مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الوهابية»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad |
imported>Odai78 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''الوهابيّة''' حركة دينية - سياسية قامت في منطقة نجد وسط [[شبه الجزيرة العربية]] في أواخر [[القرن الثاني عشر للهجرة]] على يد الشيخ [[محمد بن عبد الوهّاب]]، مؤسس الحركة وبمعاضدة [[محمد بن سعود]]، أمير إحدى القبائل النجدية، حيث تمّ التحالف بينهما لتأسيس حكم تكون فيه الإمامة للأول والإمارة للأخير. | '''الوهابيّة''' حركة دينية - سياسية قامت في منطقة نجد وسط [[شبه الجزيرة العربية]] في أواخر [[القرن الثاني عشر للهجرة]] على يد الشيخ [[محمد بن عبد الوهّاب]]، مؤسس الحركة وبمعاضدة [[محمد بن سعود]]، أمير إحدى القبائل النجدية، حيث تمّ التحالف بينهما لتأسيس حكم تكون فيه الإمامة للأول والإمارة للأخير. | ||
قام محمد بن | قام محمد بن عبد الوهاب بتليغ افكاره حول [[التوحيد]] و[[الشرك]] متأثراً بـ[[ابن تيمية]] الحرّاني، حيث كان يعدّ [[المسلمين]] [[مشرك|مشركين]] [[سنة]] و[[شيعة]]، وكانوا يركزّون على مسائل محدّدة كـ[[الشفاعة|التشفّع]] و[[التوسل]] أو [[البناء على القبور]]، وشدّ الرحال إليها غالباً. | ||
عند الوهابية تبعاً لـ[[إبن تيمية]] تفسير خاص عن التوحيد | عند الوهابية تبعاً لـ[[إبن تيمية]] تفسير خاص عن التوحيد والشرك ولذلك يعتقدون أنّ المسلمين أشركوا بعد القرون الأولى بمعنى أنه انتشر فيهم زيارة قبور [[الأنبياء]] والصالحين وأدخلوا [[البدعة|البدع]] و[[الغلو]] في [[الدين الإسلامي|دينهم]]، فيجب استتابتهم أولاً ثم قتلهم ما لم يتوبوا. فبالتالي طغى طابع [[تكفير أهل القبلة|التكفير]] على الوهابية والتنظيمات المحسوبة عليها بوجه عام. | ||
أعلن [[محمد بن عبد الوهاب]] الجهاد ضد من خالفه في العقيدة ليعتبره البعض خروجاً على [[الخلافة الإسلامية]] المتمثلة في الحكومة [[العثمانية]]. بينما اعتبرها أتباع الحرکة إقامةً لدولة [[التوحيد]] والعقيدة الصحيحة وتطهيراً لأمة [[الإسلام]] من [[الشرك]]، الأمر الذي جعل العديد من علماء [[السنة]] يرى في أن اتهام ابن عبد الوهاب ومريديه، غيرَهم بـ[[الشرك]] مواصلةً لنهج [[الخوارج]] في | أعلن [[محمد بن عبد الوهاب]] الجهاد ضد من خالفه في العقيدة ليعتبره البعض خروجاً على [[الخلافة الإسلامية]] المتمثلة في الحكومة [[العثمانية]]. بينما اعتبرها أتباع الحرکة إقامةً لدولة [[التوحيد]] والعقيدة الصحيحة وتطهيراً لأمة [[الإسلام]] من [[الشرك]]، الأمر الذي جعل العديد من علماء [[السنة]] يرى في أن اتهام ابن عبد الوهاب ومريديه، غيرَهم بـ[[الشرك]] مواصلةً لنهج [[الخوارج]] في الاستناد بنصوص [[الكتاب العزيز|الكتاب]] و[[السنة]] والتي نزلت في حق [[الكفار]] و[[المشركين]] ومن ثمّ تطبيقها على [[المسلمين]]. | ||
انتشرت الفكرة على الساحة الإقليمية بعد التحالف بين ابن عبد الوهاب و ابن سعود، وساعدها دخول البريطانيين على الخط لاعبين الدور التاريخي الفاعل عبر دعمهم العسكري والستراتيجي للحركة - بحسب الوثائق والقرائن المكشوفة - توفير السلاح والمال الذي كان مصدره الأوّل غنائم ما تسمّى بالغزوات، إلى جانب الثروة الهائلة لآبار النفط المستكشفة لاحقاً، تعدّان عنصران أساسيان في ديمومة هذه العقيدة وتوسّع رقعتها على صعيد الجزيرة العربية. | انتشرت الفكرة على الساحة الإقليمية بعد التحالف بين ابن عبد الوهاب و ابن سعود، وساعدها دخول البريطانيين على الخط لاعبين الدور التاريخي الفاعل عبر دعمهم العسكري والستراتيجي للحركة - بحسب الوثائق والقرائن المكشوفة - توفير السلاح والمال الذي كان مصدره الأوّل غنائم ما تسمّى بالغزوات، إلى جانب الثروة الهائلة لآبار النفط المستكشفة لاحقاً، تعدّان عنصران أساسيان في ديمومة هذه العقيدة وتوسّع رقعتها على صعيد الجزيرة العربية. | ||
سطر ١١: | سطر ١١: | ||
==المصطلح== | ==المصطلح== | ||
سبب تسمية الحركة بالوهابية، هو | سبب تسمية الحركة بالوهابية، هو انتسابها إلى محمد بن عبد الوهاب إلا أن أتباع الحركة يرفضون استخدامها لأنهم يعتبرونها حركة دينية وليست سياسية. بينما وصفها البعض بالتيار الديني والاجتماعي والسياسي على أساس المعطيات الموجودة.<ref>فاسيلييف، اليكسي، تاريخ العربية السعودية، ص 87..</.</ref>. | ||
کما | کما ما يرى البعض أن من أطلق هذه التسمية على الحركة هم خصوم أو أناس من غير شبه الجزيرة. لكن ترسخت التسمیة في مطبوعات [[المستشرقين]]. أما أتباع الحركة فكانوا يسمون أنفسهم بالتوحيديين أو المسلمين فحسب، لا بالوهابيين إطلاقاً.<ref>فاسيلييف، اليكسي، تاريخ العربية السعودية، ص 102..</ref> | ||
لكن بالنسبة إلى استخدام هذا المصطلح يمكن القول بأنه وبحسب ما جرت العادة في الدراسات حول هذه الحركة - في خارج العربية السعودية - قد وضع للدلالة على الحركة الدينية السياسية التي نشأت بالجزيرة العربية في القرن الثامن عشر الميلادي، كما عبّر عنه بعض الكتّاب، علماً بأن المصطلح لم يلق إنتشاراً في العربية السعودية نفسها.<ref>فاسيلييف، اليكسي، تاريخ العربية السعودية، ص 7.</ref> | لكن بالنسبة إلى استخدام هذا المصطلح يمكن القول بأنه وبحسب ما جرت العادة في الدراسات حول هذه الحركة - في خارج العربية السعودية - قد وضع للدلالة على الحركة الدينية السياسية التي نشأت بالجزيرة العربية في القرن الثامن عشر الميلادي، كما عبّر عنه بعض الكتّاب، علماً بأن المصطلح لم يلق إنتشاراً في العربية السعودية نفسها.<ref>فاسيلييف، اليكسي، تاريخ العربية السعودية، ص 7.</ref> | ||
==التاريخ== | ==التاريخ== | ||
كانت | كانت انطلاقة الحركة الوهابية [[سنة 1153 هـ]] وذلك بعد وفاة والده عبد الوهاب، حيث أعلن إبنه محمد دعوته واشتدّ في إنكاره لمظاهر الشرك والبدع على حد تعبير المؤرخين كإبن غنام وابن بشر وجون فيلبي البريطاني وفاسيلييف الروسي في مصنفاتهم.<ref>إبن غنام، حسين، تاريخ نجد، ص 83.</ref> | ||
===الظروف المحيطة=== | ===الظروف المحيطة=== | ||
إن التطورات المختلفة | إن التطورات المختلفة على الصعيد الدولي والإقليمي فضلا على الداخلي تزامنت مع انطلاقة الحركة، وكانت على قدم وساق. الدولتان المقتدرتان [[الصفوية]] في أصفهان و[[العثمانية]] في [[الأستانة]] كانتا في بداية الأفول والانحطاط، فسقطت [[أصفهان]] سنة 1135 هـ على يد الأفغان، وأعقبتها اضطرابات سياسية في الداخل السياسي العثماني، بأنواع الأساليب، وبدأت تطورات جديدة تحدث دوماً على الساحة الخارجية لمنطقة نجد، وذلك بفضل حلول السفن السريعة محل السفن المجدافية والشراعية الصغيرة في أساطيل بلدان أوروبية كفرنسا وبريطانيا.<ref>موجاني، وثائق نجد، ص 10.</ref> | ||
أما بالنسبة إلى الأوضاع الداخلية في المنطقة والمناسبات في المجتمع القبلي في تلك الآونة، فبحسب المؤرخين كانت منطقة نجد مفكّكة من الناحية السياسية لقرون من الزمن وكل بلدة فيها تعيش حالة من الإستقلال وكانت متنازعة مع جيرانها وتتبادل المعارك فيما بينها.<ref>فيلبي، جون، بعثة الى نجد، ص 10.</ref> فتطرق إليها بعض الكتّاب بإسهاب من أمثال الروسي فاسيلييف في تصنيفه "تاريخ العربية السعودية". | أما بالنسبة إلى الأوضاع الداخلية في المنطقة والمناسبات في المجتمع القبلي في تلك الآونة، فبحسب المؤرخين كانت منطقة نجد مفكّكة من الناحية السياسية لقرون من الزمن وكل بلدة فيها تعيش حالة من الإستقلال وكانت متنازعة مع جيرانها وتتبادل المعارك فيما بينها.<ref>فيلبي، جون، بعثة الى نجد، ص 10.</ref> فتطرق إليها بعض الكتّاب بإسهاب من أمثال الروسي فاسيلييف في تصنيفه "تاريخ العربية السعودية". |