقه أو من لحقه، وهناك اختلاف في أخذ الشاعر لهذه الحكم والأمثال من أن أخذها من أهل صنعته، وبدّع فيها أو من كتب حكماء [[اليونان]] أو من مبتكراته أو من تقدم عليه. | من خصائص شعر المتنبي أنه غلب عليه طابع الحكم والأمثال، وقد أجمع النقاد أنها لم تأت في شعر من سبقه أو من لحقه، وهناك اختلاف في أخذ الشاعر لهذه الحكم والأمثال من أن أخذها من أهل صنعته، وبدّع فيها أو من كتب حكماء [[اليونان]] أو من مبتكراته أو من تقدم عليه. | ||
وقد نفى جماعة من القدامى كـ [[الصفدي]] في "نصرة الثائر" ومن المحدثين [[أحمد أمين]] في "فلسفة القوة في شعر المتني" أن يكون للمتنبي معرفة بكتب اليونان أو | وقد نفى جماعة من القدامى كـ [[الصفدي]] في "نصرة الثائر" ومن المحدثين [[أحمد أمين]] في "فلسفة القوة في شعر المتني" أن يكون للمتنبي معرفة بكتب اليونان أو ألّم بها أو اطلع عليها، ولكن يرى الشيخ [[محمد حسين آل كاشف الغطاء]] أن المتنبي أخذ هذه المعاني من كلام [[أمير المؤمنين]] (ع)، فيقول: إن المتنبي كثيراً ما يصول على حكم [[الأئمة عليهم السلام]] فينظمها في شعره". <ref>الحسيني الخطيب، السيد عبد الزهراء، مائة شاهد وشاهد من معاني كلام الإمام علي (ع) في شعر المتنبي، ص 6 و7.</ref> | ||
=مذهبه= | =مذهبه= | ||
يوجد خلاف بين مذهب الشاعر، فهناك من يرى أن له نزعة [[ | يوجد خلاف بين مذهب الشاعر، فهناك من يرى أن له نزعة [[إسماعيلة]] و[[قرمطية]] ويستند إلى بعض أشعاره التي تتضمن بعض معتقداتهم، <ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج1، ص 789.</ref> ويروي [[الخطيب البغدادي]]، فيقول: إن أبا الطيب في بدايته لما خرج إلى [[بني كلب]]، وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني. <ref>الجامع في تاريخ الأدب العربي، ج1، ص 789، نقلاً عن الخطيب البغدادي.</ref> | ||
أما [[صاحب أعيان الشيعة]] فيذهب | أما [[صاحب أعيان الشيعة]] فيذهب أن المتنبي كان [[شيعة|شيعياً]]، ويذكر لذلك دلائل ، وهي: | ||
* | * انه من أهل [[الكوفة]] الذين عرفوا بالتشيع، وغلب عليهم هذا المذهب. | ||
* إن قبيلة جعفي التي ينتسب إليها المتنبي وأبوه معروفة | * إن قبيلة جعفي التي ينتسب إليها المتنبي وأبوه معروفة بالتشيع ففيها من رجال الشيعة جابر الجعفي من أصحاب الباقر والصادق (ع) والمفضل بن عمر الجعفي من أصحاب الصادق (ع) وولده محمد بن المفضل بن عمر من أصحاب الكاظم (ع) وعمرو بن شمر الجعفي من أصحاب الصادق (ع)، ونقلت جريدة القبس في عدد 1108 عن ماسينيون المستشرق الإفرنسي أنه جعل من جملة الأدلة على تشيع المتنبي ان قبيلة جعفي التي ينتسب إليها عيدان السقا والد المتنبي عرفت بصبغتها الشيعية وعدا ذلك فقد أنجبت هذه القبيلة أربعة من رؤساء الشيعة وهم جابر ومفضل وولده محمد وعمر بن الفرات، وإن كان الأخير من أصحاب الرضا (ع) لكن ليس هناك أحد وصفه بالجعفي. | ||
* إن محلة كندة التي ولد فيها أبو الطيب هي محلة عرف أهلها | * إن محلة كندة التي ولد فيها أبو الطيب هي محلة عرف أهلها بالتشيع وهذا أيضا مما جعله ماسينيون من أدلة تشيعه وقد عرفت في صدر الترجمة قول ابن خلكان انه منسوب إلى المحلة لا إلى القبيلة لكن الظاهر أن تسمية تلك المحلة بكندة لسكنى قبيلة كنده بها وكندة أيضا معروفة بالتشيع ومنها حجر بن عدي الكندي الصحابي وقيس بن فهدان الكندي الشاعر الشيعي المشهور وغيرهما. | ||
* ان والدة المتنبي همدانية صحيحة النسب من الكوفيات | * ان والدة المتنبي همدانية صحيحة النسب من الكوفيات الصالحات وتشيع قبيلة همدان أشهر من نار على علم حتى قال فيها أمير المؤمنين علي (ع). | ||
{{بداية قصيدة}} | {{بداية قصيدة}} | ||
سطر ١٤٤: | سطر ١٨٨: | ||
* ما جاء في أشعاره فقد سمعت ما رواه صاحب | * ما جاء في أشعاره فقد سمعت ما رواه صاحب نسمة السحر عن والده ان للمتنبي عدة قصائد في مدح أمير المؤمنين علي (ع) أسماها العلويات حذفت من ديوانه وسواء صحت هذه الرواية أم لم تصح ففيما نقل من شعره في هذا المعنى كفاية. | ||
ويؤيد هذا الأخير أن | ويؤيد هذا الأخير أن القاضي نور الله استظهر تشيعه في مجالس المؤمنين، وذكره السيد يوسف بن يحيى الحسني اليماني في كتابه نسمة السحر بـ"ذكر من تشيع وشعر وحكى" فيه الجزم بتشيعه عن والده السيد يحيى، فقال: أخبرني القاضي العلامة أبو محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق عن والدي رحمه الله أن أبا الطيب كان يتحقق بولاء أمير المؤمنين علي (ع) تحققا شديداً، وإن له فيه عدة قصائد سماها العلويات، وإنما حذفت من أكثر نسخ ديوانه لشدة التعصبات في المذاهب. | ||
==شعره في الغدير== | ==شعره في الغدير== | ||
من شعره في | من شعره في الغدير: | ||
{{بداية قصيدة}} | {{بداية قصيدة}} | ||
{{بيت|إنّي سألتُكَ بالذي|زانَ | {{بيت|إنّي سألتُكَ بالذي|زانَ الإمامةَ بالوصِيّ}} | ||
{{بيت|وأبانَ في يوم الغديــــ|رِ لكُلِّ جبّارٍ غَوِيّ}} | {{بيت|وأبانَ في يوم الغديــــ|رِ لكُلِّ جبّارٍ غَوِيّ}} | ||
{{بيت|فضل الإمامِ علَيهمُ |بولايةِ الرب العَليّ}} | {{بيت|فضل الإمامِ علَيهمُ |بولايةِ الرب العَليّ}} | ||
{{بيت|ألا قصَدتَ لحاجَتي|وأعَنتَ عبدَكَ يا عليّ}} | {{بيت|ألا قصَدتَ لحاجَتي|وأعَنتَ عبدَكَ يا عليّ}} | ||
{{نهاية قصيدة}} | {{نهاية قصيدة}} | ||
* '''من أشعاره في مدح الإمام علي (ع)''' | |||
* سئل المتنبي ذات يوم، لماذا تركت مدح الإمام (ع)، وأنت ابن الكوفة، فأجاب : | |||
{{بداية قصيدة}} | {{بداية قصيدة}} | ||
{{بيت|وتَركتُ مدحي للوَصيّ تعمُّداً|إذ كانَ نوراً مستطيلاً شامِلا}} | {{بيت|وتَركتُ مدحي للوَصيّ تعمُّداً|إذ كانَ نوراً مستطيلاً شامِلا}} | ||
{{بيت|وإذا استقَلَّ الشيءُ قام بذاتهِ|وكذا ضياءُ الشمسِ يذهبُ باطِلا}}<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 515.</ref> | {{بيت|وإذا استقَلَّ الشيءُ قام بذاتهِ|وكذا ضياءُ الشمسِ يذهبُ باطِلا}}<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 515.</ref> | ||
{{نهاية قصيدة}} | {{نهاية قصيدة}} | ||
==حفل تكريم== | ==حفل تكريم== | ||
انعقد للمتنبي حفل تكريم إحياء لذكراه من قبل الناطقين باللغة العربية في عيده الألفي | انعقد للمتنبي حفل تكريم إحياء لذكراه من قبل الناطقين باللغة العربية في عيده الألفي سنة 1935 م .<ref>بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج 2 ، ص 84.</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
{{مراجع|2}} | {{مراجع|2}} | ||
==وصلات خارجية== | ==وصلات خارجية== | ||
* [http://www.almotanabbi.com/biography.do نبذة عن المتنبي] | * [http://www.almotanabbi.com/biography.do نبذة عن المتنبي] | ||
* [http://elmsuodia.ahlamontada.net/t96-topic لماذا أطلقوا على أبي الطيب لقب (المتنبي)؟] | * [http://elmsuodia.ahlamontada.net/t96-topic لماذا أطلقوا على أبي الطيب لقب (المتنبي) ؟] | ||
==المصادر والمراجع== | |||
* بروكلمان، كارل، تاريخ الأدب العربي، تعريب: عبد الحليم النجار، مصر، دار المعارف، الطبعة الثالثة، بلا تا. | |||
* البرقوقي، عبد الرحمن، شرح ديوان المتنبي، مصر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2012 م. | |||
* الحسيني الخطيب، السيد عبد الزهراء، مائة شاهد وشاهد من معاني كلام الإمام علي (ع) في شعر أبي الطيب المتنبي، طهران، مؤسسة نهج البلاغة، الطبعة الأولى، 1404 هـ. | |||
* حسين، طه، مع المتنبي، مصر، دار المعارف، الطبعة الثالثة عشرة، بلاتا | |||
* الفاخوري، حنا، الجامع في تاريخ الأدب العربي، بيروت، دار الجيل، 1986 م. | |||
* فروخ، عمر، تاريخ الأدب العربي الأعصر العباسية، بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة السادسة، 1997 م. | |||
* المتنبي، حسين بن أحمد، ديوان المتنبي، بيروت، دار صادر، الطبعة الخامسة عشرة، 1994 هـ. | |||
[[تصنيف:شعراء الغدير | [[تصنيف:شعراء الغدير]] | ||