انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الدولة العباسية»

imported>Maytham
imported>Maytham
سطر ١٠٧: سطر ١٠٧:


في زمن المأمون شعر الناس بشيء من الأمن السياسي،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 16</ref> إذ كان المأمون يتظاهر بالتشيع على الدوام، وإن تشيعه ذاك وإن لم يكن [[الإمامية|إمامياً]]، إلاّ أنه يستلزم مناصرة [[الشيعة]] ولو بشكل محدود، فانتشر التشيع في كل بقعة من بقع الإسلام، حتى امتدت جذوره إلى البلاط الملكي<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 164.</ref> كما وورد خبر عن المأمون بأنّه بعد مجيئه إلى العراق حاول تفويض شؤون الدولة لبعض الشيعة، وقرّر أن يعين رجلاً من الشيعة إلى جانب كل مسؤول من أهل العامة،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 240.</ref> ولكن سرعان ما بدأت الأجهزة الحاكمة بانتهاج سياسة الضغط والقمع من جديد،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 16.</ref> فقد كانت هناك قيود ومضايقات مفروضة من قبل الحكام لا تسمح بالتحرك بحرية تامة، وكانت القناة الوحيدة للإتصال بالإمام تتمثل في كتابة الرسائل إليه واستلام الأجوبة، ولذا كان الأئمة منذ عهد [[الإمام الجواد]] {{ع}}فصاعداً وعلى ما قبل عهد [[الإمام الرضا]]{{ع}}، يقيمون علاقاتهم مع الشيعة عن طريق الرسائل.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 121-122.</ref> كما وهذه المضايقات التي كان العباسيون يمارسونها ضد [[العلويين]] والشيعة كانت تؤدي إلى إبعاد الشيعة عن [[الأئمة]]، وتخلق لهم مشاكل في تعلم معتقداتهم.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 86-87.</ref>
في زمن المأمون شعر الناس بشيء من الأمن السياسي،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 16</ref> إذ كان المأمون يتظاهر بالتشيع على الدوام، وإن تشيعه ذاك وإن لم يكن [[الإمامية|إمامياً]]، إلاّ أنه يستلزم مناصرة [[الشيعة]] ولو بشكل محدود، فانتشر التشيع في كل بقعة من بقع الإسلام، حتى امتدت جذوره إلى البلاط الملكي<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 164.</ref> كما وورد خبر عن المأمون بأنّه بعد مجيئه إلى العراق حاول تفويض شؤون الدولة لبعض الشيعة، وقرّر أن يعين رجلاً من الشيعة إلى جانب كل مسؤول من أهل العامة،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 240.</ref> ولكن سرعان ما بدأت الأجهزة الحاكمة بانتهاج سياسة الضغط والقمع من جديد،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 16.</ref> فقد كانت هناك قيود ومضايقات مفروضة من قبل الحكام لا تسمح بالتحرك بحرية تامة، وكانت القناة الوحيدة للإتصال بالإمام تتمثل في كتابة الرسائل إليه واستلام الأجوبة، ولذا كان الأئمة منذ عهد [[الإمام الجواد]] {{ع}}فصاعداً وعلى ما قبل عهد [[الإمام الرضا]]{{ع}}، يقيمون علاقاتهم مع الشيعة عن طريق الرسائل.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 121-122.</ref> كما وهذه المضايقات التي كان العباسيون يمارسونها ضد [[العلويين]] والشيعة كانت تؤدي إلى إبعاد الشيعة عن [[الأئمة]]، وتخلق لهم مشاكل في تعلم معتقداتهم.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 86-87.</ref>
كانت إمامة الإمام الرضا متزامنة مع خلافة [[هارون الرشيد|الرشيد]]، و[[الأمين العباسي|الأمين]] و[[المأمون العباسي|المأمون]]<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص59.</ref> وأهم مسألة تاريخية في حياة الإمام الرضا {{ع}} هي حادثة [[ولاية عهد المأمون|توليته للعهد]]، والتي حاول المأمون استغلالها للوصول إلى مآرب خاصة،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 65.</ref> من أهمهما ما يُنقل عن المأمون قوله: "قد كان الرجل مستتراً عنّا يدعو إلى نفسه، فأردنا أن نجعله ولي عهدنا، [...] ليعترف بالملك والخلافة لنا [...] وقد خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن يفتق علينا منه ما لا نسدّه ..."<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 68.</ref>
ولكن لم يحقق [[المأمون العباسي|المأمون]] النتائج التي كان يبتغيها من جلب الإمام إلى مرو، فكما قتل أخيه رغبة في الحصول على الخلافة، وقتل وزيره، أقدم هذه المرة على ما كان يفعله أسلافه من أجل الإبقاء على خلافته، وتجرأ على قتل الإمام الرضا {{ع}}،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 80-81.</ref> [[الشهادة|فاستشهد]] الإمام {{ع}} مسموماً على يد المأمون آخر صفر [[سنة 203 للهجرة]]<ref>الحكيم، الأئمة الأثني عشر، ص 46-47.</ref>


===عهد المتوكل والمنتصر===
===عهد المتوكل والمنتصر===
مستخدم مجهول