مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام»
ط
تعديلات
imported>Ali110110 |
imported>Nabavi ط (تعديلات) |
||
سطر ١٧: | سطر ١٧: | ||
|الأولاد= | |الأولاد= | ||
}} | }} | ||
'''السيدة فاطمة المعصومة (ع)'''؛ ( [[سنة 173 للهجرة|173]] - [[سنة 201 للهجرة|201 هـ]]) بنت [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} من نساء [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} | '''السيدة فاطمة المعصومة (ع)'''؛ ( [[سنة 173 للهجرة|173]] - [[سنة 201 للهجرة|201 هـ]]) بنت [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} من نساء [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} ومدفونة في مدينة [[قم]]، وتحظى بمنزلة خاصة بين المؤمنين من [[أتباع أهل البيت]]{{عليهم السلام}}. | ||
خرجت من [[المدينة]] في سنة 201 للهجرة؛ لتزور أخاها [[الرضا (ع)]] في [[طوس]]، إلا أنها مرضت أثناء الطريق، وتوفيت | خرجت من [[المدينة]] في سنة 201 للهجرة؛ لتزور أخاها [[الرضا (ع)]] في [[طوس]]، إلا أنها مرضت أثناء الطريق، وتوفيت عند وصولها مدينة قم. | ||
وذكرت لها ألقاب منها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، كما أنها كانت تلقب بالمعصومة{{ها}} أيضاً، وأنّ هذا اللقب أشهر ألقابها، وقد ورد عن الإمام الرضا{{ع}}: مَنْ زَارَ الْمَعْصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الْجَنَّةُ. | وذكرت لها ألقاب منها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، كما أنها كانت تلقب بالمعصومة{{ها}} أيضاً، وأنّ هذا اللقب أشهر ألقابها، وقد ورد عن الإمام الرضا{{ع}}: مَنْ زَارَ الْمَعْصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الْجَنَّةُ.{{ | ||
==ولادتها ونسبها== | ==ولادتها ونسبها== | ||
لم تسجل لنا الوثائق التاريخية القديمة يوم ولادة السيدة المعصومة{{ها}}، إلاّ أنّ المصادر المتأخرة سجلت لنا أن ولادة فاطمة بنت [[الإمام الكاظم عليه السلام|موسى]]{{ع}} كانت في [[المدينة|المدينة المنورة]] غرّة [[ذي القعدة]] الحرام [[سنة 173 هـ]].<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج 8، ص 261.</ref> أبوها سابع [[أئمة الشيعة]] [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر الكاظم]] {{ع}}. وقد ذكر [[الشيخ المفيد]] ابنتين للإمام الكاظم {{ع}} يحملان اسم فاطمة الأولى فاطمة الصغرى والأخرى فاطمة الكبرى.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 244.</ref> وأضاف ابن الجوزي فاطمة الوسطى والأخرى.<ref>ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 315.</ref> أمها [[نجمة أم الإمام الرضا (ع)|السيدة نجمة خاتون]]، كما أن السيدة المعصومة شقيقة الإمام [[الإمام الرضا عليه السلام|الرضا]]{{ع}} أيضاً.<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص 309.</ref> | لم تسجل لنا الوثائق التاريخية القديمة يوم ولادة السيدة المعصومة{{ها}}، إلاّ أنّ المصادر المتأخرة سجلت لنا أن ولادة فاطمة بنت [[الإمام الكاظم عليه السلام|موسى]]{{ع}} كانت في [[المدينة|المدينة المنورة]] غرّة [[ذي القعدة]] الحرام [[سنة 173 هـ]].<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج 8، ص 261.</ref> أبوها سابع [[أئمة الشيعة]] [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر الكاظم]]{{ع}}. وقد ذكر [[الشيخ المفيد]] ابنتين للإمام الكاظم{{ع}} يحملان اسم فاطمة الأولى فاطمة الصغرى والأخرى فاطمة الكبرى.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 244.</ref> وأضاف ابن الجوزي فاطمة الوسطى والأخرى.<ref>ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 315.</ref> أمها [[نجمة أم الإمام الرضا (ع)|السيدة نجمة خاتون]]، كما أن السيدة المعصومة شقيقة الإمام [[الإمام الرضا عليه السلام|الرضا]]{{ع}} أيضاً.<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص 309.</ref> | ||
==أسماؤها وألقابها== | ==أسماؤها وألقابها== | ||
وقد ذكرت لها ألقاب من أشهرها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، والرضية، والمرضية، والسيدة.<ref>كاتوزيان، أنوار المشعشعين، ج 1، ص 211.</ref> وبأخت [[الإمام الرضا عليه السلام|الرضا]]{{ع}}.<ref>النوري، دار السلام، ج 2، ص 170.</ref> | وقد ذكرت لها ألقاب من أشهرها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، والرضية، والمرضية، والسيدة.<ref>كاتوزيان، أنوار المشعشعين، ج 1، ص 211.</ref> وبأخت [[الإمام الرضا عليه السلام|الرضا]]{{ع}}.<ref>النوري، دار السلام، ج 2، ص 170.</ref> | ||
'''المعصومة''' | '''المعصومة''' | ||
سطر ٣٥: | سطر ٣٥: | ||
'''كريمة أهل البيت''' | '''كريمة أهل البيت''' | ||
وتشتهر اليوم بلقب كريمة [[أهل البيت]] {{ع}} أيضاً، ويبدو أنّ هذه التسمية تعود إلى رؤيا [[السيد محمود المرعشي النجفي]] والد [[السيد المرعشي]]، حيث أوصاه أحد [[المعصومين]] (ع) في المنام أن يزور السيدة المعصومة (ع) واصفاً إياها بـ "كريمة أهل البيت". <ref>مهدي بور، كريمة أهل البيت (ع)، ص 43.</ref> | وتشتهر اليوم بلقب كريمة [[أهل البيت]]{{ع}} أيضاً، ويبدو أنّ هذه التسمية تعود إلى رؤيا [[السيد محمود المرعشي النجفي]] والد [[السيد المرعشي]]، حيث أوصاه أحد [[المعصومين]] (ع) في المنام أن يزور السيدة المعصومة (ع) واصفاً إياها بـ"كريمة أهل البيت". <ref>مهدي بور، كريمة أهل البيت (ع)، ص 43.</ref> | ||
==خصائصها وصفاتها الشخصية== | ==خصائصها وصفاتها الشخصية== | ||
ورد في المصادر والنصوص الدينية أنه لم يبلغ أحد من أبناء [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} مع كثرتهم - باستثناء [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]]{{ع}}- ما بلغته السيدة المعصومة{{ها}} من منزلة ومكانة مرموقة.<ref>التستري، تواريخ النبي والآل، ص 65.</ref> وقد صرّح [[الشيخ عباس القمي]] بأن «أفضل بنات [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]] {{ع}} السيدة الجليلة المعظمة فاطمة والشهيرة بالمعصومة».<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 378.</ref> | ورد في المصادر والنصوص الدينية أنه لم يبلغ أحد من أبناء [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} مع كثرتهم - باستثناء [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]]{{ع}}- ما بلغته السيدة المعصومة{{ها}} من منزلة ومكانة مرموقة.<ref>التستري، تواريخ النبي والآل، ص 65.</ref> وقد صرّح [[الشيخ عباس القمي]] بأن «أفضل بنات [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} السيدة الجليلة المعظمة فاطمة والشهيرة بالمعصومة».<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 378.</ref> | ||
===مكانتها العلمية=== | ===مكانتها العلمية=== | ||
يدل على مكانتها العلمية ما ورد في بعض الوثائق التاريخية من أنّ جماعة من [[الشيعة]] قصدوا [[المدينة]] يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم، وكان [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} مسافراً خارج [[المدينة]]، فتصدت السيدة فاطمة {{ع}} للإجابة، وكتبت لهم جواب أسئلتهم. وفي طريق رجوعهم من المدينة التقوا [[الإمام الكاظم عليه السلام|بالإمام]]{{ع}}، فعرضوا عليه | يدل على مكانتها العلمية ما ورد في بعض الوثائق التاريخية من أنّ جماعة من [[الشيعة]] قصدوا [[المدينة]] يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم، وكان [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} مسافراً خارج [[المدينة]]، فتصدت السيدة فاطمة{{ع}} للإجابة، وكتبت لهم جواب أسئلتهم. وفي طريق رجوعهم من المدينة التقوا [[الإمام الكاظم عليه السلام|بالإمام]]{{ع}}، فعرضوا عليه الإجابات، وعندما اطّلع الإمام{{ع}} على جوابها قال ثلاث مرات: «فداها أبوها».<ref>مهدي بور، كريمه أهل البيت، ص 63 و64 نقلاً عن كشف اللئالي.</ref> | ||
===عدم زواجها=== | ===عدم زواجها=== | ||
نقل [[اليعقوبي]] أنّ عدم [[النكاح|الزواج]] يعود إلى وصية من [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} حيث أوصى- | نقل [[اليعقوبي]] أنّ عدم [[النكاح|الزواج]] يعود إلى وصية من [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} حيث أوصى-على حد تعبير اليعقوبي- بأن بناته لا يتزوج من أحد.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 3، ص 151.</ref> وقد ردّ البعض هذا الرأي مستنداً إلى جهالة راويه، وأنّه مما تفرّد بنقله [[أحمد بن يعقوب]] (اليعقوبي)، وهو غير كافٍ لإثباته وهو مخالف للسيرة والتاريخ،<ref>القرشي، حياة الإمام موسى بن جعفر، ج 2، ص 497.</ref> يضاف إلى ذلك أنّ رواية [[الكافي]] تؤكد أن [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} لم يمنع من [[الزواج]]، وإنما أرجع ذلك إلى ولده [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]]{{ع}}، حيث قال{{ع}}: «ولا يُزَوِّجُ بناتي أَحدٌ من إِخوتهنَّ من أُمَّهاتهنَّ ولا سلطانٌ ولا عَمٌّ إِلَّا برأْيِه- يعني الإمام الرضا{{ع}}- ومشورته فإِنْ فعلُوا غير ذلكَ فقدْ خالفُوا اللَّهَ و[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسولهُ]]...».<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 317.</ref> | ||
و إنّ نظرة فاحصة إلى مُجمل الأوضاع العصيبة التي عاصرتها السيّدة المعصومة عليها السّلام، والضغط الشديد والإرهاب اللذين تعرض لهما العلويّون والطالبيّون في عهد [[هارون الرشيد]]، انتهاءً بالاعتقال والقتل الفجيع الذي تعرّض له كبيرهم الإمام الكاظم عليه السّلام، يجعلنا ندرك سبب عدم زواج السيدة المعصومة وأغلب بنات الإمام الكاظم عليه السّلام. | و إنّ نظرة فاحصة إلى مُجمل الأوضاع العصيبة التي عاصرتها السيّدة المعصومة عليها السّلام، والضغط الشديد والإرهاب اللذين تعرض لهما العلويّون والطالبيّون في عهد [[هارون الرشيد]]، انتهاءً بالاعتقال والقتل الفجيع الذي تعرّض له كبيرهم الإمام الكاظم عليه السّلام، يجعلنا ندرك سبب عدم زواج السيدة المعصومة وأغلب بنات الإمام الكاظم عليه السّلام.{{بحاجة لمصدر}} | ||
و لقد كان العلويّون | و لقد كان العلويّون و[[الطالبيون|الطالبيّون]] مُلاحَقين مُشرّدين، يلاحقهم جلاوزة [[هارون الرشيد|الرشيد]] أينما حَلُّوا. أما الأكفاء من الآخرين، فالظاهر أنّ أحداً منهم لم يجرأ ـ وهو يعرف عداء الرشيد للكاظم عليه السّلام، على التعرّض لسخط هارون من خلال مصاهرته للإمام الكاظم عليه السّلام، كما ندرك الحكمة التي جعلت الإمام الكاظم عليه السّلام، وهو العارف بهذا الظرف العصيب، يخصّص أرضاً معيّنة لتُوزّع عائداتها على بناته إن فقدن المُعيل الذي يُعيلهنّ.{{بحاجة لمصدر}} | ||
و يبقى أمر عدم [[النكاح|زواج]] السيّدة المعصومة، وأغلب أخواتها الأخريات من بنات [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]] {{عليه السلام}} أحد الشواهد على الظلم والإرهاب | و يبقى أمر عدم [[النكاح|زواج]] السيّدة المعصومة، وأغلب أخواتها الأخريات من بنات [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{عليه السلام}} أحد الشواهد على الظلم والإرهاب الذين تعرّض لهما أهل البيت عليهم السّلام في زمن [[الخلافة العباسية|العبّاسيين]] عامّة، وفي عصر [[هارون الرشيد|الرشيد]] على وجه الخصوص.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==الأحاديث المروية عنها== | ==الأحاديث المروية عنها== | ||
روي عن فاطمة المعصومة{{ها}} مجموعة من الروايات ك[[حديث الغدير]]<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 107.</ref> و[[حديث المنزلة]]<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 107.</ref> و[[حديث حب آل محمد|حديث حبّ آل محمد]]،<ref>البحراني، العوالم، ج 21، ص 354.</ref> وفي فضل [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]] {{ع}} و[[الشيعة|شيعته]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 65، ص 76.</ref>وغير ذلك من الأحاديث. | روي عن فاطمة المعصومة{{ها}} مجموعة من الروايات ك[[حديث الغدير]]<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 107.</ref> و[[حديث المنزلة]]<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 107.</ref> و[[حديث حب آل محمد|حديث حبّ آل محمد]]،<ref>البحراني، العوالم، ج 21، ص 354.</ref> وفي فضل [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]]{{ع}} و[[الشيعة|شيعته]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 65، ص 76.</ref>وغير ذلك من الأحاديث. | ||
==هجرتها | ==هجرتها إلى بلاد فارس ووصولها الى مدينة قم== | ||
قال صاحب ''تاريخ قم'': «إنّه لما أتى [[المأمون العباسي|المأمون]] بـ[[الإمام الرضا عليه السلام|الرضا]] {{ع}} من [[المدينة]] إلى [[مرو]] لولاية العهد في [[سنة 200 للهجرة|سنة 200]] من [[الهجرة]]، خرجت فاطمة{{ها}} أخته تقصده في [[سنة 201 هـ]] <ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 170.</ref> | قال صاحب ''تاريخ قم'': «إنّه لما أتى [[المأمون العباسي|المأمون]] بـ[[الإمام الرضا عليه السلام|الرضا]]{{ع}} من [[المدينة]] إلى [[مرو]] لولاية العهد في [[سنة 200 للهجرة|سنة 200]] من [[الهجرة]]، خرجت فاطمة{{ها}} أخته تقصده في [[سنة 201 هـ]] <ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 170.</ref> فمّا تلقت كتاب أخيها الرضا{{ع}} استعدت للسفر نحو [[خراسان]].<ref>داخل، من لا يحضره الخطيب، ج 4، ص 461.</ref> فخرجت مع قافلة تضم عدداً من إخوتها وأخواتها وأبناء إخوتها، وعندما وصلوا إلى مدينة [[ساوة]] [[إيران|الإيرانية]] تعرضت القافلة لهجوم، فقتل على إثره إخوتها وأبناء إخوتها فمرضت السيدة فاطمة{{ها}} بعد مشاهدتها لهذه المناظر المأساوية والجثث المضرجة بدمائها.<ref>تشيد، قيام السادات العلويـين، ص 160.</ref> فأمرت خادمها بالتوجه بها إلى أرض قم.<ref>ناصر الشريعة، تاريخ قم، ص 163.</ref> | ||
و في رواية أخرى أنّه لمّا وصل خبر مرضها إلى قم، استقبلها أشراف قم ([[آل سعد]])، وتقدمهم [[موسى بن خزرج]]، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها، وجرها إلى منزله.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 290.</ref> وقد أرّخت بعض المصادر المتأخرة ذلك في الثالث والعشرين من ربيع الأول.<ref>حضرت[السيدة الـ] معصومة، فاطمة دوم [الثانية]، ص 111.</ref> فكانت في دار موسى بن خزرج سبعة عشر يوماً أمضتها بالعبادة والابتهال إلى الله تعالى.<ref>القمي، منتهي الآمال، ج 2، ص 379.</ref> | و في رواية أخرى أنّه لمّا وصل خبر مرضها إلى قم، استقبلها أشراف قم ([[آل سعد]])، وتقدمهم [[موسى بن خزرج]]، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها، وجرها إلى منزله.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 290.</ref> وقد أرّخت بعض المصادر المتأخرة ذلك في الثالث والعشرين من ربيع الأول.<ref>حضرت[السيدة الـ] معصومة، فاطمة دوم [الثانية]، ص 111.</ref> فكانت في دار موسى بن خزرج سبعة عشر يوماً أمضتها بالعبادة والابتهال إلى الله تعالى.<ref>القمي، منتهي الآمال، ج 2، ص 379.</ref> | ||
سطر ٦٧: | سطر ٦٨: | ||
لم تسجل المصادر التاريخية القديمة تاريخ وفاتها إلاّ أن المصادر المتأخرة سجلت ذلك في [[10 ربيع الثاني]] من [[سنة 201 هـ]] عن عمر ناهز الثامنة والعشرين.<ref>انجم فروزان[الثاقبة]، ص 58 – كنجينه آثار قم، ج 1 ص 386.</ref> ومنهم من ذهب الى أن وفاتها كانت في 12 من ربيع الثاني.<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ص 257.</ref> | لم تسجل المصادر التاريخية القديمة تاريخ وفاتها إلاّ أن المصادر المتأخرة سجلت ذلك في [[10 ربيع الثاني]] من [[سنة 201 هـ]] عن عمر ناهز الثامنة والعشرين.<ref>انجم فروزان[الثاقبة]، ص 58 – كنجينه آثار قم، ج 1 ص 386.</ref> ومنهم من ذهب الى أن وفاتها كانت في 12 من ربيع الثاني.<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ص 257.</ref> | ||
و لما توفيت فاطمة{{ها}} وغسلت وكفّنت، حملوها إلى مقبرة [[بابلان]] والتي تعود ملكيتها الى [[موسى بن خزرج]]، ووضعوها على سرداب حفر لها، فاختلف [[آل سعد]] في من ينزلها إلى السرداب، ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له قادر، فلما بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما اللثام، فلما قربا من الجنازة نزلا، وصليا عليها، ثم نزلا السرداب، وأنزلا الجنازة، ودفناها فيه، ثم خرجا، ولم يكلما أحدا، وركبا، وذهبا، ولم يدر أحد من هما.<ref>ناصر الشريعة، تاريخ قم، ص 166؛المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 290.</ref> وبنى عليها موسى بن خزرج سقيفة من البواري، فلمّا كانت [[سنة 256 للهجرة|سنة 256 هجرية]] جاءت [[زينب بنت محمد بن علي الجواد]] {{ع}} [[الزيارة|لزيارة]] قبر عمتها فبنت عليها قبّة.<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 379.</ref> | و لما توفيت فاطمة{{ها}} وغسلت وكفّنت، حملوها إلى مقبرة [[بابلان]] والتي تعود ملكيتها الى [[موسى بن خزرج]]، ووضعوها على سرداب حفر لها، فاختلف [[آل سعد]] في من ينزلها إلى السرداب، ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له قادر، فلما بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما اللثام، فلما قربا من الجنازة نزلا، وصليا عليها، ثم نزلا السرداب، وأنزلا الجنازة، ودفناها فيه، ثم خرجا، ولم يكلما أحدا، وركبا، وذهبا، ولم يدر أحد من هما.<ref>ناصر الشريعة، تاريخ قم، ص 166؛المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 290.</ref> وبنى عليها موسى بن خزرج سقيفة من البواري، فلمّا كانت [[سنة 256 للهجرة|سنة 256 هجرية]] جاءت [[زينب بنت محمد بن علي الجواد]]{{ع}} [[الزيارة|لزيارة]] قبر عمتها فبنت عليها قبّة.<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 379.</ref> | ||
== مزارها (عليها السّلام)== | == مزارها (عليها السّلام)== | ||
سطر ٧٤: | سطر ٧٥: | ||
==فضل زيارتها== | ==فضل زيارتها== | ||
ورد عن [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] {{ع}} ما يدل على فضل [[الزيارة|زيارتها]]{{ها}}، فقد روي عن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] {{ع}} أنّه قال: «'''إنّ لله حرماً وهو [[مكة]]، وإنّ [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|للرسول]] {{صل}} حرماً وهو [[المدينة]]، وإنّ ل[[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]] {{ع}} حرماً وهو [[الكوفة]]، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة [[قم]]'''».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 317.</ref> | ورد عن [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]]{{ع}} ما يدل على فضل [[الزيارة|زيارتها]]{{ها}}، فقد روي عن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]]{{ع}} أنّه قال: «'''إنّ لله حرماً وهو [[مكة]]، وإنّ [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|للرسول]]{{صل}} حرماً وهو [[المدينة]]، وإنّ ل[[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]]{{ع}} حرماً وهو [[الكوفة]]، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة [[قم]]'''».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 317.</ref> | ||
* وفي رواية أخرى عنه {{ع}}: «'''ستدْفنُ فيه – أي: في [[قم]]- امرأَةٌ من ولدي تُسمَّى فاطمةَ بنت موسى{{ها}} يدخل [[الشيعة]] [[الجنة]] [[الشفاعة|بشفاعتها]]'''».<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ص 596. النقض، ص 196.</ref> | * وفي رواية أخرى عنه{{ع}}: «'''ستدْفنُ فيه – أي: في [[قم]]- امرأَةٌ من ولدي تُسمَّى فاطمةَ بنت موسى{{ها}} يدخل [[الشيعة]] [[الجنة]] [[الشفاعة|بشفاعتها]]'''».<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ص 596. النقض، ص 196.</ref> | ||
* وفي رواية أخرى أنّ زيارتها تعادل [[الجنة]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 57، ص 219.</ref> وروي عن [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]] {{ع}} أنه قال: «'''من زارها كمن زارني'''».<ref>محلاتي، رياحين الشريعة، ج 5، ص 35.</ref> | * وفي رواية أخرى أنّ زيارتها تعادل [[الجنة]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 57، ص 219.</ref> وروي عن [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]]{{ع}} أنه قال: «'''من زارها كمن زارني'''».<ref>محلاتي، رياحين الشريعة، ج 5، ص 35.</ref> | ||
* وعنه أيضا: «'''من زارها فله الجنة'''».<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا{{ع}}، ج 2، ص 271؛ الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج 1، ص 83.</ref> | * وعنه أيضا: «'''من زارها فله الجنة'''».<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا{{ع}}، ج 2، ص 271؛ الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج 1، ص 83.</ref> | ||
*وروي عن [[الإمام الجواد عليه السلام|الإمام الجواد]] {{ع}} أنّه قال: «'''من زار قبر عمتي بقم عارفا بحقها فله [[الجنة]]'''».<ref>ابن قولويه القميكامل الزيارات، ص 536، ح 827.</ref><ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 102، ص 266.</ref> | *وروي عن [[الإمام الجواد عليه السلام|الإمام الجواد]]{{ع}} أنّه قال: «'''من زار قبر عمتي بقم عارفا بحقها فله [[الجنة]]'''».<ref>ابن قولويه القميكامل الزيارات، ص 536، ح 827.</ref><ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 102، ص 266.</ref> | ||
==وصلات خارجية== | ==وصلات خارجية== | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
[http://www.erfan.ir/farsi/mafatih326/%DA%A9%D9%84%DB%8C%D8%A7%D8%AA%20%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AA%DB%8C%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D9%86%20%D8%A8%D8%A7%20%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D9%87%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%AF%20%D8%AD%D8%B3%DB%8C%D9%86%20%D8%A7%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%DB%8C%D8%A7%D9%86%20-%20%D9%81%D8%B6%DB%8C%D9%84%D8%AA%20%D9%88%20%DA%A9%DB%8C%D9%81%DB%8C%D8%AA%20%D8%B2%DB%8C%D8%A7%D8%B1%D8%AA%20%D8%AD%D8%B6%D8%B1%D8%AA%20%D9%85%D8%B9%D8%B5%D9%88%D9%85%D9%87%28%D8%B9%29%20%D8%AF%D8%B1%20%D9%82%D9%85 زيارة السيدة فاطمة المعصومة {{ها}}] | [http://www.erfan.ir/farsi/mafatih326/%DA%A9%D9%84%DB%8C%D8%A7%D8%AA%20%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AA%DB%8C%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D9%86%20%D8%A8%D8%A7%20%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D9%87%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%AF%20%D8%AD%D8%B3%DB%8C%D9%86%20%D8%A7%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%DB%8C%D8%A7%D9%86%20-%20%D9%81%D8%B6%DB%8C%D9%84%D8%AA%20%D9%88%20%DA%A9%DB%8C%D9%81%DB%8C%D8%AA%20%D8%B2%DB%8C%D8%A7%D8%B1%D8%AA%20%D8%AD%D8%B6%D8%B1%D8%AA%20%D9%85%D8%B9%D8%B5%D9%88%D9%85%D9%87%28%D8%B9%29%20%D8%AF%D8%B1%20%D9%82%D9%85 زيارة السيدة فاطمة المعصومة{{ها}}] | ||
*[http://www.almaaref.org/maarefdetails.php?subcatid=1511&id=11144&cid=496&supcat=45&bb=0&number=27 السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام] | *[http://www.almaaref.org/maarefdetails.php?subcatid=1511&id=11144&cid=496&supcat=45&bb=0&number=27 السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام] | ||
*[http://www.imamreza.net/arb/imamreza.php?id=270 السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام] | *[http://www.imamreza.net/arb/imamreza.php?id=270 السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام] |