انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البقيع (مقبرة)»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Sarsm
ط (تمیز کاری)
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
[[ملف:البقيع.jpg|تصغير|قبور [[أئمة البقيع]] في البقيع حالياً]]
[[ملف:البقيع.jpg|تصغير|قبور [[أئمة البقيع]] في البقيع حالياً]]
'''البَقيع'''، هي أقدم مقبرة [[المسلمين|للمسلمين]] في [[المدينة المنورة]]، بجوار قبر [[رسول الله]] (ص)، وتضم [[أئمة البقيع|أربعة من أئمة الشيعة]] من [[أهل بيت]] رسول الله (ص) وهم: [[الإمام الحسن السبط عليه السلام|الإمام الحسن]] و [[الإمام علي بن الحسين]]، [[الإمام محمد الباقر عليه السلام|الإمام الباقر]]، [[الإمام جعفر الصادق (ع)|الإمام الصادق]] عليهم السلام.
'''البَقيع'''، هي أقدم مقبرة [[المسلمين|للمسلمين]] في [[المدينة المنورة]]، بجوار قبر [[رسول الله]] (ص)، وتضم [[أئمة البقيع|أربعة من أئمة الشيعة]] من [[أهل بيت]] رسول الله (ص) وهم: [[الإمام الحسن السبط عليه السلام|الإمام الحسن]] و [[الإمام علي بن الحسين]]، [[الإمام محمد الباقر عليه السلام|الإمام الباقر]]، [[الإمام جعفر الصادق (ع)|الإمام الصادق]] عليهم السلام.


كما تضم البقيع أيضا قبر [[العباس بن عبد المطلب]] عم النبي (ص)، وقبر [[إبراهيم بن النبي (ص)|إبراهيم بن رسول الله]]{{صل}}، وقبر عدد من عمات النبي (ص)، و[[زوجات النبي|زوجاته]]، وبعض [[أصحاب|أصحابه]]، وعدد من شهداء صدر [[الإسلام]]، والعديد من كبار شخصيات المسلمين.
كما تضم البقيع أيضا قبر [[العباس بن عبد المطلب]] عم النبي (ص)، وقبر [[إبراهيم بن النبي (ص)|إبراهيم بن رسول الله]]{{صل}}، وقبر عدد من عمات النبي (ص)، {{و}}[[زوجات النبي|زوجاته]]، وبعض [[أصحاب|أصحابه]]، وعدد من [[شهيد|شهداء]] صدر [[الإسلام]]، والعديد من كبار شخصيات المسلمين.


وقد كانت البقيع منذ عهد رسول الله (ص) مزاراً للمؤمنين إلى يومنا هذا، ولكن [[الوهابيين]] هدموا القباب الموجودة‌ فيها، ومنعوا المسلمين من تأدية شعائرهم الدينية وممارسة معتقداتهم الشرعية.
وقد كانت البقيع منذ عهد رسول الله (ص) [[زيارة|مزاراً]] للمؤمنين إلى يومنا هذا، ولكن [[الوهابيين]] هدموا القباب الموجودة‌ فيها، ومنعوا المسلمين من تأدية شعائرهم الدينية وممارسة معتقداتهم الشرعية.


== البقيع في اللغة==
== البقيع في اللغة==


البقيع لغة موضع من الأرض فيه أروم شجر من ضروب شتى، وبه سمي بقيع الغرقد بـ<nowiki/>[[المدينة المنورة]]؛<ref> كتاب العين، ج 1، ص 184، مادة بقع.</ref> لأن هذا النوع من الشجر كان كثيراً فيه، ثم قطع.
البقيع لغة موضع من الأرض فيه أروم شجر من ضروب شتى، وبه سمي بقيع الغرقد بـ[[المدينة المنورة]]؛<ref> كتاب العين، ج 1، ص 184، مادة بقع.</ref> لأن هذا النوع من الشجر كان كثيراً فيه، ثم قطع.
وفي كتاب (العين) الغرقد: ضرب من الشجر.<ref>كتاب العين، ج 4، ص 458، مادة غرقد.</ref>
وفي كتاب (العين) الغرقد: ضرب من الشجر.<ref>كتاب العين، ج 4، ص 458، مادة غرقد.</ref>


==تاريخ البقيع==
==تاريخ البقيع==
===قبل الإسلام===
لا توجد معلومات تاريخية أو [[روايات]] تشير إلى وجود مقبرة باسم البقيع قبل [[الإسلام]]، وأقدم نص أدبي شعري، في ذكر بقيع الغرقد هو لعمرو بن النعمان البيضاني<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 1، 473.</ref> من زعماء [[الخزرج]] يرثي قومه الذين اقتتلوا في داخل بستان بالعقيق على عشرة أميال من [[المدينة]] وبقيع الغرقد،{{ملاحظة|أين الذين عهدتهم في غبطة بين العقيق إلى بقيع الغرقد}}<ref>ابن حجر العسقلاني، الأصابة، ج 4، ص 575؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 92.</ref> وقد ذكر ابن الأثير في تاريخه هذه الحادثة التي وقعت بين [[الأوس]] والخزرج وأطلق عليها (بيوم البقيع) وكان الأنتصار فيها للأوس.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 673.</ref> كان [[يهود المدينة|يهود]] يثرب يدفنون موتاهم في بستان (حش كوكب) عند بقيع الغرقد.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 10، ص 6.</ref> وكانت الأغنام والأبل تأكل من الأعشاب الموجودة في البقيع.<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 101.</ref>
لا توجد معلومات تاريخية أو [[روايات]] تشير إلى وجود مقبرة باسم البقيع قبل الإسلام، وأقدم نص أدبي شعري، في ذكر بقيع الغرقد هو لعمرو بن النعمان البيضاني<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 1، 473.</ref> من زعماء [[الخزرج]] و[[الأنصار|أنصار]] [[المدينة المنورة]]، يرثي قومه الذين اقتتلوا في داخل بستان بالعقيق على عشرة أميال من المدينة وبقيع الغرقد،{{ملاحظة|أين الذين عهدتهم في غبطة بين العقيق إلى بقيع الغرقد}}<ref>ابن حجر العسقلاني، الأصابة، ج 4، ص 575؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 92.</ref> وقد ذكر ابن الأثير في تاريخه هذه الحادثة التي وقعت بين [[الأوس]] والخزرج وأطلق عليها (بيوم البقيع) وكان الأنتصار فيها للأوس.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 673.</ref> كان [[يهود المدينة|يهود]] يثرب يدفنون موتاهم في بستان (حش كوكب) عند بقيع الغرقد.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 10، ص 6.</ref> وكانت الأغنام والأبل تأكل من الأعشاب الموجودة في البقيع.<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 101.</ref>


===في صدر الإسلام وزمن الخلفاء===
===في صدر الإسلام وزمن الخلفاء===
عندما [[الهجرة النبوية|هاجر]] [[رسول الله]] (ص) إلى المدينة المنورة وقام بتأسيس الحكومة الإسلامية فيها، فكانت إحدى إحتياجات [[المسلمين]] وجود مقبرة يدفنوا بها موتاهم، فعين رسول الله (ص) لهم منطقة البقيع، وأول من دفن فيها من [[المهاجرين]] هو [[عثمان بن مضعون]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 303.</ref> ومن [[الأنصار]] هو [[أسعد بن زرارة]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 459.</ref> وقد أشارت بعض النصوص التاريخية، إنَّ هذا البستان (البقيع) لم يكن فقد لدفن الموتى، ولكن يوجد من المهاجرين خاصة من قام ببناء دار له فيه، ــ حيث ذُكر أنَّ رسول الله (ص) قام بتقسيم الأرض من أجل بناء دور  فيها للمهاجرين ــ  ومن ثم أصبحت هذه الدار فيما بعد مقبرة العائلة، أو محل دفن أحد الشخصيات المهمة،<ref>نجمي، تاريخ حرم ائمة، ص 65.</ref> ومن أشهر تلك الدور الكبيرة التي في البقيع دار [[عقيل بن أبي طالب]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 33.</ref> وكذلك توجد بعض الدور الصغيرة، وقد أصبحت فيما بعد محل دفن أصحابها، واختارت كل قبيلة ناحية من البقيع لدفن موتاهم، فعرفت كل قبيلة مقابرها.<ref>السمهودي، وفاء الوفاء، ج 3، ص 83.</ref> ومن الأماكن المعروفة في البقيع بيت الحزن أو [[بيت الاحزان]] بناه [[الإمام علي|أمير المؤمنين]]{{ع}} [[السيدة الزهراء|للسيدة الزهراء]]{{عليها السلام}}، فكانت تأوي إليه للبكاء بعد رحيل أبيها رسول الله (ص)،<ref>السمهودي، وفاء الوفاء، ج 3، ص 101.</ref> وكذلك توجد مقبرة (الروحاء) التي تقع وسط البقيع.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 33.</ref>
عندما [[الهجرة النبوية|هاجر]] رسول الله (ص) إلى [[المدينة]] وقام بتأسيس [[الحكومة الإسلامية]] فيها، فكانت إحدى إحتياجات [[المسلمين]] وجود مقبرة يدفنوا بها موتاهم، فعين [[رسول الله (ص)]] لهم منطقة البقيع، وأول من دفن فيها من [[المهاجرين]] هو [[عثمان بن مضعون]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 303.</ref> ومن [[الأنصار]] هو [[أسعد بن زرارة]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 459.</ref> وقد أشارت بعض النصوص التاريخية، إنَّ هذا البستان (البقيع) لم يكن فقد لدفن الموتى، ولكن يوجد من المهاجرين خاصة من قام ببناء دار له فيه، ــ حيث ذُكر أنَّ رسول الله (ص) قام بتقسيم الأرض من أجل بناء دور  فيها للمهاجرين ــ  ومن ثم أصبحت هذه الدار فيما بعد مقبرة العائلة، أو محل دفن أحد الشخصيات المهمة،<ref>نجمي، تاريخ حرم ائمة، ص 65.</ref> ومن أشهر تلك الدور الكبيرة التي في البقيع دار [[عقيل بن أبي طالب]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 33.</ref> وكذلك توجد بعض الدور الصغيرة، وقد أصبحت فيما بعد محل دفن أصحابها، واختارت كل قبيلة ناحية من البقيع لدفن موتاهم، فعرفت كل قبيلة مقابرها.<ref>السمهودي، وفاء الوفاء، ج 3، ص 83.</ref> ومن الأماكن المعروفة في البقيع بيت الحزن أو [[بيت الاحزان]] بناه [[الإمام علي|أمير المؤمنين]]{{ع}} [[السيدة الزهراء|للسيدة الزهراء]]{{عليها السلام}}، فكانت تأوي إليه للبكاء بعد رحيل أبيها رسول الله (ص)،<ref>السمهودي، وفاء الوفاء، ج 3، ص 101.</ref> وكذلك توجد مقبرة (الروحاء) التي تقع وسط البقيع.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 33.</ref>


قيل إنَّ [[الإمام علي]]{{ع}} اختار دار بجوار دار عقيل في البقيع، فقيل له: مالك جاورت المقابر، فقال: وجدتهم جيران صدق.<ref>المتقي الهندي، كنز العمال، ج 15، ص 759.</ref>
قيل إنَّ [[الإمام علي]]{{ع}} اختار دار بجوار دار عقيل في البقيع، فقيل له: مالك جاورت المقابر، فقال: وجدتهم جيران صدق.<ref>المتقي الهندي، كنز العمال، ج 15، ص 759.</ref>


ويوجد مكان مخصص في البقيع توضع فيه الجنازة قبل [[الدفن]] يُطلق عليه «موضع الجنائز»،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 469 وج8 ص 68.</ref> ويحتمل أنَّ هذا الموضع كان مخصص لتجمع الناس أو [[غسل الميت|لغسل الميت]] و[[الكفن|تكفينه]] وأقامة [[صلاة الميت|الصلاة]] عليه.<ref>ابن شبة، تاريخ المدينة، ج 1، ص 17.</ref>
ويوجد مكان مخصص في البقيع توضع فيه الجنازة قبل [[الدفن]] يُطلق عليه «موضع الجنائز»،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 469 وج8 ص 68.</ref> ويحتمل أنَّ هذا الموضع كان مخصص لتجمع الناس أو [[غسل الميت|لغسل الميت]] {{و}}[[الكفن|تكفينه]] وأقامة [[صلاة الميت|الصلاة]] عليه.<ref>ابن شبة، تاريخ المدينة، ج 1، ص 17.</ref>


===في زمن الأمويين===
===في زمن الأمويين===
سطر ٢٩: سطر ٢٧:


===في زمن العباسيين===
===في زمن العباسيين===
بسبب دفن [[العباس بن عبد المطلب]] عمّ رسول الله (ص) في دار [[عقيل بن أبي طالب|عقيل]]،<ref>ابن شبة، تاريخ المدينة، ج 1، ص 127.</ref>{{ملاحظة| يقول ابن شبة: دفن العباس بن عبد المطلب عند قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم في أول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل}}وكذلك دفن [[الإمام الحسن المجتبى]] (ع)،<ref>ابن شبة، تاريخ المدينة، ج 1، ص 111.</ref> و[[الإمام السجاد]] (ع)، و[[الإمام الباقر]] (ع)،<ref>ابن النجار، الدرة الثمينة، ص 166.</ref> قام [[بني العباس]] بتوسيع وتعمير قبور [[أئمة البقيع]] (ع) وتحويل دار عقيل إلى حرم، وذلك لسياستهم المخالفة ل[[بني أمية]] من جهة، وكسب ود [[آل علي بن أبي طالب|العلويين]] وبالخصوص [[أولاد الحسن]] (ع) من جهة أخرى.<ref>نجمي، تاريخ حرم أئمة، ص 86.</ref> وكذلك قام [[هارون الرشيد]] الذي حكم في [[سنة 170 هـ]] إلى [[سنة 193 هـ|193 هـ]]، بتعمير وتوسيع قبور أئمة البقيع (ع).<ref>نجمي، تاريخ حرم أئمة، ص 88.</ref>
بسبب دفن [[العباس بن عبد المطلب]] عمّ رسول الله (ص) في دار [[عقيل بن أبي طالب|عقيل]]،<ref>ابن شبة، تاريخ المدينة، ج 1، ص 127.</ref>{{ملاحظة| يقول ابن شبة: دفن العباس بن عبد المطلب عند قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم في أول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل}}وكذلك دفن [[الإمام الحسن المجتبى]] (ع)،<ref>ابن شبة، تاريخ المدينة، ج 1، ص 111.</ref> {{و}}[[الإمام السجاد]] (ع)، {{و}}[[الإمام الباقر]] (ع)،<ref>ابن النجار، الدرة الثمينة، ص 166.</ref> قام [[بني العباس]] بتوسيع وتعمير قبور [[أئمة البقيع]] (ع) وتحويل دار عقيل إلى حرم، وذلك لسياستهم المخالفة ل[[بني أمية]] من جهة، وكسب ود [[آل علي بن أبي طالب|العلويين]] وبالخصوص [[أولاد الحسن]] (ع) من جهة أخرى.<ref>نجمي، تاريخ حرم أئمة، ص 86.</ref> وكذلك قام [[هارون الرشيد]] الذي حكم في [[سنة 170 هـ]] إلى [[سنة 193 هـ|193 هـ]]، بتعمير وتوسيع قبور أئمة البقيع (ع).<ref>نجمي، تاريخ حرم أئمة، ص 88.</ref>


وذكرت كذلك المصادر التاريخية إعادة بناء مقبرة أئمة البقيع (ع) في زمن [[السلاجقة]]، حيث أرسل [[مجد الملك البلاساني]] القمي (ت: 492 هـ)، وزير [[بركيارق السلجوقي]] (ت: 498 هـ) المعمار القمي من أجل عمارة قبة أئمة البقيع (ع)، ولكن حينما قُتل الوزير، قتل أمير [[المدينة المنورة|المدينة]] المعمار بعد أن أعطاه الأمان.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 10، ص 352.</ref>
وذكرت كذلك المصادر التاريخية إعادة بناء مقبرة أئمة البقيع (ع) في زمن [[السلاجقة]]، حيث أرسل [[مجد الملك البلاساني]] القمي (ت: 492 هـ)، وزير [[بركيارق السلجوقي]] (ت: 498 هـ) المعمار القمي من أجل عمارة قبة أئمة البقيع (ع)، ولكن حينما قُتل الوزير، قتل أمير [[المدينة المنورة|المدينة]] المعمار بعد أن أعطاه الأمان.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 10، ص 352.</ref>
سطر ٣٨: سطر ٣٦:


===في زمن الإيلخانيين===
===في زمن الإيلخانيين===
بعد سقوط [[بغداد]] عاصمة [[الدولة العباسية]] على يد المغول، وذهاب [[بني العباس]] إلى [[مصر]]، ليشكلوا فيها حكومة [[المماليك]] في [[القاهرة]]، ففي هذه الحقبة من الزمن سافر [[ابن بطوطة]] [[سنة 725 هـ]] إلى [[مكة]] والمدينة فذكر بقيع الغرقد، وأشار إلى وجود قبر صفية بنت عبد المطلب عمّة رسول الله (ص) وأم [[الزبير بن العوام]]، وأمامه قبر أبي عبد الله [[مالك بن أنس]] وعليه قبة صغيرة، وأمامه قبر إبراهيم بن رسول الله (ص) وعليه قبة بيضاء، وعن يمينها قبر عبد الرحمن بن [[عمر بن الخطاب]] المعروف بأبي شحمة، وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب، وقبر [[عبد الله بن جعفر|عبد الله]] بن [[جعفر بن أبي طالب]]، وبإزائهم قبور [[أمهات المؤمنين]]، ويليها روضة فيها قبر [[العباس بن عبد المطلب]] عمّ [[رسول الله]] (ص)، وقبر [[الحسن بن علي]] (ع)، وهي قبة شامخة وقبرهما متسعان ومرصعان بصفائح الصفر، وفي آخر البقيع قبر عثمان بن عفان، وفاطمة بنت أسد، وكذلك في البقيع قبور المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة، إلا أنه لا يُعرف أكثرهم.<ref>ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ص 75 ــ 76.</ref>
بعد سقوط [[بغداد]] عاصمة [[الدولة العباسية]] على يد المغول، وذهاب [[بني العباس]] إلى [[مصر]]، ليشكلوا فيها حكومة [[المماليك]] في [[القاهرة]]، ففي هذه الحقبة من الزمن سافر ابن بطوطة [[سنة 725 هـ]] إلى [[مكة]] والمدينة فذكر بقيع الغرقد، وأشار إلى وجود قبر صفية بنت عبد المطلب عمّة رسول الله (ص) وأم [[الزبير بن العوام]]، وأمامه قبر أبي عبد الله [[مالك بن أنس]] وعليه قبة صغيرة، وأمامه قبر إبراهيم بن رسول الله (ص) وعليه قبة بيضاء، وعن يمينها قبر عبد الرحمن بن [[عمر بن الخطاب]] المعروف بأبي شحمة، وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب، وقبر [[عبد الله بن جعفر|عبد الله]] بن [[جعفر بن أبي طالب]]، وبإزائهم قبور [[أمهات المؤمنين]]، ويليها روضة فيها قبر [[العباس بن عبد المطلب]] عمّ [[رسول الله]] (ص)، وقبر [[الحسن بن علي]] (ع)، وهي قبة شامخة وقبرهما متسعان ومرصعان بصفائح الصفر، وفي آخر البقيع قبر عثمان بن عفان، وفاطمة بنت أسد، وكذلك في البقيع قبور المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة، إلا أنه لا يُعرف أكثرهم.<ref>ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ص 75 ــ 76.</ref>


===في زمن العثمانيين===
===في زمن العثمانيين===
سطر ٥٠: سطر ٤٨:


==بناء القبور و القباب في البقيع==
==بناء القبور و القباب في البقيع==
قضية دفن أموات [[المسلمين]]، والشخصيات الدينية في البقيع والعناية الفائقة للمسلمين وتأكيدهم على [[المستحب|استحباب]] زيارة قبور الصالحين و[[المؤمنين]] أدى إلى بناء [[ضريح|أضرحة]] وقبب ومباني على هذه القبور، فمن ذلك يمكن الإرشارة إلى قبر [[العباس بن عبد المطلب]] عم [[النبي (ص)]]، وأربعة  من [[أئمة الشيعة]] فضلاً عن شخصيات أخرى من [[بني هاشم]] وأقرباء النبي {{صل}} و[[الصحابة]] والعلماء ووالنخب من المسلمين على مدى التاريخ، كما وقد بني على القبور قبب ووضعت لها أضرحة حيث زارها السياح ، ووردت أخبار موثقة في الكتب والمصادر، فيصف الرحالة [[ابن بطوطة]] في النصف الأول من القرن الثامن للهجرة البقيع:
قضية دفن أموات [[المسلمين]]، والشخصيات الدينية في البقيع والعناية الفائقة للمسلمين وتأكيدهم على [[المستحب|استحباب]] زيارة قبور الصالحين {{و}}[[المؤمنين]] أدى إلى بناء [[ضريح|أضرحة]] وقبب ومباني على هذه القبور، فمن ذلك يمكن الإرشارة إلى قبر [[العباس بن عبد المطلب]] عم [[النبي (ص)]]، وأربعة  من [[أئمة الشيعة]] فضلاً عن شخصيات أخرى من [[بني هاشم]] وأقرباء النبي {{صل}} {{و}}[[الصحابة]] والعلماء ووالنخب من المسلمين على مدى التاريخ، كما وقد بني على القبور قبب ووضعت لها أضرحة حيث زارها السياح ، ووردت أخبار موثقة في الكتب والمصادر، فيصف الرحالة [[ابن بطوطة]] في النصف الأول من القرن الثامن للهجرة البقيع:


:يقع بقيع الغرقد شرقي المدينة المنورة...[وفيه] قبر [[مالك بن أنس]] وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء وأمامه قبر السلالة الطاهرة المقدسة النبوية الكريمة إبراهيم بن رسول الله (ص)، وعليه قبة بيضاء ...وروضة فيها قبر العباس بن عبد المطلب عم رسول الله، وقبر [[الحسن بن علي بن أبي طالب]] (ع) وهي قبة ذاهبة في الهواء بديعة الأحكام عن يمين الخارج من باب البقيع ورأس الحسن إلى رجلي العباس (ع) وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح بديعة الالتصاق مرصعة بصفائح الصفر. <ref>ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ص 119.</ref>
:يقع بقيع الغرقد شرقي المدينة المنورة...[وفيه] قبر [[مالك بن أنس]] وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء وأمامه قبر السلالة الطاهرة المقدسة النبوية الكريمة إبراهيم بن رسول الله (ص)، وعليه قبة بيضاء ...وروضة فيها قبر العباس بن عبد المطلب عم رسول الله، وقبر [[الحسن بن علي بن أبي طالب]] (ع) وهي قبة ذاهبة في الهواء بديعة الأحكام عن يمين الخارج من باب البقيع ورأس الحسن إلى رجلي العباس (ع) وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح بديعة الالتصاق مرصعة بصفائح الصفر. <ref>ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ص 119.</ref>
سطر ١٢٥: سطر ١٢٣:
*بعض شهداء أحد
*بعض شهداء أحد
*شهداء [[واقعة الحرة]]
*شهداء [[واقعة الحرة]]
*جمع من الصحابة و[[التابعين]]
*جمع من الصحابة {{و}}[[التابعين]]
*جمع من المسلمين والمؤمنين
*جمع من المسلمين والمؤمنين
{{Div col end}}
{{Div col end}}
مستخدم مجهول