مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (كتاب)»
←مضمون الأثر وأسلوب التأليف
imported>Ya zainab لا ملخص تعديل |
imported>Ya zainab |
||
سطر ٥٠: | سطر ٥٠: | ||
يذكر السيد صدر الدين علي، نفسه في شرحه: "كان الفراغ من إتمام هذا الشرح المفيد والصرح المشيد سنة ست ومائة وألف، والشروع فيه سنة أربع وتسعين وألف، فكانت مدة تأليفه اثنتي عشرة سنة.<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج11، ص 261.</ref>کما أشار المحقق الآغا بزرك الطهراني في الذريعة، نفس المدة لتأليفه إلا أنه ذكر سنة 1116 ه للإنتهاء منه.<ref>الطهراني، الآغا بزرك، الذريعة، ج11، ص 326.</ref> | يذكر السيد صدر الدين علي، نفسه في شرحه: "كان الفراغ من إتمام هذا الشرح المفيد والصرح المشيد سنة ست ومائة وألف، والشروع فيه سنة أربع وتسعين وألف، فكانت مدة تأليفه اثنتي عشرة سنة.<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج11، ص 261.</ref>کما أشار المحقق الآغا بزرك الطهراني في الذريعة، نفس المدة لتأليفه إلا أنه ذكر سنة 1116 ه للإنتهاء منه.<ref>الطهراني، الآغا بزرك، الذريعة، ج11، ص 326.</ref> | ||
==مضمون الأثر وأسلوب التأليف== | ==مضمون الأثر وأسلوب التأليف== | ||
قد نهج السيد | قد نهج السيد ابن معصوم المدني منهج [[الشيخ البهائي]] (ت 1031ه) في شرحه للصحيفة ذاتها والتي سماها ([[حدائق الصالحين (كتاب)|حدائق الصالحين]])، فأخذ منه دلالة الاسم فوسمه ب(رياض السالكين)، وهو - في الوقت ذاته - أطلق على كل [[دعاء]] (روضة) كما فعل الشيخ البهائي، إذ سمّى كل دعاء (حديقة)، وقد أشار ابن معصوم إلى هذا، وتمنّى لو أنّ الشيخ أتمّ شرحه هذا وكفاه تجشّم الأهوال فقال: وأما شرح شيخنا البهائي - قدس الله روحه الزكية - الذي سمّاه "حدائق الصالحين" وأشار إليه في الحديقة الهلالية، فهو مجاز لا حقيقة، إذ لم تقع حديقة منه على غير تلك الحديقة ولعمري لو أتَمَّه على ذلك المنوال لكفى مَن بعده تجشّم الأهوال، ولكن عسى أن يُثمر غرس الأماني فأكون عرابة هذه الراية في زماني،<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج1، ص44-45.</ref>وهذا يبيّن مدى تأثّر ابن معصوم بالشيخ البهائي. | ||
بدأ | بدأ ابن معصوم كتابه (رياض السالكين) بعد البسملة: | ||
:"اللهم إنّا نحمدكَ حمدا ً تُؤتينا به من صحائف الحسنات صحيفة كاملة، ونشكرك شكراً تولينا فيه من نعمك الحسنات نعمة شاملة..." | |||
بالتسلسل العام، وقد بدأ برسالة (المسلسلة بالآباء) التي شرح فيها ابن معصوم المدني الأحاديث الخمسة المسلسلة بآبائه، وبدايتها بعد البسملة: "الحمدُ لله الذي أكمل بنبيه أحمد نظام الدين، وشرح بوصيّه علي صدر الدين صلى الله عليهما وعلى أبنائهما الهادين، أئمة الأمة والخلفاء الراشدين".<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج1، ص5.</ref> | |||
إنّ هذه الرسالة لا علاقة لها بالشرح، موضوعاً ومضموناً، والتي يراها البعض بأنّ النسّاخ قد ألحقوها بشرح الصحيفة، وجرى على ذلك طبعها في المقدمة، والدليل على ذلك ما قاله ابن معصوم نفسه. <ref>[http://www.alwahamag.com/?act=artc&id=692#a4 الآثار العلمية لابن معصوم المدني]</ref> | |||
ختم السيد ابن معصوم شرحه هذا برسالة ألحقها هو بنفسه في آخره بعد أن حمد الله وشكره على إتمام هذا السفر، غير | ختم السيد ابن معصوم شرحه هذا برسالة ألحقها هو بنفسه في آخره بعد أن حمد الله وشكره على إتمام هذا السفر، غير أنّه آلمه ما وقع من أحد [[شارحي الصحيفة]] حين وقف هو على بعض من شرحه قد انتحله السيد حسين بن حسن الجيلاني الأصفهاني، وقد أخذ من شرحه هذا المولى الجليل مولانا محمد حسين ابن المولى حسن الجيلاني في شرحه الكبير على الصحيفة السجادية ثم لما اطلع هذا عليه بالغ في إنكاره وسبه ولما عثر هذا المولى على ذلك، رد كلامه في أكثر المواضع من شرحه المذكور.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 152.</ref> | ||
فآلمه ذلك كثيراً، فقال: "ولكن هذا الرجل قد سرق وانتحل وركب صعبة هواه وارتحل ولم يرقب الله فيما انتهك واستهل، وسوف يعقبه ندماً ويستحلبهُ دماً، يوم تُبلى السرائر، وتختبر الضمائر".<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج 7، ص 451. </ref> | فآلمه ذلك كثيراً، فقال: "ولكن هذا الرجل قد سرق وانتحل وركب صعبة هواه وارتحل ولم يرقب الله فيما انتهك واستهل، وسوف يعقبه ندماً ويستحلبهُ دماً، يوم تُبلى السرائر، وتختبر الضمائر".<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج 7، ص 451. </ref> | ||
وطبقاً لما نقله [[السيد محسن الأمين]] عن [[روضات الجنات]]: | وطبقاً لما نقله [[السيد محسن الأمين]] عن [[روضات الجنات]]: إنّ هذه التشنيعات على الآقا حسين بن الحسن [[صاحب شرح الصحيفة الكبير الفارسي|صاحب شرح الصحيفة الكبير الفارسي،]] مذكورة في خاتمة رياض السالكين وألحق في جانب السيد علي خان.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 152.</ref> | ||
لقد | لقد امتاز شرح الرياض للصحيفة السجادية، بدقة العبارات واتساع الدلالات، فسخّر فيه كل علومه وفنونه في اللغة وآدابها، [[علوم الحديث|وعلوم الحديث]] [[الفقه|والفقه]] [[الكلام|والكلام]] و غيرها، فبعد أن بسط الكلام ونقل أقوال سائر الشرّاح [[المحدّثين،|والمحدّثين،]] في مقدمتهم الشيخ البهائي، قام بالبحث عن دلالة المفردة في أصل وضعها ثم تطوّر معناها... وهو يستطرد بذكر ما يتعلق بالمفردة من الفقه والكلام والفلسفة.<ref>[http://www.alwahamag.com/?act=artc&id=692#a4 الآثار العلمية لابن معصوم المدني]</ref> | ||
==مكانة الكتاب برأي الآخرين== | ==مكانة الكتاب برأي الآخرين== |