انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «واقعة سقيفة بني ساعدة»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
سطر ١٣: سطر ١٣:
ثم تمسك [[أهل السنة]] بـ[[إجماع أهل الحل والعقد]] لإعطاء طابع المشروعية لخلافة أبي بكر.
ثم تمسك [[أهل السنة]] بـ[[إجماع أهل الحل والعقد]] لإعطاء طابع المشروعية لخلافة أبي بكر.


كما وقد قام مستشرقون من أمثال هنري لامنس، وكيتاني وويلفرد مدلونغ بنقل الواقعة وتحليلها من خلال آثارهم. ويعد [[كتاب خلافة محمد]] (ص) للكاتب مدلونغ وعقيدة "ثلاثي السلطة" من هنري لامنس من أشهر ما كتب في هذا المجال.
كما وقد قام مستشرقون من أمثال هنري لامنس، وكيتاني، و[[ويلفرد مدلونغ]] بنقل الواقعة وتحليلها من خلال آثارهم. ويعد [[كتاب خلافة محمد]] (ص) للكاتب مدلونغ وعقيدة "ثلاثي السلطة" من هنري لامنس من أشهر ما كتب في هذا المجال.


==السقيفة وموقعها==
==السقيفة وموقعها==
سطر ٤٠: سطر ٤٠:


==مجريات السقيفة==
==مجريات السقيفة==
يبدو أن غالبية الروايات التي أشارت إلى الواقعة تصل إلى [[عبد الله بن العباس]] نقلاً عن عمر بن الخطاب في زمن خلافته وهو على المنبر، خلال [[موسم الحج]]. وجميع الروايات الأخرى قد أخذت من رواية ابن عباس أو تأثرت منها. فقد ذكرها ابن هشام، الطبري، عبد الرزاق بن همّام، البخاري وابن حنبل مع اختلاف يسير في سلسلة الرواة.<ref>Madelung, WilfredThe Succession To Muhammad, p 28></ref>
يبدو أن غالبية الروايات التي أشارت إلى الواقعة تصل إلى [[عبد الله بن العباس]] نقلاً عن عمر بن الخطاب في زمن خلافته وهو على المنبر، خلال [[موسم الحج]]. وجميع الروايات الأخرى قد أخذت من رواية ابن عباس أو تأثرت منها. فقد ذكرها ابن هشام، الطبري، عبد الرزاق بن همّام، [[البخاري]] و[[أحمد بن حنبل|ابن حنبل]]، مع اختلاف يسير في سلسلة الرواة.<ref>Madelung, WilfredThe Succession To Muhammad, p 28></ref>


يمكن تقسيم الأحداث التي وقعت في السقيفة هذه إلى مرحلتين؛
يمكن تقسيم الأحداث التي وقعت في السقيفة هذه إلى مرحلتين؛
سطر ٤٧: سطر ٤٧:
'''الأنصار في السقيفة؛'''
'''الأنصار في السقيفة؛'''


ما جرى في السقيفة على رواية الطبري: "حينما قبض [[النبي]]{{صل}} كانت الأنصار اجتمعت في سقيفة بني ساعدة ليولّون [[سعد بن عبادة]]، الأمر بعد النبي{{صل}} وأخرجوه وهو مريض، فشخص آخر يتكلم بكلامه ويسمع الناس. بعد ما ذكر للأنصار من فضائل لم يتّسم بها قبيلة من [[العرب]] وأنه ما آمن به قومه إلا قليلاً وفي غاية الضعف والعزلة وأن فضلهم الله وخصّهم بالنعمة والكرامة وما إلى ذلك حتى استقامت العرب لأمر الله طوعاً وكرهاً، إلى أن ينتهي ويدعوهم بالإستئثار بالحكم، فيؤيده القوم ويصفه بـ[[صالح المؤمنين]] لتولي الأمر ثم يترادى الكلام بينهم".
ما جرى في السقيفة كما يرويه الطبري: "حينما قبض [[النبي]]{{صل}} كانت الأنصار اجتمعت في سقيفة بني ساعدة ليولّون [[سعد بن عبادة]]، الأمر بعد النبي{{صل}} وأخرجوه وهو مريض، فشخص آخر يتكلم بكلامه ويسمع الناس. بعد ما ذكر للأنصار من فضائل لم يتّسم بها قبيلة من [[العرب]] وأنه ما آمن به قومه إلا قليلاً وفي غاية الضعف والعزلة وأن فضلهم الله وخصّهم بالنعمة والكرامة وما إلى ذلك حتى استقامت العرب لأمر الله طوعاً وكرهاً، إلى أن ينتهي ويدعوهم بالإستئثار بالحكم، فيؤيده القوم ويصفوه بـ[[صالح المؤمنين]] لتولي الأمر، ثم يتردّد فيما بينهم".
جاء على رواية [[أبي مخنف]]، الذي ذكره الطبري في تاريخه:<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 455-456.</ref>
جاء على رواية [[أبي مخنف]]، الذي ذكره الطبري في تاريخه:<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 455-456.</ref>


فيوعز سعد إليهم أن يأخذوا بزمام المبادرة غير مكترثين بآراء الناس بهذه العبارة: "استبدوا بهذا الأمر دون الناس".<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref>
فيوعز سعد إليهم أن يأخذوا بزمام المبادرة، غير مكترثين بآراء الناس بهذه العبارة: "استبدوا بهذا الأمر دون الناس".<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref>
فيجيبوه بأجمعهم: "وفقت في الرأى وأصبت في القول ولن نعدو ما رأيت نوليك هذا الأمر فإنك فينا مقنع ولصالح المؤمنين رضى ثم إنهم ترادّوا الكلام بينهم" في ما إذا أبت مهاجرة قريش فأجاب البعض: "نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأولون ونحن عشيرته وأولياؤه فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده"؟
فيجيبوه بأجمعهم: "وفقت في الرأى وأصبت في القول ولن نعدو ما رأيت، نوليك هذا الأمر فإنك فينا مقنع ولصالح المؤمنين رضى ثم إنهم ترادّوا الكلام بينهم" في ما لو أبت مهاجرة قريش فقالت: "نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأولون ونحن عشيرته وأولياؤه فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده"؟
فاقترحت طائفة منهم أن يقولوا لهم: "منّا أمير ومنكم أمير ولن نرضى بدون هذا الأمر أبداً" فقال سعد بن عبادة حين سمعها هذا أول الوهن.
فاقترحت طائفة منهم أن يجيبوهم: "منّا أمير ومنكم أمير ولن نرضى بدون هذا الأمر أبداً" فقال سعد بن عبادة حين سمعها هذا أول الوهن.
هكذا تداول حشد الأنصار الأمر فيما بينهم قبل أن يلتحق بهم أعلام المهاجرين.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455 - 459.</ref>
وهكذا تداول حشد الأنصار الأمر فيما بينهم قبل أن يلتحق بهم أعلام المهاجرين.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455 - 459.</ref>


'''التحاق المهاجرين بالإجتماع؛'''
'''التحاق المهاجرين بالإجتماع؛'''
سطر ٥٩: سطر ٥٩:
جاء في الطبري نقلاً عن أبي مخنف: أتى [[عمر بن الخطاب|عمر]] الخبر (إشارة إلى إجتماع السقيفة) فأقبل إلى منزل النبي فأرسل إلى أبى بكر و[[أبوبكر بن أبي قحافة]] في الدار -[[علي بن أبي طالب|وعلي بن أبي طالب]] دائب في جهاز رسول الله-<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 456.</ref> مما یدل على عدم حضورهما عند جثمان الرسول بعد وفاته وقبل دفنه.
جاء في الطبري نقلاً عن أبي مخنف: أتى [[عمر بن الخطاب|عمر]] الخبر (إشارة إلى إجتماع السقيفة) فأقبل إلى منزل النبي فأرسل إلى أبى بكر و[[أبوبكر بن أبي قحافة]] في الدار -[[علي بن أبي طالب|وعلي بن أبي طالب]] دائب في جهاز رسول الله-<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 456.</ref> مما یدل على عدم حضورهما عند جثمان الرسول بعد وفاته وقبل دفنه.
فيرسل عمر إلى أبي بكر يطلبه أن أخرج إليه، فيردّ أبو بكر بأنه مشتغل، فيرسل إليه ثانية بأنه قد حدث أمر لابدّ من حضوره، ثم يخرج إليه، فيقول: "أما علمت أن الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يولّوا هذا الأمر سعد بن عبادة وأحسنهم مقالة من يقول منا أمير ومن قريش أمير".
فيرسل عمر إلى أبي بكر يطلبه أن أخرج إليه، فيردّ أبو بكر بأنه مشتغل، فيرسل إليه ثانية بأنه قد حدث أمر لابدّ من حضوره، ثم يخرج إليه، فيقول: "أما علمت أن الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يولّوا هذا الأمر سعد بن عبادة وأحسنهم مقالة من يقول منا أمير ومن قريش أمير".
وهكذا يصف إبن إسحاق الحدث - بعد أن احتشدت الأنصار وجاء الخبر إلى الشيخين -: لما قبض رسول الله{{صل}} انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة... فأتى آتٍ إلى أبي بكر وعمر فقال: إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة وقد انحازوا إليه، فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا قبل أن يتفاقم أمرهم ورسول الله{{صل}} في بيته لم يفرغ من أمره قد أغلق دونه الباب أهله. فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء حتى ننظر ما هم عليه.
وهكذا يصف إبن إسحاق الحدث - بعد أن احتشدت الأنصار وجاء الخبر إلى الشيخين -: لما قبض رسول الله{{صل}} انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة... فأتى آتٍ إلى أبي بكر وعمر فقال: إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة وقد انحازوا إليه، فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا قبل أن يتفاقم أمرهم ورسول الله{{صل}} في بيته لم يفرغ من أمره، قد أغلق دونه الباب أهله. فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء حتى ننظر ما هم عليه.


فيسرعون نحو السقيفة، فيلتقون بأبي عبيدة بن الجراح، يمشون إليهم ثلاثتهم ثم يلتقون بعاصم بن عدي وعويم بن ساعدة، فيخبروهم عن مجريات السقيفة والاجتماع وينصحوهم بالرجوع لعدم سير الأمور على ما يتمنونه، إلا أنهم لا يأخذون بالنصيحة، فيأتون والأنصار مجتمعين، فيقول عمر بن الخطاب: "أتيناهم - وقد كنت زويت أو زوّرت<ref>تاري، حقائق السقيفة، ص 40.</ref> كلاماً أردت أن أقوم به فيهم - فلما أن دفعت إليهم ذهبت لأبتدأ المنطق، فقال لي أبو بكر: رويداً حتى أتكلم ثم انطلق بعد بما أحببت، فنطق، فقال عمر: فما شيء كنت أردت أن أقوله إلاَّ وقد أتى به أو زاد عليه..."<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 456.</ref>
فيسرعون نحو السقيفة، فيلتقون بأبي عبيدة بن الجراح، يمشون إليهم ثلاثتهم ثم يلتقون بعاصم بن عدي وعويم بن ساعدة، فيخبروهم عن مجريات السقيفة والاجتماع وينصحوهم بالرجوع لعدم سير الأمور على ما يتمنونه، إلا أنهم لا يأخذون بالنصيحة، فيأتون والأنصار مجتمعين، فيقول عمر بن الخطاب: "أتيناهم - وقد كنت زويت أو زوّرت<ref>تاري، حقائق السقيفة، ص 40.</ref> كلاماً أردت أن أقوم به فيهم - فلما أن دفعت إليهم ذهبت لأبتدأ المنطق، فقال لي أبو بكر: رويداً حتى أتكلم ثم انطلق بعد بما أحببت، فنطق، فقال عمر: فما شيء كنت أردت أن أقوله إلاَّ وقد أتى به أو زاد عليه..."<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 456.</ref>
مستخدم مجهول