انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «واقعة سقيفة بني ساعدة»

ط
imported>Nabavi
imported>Nabavi
سطر ٢١٢: سطر ٢١٢:
*هنري لمنس ونظرية القوة الثلاثية؛ في عام 1910 م، أصدر المفكر البلجيكي، هنري لمنس (1863-1937)، مقالة تحت عنوان "القوة الثلاثية؛ أبو بكر، عمر وأبو عبيدة". وادعى فيها بأن الغاية المشتركة والتعاضد الفاعل بين هؤلاء الثلاثة في حياة النبي الأعظم (ص) كان يجري على قدم وساق، ومنحهم القوة لتثبيت خلافة إبي بكر وعمر. وقد كان [[أبو عبيدة]] ينال منصب الخلافة، اذا كان يعيش بعد عمر بن الخطاب. ولو لم يتطرق لمنس في نظريته هذه إلى مؤامرة حيكت لكسب الخلافة، إلا أنه احتملها وبشكل غير مباشر عبر طرحه للنظرية.<ref>لمنس، مثلث قدرت: ابوبکر، عمر، ابو عبيده، ص126، نقلا عن مادلونغ، ويلفرد، في "جانشینی محمد"، ص 15، 1377 ش.</ref>       
*هنري لمنس ونظرية القوة الثلاثية؛ في عام 1910 م، أصدر المفكر البلجيكي، هنري لمنس (1863-1937)، مقالة تحت عنوان "القوة الثلاثية؛ أبو بكر، عمر وأبو عبيدة". وادعى فيها بأن الغاية المشتركة والتعاضد الفاعل بين هؤلاء الثلاثة في حياة النبي الأعظم (ص) كان يجري على قدم وساق، ومنحهم القوة لتثبيت خلافة إبي بكر وعمر. وقد كان [[أبو عبيدة]] ينال منصب الخلافة، اذا كان يعيش بعد عمر بن الخطاب. ولو لم يتطرق لمنس في نظريته هذه إلى مؤامرة حيكت لكسب الخلافة، إلا أنه احتملها وبشكل غير مباشر عبر طرحه للنظرية.<ref>لمنس، مثلث قدرت: ابوبکر، عمر، ابو عبيده، ص126، نقلا عن مادلونغ، ويلفرد، في "جانشینی محمد"، ص 15، 1377 ش.</ref>       


ويعتقد لمنس بأن ابنتا أبي بكر وعمر؛ [[عائشة]] و[[حفصة بنت عمر|حفصة]] -زوجتا الرسول (ص)- نجحتا في إطلاع أبويهما عن كل شاردة وواردة في حياة النبي، وقد توفقتا بلعب دور فاعل في حياة النبي والذي سنح لهم الاحتكام بالسلطة.<ref>لمنس، مثلث قدرت: ابوبکر، عمر، ابو عبيده، ص126، نقلا عن مادلونغ، ويلفرد، في "جانشینی محمد"، ص 15، 1377 ش.</ref>   
:ويعتقد لمنس بأن ابنتا أبي بكر وعمر؛ [[عائشة]] و[[حفصة بنت عمر|حفصة]] -زوجتا الرسول (ص)- نجحتا في إطلاع أبويهما عن كل شاردة وواردة في حياة النبي، وقد توفقتا بلعب دور فاعل في حياة النبي والذي سنح لهم الاحتكام بالسلطة.<ref>لمنس، مثلث قدرت: ابوبکر، عمر، ابو عبيده، ص126، نقلا عن مادلونغ، ويلفرد، في "جانشینی محمد"، ص 15، 1377 ش.</ref>   
   
   
*نظرية ليون كايتاني؛ وقد يشير هذا المستشرق الإيطالي، في مقدمته لكتاب تاريخ الإسلام، إلى عمق الخلافات بين أبي بكر وبني هاشم ويبدي عن استغرابه لتنصيب أبي بكر في اجتماع الانصار في سقيفة بني ساعدة، بعيد وفاة الرسول (ص). كما يؤيد كايتاني تلميحاً إلى مدى جدية ما يدعيه علي بن أبي طالب (ع) في رفضه للروايات المشهورة التي تمسك بها أبو بكر لخلافته المزعومة، بما فيها تقدمُ حق قريش لكونهم عشيرة النبي (ص).
*نظرية ليون كايتاني؛ وقد يشير هذا المستشرق الإيطالي، في مقدمته لكتاب تاريخ الإسلام، إلى عمق الخلافات بين أبي بكر وبني هاشم ويبدي عن استغرابه لتنصيب أبي بكر في اجتماع الانصار في سقيفة بني ساعدة، بعيد وفاة الرسول (ص). كما يؤيد كايتاني تلميحاً إلى مدى جدية ما يدعيه علي بن أبي طالب (ع) في رفضه للروايات المشهورة التي تمسك بها أبو بكر لخلافته المزعومة، بما فيها تقدمُ حق قريش لكونهم عشيرة النبي (ص).
لأن الأمر يؤدي إلى ترسيخ مطالبة علي بن أبي طالب (ع) الذي يُعد من أقرب أقارب النبي. ومن وجهة نظره لو كان بإمكان النبي أن يختار أحدا، من الأرجح أنه كان يفضل أبا بكر على السائرين، ورغم ذلك يعتبر كايتاني، نظرية "القوة الثلاثية: أبو بكر، عمر، أبو عبيدة" لهنري لمنس، هي النظرية المثلى، في المجلدات اللاحقة لكتابه.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 17-18، 1377 ش.</ref>
:لأن الأمر يؤدي إلى ترسيخ مطالبة علي بن أبي طالب (ع) الذي يُعد من أقرب أقارب النبي. ومن وجهة نظره لو كان بإمكان النبي أن يختار أحدا، من الأرجح أنه كان يفضل أبا بكر على السائرين، ورغم ذلك يعتبر كايتاني، نظرية "القوة الثلاثية: أبو بكر، عمر، أبو عبيدة" لهنري لمنس، هي النظرية المثلى، في المجلدات اللاحقة لكتابه.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 17-18، 1377 ش.</ref>


*ويلفرد مدلونغ؛ يقوم المستشرق الألماني والخبير في الديانة الإسلامية، بطرح الموضوع وجوانبها بإسهاب ويعتقد  خلاف ما يراه أغلب المؤرخين، بأن اجتماع السقيفة لم يتكون في بادئ الأمر لتعيين [[الخليفة]] على المسلمين، وبما أن عقيدة الخلافة لتولي قيادة الأمة، لم يسبق له نظير في المجتمع الإسلامي، فالتصور بأن الأنصار كانت تطمح إلى ذلك عبر اجتماعها، مستبعد من أصله.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 51، 1377 ش.</ref>  
*ويلفرد مدلونغ؛ يقوم المستشرق الألماني والخبير في الديانة الإسلامية، بطرح الموضوع وجوانبها بإسهاب ويعتقد  خلاف ما يراه أغلب المؤرخين، بأن اجتماع السقيفة لم يتكون في بادئ الأمر لتعيين [[الخليفة]] على المسلمين، وبما أن عقيدة الخلافة لتولي قيادة الأمة، لم يسبق له نظير في المجتمع الإسلامي، فالتصور بأن الأنصار كانت تطمح إلى ذلك عبر اجتماعها، مستبعد من أصله.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 51، 1377 ش.</ref>  


ويعتقد مدلونغ بأنه وبعد وفاة النبي (ص) مباشرة، قد تصورت الأنصار بأن [[البيعة]] مع الرسول أصبحت في خبر كان، وتوجست انهيار المجتمع الذي بُني على يد النبي، فقررت اختيار قائد من بينهم لتدبير أمور [[المدينة]]، وبناء عليه اجتمعت في السقيفة بدون استشارة المهاجرين.
:ويعتقد مدلونغ بأنه وبعد وفاة النبي (ص) مباشرة، قد تصورت الأنصار بأن [[البيعة]] مع الرسول أصبحت في خبر كان، وتوجست انهيار المجتمع الذي بُني على يد النبي، فقررت اختيار قائد من بينهم لتدبير أمور [[المدينة]]، وبناء عليه اجتمعت في السقيفة بدون استشارة المهاجرين.
فتوقعت الأنصار بأن لا وجهة لبقاء المهاجرين في المدينة، فسيعودون إلى ديارهم، ومن لم يعد فسوف يخضع للأمر الواقع تحت إمرة الأنصار.
:فتوقعت الأنصار بأن لا وجهة لبقاء المهاجرين في المدينة، فسيعودون إلى ديارهم، ومن لم يعد فسوف يخضع للأمر الواقع تحت إمرة الأنصار.
ويطرح هذه النظرية بجد؛ ألا وهي الرؤية المختصة بعمر وأبي بكر والتي تعتبر خليفة الرسول هو الحاكم على جميع العرب والمسلمين» ولايليق بهذا المنصب غیر قريش.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 51-52، 1377 ش.</ref>  
:ويطرح هذه النظرية بجد؛ ألا وهي الرؤية المختصة بعمر وأبي بكر والتي تعتبر خليفة الرسول هو الحاكم على جميع العرب والمسلمين» ولايليق بهذا المنصب غیر قريش.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 51-52، 1377 ش.</ref>  
   
   
کما ويعتقد أن أبا بكر كان قد اعتزم على تصدي الخلافة قبل وفاة النبي (ص)، وكان قد يحمل نية الإطاحة بمنافسيه الأقوياء، لأجل الحصول على ذلك.
:کما ويعتقد أن أبا بكر كان قد اعتزم على تصدي الخلافة قبل وفاة النبي (ص)، وكان قد يحمل نية الإطاحة بمنافسيه الأقوياء، لأجل الحصول على ذلك.
وكان على رأس المنافسين، [[أهل بيت محمد (ص)]] الذين قد فضلهم الله على سائر المسلمين.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 62، 1377 ش.</ref>  
:وكان على رأس المنافسين، [[أهل بيت محمد (ص)]] الذين قد فضلهم الله على سائر المسلمين.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 62، 1377 ش.</ref>  


إن مبادرة الأنصار لاجتماعهم في السقيفة هيأت الفرصة المناسبة لأبي بكر كي ينال ما كان يتوق له، فقدم في البدء عمرا وأبا عبيدة -وبصورة تمثيلية- كخيارين لخلافة للنبي (ص)، والحال أنهما لم يكونا يتمتعا بأقل قدر من الحظ في كسب الآراء، والواضح أن العرض لم يكن جاداً وقد استغله ابن أبي قحافة، لإثارة الجدل فيما بين المجتمعين، كي تصب الأمور في مصلحته في نهاية المطاف.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 62، 1377 ش.</ref>  
:إن مبادرة الأنصار لاجتماعهم في السقيفة هيأت الفرصة المناسبة لأبي بكر كي ينال ما كان يتوق له، فقدم في البدء عمرا وأبا عبيدة -وبصورة تمثيلية- كخيارين لخلافة للنبي (ص)، والحال أنهما لم يكونا يتمتعا بأقل قدر من الحظ في كسب الآراء، والواضح أن العرض لم يكن جاداً وقد استغله ابن أبي قحافة، لإثارة الجدل فيما بين المجتمعين، كي تصب الأمور في مصلحته في نهاية المطاف.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 62، 1377 ش.</ref>  


والأدلة المطروحة من قبل أهل السنة والباحثين في الغرب، التي ترى عدم جدية ترشيح علي بن أبي طالب، نظراً لحداثة سنه وعدم كفاءتة -مقارنة ببعض الصحابة الآخرين مثل أبي بكر وعمر- يتعارض مع واقع المجتمع -على حد تعبير مدلونغ- وهناك أمور أخرى مثارة من جانب أبي بكر أدى إلى تغافل [[المسلمين]] عن [[ابن أبي طالب]]، ومن ثم حرمانه من منصب الخلافة.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 65، 1377 ش.</ref>
:والأدلة المطروحة من قبل أهل السنة والباحثين في الغرب، التي ترى عدم جدية ترشيح علي بن أبي طالب، نظراً لحداثة سنه وعدم كفاءتة -مقارنة ببعض الصحابة الآخرين مثل أبي بكر وعمر- يتعارض مع واقع المجتمع -على حد تعبير مدلونغ- وهناك أمور أخرى مثارة من جانب أبي بكر أدى إلى تغافل [[المسلمين]] عن [[ابن أبي طالب]]، ومن ثم حرمانه من منصب الخلافة.<ref>مدلونغ، ويلفرد، جانشيني محمد، ص 65، 1377 ش.</ref>


==مواضيع ذات صلة==
==مواضيع ذات صلة==
مستخدم مجهول