انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المتنبي»

أُزيل ٨٩ بايت ،  ٢٤ يناير ٢٠١٩
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Saeedi
لا ملخص تعديل
imported>Saeedi
لا ملخص تعديل
سطر ٧٦: سطر ٧٦:
===في مصر===
===في مصر===


بعد مغادرته بلاط سيف الدولة سار إلى [[دمشق]]، ولم ينظم هناك قصيدة إلا ومدح سيف الدولة فيها لكثرة محبته له،<ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 5.</ref> ثم ذهب إلى [[مصر]] ليمدح [[كافور الإخشيدي|كافورا الإخشيدي]]، وهو يرجو أن ينال إمارة أو ولاية يغيظ بها الذين كادوا له في [[حلب]] ظنا منه أن كافورا يبلغ الشاعر مناه، ولكن لم يخدع كافور، فانقلب عليه المتنبي، وأدرك كافور ذلك فضرب حوله نطاقاً من الرقابة حتى لا يهرب، وذلك بعد أن عرّض الشاعر بكافور جهراً، وهجاه سراً، فأعدّ المتنبي عدته للهرب، فانتهز في ذلك فرصة اشتغال الناس ليلة [[عيد الأضحى]] [[سنة 350 هـ]]، فتوجه نحو المشرق.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref>
بعد مغادرته بلاط سيف الدولة سار إلى [[دمشق]]، ولم ينظم هناك قصيدة إلا ومدح سيف الدولة فيها لكثرة محبته له،<ref>المتنبي، ديوانه، ص 5.</ref> ثم ذهب إلى [[مصر]] ليمدح [[كافور الإخشيدي|كافورا الإخشيدي]]، وهو يرجو أن ينال إمارة أو ولاية يغيظ بها الذين كادوا له في [[حلب]] ظنا منه أن كافورا يبلغ الشاعر مناه، ولكن لم يخدع كافور، فانقلب عليه المتنبي، وأدرك كافور ذلك فضرب حوله نطاقاً من الرقابة حتى لا يهرب، وذلك بعد أن عرّض الشاعر بكافور جهراً، وهجاه سراً، فأعدّ المتنبي عدته للهرب، فانتهز في ذلك فرصة اشتغال الناس ليلة [[عيد الأضحى]] [[سنة 350 هـ]]، فتوجه نحو المشرق.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref>


ففي هذه المرحلة بلغ شعر المتنبي غاية نضجه، وكثرت فيه الحكم والأمثال المضروبة كما خلا من التعقيد والتكليف.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref>
ففي هذه المرحلة بلغ شعر المتنبي غاية نضجه، وكثرت فيه الحكم والأمثال المضروبة كما خلا من التعقيد والتكليف.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، ص 462.</ref>
سطر ٨٨: سطر ٨٨:


===مقتله===
===مقتله===
مدح المتنبي عضد الدولة، فانصرف منه راجعاً إلى بغداد ثم الكوفة وذلك في أوائل [[شعبان]] [[سنة 354 هـ]]، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق، فاقتتلوا حتى قتل المتنبي مع ولده مُحسّد وغلامه مفلح، وكان ذلك على مقربة من [[دير العاقول]] في الجانب الغربي من بغداد، في [[28 رمضان]] [[سنة 354 هـ]] /[[27 أيلول]] [[سنة 945 م]].<ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 6.</ref>
مدح المتنبي عضد الدولة، فانصرف منه راجعاً إلى بغداد ثم الكوفة وذلك في أوائل [[شعبان]] [[سنة 354 هـ]]، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق، فاقتتلوا حتى قتل المتنبي مع ولده مُحسّد وغلامه مفلح، وكان ذلك على مقربة من [[دير العاقول]] في الجانب الغربي من بغداد، في [[28 رمضان]] [[سنة 354 هـ]] /[[27 أيلول]] [[سنة 945 م]].<ref>المتنبي، ديوانه، ص 6.</ref>


====سبب القتل====
====سبب القتل====
وعن سبب قتله فقيل هو تلك القصيدة التي هجا بها الشاعر [[ضبة بن يزيد العيني]]، وكانت والدة ضبة شقيقة فاتك بن أبي جهل الأسدي، فلما بلغت القصيدة فاتكاً غضب لذلك، وأضمر له الحقد، وتتبع أثره حتى علم باجتياز المتنبي من دير العاقول.<ref>المتنبي، ديوانه، بيروت، دار صادر، ص 6.</ref>
وعن سبب قتله فقيل هو تلك القصيدة التي هجا بها الشاعر [[ضبة بن يزيد العيني]]، وكانت والدة ضبة شقيقة فاتك بن أبي جهل الأسدي، فلما بلغت القصيدة فاتكاً غضب لذلك، وأضمر له الحقد، وتتبع أثره حتى علم باجتياز المتنبي من دير العاقول.<ref>المتنبي، ديوانه، ص 6.</ref>


==لقب المتنبي==
==لقب المتنبي==
سطر ١١٦: سطر ١١٦:
ومن رثائه ما أنشده في رثاء أم [[سيف الدولة الحمداني|سيف الدولة]]، فيقول:
ومن رثائه ما أنشده في رثاء أم [[سيف الدولة الحمداني|سيف الدولة]]، فيقول:
{{بداية قصيدة}}
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي|وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ}}<ref>المشرفية: السيوف، والمراد بالعوالي: الرماح؛ والمنون: المنية، وقيل الدهر، ومن ثم يؤنث ويذكر، ويكون واحداً وجمعاً: يقول: نعد السيوف والرماح لمنازلة الأعداء ومدافعة الأقران، ولكن المنية تخترم نفوسنا وتقتل من تقتله منا من غير قتال، فلا تغني عنا تلك الأسلحة شيئاً. </ref>
{{بيت|نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي|وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ}}{{ملاحظة|المشرفية: السيوف، والمراد بالعوالي: الرماح؛ والمنون: المنية، وقيل الدهر، ومن ثم يؤنث ويذكر، ويكون واحداً وجمعاً: يقول: نعد السيوف والرماح لمنازلة الأعداء ومدافعة الأقران، ولكن المنية تخترم نفوسنا وتقتل من تقتله منا من غير قتال، فلا تغني عنا تلك الأسلحة شيئاً.}}{{بيت|وَنَرتَبِطُ السَوابِقَ مُقرَباتٍ|وَما يُنجينَ مِن خَبَبِ اللَيالي}}<ref>أي نشد. والسوابق: الخيل. ومقربات: أي مدنّيات من البيوت والخبب: السير السريع.يقول: نحن نرتبط السوابق لنهرب عليها، أن جاءنا حادث، ولكن لا تنجينا من سير الليالي، فإنها تدركنا لا محالة.</ref>
{{بيت|وَنَرتَبِطُ السَوابِقَ مُقرَباتٍ|وَما يُنجينَ مِن خَبَبِ اللَيالي}}<ref>أي نشد. والسوابق: الخيل. ومقربات: أي مدنّيات من البيوت والخبب: السير السريع.يقول: نحن نرتبط السوابق لنهرب عليها، أن جاءنا حادث، ولكن لا تنجينا من سير الليالي، فإنها تدركنا لا محالة.</ref>
{{بيت|وَمَن لَم يَعشَقِ [[الدنيا|الدُنيا]] قَديماً|وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ}}<ref>من: استفهام إنكاري؛ وقوله إلى الوصال: يروى إلى وصال- أي مواصلة- يقول: من الذي لم يعشق الدنيا من قديم الدهر؟ أي أن كل أحد يهواها، ولكن لا سبيل إلى دوام وصالها، فقوله إلى الوصال: أي إلى دوام الوصال، فكثير من عشاقها واصلها وواصلته، ولكنها لا تدوم على الوصال. </ref>
{{بيت|وَمَن لَم يَعشَقِ [[الدنيا|الدُنيا]] قَديماً|وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ}}<ref>من: استفهام إنكاري؛ وقوله إلى الوصال: يروى إلى وصال- أي مواصلة- يقول: من الذي لم يعشق الدنيا من قديم الدهر؟ أي أن كل أحد يهواها، ولكن لا سبيل إلى دوام وصالها، فقوله إلى الوصال: أي إلى دوام الوصال، فكثير من عشاقها واصلها وواصلته، ولكنها لا تدوم على الوصال. </ref>
{{بيت|نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ|نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ}}<ref>نصيبك- الأول- مبتدأ. خبره: نصيبك- الثاني- يقول: إن حظ الإنسان من وصال حبيبه في حياته كحظه من وصال خياله في منامه، فإن ذلك الوصال ينقطع عن قريب بالموت، كما ينقطع التمتع بخيال الحبيب بالانتباه، جعل العمر كالمنام والموت كالانتباه من المنام</ref>
{{بيت|نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ|نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ}}<ref>نصيبك- الأول- مبتدأ. خبره: نصيبك- الثاني- يقول: إن حظ الإنسان من وصال حبيبه في حياته كحظه من وصال خياله في منامه، فإن ذلك الوصال ينقطع عن قريب بالموت، كما ينقطع التمتع بخيال الحبيب بالانتباه، جعل العمر كالمنام والموت كالانتباه من المنام</ref>
مستخدم مجهول