مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الدولة العباسية»
←عهد أبي العباس السفاح
imported>Maytham |
imported>Maytham |
||
سطر ٩٦: | سطر ٩٦: | ||
تمتد هذه المدة الزمنية مع تأسيس الدولة العباسية على يد [[أبي العباس السفاح]]، مرورا ب[[أبي جعفر المنصور]] و[[الهادي العباسي|الهادي]] و[[المهدي العباسي|المهدي]] وصولا إلى [[هارون الرشيد]]. | تمتد هذه المدة الزمنية مع تأسيس الدولة العباسية على يد [[أبي العباس السفاح]]، مرورا ب[[أبي جعفر المنصور]] و[[الهادي العباسي|الهادي]] و[[المهدي العباسي|المهدي]] وصولا إلى [[هارون الرشيد]]. | ||
====عهد أبي العباس السفاح==== | ====عهد أبي العباس السفاح==== | ||
قضى السفاح- أول خلفاء بني العباس - مدة خلافته في تتبع [[الأمويين]] والقضاء عليهم وعلى أتباعهم ولم يقتل أحداً من [[الشيعة]]، لأنّه كان بحاجة إليهم في محاربة الأمويين،<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 139.</ref> ولكن المنصور كان أول من أحدث ثغرة الخلاف بين العباسيين و[[العلويين]] بعد أن كانا كتلة واحدة،<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 140.</ref> فخيّم في ملك المنصور الرعب على الناس فلم يذوقوا حلاوة العيش في ظل سيفه المصلت فوق الرؤوس، إذ وضع على كل إنسان عيناً ورقيباً وخنق الأنفاس، واختطف النفوس،<ref>سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 149.</ref> فلقد بذل قصارى جهده من أجل القضاء على ذرية [[الرسول]] {{صل}} وأولاد الإمامين [[الحسن (ع)|الحسن]] و[[الحسين (ع)|الحسين]] {{هما}} وقد أدى ذلك إلى تشرد العلويين وانتشارهم في البلاد واختفائهم في البراري والجبال، عدا الذين ظفر بهم وقضى عليهم.<ref>القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 601.</ref> فلوحقت ذرية الإمام الحسن في [[المدينة المنورة|المدينة]]، واعتقلت، وعُذبت، وسجنت، وقتلت.<ref>القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 619-621</ref> فكانت أشد الضغوط السياسية تمارس ضد [[الشيعة]] حيث لم يسمح لهم بالتعبير عن وجودهم، حتى أن أحدهم كان يمر على صاحبه فلا ينظر إليه.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 1، ص 285-286.</ref> | قضى السفاح- أول خلفاء بني العباس - مدة خلافته في تتبع [[الأمويين]] والقضاء عليهم وعلى أتباعهم ولم يقتل أحداً من [[الشيعة]]، لأنّه كان بحاجة إليهم في محاربة الأمويين،<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 139.</ref> | ||
====عهد المنصور==== | |||
ولكن المنصور كان أول من أحدث ثغرة الخلاف بين العباسيين و[[العلويين]] بعد أن كانا كتلة واحدة،<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 140.</ref> فخيّم في ملك المنصور الرعب على الناس فلم يذوقوا حلاوة العيش في ظل سيفه المصلت فوق الرؤوس، إذ وضع على كل إنسان عيناً ورقيباً وخنق الأنفاس، واختطف النفوس،<ref>سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص 149.</ref> فلقد بذل قصارى جهده من أجل القضاء على ذرية [[الرسول]] {{صل}} وأولاد الإمامين [[الحسن (ع)|الحسن]] و[[الحسين (ع)|الحسين]] {{هما}} وقد أدى ذلك إلى تشرد العلويين وانتشارهم في البلاد واختفائهم في البراري والجبال، عدا الذين ظفر بهم وقضى عليهم.<ref>القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 601.</ref> فلوحقت ذرية الإمام الحسن في [[المدينة المنورة|المدينة]]، واعتقلت، وعُذبت، وسجنت، وقتلت.<ref>القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 619-621</ref> فكانت أشد الضغوط السياسية تمارس ضد [[الشيعة]] حيث لم يسمح لهم بالتعبير عن وجودهم، حتى أن أحدهم كان يمر على صاحبه فلا ينظر إليه.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 1، ص 285-286.</ref> | |||
كان الإمام الصادق ممن اصطدم _بشكل من الأشكال_ بمسألة الخلافة كقضية سياسية، فعاصر آخر عهد [[بني أمية]]، وأول عهد بني العباس،<ref>المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص97.</ref> ورغم أن الساحة السياسية كانت تعج بالأحداث والتطورات التي يمكن استغلالها ولكن الإمام الصادق اعتزل أمر الحكومة والخلافة، ولم يقم بأي عمل ينم عن تطلعه إلى الإمساك بزمام السلطة والزعامة.<ref>المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 116.</ref> | كان الإمام الصادق ممن اصطدم _بشكل من الأشكال_ بمسألة الخلافة كقضية سياسية، فعاصر آخر عهد [[بني أمية]]، وأول عهد بني العباس،<ref>المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص97.</ref> ورغم أن الساحة السياسية كانت تعج بالأحداث والتطورات التي يمكن استغلالها ولكن الإمام الصادق اعتزل أمر الحكومة والخلافة، ولم يقم بأي عمل ينم عن تطلعه إلى الإمساك بزمام السلطة والزعامة.<ref>المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 116.</ref> | ||
سطر ١٠٥: | سطر ١٠٧: | ||
واجه الإمام الصادق المضايقات من قبل الحكومة العباسية، فحاول [[المنصور العباسي|المنصور]] اغتيال الإمام عدة مرات، وأمر بإحراق بيته.<ref>القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 604.</ref> حتى استشهد الإمام الصادق {{ع}} في شهر شوال [[سنة 148 للهجرة]] بالعنب المسموم الذي أطعمه المنصور.<ref>الحكيم، الأئمة الأثني عشر، ص 38.</ref> | واجه الإمام الصادق المضايقات من قبل الحكومة العباسية، فحاول [[المنصور العباسي|المنصور]] اغتيال الإمام عدة مرات، وأمر بإحراق بيته.<ref>القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، ص 604.</ref> حتى استشهد الإمام الصادق {{ع}} في شهر شوال [[سنة 148 للهجرة]] بالعنب المسموم الذي أطعمه المنصور.<ref>الحكيم، الأئمة الأثني عشر، ص 38.</ref> | ||
====عهد المهدي والهادي والرشيد==== | |||
وأما عهد [[المهدي العباسي|المهدي]] و[[الهادي العباسي|الهادي]] و[[هارون الرشيد|هارون]] فكانت كعهد [[المنصور العباسي|المنصور]]، من أكثر العهود ظلماً [[العلويون|لبني علي]] {{ع}} وشيعته، حيث فعلت بنسله الأفاعيل، وشردتهم، وسجنتهم، وقتلتهم شر تقتيل، ودفنت بعضهم أحياء كأحجار أساس للقصور،<ref>سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص137.</ref> فكانت فترة عصيبة على الشيعة، حيث قام [[الشيعة]] و[[العلويون]] بعدة ثورات ضد خلفاء بني العباس، كان من أهمها ثورة الحسين بن علي [[شهيد الفخ]] التي حدثت في زمن خلافة الهادي وثورة يحيى وإدريس ابنا عبد الله التي وقعت في زمن هارون.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 17.</ref> | وأما عهد [[المهدي العباسي|المهدي]] و[[الهادي العباسي|الهادي]] و[[هارون الرشيد|هارون]] فكانت كعهد [[المنصور العباسي|المنصور]]، من أكثر العهود ظلماً [[العلويون|لبني علي]] {{ع}} وشيعته، حيث فعلت بنسله الأفاعيل، وشردتهم، وسجنتهم، وقتلتهم شر تقتيل، ودفنت بعضهم أحياء كأحجار أساس للقصور،<ref>سليمان، الإمام موسى الكاظم باب الحوائج، ص137.</ref> فكانت فترة عصيبة على الشيعة، حيث قام [[الشيعة]] و[[العلويون]] بعدة ثورات ضد خلفاء بني العباس، كان من أهمها ثورة الحسين بن علي [[شهيد الفخ]] التي حدثت في زمن خلافة الهادي وثورة يحيى وإدريس ابنا عبد الله التي وقعت في زمن هارون.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 17.</ref> |