مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الضحاك بن عبد الله المشرقي»
ط
←الحضور في كربلاء
imported>Foad |
imported>Foad |
||
سطر ١١٥: | سطر ١١٥: | ||
قدمت و[[مالك بن النضر الأرحبي]] على [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}}، فسلمنا عليه ثم جلسنا إليه. فردّ علينا ورحّب بنا وسألنا عما جئنا له. فقلنا جئنا لنسلّم عليك وندعو الله لك بالعافية، ونحدث بك عهداً ونخبرك خبر الناس. وإنا نحدثك أنهم قد جمعوا على حربك، فما رأيك؟ فقال [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}}: '''حسبي [[الله]] ونعم الوكيل'''. قال فتذممنا وسلمنا عليه ودعونا الله له. قال: فما يمنعكما من نصرتي؟ فقال [[مالك بن النضر]]: علَيَّ دَين ولي عيال. فقلت له: إنّ علّيَّ ديناً وإنّ لي لعيالاً ولكنك إن جعلتني في حلّ من الانصراف إذا لم أجد مقاتلاً. قاتلتُ عنك ما كان لك نافعاً وعنك دافعاً. قال: فأنت في حلٍّ، فأقمت معه.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 4، ص 317.</ref> | قدمت و[[مالك بن النضر الأرحبي]] على [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}}، فسلمنا عليه ثم جلسنا إليه. فردّ علينا ورحّب بنا وسألنا عما جئنا له. فقلنا جئنا لنسلّم عليك وندعو الله لك بالعافية، ونحدث بك عهداً ونخبرك خبر الناس. وإنا نحدثك أنهم قد جمعوا على حربك، فما رأيك؟ فقال [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}}: '''حسبي [[الله]] ونعم الوكيل'''. قال فتذممنا وسلمنا عليه ودعونا الله له. قال: فما يمنعكما من نصرتي؟ فقال [[مالك بن النضر]]: علَيَّ دَين ولي عيال. فقلت له: إنّ علّيَّ ديناً وإنّ لي لعيالاً ولكنك إن جعلتني في حلّ من الانصراف إذا لم أجد مقاتلاً. قاتلتُ عنك ما كان لك نافعاً وعنك دافعاً. قال: فأنت في حلٍّ، فأقمت معه.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 4، ص 317.</ref> | ||
== الحضور في كربلاء == | ==الحضور في كربلاء== | ||
حضر ضحاك [[كربلاء]] وناصر [[الحسين]] {{ع}} [[يوم عاشوراء]] إلاّ أنّ كفه عن القتال آخر [[يوم عاشوراء]] وتركه [[الحسين (ع)|للحسين]] {{ع}} ولأهل بيته، أثار حوله الاستفهامات، وعرّضه للنقد من قِبَل المؤرخين في الأوساط [[الشيعة|الشيعية]] انطلاقاً من قول [[الحسين (ع)|الحسين]] {{ع}}: من لحق بنا استُشهد، ومن تخلّف لم يبلغ الفتح.<ref>ابن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف، | حضر ضحاك [[كربلاء]] وناصر [[الحسين]]{{ع}} [[يوم عاشوراء]] إلاّ أنّ كفه عن القتال آخر [[يوم عاشوراء]] وتركه [[الحسين (ع)|للحسين]]{{ع}} ولأهل بيته، أثار حوله الاستفهامات، وعرّضه للنقد من قِبَل المؤرخين في الأوساط [[الشيعة|الشيعية]] انطلاقاً من قول [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}}: من لحق بنا استُشهد، ومن تخلّف لم يبلغ الفتح.<ref>ابن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف، ص 41؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 44 ، ص 330، ج 45، ص 85.</ref> | ||
===قتاله يوم عاشوراء === | ===قتاله يوم عاشوراء === | ||
شارك [[ضحاك بن عبد الله المشرقي|الضحاك]] قتال [[كربلاء]] ضمن الهجوم الأول من صبيحة [[يوم عاشوراء]] وأدّی صلاة الظهر مع [[الحسين (ع)|الحسين]] {{ع}}. وعندما رأی جيش [[بني أمية]] يعقرون خيول معسكر [[الحسين (ع)|الحسين]] {{ع}} بأمر من [[عمر بن سعد]]، أخفى فرسه ثم بادر إلی القتال راجِلاً. | شارك [[ضحاك بن عبد الله المشرقي|الضحاك]] قتال [[كربلاء]] ضمن الهجوم الأول من صبيحة [[يوم عاشوراء]] وأدّی صلاة الظهر مع [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}}. وعندما رأی جيش [[بني أمية]] يعقرون خيول معسكر [[الحسين (ع)|الحسين]] {{ع}}بأمر من [[عمر بن سعد]]، أخفى فرسه ثم بادر إلی القتال راجِلاً. | ||
قال [[ضحاك بن عبد الله المشرقي|الضحاك]]: فقتلت يومئذٍ بين يدي [[الحسين (ع)|الحسين]] {{ع}} رَجُلين وقطعت يد آخر وقال لي [[الحسين (ع)|الحسين]] {{ع}} يومئذٍ مراراً: '''لا تشلل، لا يقطع الله يدك. جزاك الله خيراً عن [[أهل البيت(ع)|أهل بيت]] [[النبي (ص)|نبي]]ك {{صل}}'''.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، | قال [[ضحاك بن عبد الله المشرقي|الضحاك]]: فقتلت يومئذٍ بين يدي [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} رَجُلين وقطعت يد آخر وقال لي [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} يومئذٍ مراراً: '''لا تشلل، لا يقطع الله يدك. جزاك الله خيراً عن [[أهل البيت(ع)|أهل بيت]] [[النبي (ص)|نبي]]ك {{صل}}'''.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 339.</ref> | ||
===الإنصراف=== | ===الإنصراف=== | ||
نقل [[ | نقل [[أبو مخنف]] عن [[عبدالله بن عاصم الفائشي]] عن [[ضحاك بن عبد الله المشرقي|الضحاك]] أنه قال: | ||
لما رأيت [[أصحاب الحسين عليه السلام|أصحاب الحسين]] {{ع}} قد أصيبوا وقد خلُص إليه وإلى أهل بيته، ولم يبق معه غير [[سويد بن عمرو الخثعمي|سويد بن عمروبن أبى المطاع الخثعمي]] و[[بشير بن عمرو الحضرمي]]، قلت له: يا [[الإمام الحسين (ع)|ابن رسول الله]] {{ع}} ، قد علمت ما كان بيني وبينك، قلتُ لك أقاتل عنك ما رأيت مقاتلاً، فإذا لم أر مقاتِلاً، فأنا في حلٍّ من الانصراف، فقلتَ لي نعم. قال فقال: صدقت، وكيف لك بالنجاء؟ إن قدرت على ذلك فأنت في حلٍّ. | لما رأيت [[أصحاب الحسين عليه السلام|أصحاب الحسين]]{{ع}} قد أصيبوا وقد خلُص إليه وإلى أهل بيته، ولم يبق معه غير [[سويد بن عمرو الخثعمي|سويد بن عمروبن أبى المطاع الخثعمي]] و[[بشير بن عمرو الحضرمي]]، قلت له: يا [[الإمام الحسين (ع)|ابن رسول الله]]{{ع}}، قد علمت ما كان بيني وبينك، قلتُ لك أقاتل عنك ما رأيت مقاتلاً، فإذا لم أر مقاتِلاً، فأنا في حلٍّ من الانصراف، فقلتَ لي نعم. قال فقال: صدقت، وكيف لك بالنجاء؟ إن قدرت على ذلك فأنت في حلٍّ. | ||
===الخلاص من جنود عمر بن سعد=== | ===الخلاص من جنود عمر بن سعد=== |