مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفرزدق»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Odai78 طلا ملخص تعديل |
imported>Odai78 طلا ملخص تعديل |
||
| سطر ٦٤: | سطر ٦٤: | ||
==مذهبه== | ==مذهبه== | ||
اعتبرت مصادر أهل السنة الفرزدق بأنه | اعتبرت مصادر أهل السنة الفرزدق بأنه شيعي،<ref>ابن الأثير، الکامل، ج14، ص358؛ المقدسي، محمد بن احمد، أحسن التقاسیم فی معرفة الأقالیم، ج 2، ص 618.</ref> ولعل لقاؤه في صغره ب[[الإمام أمير المؤمنين]] {{ع}}، حيث أمره (ع) بتعلم القرآن، وأشعاره في ذم [[ابن ملجم]]،<ref>إربلی؛ کشف الغمه فی معرفه الائمه، ج 1، ص 582</ref> وتردد الشاعر إلى [[الكوفة]] كقاعدة شيعية آنذاك،<ref>الکامل، ج 10، ص 353.</ref> ولقاؤه بالإمام الحسين {{ع}} في طريقه إلى الكوفة، <ref>طبری، تاریخ طبری، ج 7، ص 2969. </ref>ورثائه إياه بعد [[واقعة الطف]]، وأهم من جميع ما تقدم مدحه للإمام زين العابدين {{ع}} بقصيدته الميمية المعروفة التي أنشدها وكان [[هشام بن عبد الملك]] حاضراً في الطواف ب[[البيت الحرام]]، من أوضح الدلائل التي تشير إلى تشيعه وإدراجه في جملتهم. | ||
==الشاعر وأهل البيت== | ==الشاعر وأهل البيت== | ||
===الفرزدق والإمام علي (ع)=== | ===الفرزدق والإمام علي (ع)=== | ||
يقول الفرزدق أنه جاء هو وأبوه إلى أمير المؤمنين {{ع}}، فقال الإمام (ع) لأبيه مَن هذا؟ قال ابني وهو شاعر، فأوصاه أن يتعلم القرآن فهو خير له من الشعر، وقيل: إنّ الشاعر قيّد رجليه، وآلى على نفسه أن لا يفكها حتى يحفظ القرآن، كما وقد أثرت شخصية الإمام علي (ع) في الشاعر الناشئ تأثيراً عظيماً.<ref>فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 1، ص 649.</ref> | |||
يقول الفرزدق أنه جاء هو وأبوه إلى أمير المؤمنين | |||
===الفرزدق والإمام الحسين (ع)=== | ===الفرزدق والإمام الحسين (ع)=== | ||
التقى الفرزدق بالإمام الحسين {{ع}} [[سنة 60 للهجرة]] في منزل [[الصفاح]]، وكان الشاعر مقبلاً من الكوفة، وقد توجه إلى مكة لأداء [[الحج]]، فاستخبره الإمام عن وضع الكوفة وأحوال أهلها، فردّ عليه قائلاً: "قُلُوبهم مَعَك وَسُيُوفهمْ عَلَيْك ـ وفي خبر آخرـ مَعَ بني أُميَّة. | |||
التقى الفرزدق بالإمام الحسين | |||
:وقد أشار الشاعر إلى هذا اللقاء في بيت من بعض أشعاره، يقول: | :وقد أشار الشاعر إلى هذا اللقاء في بيت من بعض أشعاره، يقول: | ||
| سطر ١١٦: | سطر ١١٤: | ||
|sstyle = | |sstyle = | ||
}} | }} | ||
حج هشام بن | حج هشام بن عبد الملك، فطاف وبذل قصارى جهده أن يصل إلى [[الحجر الأسود]] ويستلمه، فلم يتمكن من كثرة ازدحام الناس، فوضع له منبر وجلس عليه، ينظر إلى الناس، فأقبل الإمام زين العابدين عليه السّلام، فطاف بالبيت، فلما وصل إلى الحجر، تنحى الناس عن الحجر هيبة وإجلالاً للإمام حتى جاء (ع)، فجاء، واستلم الحجر، فقال رجل لهشام، من هذا الرجل؟ فقال هشام: لا أعرفه؟ مخافة أن يرغب أهل الشام في الإمام (ع)، وكان الفرزدق حاضراً هناك، فقال: أنا أعرفه، ثم أنشد قصيدته الميمية المعروفة. | ||
فعند ذلك غضب هشام، وأمر بحبس الفرزدق في منطقة تسمى [[عسفان]] بين مكة و[[المدينة]]. | فعند ذلك غضب هشام، وأمر بحبس الفرزدق في منطقة تسمى [[عسفان]] بين [[مكة]] {{و}}[[المدينة]]. | ||
فأرسل إليه الإمام علي بن الحسين | فأرسل إليه الإمام علي بن الحسين {{ع}} عشرين ألف درهم، فلم يقبلها الشاعر، وقال: مدحتُكم لله تعالى، وليس للعطاء، فقال الإمام عليه السّلام: إنّا أهل البيت، إذا وهبنا شيئاً لا نستعيده، فقَبِلها. | ||
==الفرزدق والكميت== | ==الفرزدق والكميت== | ||
لما أنشد [[الكميت بن زيد]] قصائده [[الهاشميات]] كتمها، ولم يعلنها، جاء إلى الفرزدق، وقال له: يا أبا فراس، إنك كبير قبيلة [[قبيبلة مضر|مضر]] وشاعرها، وأنا ابن أخيك الكميت بن زيد الأسدي، فصدّق الفرزدق كلام الكميت، وقال له ما تريد؟ فقال له الكميت: أنشدت قصائد شعرية، وأريد أن أعرضها عليك، فإن كان شعري حسناً أبادر إلى نشره، وإن كان قبيحاً فلا أنشره، فقال الفرزدق: أما عقلك فحسن، وإني لأرجو أن يكون شعرك على قدر عقلك، فأنشدني ما قلت، فأنشده بعض أشعاره، وهي قصيدته البائية، فبدأ الكميت يقول: | لما أنشد [[الكميت بن زيد]] قصائده [[الهاشميات]] كتمها، ولم يعلنها، جاء إلى الفرزدق، وقال له: يا أبا فراس، إنك كبير قبيلة [[قبيبلة مضر|مضر]] وشاعرها، وأنا ابن أخيك الكميت بن زيد الأسدي، فصدّق الفرزدق كلام الكميت، وقال له ما تريد؟ فقال له الكميت: أنشدت قصائد شعرية، وأريد أن أعرضها عليك، فإن كان شعري حسناً أبادر إلى نشره، وإن كان قبيحاً فلا أنشره، فقال الفرزدق: أما عقلك فحسن، وإني لأرجو أن يكون شعرك على قدر عقلك، فأنشدني ما قلت، فأنشده بعض أشعاره، وهي قصيدته البائية، فبدأ الكميت يقول: | ||
{{بداية قصيدة}} | {{بداية قصيدة}} | ||
| سطر ١٦٦: | سطر ١٦٣: | ||
==أغراضه الشعرية== | ==أغراضه الشعرية== | ||
كان الفرزدق أحد شعراء صدر [[الإسلام]] الذين امتازوا بشعرهم، وهم [[الأخطل]] والفرزدق وجرير، ولكل واحد منهم ميزة تفصله عن الآخر، وكانت ميزة الفرزدق الفخر، وكان الفخر أساساً يبني عليه هجاءه.<ref>الفرزدق، ديوانه، مقدمة وشرح: كرم البستاني، ج 1، ص 6.</ref> وفضلاً عن الفخر للشاعر أغراض شعرية أخرى كالوصف والغزل. | |||
كان الفرزدق أحد شعراء صدر [[الإسلام]] الذين امتازوا بشعرهم، وهم الأخطل والفرزدق وجرير، ولكل واحد منهم ميزة تفصله عن الآخر، وكانت ميزة الفرزدق الفخر، وكان الفخر أساساً | |||
===الهجاء=== | ===الهجاء=== | ||
في هجاء الفرزدق لونان: | في هجاء الفرزدق لونان: | ||
*لون يعمّ شعر سائر الشعراء الهجائين، وهو قائم على استخدام الألفاظ الهجائية. | *لون يعمّ شعر سائر الشعراء الهجائين، وهو قائم على استخدام الألفاظ الهجائية. | ||
| سطر ١٧٩: | سطر ١٧٤: | ||
===الوصف === | ===الوصف === | ||
كان الفرزدق واسع الخيال دقيق الملاحظة جيد القصص، فساعده ذلك على الوصف، وجعله من أبرع الوصّافين في العهد الأموي، وقد انتزع وصفه إمّا من البادية كالذئب والأسد، وحمار الوحش، وإما من حياة الحاضرة كالسفينة والجيش، وما إلى ذلك.<ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي (القديم)، ص 486. </ref> | كان الفرزدق واسع الخيال دقيق الملاحظة جيد القصص، فساعده ذلك على الوصف، وجعله من أبرع الوصّافين في العهد الأموي، وقد انتزع وصفه إمّا من البادية كالذئب والأسد، وحمار الوحش، وإما من حياة الحاضرة كالسفينة والجيش، وما إلى ذلك.<ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي (القديم)، ص 486. </ref> | ||
===الغزل=== | ===الغزل=== | ||
الغزل عند الشاعر غزل مادي حسي فيه غلاظة ومجون، وهذا المجون ظاهر في الألفاظ والمعاني، والعاطفة في غزله خشنة.<ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي (القديم)، ص 487.</ref> | الغزل عند الشاعر غزل مادي حسي فيه غلاظة ومجون، وهذا المجون ظاهر في الألفاظ والمعاني، والعاطفة في غزله خشنة.<ref>الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي (القديم)، ص 487.</ref> | ||
==الشاعر وبنو أمية== | ==الشاعر وبنو أمية== | ||
إن الشاعر كان يتردد على حكام بني أموي منهم: [[الوليد بن | إن الشاعر كان يتردد على حكام بني أموي منهم: [[الوليد بن عبد الملك]]، وأخاه [[سليمان بن عبد الملك|سليمان]]، {{و}}[[عمر بن عبد العزيز]]، ويمدحهم، ويأخذ عطاياهم، فمما قال فيهم: | ||
{{بداية قصيدة}} | {{بداية قصيدة}} | ||
{{بيت|فالأرض لله ولّاها خليفته|وصاحب الله فيها غير مغلوب}}<ref>الفرزدق، ديوان الفرزدق، ج 1، ص 24.</ref> | {{بيت|فالأرض لله ولّاها خليفته|وصاحب الله فيها غير مغلوب}}<ref>الفرزدق، ديوان الفرزدق، ج 1، ص 24.</ref> | ||
{{نهاية قصيدة}} | {{نهاية قصيدة}} | ||
ورغم أن الشاعر مدح الأمراء | ورغم أن الشاعر مدح الأمراء وتكسّب بشعره، ولكن في مقابل ذلك تصدى بشعره لبعض تصرفات الحكام والولاة التي تعارض مبادئ الإسلام، ومن هذا المنطلق له أشعار في هجو [[زياد بن أبيه]]<ref> ابن الأثير، الکامل، ج 11، ص 37؛ الطبري، تاریخ طبری، ج 7، ص 2853.</ref> و[[معاوية]].<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 561.</ref> | ||
==مكانته في رواية الحديث== | ==مكانته في رواية الحديث== | ||
روى الفرزدق عن [[الإمام علي]] {{ع}}، [[الإمام الحسين]] {{ع}}، {{و}}[[أبو هريرة|أبي هريرة]]، {{و}}[[أبي سعيد الخدري]]، وعرفجة بن أسعد، وزرارة بن كرب، {{و}}[[الطرماح بن عدي]]، وروى عنه خالد الحذّاء، ومروان الأصغر، وحجّاج بن حجّاج الأحول، وجماعة أخرى.<ref>البدایه والنهایه، ج 9، ص 265.</ref> | |||
روى الفرزدق عن [[الإمام علي | |||
==وفاته== | ==وفاته== | ||
القول المشهور يتحدث عن وفاة الفرزدق في [[البصرة]] سنة [[سنة 110 الهجرية|110]] للهجرة<ref> الکامل، ابن الأثير، ج 14، ص 54.</ref> عن عمر ناهز 91 سنة.<ref>آغا بزرك الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 1، ص 344.</ref> | |||
القول المشهور يتحدث عن وفاة الفرزدق في [[البصرة]] [[سنة 110 | |||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
| سطر ٢٢٣: | سطر ٢١٤: | ||
[[fa:فرزدق]] | [[fa:فرزدق]] | ||
[[en:Farazdaq]] | [[en:Farazdaq]] | ||
[[Category:شعراء الشيعة في القرن الأول]] | |||
[[Category:شعراء الشيعة في القرن الثاني]] | |||
[[Category:شعراء الإمام السجاد]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ب]] | |||
[[Category:شعراء الشيعة في القرن الأول]] | |||
[[Category:شعراء الشيعة في القرن الثاني]] | |||
[[Category:شعراء الإمام السجاد]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ب]] | |||
[[تصنيف:شعراء الشيعة في القرن الأول]] | [[تصنيف:شعراء الشيعة في القرن الأول]] | ||