انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإيمان»

أُزيل ١٠٬٨١١ بايت ،  ١٢ مارس ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alkazale
imported>Alkazale
لا ملخص تعديل
سطر ٢٠: سطر ٢٠:


وقد اعتبر الشيخ مفيد ، أحد العلماء الإماميين ، في الإيمان تصديق القلب، و اقرار اللسان ، وممارسة طاعة. ويوفقه في الرأي  الشافعي وهو عالم سني. يعتقد بعض الامامية مثل السيد مرتضى والشيخ الطوسي وابن ميثم البحراني وفاضل مقداد وعبد الرزاق لاهيجي أن الإيمان هو عمل القلب ، وبالتالي فإن الإيمان هو ايمان بالله و رسوله و الوحي و المؤمن من يعتقد في قلبه و الإقرار اللساني ليس ضروري
وقد اعتبر الشيخ مفيد ، أحد العلماء الإماميين ، في الإيمان تصديق القلب، و اقرار اللسان ، وممارسة طاعة. ويوفقه في الرأي  الشافعي وهو عالم سني. يعتقد بعض الامامية مثل السيد مرتضى والشيخ الطوسي وابن ميثم البحراني وفاضل مقداد وعبد الرزاق لاهيجي أن الإيمان هو عمل القلب ، وبالتالي فإن الإيمان هو ايمان بالله و رسوله و الوحي و المؤمن من يعتقد في قلبه و الإقرار اللساني ليس ضروري
==تعريف الإيمان==
*لغة: مصدر (آمن)، بمعنى الأمن ضد الخوف.<ref> الفراهيدي، العين، ج 8، ص 388.</ref>
*اصطلاحاً: جرى [[الفقهاء]] في تعريف الإيمان على ما ذكره المتكلّمون، وقد اختلفوا على أقوال، ومنها:
1 - ما عليه الأكثر أنّ الإيمان هو التصديق بالله وحده وصفاته وعدله وحكمته، وب[[النبوة]] وكلّ ما علم ب[[ضروري الدين|الضـرورة]] مجيء [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} به، مع الإقرار به باللسان.<ref>الشهيد الثاني، حقائق الإيمان، ص 151.</ref>
2 - إنّ الإيمان إقرار باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان، وقد اختلف أصحاب هذا القول بين من يعتبر العمل جزءاً من الإيمان، وأنّ صاحب الكبيرة ليس بمؤمن، وهم الوعيدية، وبين من يرى فاعلها غير داخل في الإيمان، وأنّ له [[المعتزلة (كلام)|منزلة بين المنزلتين]]،<ref> الشهيد الثاني، مسالك الأفهام، ج 5، ص 337- 338.</ref>
3 - ما ذكره [[الفقهاء|فقهاء]] [[الإمامية]]<ref>الشهيد الثاني، مسالك الأفهام، ج 5، ص 338.الشهيد الثاني، الدروس الشرعية، ج 2، ص 272.</ref> من تعريفه بالإقرار ب[[الإمامة|إمامة]] [[الأئمة الاثني عشر عليهم السلام|الأئمة الاثني عشـر]]{{عليهم السلام}}من أهل بيت [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} باعتباره ممّا جاء به النبي، وهو اصطلاح حادث جديد في زمان [[الصادقين]] (محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق) ـ ويعبّر [[الفقهاء]] عن هذا الإيمان بـ (الإيمان بالمعنى الأخصّ)، ويرتّبون عليه أحكاماً متعدّدة.<ref>العاملي، نهاية المرام، ج 1، ص 200. الفاضل الهندي، كشف اللثام، ج 1، ص 410. البحراني، الحدائق الناضرة، ج 22، ص 203. الطباطبائي، رياض المسائل، ج 11، ص 254. النراقي، مستند الشيعة، ج 8، ص 26. الروحاني، فقه الصادق، ج 21، ص 469 ـ 470.</ref>
==الفرق بين الإسلام والإيمان==
لقد ذكر [[القرآن الكريم]] في الكثير من آياته كلاً من [[الإسلام]]، والإيمان، وفي بعض [[الآيات|آياته]] فُرِّقَ بين كل منهما، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: {{قرآن|قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}}.<ref>الحجرات: 14.</ref>
إذا رجعنا لـ[[الروايات|لروايات]] التي تحدّثت عن الإيمان، فإنها تحدد لنا معناهما فانّ [[الإسلام]] له شكل ظاهري قانوني، فمن تشهد بـ[[الشهادتين]] بلسانه فهو في زمرة [[المسلمين]] وتجري عليه أحكام المسلمين.{{بحاجة إلى مصدر}}
أمّا الإيمان فهو أمر واقعي وباطني، ومكانه قلب الإنسان لا ما يجري على اللسان أو ما يبدو ظاهرا [[الإسلام]] ربّما كان عن دوافع متعدّدة، ومختلفة بما فيها الدوافع الماديّة والمنافع الشخصية، إلّا أنّ الإيمان ينطلق من دافع معنوي، ويسترفد من منبع العلم، وهو الذي تظهر ثمرة التقوى اليانعة على غصن شجرته الباسقة وهذا ما أشار إليه [[الرسول الأكرم (ص)|الرسول الأكرم]] {{صل}} في تعبيره البليغ الرائع: «[[الإسلام]] علانية والإيمان في القلب»<ref>الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج ‏16، ص 573.</ref>
وهناك مصطلح للإيمان أخص وهو الذي اعتمده [[الفقهاء|فقهاء]] مدرسة [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} في بحوثهم الفقهيّة، وهو ان المؤمن هو [[الشيعة الإمامية الإثنا عشرية|الشيعي الإمامي الإثنا عشري]] لوروده في الكثير من [[الروايات]] الشريفة كما في رواية سفيان بن السمط عن [[الصادق (ع)|أبي عبد اللّه]] {{عليه السلام}} في الفرق بين [[الإسلام]] والإيمان: «الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس: شهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ [[محمد (ص)|محمّدا]] رسول اللّه {{صل}}، وإقام [[الصلاة]] وإيتاء [[الزكاة]] و[[الحج|حجّ]] البيت و[[صيام]] [[شهر رمضان المبارك|شهر رمضان]]، فهذا [[الإسلام]]» وقال: «الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا، فإن أقرَّ بها، ولم يعرف هذا الأمر كان مسلماً وكان ضالّاً».<ref>الهمداني، مصباح الفقيه، ج‌ 7، ص 281.</ref>


==المصادیق==
==المصادیق==
سطر ٦٢: سطر ٤٢:


وفقًا لعلامة طباطبائي (1381-1281) ، فإن الفلاسفة والمعلقين المعاصرين ، الإسلام والإيمان ، لديهم درجات علمية ، والوصول إلى أي مستوى من الإسلام هو شرط للوصول إلى المستوى التالي من الإيمان ؛ فالمرحلة الأولى للإسلام هي قبول ظهور الأوامر والنواهي ، وبعد ذلك تكون المرحلة الأولى هي الإيمان ، وهو الإيمان بالقلب والإيمان بمضمون الاستشهاد ، ويؤدي إلى القواعد الفرعية للشهادة. الإسلام.<ref>طباطبائی، المیزان، ج 1، صص 301-303.</ref>
وفقًا لعلامة طباطبائي (1381-1281) ، فإن الفلاسفة والمعلقين المعاصرين ، الإسلام والإيمان ، لديهم درجات علمية ، والوصول إلى أي مستوى من الإسلام هو شرط للوصول إلى المستوى التالي من الإيمان ؛ فالمرحلة الأولى للإسلام هي قبول ظهور الأوامر والنواهي ، وبعد ذلك تكون المرحلة الأولى هي الإيمان ، وهو الإيمان بالقلب والإيمان بمضمون الاستشهاد ، ويؤدي إلى القواعد الفرعية للشهادة. الإسلام.<ref>طباطبائی، المیزان، ج 1، صص 301-303.</ref>
==صدق عنوان المؤمن على الفاسق==
اختلفت كلمات [[الفقهاء]] في صدق عنوان (المؤمن) على (الفاسق)، وهو من يرتكب الكبائر، ومنشأ الخلاف؛ أنّ العمل هل هو جزء من الإيمان أم هو مكمّل له؟ فإذا قلنا بأنّه جزء منه يكون الفاسق غير مؤمن، وإذا قلنا بأنه غير جزء فيه، بل مكمّل يكون الفاسق مؤمناً أيضاً، ك[[العدالة|العادل]] وتشمله الخطابات المتوجّهة إلى المؤمنين، ولكلّ من الرأيين قائل من [[الفقهاء]]<ref>المفيد، المقنعة، ص 654. المرتضى، المسائل الناصريات‌، ص 376. الطوسي، النهاية، ص 597 ـ 598. ابن ادريس، السـرائر، ج 3، ص 161.</ref> .
==بعض الأحكام المتعلقة بالإيمان==
===ما يعتبر فيه الإيمان===
لا خلاف بين [[الفقهاء]] في اعتبار الإيمان بالمعنى الأعمّ في قبول [[العبادة|العبادات]]، ولكن اختلف الفقهاء في اعتبار الإيمان في صحّة الأعمال ظاهراً, وجريان الأحكام ك[[الميراث]] و[[الصلاة]] عليه وغير ذلك، فالذي ذهب إليه فقهاء [[أهل السنّة والجماعة|المذاهب]] هو عدم اعتبار الإيمان بالمعنى الأعمّ فضلاً عن الأخصّ وكفاية [[الإسلام]] في ذلك، واستدلّ عليه بأن التصديق والاعتقاد أمرٌ باطن لا تتعلّق به الأحكام الظاهرية.<ref>الموسوعة الفقهية الكويتيّة، ج 7، ص 316 وما بعدها. </ref>
وأمّا فقهاء [[الإمامية]]، فقالوا بالتفصيل فيما يرتبط باشتراط الإيمان بالمعنى الخاصّ، وهو الإقرار ب[[إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام|إمامة الأئمّة الاثني عشر]] {{عليهم السلام}}، فحكموا في اعتبار الإيمان بالمعنى المذكور في موارد خاصّة دون غيرها تبعاً للدليل، وبعض تلك الموارد هي:
==== إمامة الجماعة====
{{مفصلة|صلاة الجماعة}}
إذ يشترط في إمام الجماعة أن يكون [[إمامي|إمامياً]]، فلا تصحّ الجماعة خلف غير الإمامي، ولا ينافي ذلك استحباب حضور جماعتهم استحباباً مؤكّداً.<ref> العاملي، مدارك الأحكام، ج 4، ص 312. النجفي، جواهر الكلام، ج 13، ص 273 - 275. </ref>
====المستحقّ للزكاة====
{{مفصلة|الزكاة}}
اعتبروا في مستحقّ [[الزكاة]] [[إمامي|الإيمان الخاصّ]]،<ref> النجفي، جواهر الكلام،  ج 15، ص 377 - 381.</ref> وقد وقع البحث في استثناء بعض أصناف المستحقّين عن هذا الاشتراط ك[[المؤلفة قلوبهم|المؤلّفة قلوبهم]]، وسهم سبيل الله بالنسبة لبعض أفراده.<ref> الشهيد الثاني، مسالك الأفهام، ج 1، ص 421.كاشف الغطاء، كشف الغطاء، ج 4، ص 183. النجفي، جواهر الكلام، ج 15، ص 380. </ref>
====زكاة الفطرة====
اعتبروا في مستحقّها أن يكون [[إمامي|إمامياً]].<ref> النجفي، جواهر الكلام، ج 15، ص 381 ـ 383. </ref>
====الخمس====
{{مفصلة|الخمس}}
اشترط أكثر [[الفقهاء]] في مستحقّ سهم السادة أن يكون [[إمامي|إمامياً]].<ref>الطوسي، المبسوط، ج 1، ص 263ـ 264. المحقق الحلي، المختصـر النافع، ص 87. النجفي، جواهر الكلام، ج 16، ص 115. </ref>
====النكاح====
{{مفصلة|النكاح}}
تكلّموا في شرط الكفاءة، في أنّه هل يعتبر تكافؤ الزوجين في [[إمامي|الإيمان]] بالمعنى الخاصّ، فبعض اشترطه والبعض الآخر لم يشترطه.<ref> الشهيد الثاني، مسالك الأفهام، ج 7، ص 400 ـ 403.النجفي، جواهر الكلام، ج 30، ص 92 ـ 102.</ref>
====القضاء====
{{مفصلة|القضاء}}
تكلّموا في اعتبار [[إمامي|الإيمان الخاصّ]] في القاضي، فبعض اشترطه والبعض الآخر لم يشترطه.<ref>الشهيد الثاني، مسالك الأفهام، ج 13، ص 327.النجفي، جواهر الكلام، ج 40، ص 12 ـ 13. </ref>
وغير ذلك من الأبواب والأحكام الفقهية التي اشترط فقهاء [[الإمامية]] الإيمان فيها، أو وقع الخلاف بينهم فيها.


== الهوامش ==
== الهوامش ==
مستخدم مجهول