انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معركة صفين»

أُضيف ٢٢٦ بايت ،  ٢١ مايو ٢٠١٧
imported>Baselaldnia
imported>Baselaldnia
سطر ٥: سطر ٥:
==أسباب حدوث المعركة==
==أسباب حدوث المعركة==


بدأت ملامح المعركة تلوح في الأفق بعد مقتل [[عثمان بن عفان]] ومبايعة أمير المؤمنين {{عليه السلام}} [[الخلافة|للخلافة]]؛ حيث قرر الإمام {{عليه السلام}} عزل [[معاوية]] وتنصيب [[عبد الله بن عباس]] على ولاية [[الشام]]، وكتب في ذلك إلى معاوية قائلاً:
[[ملف:معركة صفين.jpg|تصغير]]
{{اقتباس2|«إن الناس قد قتلوا [[عثمان بن عفان|عثمان]] عن غير مشورة منّي وبايعوا لي عن مشورة منهم واجتماع فبايع وفد إليّ في أشراف أهل الشام».<ref>البلاذري، أنساب ‏الأشراف، ج‏3، ص12.</ref>}}
بدأت ملامح المعركة تلوح في الأفق بعد مقتل [[عثمان بن عفان]] ومبايعة [[الإمام أمير المؤمنين (ع)|أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} [[الخلافة|للخلافة]]؛ حيث قرر الإمام {{عليه السلام}} عزل [[معاوية]] وتنصيب [[عبد الله بن عباس]] على ولاية [[الشام]]، وكتب في ذلك إلى معاوية قائلاً:
{{اقتباس2|«'''إن الناس قد قتلوا [[عثمان بن عفان|عثمان]] عن غير مشورة منّي وبايعوا لي عن مشورة منهم واجتماع فبايع وفد إليّ في أشراف أهل الشام'''».<ref>البلاذري، أنساب ‏الأشراف، ج‏3، ص12.</ref>}}
فرفض معاوية قرار أمير المؤمنين علي عليه السلام وطالب بتسليم قتلة عثمان لكي يقيم الحد عليهم.
فرفض معاوية قرار أمير المؤمنين علي عليه السلام وطالب بتسليم قتلة عثمان لكي يقيم الحد عليهم.


وبعد أن انتهت [[معركة الجمل]] عاد أمير المؤمنين {{عليه السلام}} إلى [[الكوفة]] وبذل قصارى جهده لاقناع معاوية في الدخول فيما دخل المسلمون فيه.<ref>ابن أعثم، ج 2، ص 375.</ref>  كما قام أيضاً بنزع [[جرير بن عبد الله البجلي|جريراً بن عبد الله البجلي]] عن همدان فجاء حتى نزل  الكوفة، فبعثه أمير المؤمنين إلى معاوية رسولاً ليبلغه: «أما بعد، فإنّ بيعتي ب[[المدينة]] لزمتك وأنت بالشام... فادخل فيما دخل فيه المسلمون، فإنّ أحبّ الأمور إليّ فيك العافية، إلا أن تتعرض للبلاء، فإن تعرضت له قاتلتك، واستعنت بالله عليك. وقد أكثرت في قتله عثمان، فادخل فيما دخل فيه الناس، ثم حاكم القوم إليّ أحملك وإياهم على كتاب الله، فأما تلك التي تريدها فخدعه الصبي عن اللبن. ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك، لتجدني أبرأ [[قريش]] من دم عثمان».<ref>ابن أبي الحديد، ج 3، ص 89.</ref> ولم يرد معاوية على كتابه {{عليه السلام}}.<ref>البلاذري، ج 2، ص 211.</ref>
وبعد أن انتهت [[معركة الجمل]] عاد أمير المؤمنين {{عليه السلام}} إلى [[الكوفة]] وبذل قصارى جهده لاقناع [[معاوية]] في الدخول فيما دخل المسلمون فيه.<ref>ابن أعثم، الفتوح، ج2، ص375.</ref>  كما قام أيضاً بنزع [[جرير بن عبد الله البجلي|جريراً بن عبد الله البجلي]] عن همدان فجاء حتى نزل  الكوفة، فبعثه أمير المؤمنين إلى معاوية رسولاً ليبلغه: «'''أما بعد، فإنّ بيعتي ب[[المدينة]] لزمتك وأنت بالشام... فادخل فيما دخل فيه المسلمون، فإنّ أحبّ الأمور إليّ فيك العافية، إلا أن تتعرض للبلاء، فإن تعرضت له قاتلتك، واستعنت بالله عليك. وقد أكثرت في قتله عثمان، فادخل فيما دخل فيه الناس، ثم حاكم القوم إليّ أحملك وإياهم على كتاب الله، فأما تلك التي تريدها فخدعه الصبي عن اللبن. ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك، لتجدني أبرأ [[قريش]] من دم عثمان'''».<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج3، ص89.</ref> ولم يرد معاوية على كتابه {{عليه السلام}}.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص211.</ref>


فأجاب معاوية جرير بالانتظار حتى يأخذ رأي أهل الشام في ذلك.<ref>بحار الأنوار: ج 32 ، ص 368- 369.</ref> فأمر معاوية للصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس صعد المنبر وقال بعد كلام طويل حرّض من خلاله أهل الشام على الالتزام بالقصاص من قتلة عثمان، فقاموا بأجمعهم وأجابوا إلى الطلب بدم عثمان وبايعوه على ذلك وأوثقوا له على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم أو يدركوا ثأره أو يفني الله أرواحهم.<ref>بحار الأنوار: ج 32، ص369.</ref>
فأجاب معاوية جرير بالانتظار حتى يأخذ رأي أهل الشام في ذلك.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج32 ، ص368- 369.</ref> فأمر معاوية للصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس صعد المنبر وقال بعد كلام طويل حرّض من خلاله أهل الشام على الالتزام بالقصاص من قتلة عثمان، فقاموا بأجمعهم وأجابوا إلى الطلب بدم عثمان وبايعوه على ذلك، وأوثقوا له على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم حتى يدركوا ثأره أو يفني الله أرواحهم.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج32، ص369.</ref>


وكان قد وضع معاوية قميص عثمان وأصابع زوجته نائلة على المنبر وكتب بالخبر وثاب إليه الناس وبكوا سنة وهو على المنبر والأصابع معلقة فيه. وآلا الرجال من أهل الشام ألا يأتوا النساء ولا يمسهم الماء للغسل إلا من احتلام ولا يناموا على الفرش حتى يقتلوا قتلة عثمان ومن عرض دونهم بشيء أو تفنى أرواحهم فمكثوا حول القميص سنة. والقميص يوضع كل يوم على المنبر ويجلله أحياناً فيلبسه وعلق في أردانه أصابع نائلة زوجته.<ref>تاريخ الطبري: ج 3، ص 70.</ref>
وكان قد وضع معاوية قميص عثمان وأصابع زوجته نائلة على المنبر وكتب بالخبر وثاب إليه الناس وبكوا سنة وهو على المنبر والأصابع معلقة فيه. وآلا الرجال من أهل الشام ألا يأتوا النساء ولا يمسهم الماء للغسل إلا من احتلام ولا يناموا على الفرش حتى يقتلوا قتلة عثمان ومن عرض دونهم بشيء أو تفنى أرواحهم فمكثوا حول القميص سنة. والقميص يوضع كل يوم على المنبر ويجلله أحياناً فيلبسه وعلق في أردانه أصابع نائلة زوجته.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج3، ص70.</ref>


==أعوان معاوية==
==أعوان معاوية==
مستخدم مجهول