انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القدس»

أُزيل ٧٨ بايت ،  ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧
ط
إصلاح الترقيم
imported>Maytham
imported>Nabavi
ط (إصلاح الترقيم)
سطر ١: سطر ١:
'''القدس'''، مدينة في [[فلسطين]] وهي أولى [[القبلة|القبلتين]] وثالث الحرمين الشريفين بعد [[مكة]] و[[المدينة]]، مسرح النبوّات و[[الإسراء والمعراج|معراج]] النبي [[محمد]] {{صل}} ومهد المسيح {{ع}} وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.
'''القدس'''، مدينة في [[فلسطين]] وهي أولى [[القبلة|القبلتين]] وثالث الحرمين الشريفين بعد [[مكة]] و[[المدينة]]، مسرح النبوّات و[[الإسراء والمعراج|معراج]] النبي [[محمد]]{{صل}} ومهد المسيح{{ع}} وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.


عُرفت مدينة القدس عبر التاريخ بأسماء عدة من أقدمها: ما أطلقه [[الكنعانيون]] عليها: "أوروساليم: Urusalim"، أو: أورسالم، أو: أُورْسُلَيْمٌ؛ بمعنى: مدينة السلام، أو دار السلام. وهو اسم عربي كنعاني، عُرفت به المدينة قبل وصول [[النبي يعقوب]] إليها، وحرّفه [[العبريون]] ليتناسب مع لغتهم فقالوا: [[أُورْشَلِيم]]، كقولهم عن [[بِئْرِ السَّبْعِ]]: (بِيرْشِيبَعْ).ومجمل القول إن [[حاخامات اليهود]] وجدوا أن أحسن طريقة يمكن اتباعها لربط تاريخهم بأقدم العصور، ولجعل عصر اليهود متصلاً بأقدم الأزمنة هو استعمال  مصطلح عبري للدلالة على [[اليهود]] بوجه عام وبذلك يصبح تاريخ [[فلسطين]] تاريخاً واحداً متصلاً ومرتبطاً، منذ أقدم العصور بالشعب اليهودي.
عُرفت مدينة القدس عبر التاريخ بأسماء عدة من أقدمها: ما أطلقه [[الكنعانيون]] عليها: "أوروساليم: Urusalim"، أو: أورسالم، أو: أُورْسُلَيْمٌ؛ بمعنى: مدينة السلام، أو دار السلام. وهو اسم عربي كنعاني، عُرفت به المدينة قبل وصول [[النبي يعقوب]] إليها، وحرّفه [[العبريون]] ليتناسب مع لغتهم فقالوا: [[أُورْشَلِيم]]، كقولهم عن [[بِئْرِ السَّبْعِ]]: (بِيرْشِيبَعْ).ومجمل القول إن [[حاخامات اليهود]] وجدوا أن أحسن طريقة يمكن اتباعها لربط تاريخهم بأقدم العصور، ولجعل عصر اليهود متصلاً بأقدم الأزمنة هو استعمال  مصطلح عبري للدلالة على [[اليهود]] بوجه عام وبذلك يصبح تاريخ [[فلسطين]] تاريخاً واحداً متصلاً ومرتبطاً، منذ أقدم العصور بالشعب اليهودي.
سطر ٧: سطر ٧:


== أسماء القدس عبر التاريخ ==
== أسماء القدس عبر التاريخ ==
أما بالنسبة لإسم المدينة، فقد اعتمد الباحثون على مواد [[العهد القديم]]، فقالوا بأنّ اسمها الأول كان [["يبوس"]] نسبة لليبوسيين و هم من العرب البائدة، ثم صار اسمها [["أورشاليم"]] بصيغ متنوعة زمن [[الإسكندر الأكبر]] 332ق.م، ثم [["مدينة داود"]] عام 1049ق.م زمن [[النبي داود]] {{ع}}، ثم [["أورسالم"]] في زمن [[البابليين]] عام 559ق.م، ثم سميّت [["ايلياكابتولينا"]] زمن الروماني [[ادرياتوس]] عام138م وبقيت على هذا الاسم إلى عهد [[هرقل]] 627م.
أما بالنسبة لإسم المدينة، فقد اعتمد الباحثون على مواد [[العهد القديم]]، فقالوا بأنّ اسمها الأول كان [["يبوس"]] نسبة لليبوسيين و هم من العرب البائدة، ثم صار اسمها [["أورشاليم"]] بصيغ متنوعة زمن [[الإسكندر الأكبر]] 332ق.م، ثم [["مدينة داود"]] عام 1049ق.م زمن [[النبي داود]]{{ع}}، ثم [["أورسالم"]] في زمن [[البابليين]] عام 559ق.م، ثم سميّت [["ايلياكابتولينا"]] زمن الروماني [[ادرياتوس]] عام138م وبقيت على هذا الاسم إلى عهد [[هرقل]] 627م.


ويضاف إلى هذا أنّ [[أسفار العهد القديم]] أطلقت عليها أسماء أخرى مثل: سالم، وهيروساليما، وبيدارأرنان، وأريئيل، ومدينة قوية، وابنة صهيون، والمدينة الدموية، ومدينة الرب... وأشار إليها [[المسيحيون]] أحياناً باسم "الضريح المقدس".<ref>سهيل زكار، الموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية، ج42، ص135.</ref>
ويضاف إلى هذا أنّ [[أسفار العهد القديم]] أطلقت عليها أسماء أخرى مثل: سالم، وهيروساليما، وبيدارأرنان، وأريئيل، ومدينة قوية، وابنة صهيون، والمدينة الدموية، ومدينة الرب... وأشار إليها [[المسيحيون]] أحياناً باسم "الضريح المقدس".<ref>سهيل زكار، الموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية، ج42، ص135.</ref>


وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من [[أسماء الله الحسنى]]، وسميّت كذلك بـ "[[بيت المقدس]]" الذي هو بيت الله، وهو [[المسجد الأقصى]] بقرينة قوله تعالى: {{قرآن| الذي باركنا حوله}} ووجه التسمية كونه أبعد مسجد إلى مكان [[رسول الله(ص)|النبي]] {{صل}}ومن معه من المخاطبين وهو [[مكة]] التي فيها [[المسجد الحرام]].<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج13، ص7.</ref>
وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من [[أسماء الله الحسنى]]، وسميّت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله، وهو [[المسجد الأقصى]] بقرينة قوله تعالى:{{قرآن| الذي باركنا حوله}} ووجه التسمية كونه أبعد مسجد إلى مكان [[رسول الله(ص)|النبي]]{{صل}}ومن معه من المخاطبين وهو [[مكة]] التي فيها [[المسجد الحرام]].<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج13، ص7.</ref>


== القدس في روايات أهل البيت(ع) ==
== القدس في روايات أهل البيت(ع) ==
قال [[الإمام الباقر|أبو جعفر(ع)]] [[أبي حمزة الثمالي|لأبي حمزة الثمالي]]:" المساجد الأربعة، [[المسجد الحرام]] و[[مسجد الرسول]] {{صل}}، و[[مسجد بيت المقدس]]، و[[مسجد الكوفة]]، يا أبا حمزة [[الفريضة]] فيها تعدل حجة، و[[النافلة]] تعدل [[عمرة]].<ref> الصدوق، من لا يحضره الفقية،ج1، ص163.</ref>
قال [[الإمام الباقر|أبو جعفر(ع)]] [[أبي حمزة الثمالي|لأبي حمزة الثمالي]]:" المساجد الأربعة، [[المسجد الحرام]] و[[مسجد الرسول]]{{صل}}، و[[مسجد بيت المقدس]]، و[[مسجد الكوفة]]، يا أبا حمزة [[الفريضة]] فيها تعدل حجة، و[[النافلة]] تعدل [[عمرة]].<ref> الصدوق، من لا يحضره الفقية،ج1، ص163.</ref>


روى [[الشيخ الصدوق]] في [[من لا يحضره الفقيه]] عن [[الإمام علي]] {{ع}} قوله: "صلاة في [[بيت المقدس]] تعدل ألف صلاة، وصلاة في المسجد الأعظم تعدل مائة ألف صلاة.<ref> الصدوق، من لا يحضره الفقية: ج1، ص167.</ref>
روى [[الشيخ الصدوق]] في [[من لا يحضره الفقيه]] عن [[الإمام علي]]{{ع}} قوله: "صلاة في بيت المقدس تعدل ألف صلاة، وصلاة في المسجد الأعظم تعدل مائة ألف صلاة.<ref> الصدوق، من لا يحضره الفقية: ج1، ص167.</ref>


قال [[الإمام الصادق عليه السلام|أبوعبدالله]] {{ع}}: [[الغاضریة]] -اسم من أسماء [[كربلاء]]- من تربة [[بیت المقدس]].<ref>القمي،كامل الزيارات: ص352، باب88.</ref>
قال [[الإمام الصادق عليه السلام|أبوعبدالله]]{{ع}}: [[الغاضریة]] -اسم من أسماء [[كربلاء]]- من تربة [[بیت المقدس]].<ref>القمي،كامل الزيارات: ص352، باب88.</ref>


يقول [[الإمام علي]] {{ع}}: "ويسير [[المهدي]] حتى ينزل [[بيت المقدس]]،…. ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر "ثمانية عشر شهراً في كتاب البرهان في علامات مهدي آخر الزمان"، يقتل ويمثل، ويتوجه إلى [[بيت المقدس]]. فلا يبلغه "فلا يقتله أحد".<ref>معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ح261، ص175.</ref>
يقول [[الإمام علي]]{{ع}}: "ويسير [[المهدي]] حتى ينزل بيت المقدس،…. ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر "ثمانية عشر شهراً في كتاب البرهان في علامات مهدي آخر الزمان"، يقتل ويمثل، ويتوجه إلى بيت المقدس. فلا يبلغه "فلا يقتله أحد".<ref>معجم أحاديث الامام المهدي، ج4، ح261، ص175.</ref>


== القدس في اهتمامات الإمام الخميني ==
== القدس في اهتمامات الإمام الخميني ==
سطر ٦٣: سطر ٦٣:
[[ملف:القدس.jpg|450px|تصغير|يسار|القدس]]
[[ملف:القدس.jpg|450px|تصغير|يسار|القدس]]
=== مرحلة يوشع بن نون ===
=== مرحلة يوشع بن نون ===
کان [[یوشع بن نون]] أحد [[النقيب|نقباء]] بني إسرائیل الذي کان بخدمة [[النبي]] [[موسى]] {{ع}} وأصبح بعده خلیفته وإماماً لبني إسرائیل،<ref>الصفار، بصائر الدرجات فی فضائل آل محمّد (ص): ج 1، ص99.</ref>ولم یذکر اسم یوشع في [[القرآن|القرآن الکریم]]، و لکن المفسرین اعتبروه أحد النقباء في تفسیر الآیة 12 والآیة 23 من [[سورة المائدة]].<ref> الفیض الکاشانی، البحر المحیط في التفسیر، ج 4، ص219.</ref>، وطبقوا الآیة 60 من [[سورة الکهف]] على یوشع بن نون أیضاً.<ref>محمد سبزواري، الأصفی في تفسیر القرآن: ج2، ص720.</ref>
کان [[یوشع بن نون]] أحد [[النقيب|نقباء]] بني إسرائیل الذي کان بخدمة [[النبي]] [[موسى]]{{ع}} وأصبح بعده خلیفته وإماماً لبني إسرائیل،<ref>الصفار، بصائر الدرجات فی فضائل آل محمّد (ص): ج 1، ص99.</ref>ولم یذکر اسم یوشع في [[القرآن|القرآن الکریم]]، و لکن المفسرین اعتبروه أحد النقباء في تفسیر الآیة 12 والآیة 23 من [[سورة المائدة]].<ref> الفیض الکاشانی، البحر المحیط في التفسیر، ج 4، ص219.</ref>، وطبقوا الآیة 60 من [[سورة الکهف]] على یوشع بن نون أیضاً.<ref>محمد سبزواري، الأصفی في تفسیر القرآن: ج2، ص720.</ref>


يعتبر دخول [[يشوع]] بلاد [[فلسطين]] بداية عهد [[اليهود]] بهذه الأرض وارتباطهم بها نظرياً.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج1، ص323.</ref>، فإنهم في زمن [[إبراهيم]] {{ع}} لم يكونوا أمة بعد، بل كان إبراهيم {{ع}}
يعتبر دخول [[يشوع]] بلاد [[فلسطين]] بداية عهد [[اليهود]] بهذه الأرض وارتباطهم بها نظرياً.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج1، ص323.</ref>، فإنهم في زمن [[إبراهيم]]{{ع}} لم يكونوا أمة بعد، بل كان إبراهيم{{ع}}
نفسه يعيش حالة التنقل والتغرب في تلك البلاد، وكذلك الحال في [[إسحاق]] {{ع}} و[[يعقوب]] {{ع}}. ولم تستطع [[التوراة]] أن تقدم لنا صورة واضحة وصريحة حول دخولهم أرض [[فلسطين]]، فبينما يصوره [[سفر يشوع]] على أنه دخول عسكري وقهر للأمم التي كانت ساكنة في تلك الأرض واستعباد لها، وتنتهي الحرب بتملك الإسرائيليين الأرض يقول: "فأخذ يشوع كل الأرض حسب ما كلم به الرب موسى وأعطاها [[يشوع]] ملكاً [[لإسرائيل]] حسب فرقهم وأسباطهم واستراحت الأرض من الحرب".<ref>سفر يشوع: 11-23.</ref>
نفسه يعيش حالة التنقل والتغرب في تلك البلاد، وكذلك الحال في [[إسحاق]]{{ع}} و[[يعقوب]]{{ع}}. ولم تستطع [[التوراة]] أن تقدم لنا صورة واضحة وصريحة حول دخولهم أرض [[فلسطين]]، فبينما يصوره [[سفر يشوع]] على أنه دخول عسكري وقهر للأمم التي كانت ساكنة في تلك الأرض واستعباد لها، وتنتهي الحرب بتملك الإسرائيليين الأرض يقول: "فأخذ يشوع كل الأرض حسب ما كلم به الرب موسى وأعطاها [[يشوع]] ملكاً [[لإسرائيل]] حسب فرقهم وأسباطهم واستراحت الأرض من الحرب".<ref>سفر يشوع: 11-23.</ref>


ولكن [[سفر القضاة]] يغاير لما ورد في [[سفر يشوع]] عن قضية الدخول هذه. فلا دخل الأرض بالحرب، ولا هم كانوا يسلكون طريق الاستقامة، فكان جزاؤهم العذاب والتشريد مرة أخرى إلى ما بعد موت يشوع. بل إن سكان الأرض هم الذين نهبوهم وشردوهم، لأنهم تعدوا حدود [[اللَّه]] ونقضوا [[العهد|عهوده]] ولم يسمعوا لصوته، فحمي غضبه عليهم حتى ضاق بهم الأمر ولم يكونوا يرتدعون بقول نبي أتاهم، فبدأ يتسلط عليهم الملوك الظالمون يذلونهم. وظهر عليهم العمالقة وعلى رأسهم ملكهم [[جالوت]] وهو من القبط فتسلطوا عليهم وفرضوا عليهم جزية.
ولكن [[سفر القضاة]] يغاير لما ورد في [[سفر يشوع]] عن قضية الدخول هذه. فلا دخل الأرض بالحرب، ولا هم كانوا يسلكون طريق الاستقامة، فكان جزاؤهم العذاب والتشريد مرة أخرى إلى ما بعد موت يشوع. بل إن سكان الأرض هم الذين نهبوهم وشردوهم، لأنهم تعدوا حدود [[اللَّه]] ونقضوا [[العهد|عهوده]] ولم يسمعوا لصوته، فحمي غضبه عليهم حتى ضاق بهم الأمر ولم يكونوا يرتدعون بقول نبي أتاهم، فبدأ يتسلط عليهم الملوك الظالمون يذلونهم. وظهر عليهم العمالقة وعلى رأسهم ملكهم [[جالوت]] وهو من القبط فتسلطوا عليهم وفرضوا عليهم جزية.
سطر ٧٩: سطر ٧٩:
وجاء كذلك في [[سفر القضاة]] أن [[بني إسرائيل]] عاثوا فساداً في [[الأرض المقدسة]] وبالغوا في الشرك، ففي الصحاح الثاني من هذا السفر عرض اجمالي لسيرتهم في هذا العهد حيث يقول: "ونشأ جيل آخر بعدهم -أي بعد يوشع وأتباعه- جيل آخر لا يعرف الرب، ولا ما صنع [[لإسرائيل]]، ففعل [[بنو إسرائيل]] الشر في أعين الرب، وعبدوا البعليم، وتركوا الرب آله أبائهم الذي أخرجهم من مصر، وتبعوا آلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها وأسخطوا الرب. فغضب الرب على إسرائيل فدفعهم إلى المنتهبين فاتهبوهم وباعهم إلى أيدي أعدائهم الذين حولهم، ولم يقدروا بعد أن يثبتوا في وجوه أعدائهم، فكانوا حيثما خرجوا تكون يد الرب عليهم للشر، فضاق بهم الأمر جداً".<ref>المرصفي، أسطورة الوطن اليهودي: ج1، ص88.</ref>
وجاء كذلك في [[سفر القضاة]] أن [[بني إسرائيل]] عاثوا فساداً في [[الأرض المقدسة]] وبالغوا في الشرك، ففي الصحاح الثاني من هذا السفر عرض اجمالي لسيرتهم في هذا العهد حيث يقول: "ونشأ جيل آخر بعدهم -أي بعد يوشع وأتباعه- جيل آخر لا يعرف الرب، ولا ما صنع [[لإسرائيل]]، ففعل [[بنو إسرائيل]] الشر في أعين الرب، وعبدوا البعليم، وتركوا الرب آله أبائهم الذي أخرجهم من مصر، وتبعوا آلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها وأسخطوا الرب. فغضب الرب على إسرائيل فدفعهم إلى المنتهبين فاتهبوهم وباعهم إلى أيدي أعدائهم الذين حولهم، ولم يقدروا بعد أن يثبتوا في وجوه أعدائهم، فكانوا حيثما خرجوا تكون يد الرب عليهم للشر، فضاق بهم الأمر جداً".<ref>المرصفي، أسطورة الوطن اليهودي: ج1، ص88.</ref>


و جاء في [[تفسير القمي]] أن [[الإمام الباقر|أبي جعفر]] {{ع}} قال: "إن بني إسرائيل بعد موت [[موسى]] {{ع}} عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله، وعتوا عن أمر ربهم، وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلن يطيعوه، فسلط عليهم الله جالوت وهو من القبط فأذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأموالهم، واستعبد نساءهم".<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان: ج2، ص301.</ref>
و جاء في [[تفسير القمي]] أن [[الإمام الباقر|أبي جعفر]]{{ع}} قال: "إن بني إسرائيل بعد موت [[موسى]]{{ع}} عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله، وعتوا عن أمر ربهم، وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلن يطيعوه، فسلط عليهم الله جالوت وهو من القبط فأذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأموالهم، واستعبد نساءهم".<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان: ج2، ص301.</ref>


=== مرحلة الملوك الأولى ===
=== مرحلة الملوك الأولى ===
اختلف المؤرخون في تحديد هذه الفترة، لكنهم اتفقوا على أن هذه المرحلة، قويت فيها [[بنو إسرائيل]]، وتتلخص هذه الفترة بحسب الملوك الذين تولوا ملك بني إسرائيل على [[الأرض المقدسة]] وهم ثلاثة: الملك [[طالوت]]، [[النبي داود]] {{ع}}، [[النبي سليمان]] {{ع}}.
اختلف المؤرخون في تحديد هذه الفترة، لكنهم اتفقوا على أن هذه المرحلة، قويت فيها [[بنو إسرائيل]]، وتتلخص هذه الفترة بحسب الملوك الذين تولوا ملك بني إسرائيل على [[الأرض المقدسة]] وهم ثلاثة: الملك [[طالوت]]، [[النبي داود]]{{ع}}، [[النبي سليمان]]{{ع}}.
====  عهد الملك طالوت====
====  عهد الملك طالوت====
خلال حكمه قاد بني إسرائيل إلى الكثير من المعارك ضد أعدائهم، وكانت من أبرز الحوادث في زمنه حربه ضد الوثنيين من أهل فلسطين بقيادة [[جالوت]]، الذي ذكر اسمه [[التوراة]] وذكر طرفاً من خبر المعركة بين [[طالوت]] و[[جالوت]] على حسب الرواية اليهودية التي جاءت في [[سفر صموئيل الأول]] الفصل السابع عشر، إذ سمته الرواية بـ"جليات" كما أن [[القرآن]] قد أتى على هذه القصة. وفي هذه المعركة كان [[داود]] {{ع}} من ضمن جنود [[طالوت]] وهو من قضى على [[جالوت]] وحكمه.<ref>أسطورة الوطن اليهودي: ج1، ص95.</ref>
خلال حكمه قاد بني إسرائيل إلى الكثير من المعارك ضد أعدائهم، وكانت من أبرز الحوادث في زمنه حربه ضد الوثنيين من أهل فلسطين بقيادة [[جالوت]]، الذي ذكر اسمه [[التوراة]] وذكر طرفاً من خبر المعركة بين [[طالوت]] و[[جالوت]] على حسب الرواية اليهودية التي جاءت في [[سفر صموئيل الأول]] الفصل السابع عشر، إذ سمته الرواية بـ"جليات" كما أن [[القرآن]] قد أتى على هذه القصة. وفي هذه المعركة كان [[داود]]{{ع}} من ضمن جنود [[طالوت]] وهو من قضى على [[جالوت]] وحكمه.<ref>أسطورة الوطن اليهودي: ج1، ص95.</ref>
==== عهد النبي داود ====
==== عهد النبي داود ====
لم يستطع [[اليهود]] الاستيلاء على [[حصن صهيون]] إلا في عهد [[داود]] {{ع}} الذي اتخذ القدس عاصمةً له وأطلق على مدينة اليبوسيين اسم "[[مدينة داود]]". وكان أكثر سكان المدينة في عهده من [[اليبوسيين]] و[[الكنعانيين]] و[[العموريين]] والفلسطينيين. وكان ذلك في سنة 1020 ق-م.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ص175</ref>
لم يستطع [[اليهود]] الاستيلاء على [[حصن صهيون]] إلا في عهد [[داود]]{{ع}} الذي اتخذ القدس عاصمةً له وأطلق على مدينة اليبوسيين اسم "[[مدينة داود]]". وكان أكثر سكان المدينة في عهده من [[اليبوسيين]] و[[الكنعانيين]] و[[العموريين]] والفلسطينيين. وكان ذلك في سنة 1020 ق-م.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ص175</ref>


أسس [[داود]] المملكة العبرانية المتحدة، وبعد ثمانية سنوات من حكمه فتح داود القدس وحولها إلى عاصمة لمملكته لما تتمتع به الأخيرة من ميزات استراتجية جغرافياً.
أسس [[داود]] المملكة العبرانية المتحدة، وبعد ثمانية سنوات من حكمه فتح داود القدس وحولها إلى عاصمة لمملكته لما تتمتع به الأخيرة من ميزات استراتجية جغرافياً.
سطر ٩٢: سطر ٩٢:
بنى [[معبد ليهوه]] وضع فيه [[تابوت]] العهد مثبتاً بهذا توحيد المملكة و[[القبائل العبرانية]] وبعد تثبيت السلطة أسس جيشاً محترفاً.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ج4، ص176.</ref>
بنى [[معبد ليهوه]] وضع فيه [[تابوت]] العهد مثبتاً بهذا توحيد المملكة و[[القبائل العبرانية]] وبعد تثبيت السلطة أسس جيشاً محترفاً.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ج4، ص176.</ref>


يعتبر عهده العهد الأقوى إذا ما ضم إلى عهد ابنه [[سليمان]] {{ع}} في تاريخ بني إسرائيل. فقد قيل إن مملكته قد بلغت أقصى اتساع لما تملكه بنو إسرائيل، فامتدت من [[جبل الكرمل]] و[[تل القاضي]] إلى [[جبل الشيخ]] شمالاً، وإلى حدود [[مصر]] ونهر الموجب جنوباً، وإلى الصحراء شرقاً.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ج4، ص175.</ref>
يعتبر عهده العهد الأقوى إذا ما ضم إلى عهد ابنه [[سليمان]]{{ع}} في تاريخ بني إسرائيل. فقد قيل إن مملكته قد بلغت أقصى اتساع لما تملكه بنو إسرائيل، فامتدت من [[جبل الكرمل]] و[[تل القاضي]] إلى [[جبل الشيخ]] شمالاً، وإلى حدود [[مصر]] ونهر الموجب جنوباً، وإلى الصحراء شرقاً.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ج4، ص175.</ref>


حكم النبي داود {{ع}} بشريعة [[الزبور]] المنزل عليه من الله وكان حاكماً عادلاً بين قومه. يقول [[الإمام علي]] {{ع}} وهو يخاطب [[شريح]]: "'''يا شريح والله لأحكمن فيه حكماً لم يحكمه أحد من قبلي إلا داود النبي {{ع}}'''".<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص309.</ref>
حكم النبي داود{{ع}} بشريعة [[الزبور]] المنزل عليه من الله وكان حاكماً عادلاً بين قومه. يقول [[الإمام علي]]{{ع}} وهو يخاطب [[شريح]]: "'''يا شريح والله لأحكمن فيه حكماً لم يحكمه أحد من قبلي إلا داود النبي{{ع}}'''".<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص309.</ref>


كان [[داود]] {{ع}} يخرج إلى موضع [[بيت المقدس]] ليرى الملائكة تعرج منه إلى السماء وكان كثير ما يأخذ موضع الصخرة للدعاء حتى اتخذ قومه ذلك الموضع مسجداً.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص311.</ref> وفي تفسير قوله تعالى: {{قرآن| يعملون له مايشاء من محاريب}}، قيل المحاريب هي البيوت الشريفة،  وقيل: هي القصور والمساجد يتعبد فيها. وعن قتادة والجبائي قالا: "وكان مما عملوه بيت المقدس".<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص350.</ref>
كان [[داود]]{{ع}} يخرج إلى موضع بيت المقدس ليرى الملائكة تعرج منه إلى السماء وكان كثير ما يأخذ موضع الصخرة للدعاء حتى اتخذ قومه ذلك الموضع مسجداً.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص311.</ref> وفي تفسير قوله تعالى:{{قرآن| يعملون له مايشاء من محاريب}}، قيل المحاريب هي البيوت الشريفة،  وقيل: هي القصور والمساجد يتعبد فيها. وعن قتادة والجبائي قالا: "وكان مما عملوه بيت المقدس".<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص350.</ref>


كان داود {{ع}} أول من بنى [[بيت المقدس]]، لقد جمع بني اسرائيل بعد أن نجاهم الله من الطاعون وطلب منهم أن يجددوا الشكر لله وبأن يتخذوا من مكان [[بيت المقدس]] الذي هو مهبط الر حمة مسجداً، ففعلوا وأخذوا في بناء بيت المقدس فكان [[داود]] {{ع}} ينقل لهم الحجارة على عاتقه في الأثناء أوحى الله إلى [[داود]] {{ع}} أن تمام بنائه سيكون على يد ابنه سليمان.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص350.</ref>
كان داود{{ع}} أول من بنى بيت المقدس، لقد جمع بني اسرائيل بعد أن نجاهم الله من الطاعون وطلب منهم أن يجددوا الشكر لله وبأن يتخذوا من مكان بيت المقدس الذي هو مهبط الر حمة مسجداً، ففعلوا وأخذوا في بناء بيت المقدس فكان [[داود]]{{ع}} ينقل لهم الحجارة على عاتقه في الأثناء أوحى الله إلى [[داود]]{{ع}} أن تمام بنائه سيكون على يد ابنه سليمان.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص350.</ref>


==== عهد النبي سليمان ====
==== عهد النبي سليمان ====
لما استخلف [[النبي]] [[سليمان]] {{ع}} على بني إسرائيل، أحب إتمام [[بيت المقدس]] فجمع [[الجن]] والشياطين وقسّم عليهم الأعمال، وأمر ببناء المدينة ولما فرغ من بناء المدينة بدأ في بناء المسجد، ولما فرغ منه جمع بني إسرائيل وأعلمهم بأنه بناه لله، ولم يزل [[بيت المقدس]] في حلته البهية التي بناها عليها [[سليمان]] {{ع}} حتى غزا [[بخت نصر]] بني إسرائيل فخرّب المدينة وهدّمها ونقض [[المسجد]] وسلب ما في سقوفه من درر وذهب.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص351.</ref>
لما استخلف [[النبي]] [[سليمان]]{{ع}} على بني إسرائيل، أحب إتمام بيت المقدس فجمع [[الجن]] والشياطين وقسّم عليهم الأعمال، وأمر ببناء المدينة ولما فرغ من بناء المدينة بدأ في بناء المسجد، ولما فرغ منه جمع بني إسرائيل وأعلمهم بأنه بناه لله، ولم يزل بيت المقدس في حلته البهية التي بناها عليها [[سليمان]]{{ع}} حتى غزا [[بخت نصر]] بني إسرائيل فخرّب المدينة وهدّمها ونقض [[المسجد]] وسلب ما في سقوفه من درر وذهب.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص351.</ref>


تحولت القدس في عهده إلى مدينة تجارية فانتعشت الزراعة وبنيت السدود وأصبح لديه جيش كبير جنوده من الإنس والجن. بنى أسطولاً تجارياً واستخدم السفن في نقل البضائع إلى بلاد العرب وأفريقيا.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ج4، ص177.</ref>
تحولت القدس في عهده إلى مدينة تجارية فانتعشت الزراعة وبنيت السدود وأصبح لديه جيش كبير جنوده من الإنس والجن. بنى أسطولاً تجارياً واستخدم السفن في نقل البضائع إلى بلاد العرب وأفريقيا.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ج4، ص177.</ref>


يعتقد أغلب الكتاب أن الدولة في عهد [[سليمان]] {{ع}} أصبحت مملكة ضخمة ثرية انتشر تأثيرها في المنطقة وحظيت بمكانة هامة كدولة وسيطة بين [[مصر]] وأسيا الصغرى، وقد تحدث [[القرآن الكريم]] على عظمة هذه المملكة. ويقول [[الإمام الباقر|أبي جعفر(ع)]]: "كان ملك سليمان ما بين الشامات إلى بلاد اصطخر".<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص356.</ref>
يعتقد أغلب الكتاب أن الدولة في عهد [[سليمان]]{{ع}} أصبحت مملكة ضخمة ثرية انتشر تأثيرها في المنطقة وحظيت بمكانة هامة كدولة وسيطة بين [[مصر]] وأسيا الصغرى، وقد تحدث [[القرآن الكريم]] على عظمة هذه المملكة. ويقول [[الإمام الباقر|أبي جعفر(ع)]]: "كان ملك سليمان ما بين الشامات إلى بلاد اصطخر".<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص356.</ref>


علم سليمان {{ع}} شعبه الكثير من القيم كما علمهم فضل [[الشريعة]] والقانون والنظام، كما أقنعهم بنبذ الشقاق والحرب والالتفات إلى الصناعة والتجارة باعتبارهما من أهم ركائز التطور في ظل السلم والأمان الذي عم المملكة.<ref>المملكة العبرانية في عهد داود و سليمان: ص105.</ref>
علم سليمان{{ع}} شعبه الكثير من القيم كما علمهم فضل [[الشريعة]] والقانون والنظام، كما أقنعهم بنبذ الشقاق والحرب والالتفات إلى الصناعة والتجارة باعتبارهما من أهم ركائز التطور في ظل السلم والأمان الذي عم المملكة.<ref>المملكة العبرانية في عهد داود و سليمان: ص105.</ref>


اتخذ سليمان بيت المقدس معتكفاً له حتى مات فيه.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص393.</ref>
اتخذ سليمان بيت المقدس معتكفاً له حتى مات فيه.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: م7، ج14، ص393.</ref>


=== مرحلة الملوك الثانية ===
=== مرحلة الملوك الثانية ===
يعتبر هذا العهد بداية انهيار [[المملكة العبرانية]] فبعد موت [[سليمان]) {{ع}} انقسمت المملكة إلى مملكتين مملكة جنوبية وعاصمتها القدس مملكة يهوذا، يحكمها أحفاد داود {{ع}}، ومملكة شمالية وعاصمتها السامرة مملكة اسرائيل يحكمها يربعام.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ص179.</ref> وفي هذا العهد قام النزاع بين الدولتين ونسي اليهود تعاليم الله وعبدوا الأوثان فسلط الله عليهم جيرانهم الذين أذاقوهم العذاب وأنزلوا بهم الهزائم المتلاحقة.
يعتبر هذا العهد بداية انهيار [[المملكة العبرانية]] فبعد موت [[سليمان]){{ع}} انقسمت المملكة إلى مملكتين مملكة جنوبية وعاصمتها القدس مملكة يهوذا، يحكمها أحفاد داود{{ع}}، ومملكة شمالية وعاصمتها السامرة مملكة اسرائيل يحكمها يربعام.<ref>المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: ص179.</ref> وفي هذا العهد قام النزاع بين الدولتين ونسي اليهود تعاليم الله وعبدوا الأوثان فسلط الله عليهم جيرانهم الذين أذاقوهم العذاب وأنزلوا بهم الهزائم المتلاحقة.


استطاع سرجون الثاني ملك أشور الاستيلاء على مملكة الشمال وأعمل في أهلها تنكيلاً وشتتهم خارج بلادهم سنة 720 ق.م. أما مملكة الجنوب فقد استولى عليها "نخاو" أحد ملوك مصر وضمها إلى الامبراطورية المصرية إلى أن جاء بوختنصر ملك البابليين فقضى على البقية الباقية من اليهود ودك القدس سنة 586 ق.م. وأسر البقية.
استطاع سرجون الثاني ملك أشور الاستيلاء على مملكة الشمال وأعمل في أهلها تنكيلاً وشتتهم خارج بلادهم سنة 720 ق.م. أما مملكة الجنوب فقد استولى عليها "نخاو" أحد ملوك مصر وضمها إلى الامبراطورية المصرية إلى أن جاء بوختنصر ملك البابليين فقضى على البقية الباقية من اليهود ودك القدس سنة 586 ق.م. وأسر البقية.
سطر ١٢٢: سطر ١٢٢:
بعد أن فتح [[المسلمون]] [[الشام]] جمع [[أبو عبيدة بن الجراح]] [[المسلمين]] واستشارهم بالمسير إلى بيت المقدس أو إلى قيسارية، فقال له [[معاذ بن جبل]]: "اكتب إلى [[عمر بن الخطاب|عمر]]، فحيث أمرك فامتثله، فكتب ابن الجرّاح إلى عمر بالأمر، فلمّا قرأ الكتاب، استشار المسلمين بالأمر.
بعد أن فتح [[المسلمون]] [[الشام]] جمع [[أبو عبيدة بن الجراح]] [[المسلمين]] واستشارهم بالمسير إلى بيت المقدس أو إلى قيسارية، فقال له [[معاذ بن جبل]]: "اكتب إلى [[عمر بن الخطاب|عمر]]، فحيث أمرك فامتثله، فكتب ابن الجرّاح إلى عمر بالأمر، فلمّا قرأ الكتاب، استشار المسلمين بالأمر.


یروى أنّ عمر استشار [[الإمام علي بن أبي طالب]] {{ع}} عن تحرير مدینة [[بیت المقدس]] من [[الروم]]، فأشار علیه بالذهاب بنفسه لاستلامها. فأخذ بمشورته وولاه على المدینة في غیابه .  
یروى أنّ عمر استشار [[الإمام علي بن أبي طالب]]{{ع}} عن تحرير مدینة [[بیت المقدس]] من [[الروم]]، فأشار علیه بالذهاب بنفسه لاستلامها. فأخذ بمشورته وولاه على المدینة في غیابه .  


ذكر [[أبو جعفر بن جرير]] عن رواية [[سيف بن عمر]]، وملخص ما ذكره هو وغيره: "أن أبا عبيدة لما فرغ من [[دمشق]] كتب إلى أهل [[إيليا]] يدعوهم إلى [[الله]] وإلى [[الإسلام]]، أو يبذلون [[الجزية]]، أو يؤذنون بحرب، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم في جنوده، واستخلف على دمشق [[سعيد بن زيد]]، ثم حاصر [[بيت المقدس]] وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح، بشرط أن يقدم إليهم الخليفة [[عمر بن الخطاب]]. فكتب إليه أبو عبيدة بذلك فاستشار عمر الناس في ذلك فأشار [[عثمان بن عفان]] بأن لا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم لأنوفهم. وأشار [[الإمام علي]] {{ع}} بالمسير إليهم ليكون أخف وطأة على المسلمين في حصارهم بينهم، فهوي ما قال [[الإمام علي]] {{ع}} ولم يهو ما قال عثمان.<ref>ابن كثير، البداية و النهاية: ج7، ص55.</ref>
ذكر [[أبو جعفر بن جرير]] عن رواية [[سيف بن عمر]]، وملخص ما ذكره هو وغيره: "أن أبا عبيدة لما فرغ من [[دمشق]] كتب إلى أهل [[إيليا]] يدعوهم إلى [[الله]] وإلى [[الإسلام]]، أو يبذلون [[الجزية]]، أو يؤذنون بحرب، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم في جنوده، واستخلف على دمشق [[سعيد بن زيد]]، ثم حاصر بيت المقدس وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح، بشرط أن يقدم إليهم الخليفة [[عمر بن الخطاب]]. فكتب إليه أبو عبيدة بذلك فاستشار عمر الناس في ذلك فأشار [[عثمان بن عفان]] بأن لا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم لأنوفهم. وأشار [[الإمام علي]]{{ع}} بالمسير إليهم ليكون أخف وطأة على المسلمين في حصارهم بينهم، فهوي ما قال [[الإمام علي]]{{ع}} ولم يهو ما قال عثمان.<ref>ابن كثير، البداية و النهاية: ج7، ص55.</ref>


== الهوامش ==
== الهوامش ==
مستخدم مجهول