الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السعي بين الصفا والمروة»

'''السعي بين الصفا والمروة'''، وهو من الأعمال [[الواجب|الواجبة]] في [[الحج]] و [[العمرة]] ويقطع الحجاج فية سبعة أشواط بين جبل [[الصفا والمروة]]. ويعتبر في السعي [[النية]] قاصداً به القربة إلى [[الله]] تعالى. وهو من [[أركان الحج والعمرة|الأركان]]، ولو تركه عمداً بطل حجه.  

الصفا والمرة وهما إسمان لجبلين، متصلين [[المسجد الحرام|بالمسجد الحرام]]. الفاصلة مابين الجبلين الذي يُطلق عليه«المَسْعیٰ» 395 متر. في الماضي كانا جبلي الصفا والمروة ذا حجم كبير وأرتفاع عالي وبسبب التوسعة التي حصلت في المسجد الحرام في الآونه الاخيره فقد نقص من حجمهما كثيراً. الآن أرتفاع الصفا يُقارب 8 أمتار، وأيضاً لم يبقى اليوم من جبل المروة إلا القليل وذلك بسبب التوسعة التي حصلت في المسعى.<ref> آثار اسلامي مکّه و مدینة، ج1، ص 105ـ 108. </ref>

لقد ورد في [[القرآن الكريم]] إسم الجبلين والسعي، قال تعالى: {{قرآن|إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْ‌وَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَیتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیهِ أَن یطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَیرً‌ا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ}}<ref>سورة البقرة، آية 158.</ref>

السعي، وهو عبارة عن الفاصلة مابين [[الصفا والمروة]] ويؤتى به في [[الحج]] و[[العمرة]]؛ كل جولة يُطلق عليها «شوط»،<ref>الصدر، منهج الصالحين، ج2، ص203.</ref> وهو من الواجبات بل هو من [[أركان الحج والعمرة]]، ولو تركه عمداً بطل حجه وعمرته سواء في ذلك العلم بالحكم والجهل به وعليه الحج في العام القادم؛ لو ترك السعي ناسياً أتى به حينما يتذكره وإن كان تذكره بعد فراغه من أعمال الحج فإن لم يتمكن منه مباشرة أو كان فيه حرج أو مشقة، ويجب عليه الإستنابة وإذا لم يأتي بالسعي، [[محرمات الإحرام|المحرمات]] التي تحل له بعد السعي تبقى محرمة عليه.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج19، ص429ـ 431.</ref>

مشهور [[الفقهاء]] يقولون بعدم وجود سعي [[المستحب|مستحب]]، على خلاف [[الطواف]].<ref>الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج1، ص320.</ref>

فريضة السعي تعتبر اقتداءً بالسيدة [[هاجر]] زوجة [[نبي الله إبراهيم]] {{ع}} بعد أن تركها زوجها في صحراء قافرة لا زرع فيها تنفيذاً لأمر [[الله]] سبحانه وتعالى ،وبذلك بقيت هاجر مع ابنها [[نبي الله إسماعيل|إسماعيل]] {{ع}} في صحراء قافرة لا زرع فيها ولا ماء ولا بشر. وبعد وقت قصير بدأ العطش يأخذ مأخذه من ابنها إسماعيل {{ع}} الذي صار يطلب الماء بإلحاح. في حيرتها بدأت هاجر تسعى بين جبلي [[الصفا والمروة]] بكل ما أوتيت من طاقة لعلها تجد ماء يروي عطش رضيعها. وبع أن فعلت ذلك سبع مرات وتمهلت عند رضيعها بعد أن بذلت كل ما تستطيع لتجد [[الماء]] وإذا بها تجد الماء قد نبع عند رضيعها لتنفذ المشيئة الإلهية بإغاثتهما بعد أن خارت قواها، وهذا النبع ليس إلا [[بئر زمزم]]. وقد بقية هذه الشعيرة واصبحت جز من أعمال [[الحج]] حيث كان العرب في [[الجاهلية]] يسعون بين الجبلين عندما يأتون للزيارة، وقد وضعوا عند كل جبل صنم إسم أحدهما اُساف والآخر نائلة، والذي يسعى لابد أن يلمس هذين الصنمين، وقد ذكروا في الروايات أن هذين الصنمين كانا رجل وأمراة وقد زنيا فبدلهم الله{{عز وجل}} إلى حجر.<ref>جعفریان، آثار إسلامي مکة و المدینة، ص105.</ref>

السعي يبدأ بعد [[الطواف]] و[[صلاة الطواف]]، فلو قدم [[التكليف|المكلف]] السعي على الطواف عمداً، بطل السعي و[[الواجب|يجب]] عليه إعادة السعي بعد الطواف وصلاة الطواف،<ref>الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج1، ص422.</ref><ref>الخميني، تحرير الوسيلة، ج1، ص430.</ref> وإذا قدم السعي قبل الطواف نسياناً القول ببطلان السعي ووجوب الاعادة محل خلاف في فتوى الفقهاء.<ref>النجفي، جواهرالکلام، ج19، ص446.</ref><ref>الخوئي، المعتمد في شرح المناسك، ج5، ص41ــ43.</ref>

يجوز تأخير السعي عن الطواف وصلاة الطواف إلى الليل.<ref>النجفي، جواهر الکلام، ج19، ص390ــ391. </ref><ref>الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج1، ص430ــ431.</ref>

بعد [[النية]] وقصد القربة إلى الله تعالى، يبدأ السعي من الصفا ويختم في المروة، ولو بدأ بالسعي من المروة قبل الصفا عمداً أو سهواً أو بسبب الجهل بالحكم، يبطل السعي ويجب أن يعيده من الصفا.<ref>الخميني، مناسك الحج، ص174.</ref> لا يجب الصعود على جبل [[الصفا والمروة]]، بل هو [[المستحب|مستحب]].<ref>المحقق الكركي، جامع المقاصد، ج3، ص206.</ref>الذهاب من الصفا إلى المروة يعتبر شوط والرجوع من المروة إلى الصفا يعتبر شوط ثاني.<ref>الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج1، ص418ــ419.</ref>

يبطل السعي إذا زاد الحاج في سعيه أكثر من سبعة أشواط، عن علم وعمد.<ref>الخميني، مناسك الحج، ص172.</ref> وإذا كانت الزيادة عن خطأ صح سعيه.<ref>الصدر، منهج الصالحين، ج2، ص205.</ref>

يجوز الجلوس على الصفا أو المروة أو فيما بينهما للاستراحة.<ref>الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج1، ص428ــ429.</ref>

يستحب بعد الفراغ من [[صلاة الطواف]] وقبل السعي الذهاب إلى [[بئر زمزم]] وأن يملي دلواً أو دلوين من [[الماء]] ويشرب منه ويصب على رأسه وظهره وبطنه ويقول هذا [[الدعاء]]: «اَللّهُمَ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً وَ رِزْقاً واسِعَاً وَ شِفاءاً مِنْ کُلِّ داءٍ وَ سُقْمٍ»، ثم يأتي [[الحجر الأسود]]. ويستحب أن يذهب إلى الصفا من الباب المحاذي للحجر الاسود ويصعد بوقار وسكون قلب ثم ينظر إلى [[الكعبة]] ويتوجه نحو الركن الذي فيه الحجر الأسود ويحمد الله{{عز وجل}} ويثني عليه ويتذكر النعم الالهية ثم يذكر بهذه الاذكار: «الله أكبر» سبع مرات. «الحمد لله» سبع مرات. «لاإله الا الله» سبع مرات.<ref>الخميني، مناسك الحج، ص179ــ180.</ref>   

يستحب إطالة الوقوف على الصفا، وقد ورد في [[الرواية|الروايات]]، من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف على الصفا والمروة.<ref>النجفي، جواهر الکلام، ج19، ص415ــ417.</ref><ref>العاملي، وسائل الشیعة، ج13، ص479</ref>                       

على قول [[المشهور|مشهور]] [[الفقيه|الفقهاء]]، يستحب [[الطهارة|طهارة]] البدن واللباس في آثناء السعي.<ref>النجفي، جواهر الکلام، ج19، ص410ــ415.</ref>  

من المستحبات الآخرى أن يكون السعي الحاج الرجل بين الصفا والمروة هرولة.<ref>النجفي، جواهر الکلام، ج19، ص425. </ref>

في الوقت الحاضر يوجد ثلاث طوابق للسعي بين الصفا والمروة، لقد [[الفتوى|أفتى]] بعض الفقهاء بعدم جواز السعي في الطابق الثاني والثالث، وذلك لأن الساعي لا يبدأ بالجبل ولا ينتهي إليه.<ref>الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج1، ص425.</ref>

على وفق فتوى مشهور الفقهاء، في [[الحج]] وبعد [[الحلق أو التقصير]] يحل للمحرم كل شيء ماعدى الطيب والنساء<ref>النجفي، جواهر الکلام، ج19، ص251.</ref>وبعد [[الطواف]] والسعي يحل له الطيب؛ أما في العمرة، فلا يحل له شيء بعد السعي.<ref>النجفي، جواهر الکلام، ج19، ص257ــ258. </ref>