انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد كاظم اليزدي»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
سطر ٩٦: سطر ٩٦:
وأخذ أيضاً عن الشيخ مهدي الجعفري على حد قول الأمين العاملي صاحب أعيان الشيعة.<ref>الأمين العاملي، أعيان الشيعة، ج 10، ص 43.</ref>
وأخذ أيضاً عن الشيخ مهدي الجعفري على حد قول الأمين العاملي صاحب أعيان الشيعة.<ref>الأمين العاملي، أعيان الشيعة، ج 10، ص 43.</ref>


==التدريس==
==التدريس والمرجعية==
كان فقيها أصولياً محققا مدققاَ. انصرف إلى التدريس والتأليف وكان لغوياً متقناً فصيحاٌ قيماً بالعربية والفارسية ينظم وينثر فيهما جيد النقد قوي التمييز.<ref>الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 17، ص 71.</ref>
كان فقيها أصولياً محققا مدققاَ. انصرف إلى التدريس والتأليف وكان لغوياً متقناً فصيحاٌ قيماً بالعربية والفارسية ينظم وينثر فيهما جيد النقد قوي التمييز.<ref>الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 17، ص 71.</ref>


كما یصرّح العاملی أنه کان يحضر درسه جماعة لا يبلغون العشرة في أول الأمر ثم يضيف: "كنا نراهم ونحن ذاهبون إلى درس الخراساني وجمهور الطلبة منحاز إلى درس الشيخ ملا كاظم ثم تمادت به الأمور وكثر حضار مجلس درسه". فعندما برزت مكنته ورصانته العلمية، التفّ حوله طلاب العلم، ففي فترة بلغ عددهم نحو 200 تلميذ.<ref>الأمين العاملي، أعيان الشيعة، ج 10، ص 43.</ref>
كما یصرّح العاملی أنه کان يحضر درسه جماعة لا يبلغون العشرة في أول الأمر ثم يضيف: "كنا نراهم ونحن ذاهبون إلى درس الخراساني وجمهور الطلبة منحاز إلى درس الشيخ ملا كاظم ثم تمادت به الأمور وكثر حضار مجلس درسه". فعندما برزت مكنته ورصانته العلمية، التفّ حوله طلاب العلم، ففي فترة بلغ عددهم نحو 200 تلميذ.<ref>الأمين العاملي، أعيان الشيعة، ج 10، ص 43.</ref>
===طلابه===
'''
طلابه'''
 
من الذين عدّتهم المصادر في عداد تلاميذه:
من الذين عدّتهم المصادر في عداد تلاميذه:
{{Div col|3}}
{{Div col|3}}
سطر ١٠٨: سطر ١١٠:
# [[السيد حسين الطباطبائي البروجردي]] ( 1292–1280 هـ)  
# [[السيد حسين الطباطبائي البروجردي]] ( 1292–1280 هـ)  
# [[السيد حسين الحمامي]] (1298–1379 هـ)
# [[السيد حسين الحمامي]] (1298–1379 هـ)
# [[الشيخ ضياء الدين العراقي]] (الأغا ضياء) (1278–1361 هـ)
# [[الشيخ ضياء الدين العراقي]] (الآغا ضياء) (1278–1361 هـ)
# [[السيد عبد الحسين آل شرف الدين]] الموسوي العاملي (1290–1377 هـ)
# [[السيد عبد الحسين آل شرف الدين]] الموسوي العاملي (1290–1377 هـ)
# [[الشيخ عبد الرسول الجواهري]] (1301–1387 هـ)  
# [[الشيخ عبد الرسول الجواهري]] (1301–1387 هـ)  
سطر ١١٦: سطر ١١٨:
# [[الشيخ آغا بزرك الطهراني]] (1292–1389 هـ)
# [[الشيخ آغا بزرك الطهراني]] (1292–1389 هـ)
# [[السيد يونس الأردبيلي]] (1296–1377 هـ)
# [[السيد يونس الأردبيلي]] (1296–1377 هـ)
# [[السيد محمد الفيروزابادي]] (1265 – 1345 هـ)
# [[السيد محمد الفيروزابادي]] (1265–1345 هـ)
# [[السيد حسين القمي]] (الحاج أغا حسين) (1282–1366 هـ)  
# [[السيد حسين القمي]] (الحاج آغا حسين) (1282–1366 هـ)  
# [[السيد محمد الكوهكمري]] اليزدي (حجت) (1310–1372 هـ)
# [[السيد محمد الكوهكمري]] اليزدي (حجت) (1310–1372 هـ)
# [[الشيخ محمد تقي البافقي]] اليزدي (1292–1365 هـ)
# [[الشيخ محمد تقي البافقي]] اليزدي (1292–1365 هـ)
سطر ١٢٣: سطر ١٢٥:
{{Div col end}}
{{Div col end}}


===المرجعية===
'''المرجعية'''
 
بعد وفاة المرجع االشهير الميرزا الشيرازي الأول سنة 1312 هـ تفرق المقلّدون وتوزّعوا على عدة مجتهدين، ومن نال اكبر عدد منهم كانوا ثلاثة: [[الميرزا حسين الخليلي]]، و[[الشيخ محمد طه نجف]]، و[[الشيخ محمد حسن المامقاني]].<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 97.</ref>
بعد وفاة المرجع االشهير الميرزا الشيرازي الأول سنة 1312 هـ تفرق المقلّدون وتوزّعوا على عدة مجتهدين، ومن نال اكبر عدد منهم كانوا ثلاثة: [[الميرزا حسين الخليلي]]، و[[الشيخ محمد طه نجف]]، و[[الشيخ محمد حسن المامقاني]].<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 97.</ref>


وبعد هؤلاء الثلاثة الذين لم يتمتعوا بالمرجعية طويلاً، انقسمت بين السيد اليزدي والآخوند الخراساني، وهما مجتهدان كبيران يشار إليهما في العلم والتدريس، إلى وفاة الآخوند الخراساني سنة 1329 هـ، فاستقل بالمرجعية في جميع أصقاع الإسلامية البعيد منها والقريب مدة ثمان سنين إلى حين وفاته.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 98.</ref>
وبعد هؤلاء الثلاثة الذين لم يتمتعوا بالمرجعية طويلاً، انقسمت بين السيد اليزدي والآخوند الخراساني، وهما مجتهدان كبيران يشار إليهما في العلم والتدريس، إلى وفاة الآخوند الخراساني سنة 1329 هـ، فاستقل بالمرجعية في جميع أصقاع الإسلامية البعيد منها والقريب مدة ثمان سنين إلى حين وفاته.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 98.</ref>


==من سيرته العملية==
==المشاريع والخدمات==
نقلاً عن العاملي في مصنفه: كان ظهور أمره بعد وفاة الميرزا الشيرازي كغيره من رؤساء عصره فإنهم لم يرأسوا إلا بعد وفاته وكثيرون أقاموا مجلس الفاتحة للميرزا أما هو فذهب إلى [[مسجد السهلة]] ولم يصنع فاتحة فقلده كثير من العوام لذلک.<ref>الأمين العاملي، أعيان الشيعة، ج 10، ص 43.</ref>
[[ملف:مدرسه یزدی در نجف.jpg|تصغير|صورة من [[مدرسة السيد كاظم اليزدي]]  في [[النجف]] ]]
*[[مدرسة السيد كاظم اليزدي]] (الكبرى): تقع في [[محلة الحويش]] بين [[شارع الرسول]] و[[سوق الحويش]]. تحتوي على 80 غرفة في طابقين، أمام كل غرفة إيوان صغير، كهندسة سائر المدارس على طراز [[العصر الصفوي]]. تمّ بناؤها سنة 1327 هـ
*سوق السيد كاظم اليزدي في الكوفة: على شاطئ [[نهر الفرات]] الذي يمرّ بالكوفة
*خان الزائرين (خان الوقف) او ([[مدرسة اليزدي الثانية]]): أنشأ السيد اليزدي خاناً في [[محلة العمارة]] لإقامة الزائرين الوافدين لزيارة أمير المؤمنين يوم لم تكن في النجف فنادق أو أماكن عامة لإستقبالهم، سنة 1385 هـ.
*حمام اليزدي: يقع في مدينة [[الكوفة]] بجوار [[جامع الخلخالي]].<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، صص 152 - 155.</ref>
 
==المواقف الاجتماعية==
يذكر التاريخ مواقف السيد الصارمة حيال [[الاحتلال البريطاني للعراق]] والامتدادات الروسية في ايران والغزو الإيطالي لطرابلس الغرب بـ(ليبيا) فكان يرى وجوب تصدي [[المسلمين]] لتلك الإنتهاكات والدفاع عن كيانهم.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، صص 540 - 543.</ref>


وقبض على زعامة عامة [[الإمامية]] وسوادهم وحببت إليه الأموال الكثيرة مما يقل أن يتفق نظيره ولكن كثيرا من الناس كانوا ناقمين على وجوه صرفها. وهو أول من عين الخبز يومياّ للطلبة وعيالاتهم.<ref>الأمين العاملي، أعيان الشيعة، ج 10، ص 34.</ref>
===النهضة الدستورية===
{{مفصلة|النهضة الدستورية|الحركة الدستورية|المشروطة}}
المشروطة هي حركة المطالبة بالدستور التي ظهرت في تركيا وايران، وهي انما سميت بهذا الاسم لأن القائمين بها اعتبروا مواد الدستور بمثابة "الشروط" التي يجب أن يتقيد بها الملك في حكم رعيته، وهذه فكرة مستمدة من نظرية "العقد الإجتماعي" (للفيلسوف الغربي جان جاك روسو) التي شاعت في أوربا بعد قيام الثورة الفرنسية.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 161.</ref>


كان يعد نفسه كأحد الجالسين معه، ويتباحث في أي مسألة ولو كان المُسائل له أقلّ الطلبة. أما تصرّفه مع القادة الإنكليز عند زيارتهم له، (ومنهم السير برسي كوكْس) فكان زائره يجلس على الحصير المتقطع المتلاشي، ويبقى بالإنتظار مدة إلى أن يخرج السيد ثم يجلس معه قليلاً ويقوم قبل زائره، ولا يكلمه إلا بضع كلمات.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 98.</ref>
اشتدت مطالبات الأحرار وفي مقدمتهم الطبقة الروحانية التي لعب فيها رجال الدين دوراً خطيراً، وكانت النجف تضم أعلاماً عظاما منهم وعلى رأسهم الحاج ميرزا حسين الخليلي (ت 1326 هـ) وكان ركن النهضة الايرانية الركين وزعيمها الكبير، عقدت في مدرسته الكبيرة محافل الايرانيين أيام الاستبداد اجتماعات ومؤتمرات واسعة، والملا الشيخ محمد كاظم الآخوند الخراساني، و[[الشيخ عبد الله المازندراني]]، و[[الميرزا محمد حسين النائيني]]، وعالم كربلاء السيد إسماعيل صدر الدين، و[[الميرزا الشيرازي الثاني]] عالم سامراء.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 164.</ref>
{{Quote box
|class = <!-- Advanced users only.  See the "Custom classes" section below. -->
|title =
|quote ='''فتوى السيد اليزدي ضد المستعمر الإيطالي:'''
"في هذه الأيّام التي تشنّ فيها الدول الاُوروبية ـ كإيطاليا ـ هجوما على طرابلس الغرب، وتحتل فيها روسيا شمال إيران، ويُنزل فيها الإنجليز قوّاتهم في جنوب ايران، ويصبح الإسلام في معرض الزوال والاندثار . . . يجب على عموم المسلمين من العرب والإيرانيين الاستعداد لإخراج الكفّار من الممالك الإسلامية، وعدم التقاعس عن بذل النفس والمال لطرد القوّات الإيطالية من طرابلس الغرب، والروسية والإنجليزية من ايران، فإنّ ذلك من أهم الفرائض الإسلامية، لتحفظ ـ بعون اللّه‌ ـ  مملكتين من الممالك الإسلامية من الهجمات الصليبية".
|align =right
|width =40%
|border =
|fontsize =60
|bgcolor = #FFB270
|style =
|title_bg =
|title_fnt =
|tstyle =
|qalign =right
|qstyle =
|quoted =
|salign =
|sstyle =
}}


===التأليفات===
===التأليفات===
سطر ١٦٦: سطر ٢٠٠:
{{Div col end}}
{{Div col end}}


==مشاريع وخدمات==
والسيد كاظم اليزدي وهؤلاء كلهم من الايرانيين – عدا السيد اسماعيل الصدر – واليهم انتقلت المعركة، فكانت الغالبية العظمى من الطبقة المتنورة تؤيد حكم البلاد بدستور ومجلس نيابي وسموا بـ(المشروطة) وعلى رأسهم الخليلي واللخراساني وأتباعهما، وتكونت جبهة معاكسة لهم يتزعمها السيد اليزدي وأنصاره فهو ذهب إلى رأي "من يقول أن الدولة يجب أن تكون بيد شخص واحد مسؤول عنها لا يشاركه فيها مشارك، ويحتج لرأيه هذا بما يصل إليه اجتهاده الديني مبرهناً عليه بالبراهين والأدلة المختلفة، ومعه أتباعه من مختلف الطبقات وفي مقدمتهم شاه ايران الذي هو رمز الإستبداد حينذاك"، وقد رأى السيد أن هذا الأمر يعقبه فساد عظيم فادى نظره واجتهاده بحرمة ذلك -يقصد المشروطة- ولذا وقع الخلاف والنزاع ما بين الأهلين والحكومة وأدى الأمر إلى إراقة الدماء.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 168.</ref>
[[ملف:مدرسه یزدی در نجف.jpg|تصغير|صورة من [[مدرسة السيد كاظم اليزدي]]  في [[النجف]] ]]
*[[مدرسة السيد كاظم اليزدي]] (الكبرى): تقع في [[محلة الحويش]] بين [[شارع الرسول]] و[[سوق الحويش]]. تحتوي على 80 غرفة في طابقين، أمام كل غرفة إيوان صغير، كهندسة سائر المدارس على طراز [[العصر الصفوي]]. تمّ بناؤها سنة 1327 هـ
*سوق السيد كاظم اليزدي في الكوفة: على شاطئ [[نهر الفرات]] الذي يمرّ بالكوفة
*خان الزائرين (خان الوقف) او ([[مدرسة اليزدي الثانية]]): أنشأ السيد اليزدي خاناً في [[محلة العمارة]] لإقامة الزائرين الوافدين لزيارة أمير المؤمنين يوم لم تكن في النجف فنادق أو أماكن عامة لإستقبالهم، سنة 1385 هـ.
*حمام اليزدي: يقع في مدينة [[الكوفة]] بجوار [[جامع الخلخالي]].<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، صص 152 - 155.</ref>
 
==مواقفه الاجتماعية==
يذكر التاريخ مواقف السيد الصارمة حيال [[الاحتلال البريطاني للعراق]] والامتدادات الروسية في ايران والغزو الإيطالي لطرابلس الغرب بـ(ليبيا) فكان يرى وجوب تصدي [[المسلمين]] لتلك الإنتهاكات والدفاع عن كيانهم.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، صص 540 - 543.</ref>
===في النهضة الدستورية===
{{مفصلة|النهضة الدستورية|الحركة الدستورية|المشروطة}}
المشروطة هي حركة المطالبة بالدستور التي ظهرت في تركيا وايران، وهي انما سميت بهذا الاسم لأن القائمين بها اعتبروا مواد الدستور بمثابة "الشروط" التي يجب أن يتقيد بها الملك في حكم رعيته، وهذه فكرة مستمدة من نظرية "العقد الإجتماعي" (للفيلسوف الغربي جان جاك روسو) التي شاعت في أوربا بعد قيام الثورة الفرنسية.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 161.</ref>
 
اشتدت مطالبات الأحرار وفي مقدمتهم الطبقة الروحانية التي لعب فيها رجال الدين دوراً خطيراً، وكانت النجف تضم أعلاماً عظاما منهم وعلى رأسهم الحاج ميرزا حسين الخليلي (ت 1326 هـ) وكان ركن النهضة الايرانية الركين وزعيمها الكبير، عقدت في مدرسته الكبيرة محافل الايرانيين أيام الاستبداد اجتماعات ومؤتمرات واسعة، والملا الشيخ محمد كاظم الآخوند الخراساني، و[[الشيخ عبد الله المازندراني]]، و[[الميرزا محمد حسين النائيني]]، وعالم كربلاء السيد إسماعيل صدر الدين، و[[الميرزا الشيرازي الثاني]] عالم سامراء.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 164.</ref>
{{Quote box
|class = <!-- Advanced users only.  See the "Custom classes" section below. -->
|title =
|quote ='''فتوى السيد اليزدي ضد المستعمر الإيطالي:'''
"في هذه الأيّام التي تشنّ فيها الدول الاُوروبية ـ كإيطاليا ـ هجوما على طرابلس الغرب، وتحتل فيها روسيا شمال إيران، ويُنزل فيها الإنجليز قوّاتهم في جنوب ايران، ويصبح الإسلام في معرض الزوال والاندثار . . . يجب على عموم المسلمين من العرب والإيرانيين الاستعداد لإخراج الكفّار من الممالك الإسلامية، وعدم التقاعس عن بذل النفس والمال لطرد القوّات الإيطالية من طرابلس الغرب، والروسية والإنجليزية من ايران، فإنّ ذلك من أهم الفرائض الإسلامية، لتحفظ ـ بعون اللّه‌ ـ  مملكتين من الممالك الإسلامية من الهجمات الصليبية".
|align =right
|width =40%
|border =
|fontsize =60
|bgcolor = #FFB270
|style =
|title_bg =
|title_fnt =
|tstyle =
|qalign =right
|qstyle =
|quoted =
|salign =
|sstyle =
}}


والسيد كاظم اليزدي وهؤلاء كلهم من الايرانيين – عدا السيد اسماعيل الصدر – واليهم انتقلت المعركة، فكانت الغالبية العظمى من الطبقة المتنورة تؤيد حكم البلاد بدستور ومجلس نيابي وسموا بـ(المشروطة) وعلى رأسهم الخليلي واللخراساني وأتباعهما، وتكونت جبهة معاكسة لهم يتزعمها السيد اليزدي وأنصاره فهو ذهب إلى رأي "من يقول أن الدولة يجب أن تكون بيد شخص واحد مسؤول عنها لا يشاركه فيها مشارك، ويحتج لرأيه هذا بما يصل إليه اجتهاده الديني مبرهناً عليه بالبراهين والأدلة المختلفة، ومعه أتباعه من مختلف الطبقات وفي مقدمتهم شاه ايران الذي هو رمز الإستبداد حينذاك"، وقد رأى السيد أن هذا الأمر يعقبه فساد عظيم فادى نظره واجتهاده بحرمة ذلك -يقصد المشروطة- ولذا وقع الخلاف والنزاع ما بين الأهلين والحكومة وأدى الأمر إلى إراقة الدماء.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 168.</ref>
====تهجّم الدستوريين عليه====
====تهجّم الدستوريين عليه====
بما أن قادة الرأي العام الإيرانيين هم علماء النجف زحفت الحركة إلى النجف وتسعرت مشبوبة بين المتنورين وأكثرهم من المعممين الدارسين الذين يؤلفون حزب المشروطة وكانت زعامتهم معقودة للعلامة الملا كاظم الخراساني وإخوانه العلامة الخليلي والشيخ عبد الله المازندراني وبقية الأعلام، أما حزب الإستبداد فيتكون من عامة الناس وزعامتهم معقودة للسيد كاظم الطباطبائي، وكان الثقل في هذا الحزب يريد إبقاء القديم على قدمه لأن السلطة عند هؤلاء مقدسة. ولذا اشتدت الحملة ضد اليزدي من قبل الأحرار الإيرانيين والدستوريين وفي مقدمتهم رجال الدين والعلماء.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 168.</ref>
بما أن قادة الرأي العام الإيرانيين هم علماء النجف زحفت الحركة إلى النجف وتسعرت مشبوبة بين المتنورين وأكثرهم من المعممين الدارسين الذين يؤلفون حزب المشروطة وكانت زعامتهم معقودة للعلامة الملا كاظم الخراساني وإخوانه العلامة الخليلي والشيخ عبد الله المازندراني وبقية الأعلام، أما حزب الإستبداد فيتكون من عامة الناس وزعامتهم معقودة للسيد كاظم الطباطبائي، وكان الثقل في هذا الحزب يريد إبقاء القديم على قدمه لأن السلطة عند هؤلاء مقدسة. ولذا اشتدت الحملة ضد اليزدي من قبل الأحرار الإيرانيين والدستوريين وفي مقدمتهم رجال الدين والعلماء.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 168.</ref>
====نظرة السيد إلى المشروطة====
====نظرة السيد إلى المشروطة====
البعض يرى بأن نظرة السيد اليزدي إلى [[المشروطية]] قائمة على أساس رصد الممارسة الفعلية التي يقوم بها رجال المشروطية، وتشخيص دوافعهم من ورائها، حيث كان يعتبر أن موقفهم الحقيقي معاد للاسلام، وأنهم يريدون تعطيل أحكام [[الشريعة الإسلامية]] في المجتمع، وقد أبدى هذا الرأي ذات مرة في منزل [[الشيخ الشريعة الأصفهاني]].<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 184.</ref>
البعض يرى بأن نظرة السيد اليزدي إلى [[المشروطية]] قائمة على أساس رصد الممارسة الفعلية التي يقوم بها رجال المشروطية، وتشخيص دوافعهم من ورائها، حيث كان يعتبر أن موقفهم الحقيقي معاد للاسلام، وأنهم يريدون تعطيل أحكام [[الشريعة الإسلامية]] في المجتمع، وقد أبدى هذا الرأي ذات مرة في منزل [[الشيخ الشريعة الأصفهاني]].<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 184.</ref>
سطر ٢١١: سطر ٢١٠:
يقال بأن [[الشيخ فضل الله النوري]] أصدر بياناً كشف فيه أن السيد اليزدي لا يعارض المشروطة، واستند في ذلك على برقية أرسلها السيد اليزدي.
يقال بأن [[الشيخ فضل الله النوري]] أصدر بياناً كشف فيه أن السيد اليزدي لا يعارض المشروطة، واستند في ذلك على برقية أرسلها السيد اليزدي.
ومن يعتبر وقوف السيد اليزدي من الحركة موقفاً محايداً، لم يتدخل في السياسة ولم يعارض فيكون موقفاً سلبياً، ولكنهم لم يقنعوا باعتزاله عنهم، بل أرادوا ليخوض معهم، فامتنع، فهاجموه و... وكالوا له من التُهم، ما ألجأوه إلى أن يقف منهم موقف المعارض.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 185.</ref>
ومن يعتبر وقوف السيد اليزدي من الحركة موقفاً محايداً، لم يتدخل في السياسة ولم يعارض فيكون موقفاً سلبياً، ولكنهم لم يقنعوا باعتزاله عنهم، بل أرادوا ليخوض معهم، فامتنع، فهاجموه و... وكالوا له من التُهم، ما ألجأوه إلى أن يقف منهم موقف المعارض.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 185.</ref>
==من سيرته العملية==
نقلاً عن العاملي في مصنفه: كان ظهور أمره بعد وفاة الميرزا الشيرازي كغيره من رؤساء عصره فإنهم لم يرأسوا إلا بعد وفاته وكثيرون أقاموا مجلس الفاتحة للميرزا أما هو فذهب إلى [[مسجد السهلة]] ولم يصنع فاتحة فقلده كثير من العوام لذلک.<ref>الأمين العاملي، أعيان الشيعة، ج 10، ص 43.</ref>
وقبض على زعامة عامة [[الإمامية]] وسوادهم وحببت إليه الأموال الكثيرة مما يقل أن يتفق نظيره ولكن كثيرا من الناس كانوا ناقمين على وجوه صرفها. وهو أول من عين الخبز يومياّ للطلبة وعيالاتهم.<ref>الأمين العاملي، أعيان الشيعة، ج 10، ص 34.</ref>
كان يعد نفسه كأحد الجالسين معه، ويتباحث في أي مسألة ولو كان المُسائل له أقلّ الطلبة. أما تصرّفه مع القادة الإنكليز عند زيارتهم له، (ومنهم السير برسي كوكْس) فكان زائره يجلس على الحصير المتقطع المتلاشي، ويبقى بالإنتظار مدة إلى أن يخرج السيد ثم يجلس معه قليلاً ويقوم قبل زائره، ولا يكلمه إلا بضع كلمات.<ref>الجبوري، كامل سلمان، السيد محمد كاظم اليزدي، ص 98.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
سطر ٢١٦: سطر ٢٢٢:


==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
*الأمين العاملي، محسن، '''أعيان الشيعة'''، تحقيق: حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت 1403 هـ
*الأمين العاملي، محسن، '''أعيان الشيعة'''، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ
*الجبوري، كامل سلمان، '''السيد محمد كاظم اليزدي (سيرته واضواء على مرجعية ومواقفه ووثائقه السياسية)'''، ذوي القربى، ط: الأولى، قم 1427 هـ.
*الجبوري، كامل سلمان، '''السيد محمد كاظم اليزدي (سيرته واضواء على مرجعيته ومواقفه ووثائقه السياسية)'''، قم، ذوي القربى، ط الأولى، 1427 هـ.
*نجف، محمد أمين، '''علماء في رضوان الله'''، د.م، الناشر: انتشارات الإمام الحسين{{ع}}، ط2، 1430 هـ - 2009 م.
*نجف، محمد أمين، '''علماء في رضوان الله'''، ايران، انتشارات الإمام الحسين (ع)، ط الثانية، 1430 هـ/2009 م.
*الصدر، حسن، '''تكملة أمل الآمل'''، تحقيق: الدكتور حسين علي محفوظ - عبد الكريم الدباغ - عدنان الدباغ، بيروت - لبنان، الناشر: دار المؤرخ العربي، د.ت.
*الصدر، حسن، '''تكملة أمل الآمل'''، تحقيق: الدكتور حسين علي محفوظ، عبد الكريم الدباغ، عدنان الدباغ، بيروت، دار المؤرخ العربي، د.ت.
*الطهراني، محمد محسن، '''طبقات أعلام الشيعة'''، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط1، 1430 هـ - 2009 م.
*الطهراني، محمد محسن، '''طبقات أعلام الشيعة'''، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط الأولى، 1430 هـ/2009 م.




مستخدم مجهول