مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ليلة المبيت»
←علي وإتيان أسرة النبي إليه
imported>Ali110110 لا ملخص تعديل |
imported>Ali110110 |
||
سطر ٨٦: | سطر ٨٦: | ||
انتهت المراحلُ الاُولى لنجاة رسول اللّه (ص) وفق تخطيط صحيح وبنجاح، فقد لجأ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - في منتصف الليل إلى غار ثور واختبأ فيه، وبذلك أفشل محاولة المتآمرين عليه. | انتهت المراحلُ الاُولى لنجاة رسول اللّه (ص) وفق تخطيط صحيح وبنجاح، فقد لجأ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - في منتصف الليل إلى غار ثور واختبأ فيه، وبذلك أفشل محاولة المتآمرين عليه. | ||
و لقد كان رسول اللّه (ص) طوال هذا الوقت مطمئناً لا يحسُّ في نفسه بأيّ قلق أو | و لقد كان رسول اللّه (ص) طوال هذا الوقت مطمئناً لا يحسُّ في نفسه بأيّ قلق أو اضطراب، حتى أنه طمأن رفيق سفره عندما وجده مضطرباً في تلك اللحظات الحساسة بقوله: (لا تحزَن إِنَّ اللّه مَعَنا). <ref>التوبة: 40.</ref> | ||
و بقي هناك ثلاث ليال محروساً بعين اللّه تعالى ومشمولاً بعنايته ولطفه، وكان يتردّد عليه (صلّى اللّه عليه وآله) في هذه | و بقي هناك ثلاث ليال محروساً بعين اللّه تعالى ومشمولاً بعنايته ولطفه، وكان يتردّد عليه (صلّى اللّه عليه وآله) في هذه الأثناء [[علي بن ابي طالب|علي]] (ع) و[[هند بن ابي هالة]] (ابن خديجة) على رواية [[الشيخ الطوسي]] في [[أمالي]]ه، و[[عبد اللّه بن أبي بكر]] و''عامر بن فهيرة'' راعي اغنام أبي بكر (بناء على رواية كثير من المؤرّخين). | ||
يقول [[ابن الاثير]]: كان عبد اللّه بن أبي بكر يتسمّع لهما بمكة نهاره ثم يأتيهما ليلاً، وكان يرعى غنمه نهاره على مقربة من الغار، وكان اذا غدا من عندهما عفى على أثر الغنم. <ref>الكامل في التاريخ: ج 2 ص 73 مع تصرف.</ref> | يقول [[ابن الاثير]]: كان عبد اللّه بن أبي بكر يتسمّع لهما بمكة نهاره ثم يأتيهما ليلاً، وكان يرعى غنمه نهاره على مقربة من الغار، وكان اذا غدا من عندهما عفى على أثر الغنم. <ref>الكامل في التاريخ: ج 2 ص 73 مع تصرف.</ref> | ||
سطر ٩٤: | سطر ٩٤: | ||
يقول الشيخ الطوسي في أماليه: عندما دخل علي (ع) وهند على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في الغار (بعد ليلة الهجرة) أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عليّاً أن يبتاع بعيرين له ولصاحبه، فقال أبو بكر: قد كنتُ أعددت لي ولك يا نبي اللّه راحلتين نرتحلهما إلى يثرب. | يقول الشيخ الطوسي في أماليه: عندما دخل علي (ع) وهند على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في الغار (بعد ليلة الهجرة) أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عليّاً أن يبتاع بعيرين له ولصاحبه، فقال أبو بكر: قد كنتُ أعددت لي ولك يا نبي اللّه راحلتين نرتحلهما إلى يثرب. | ||
فقال رسول اللّه (ص) إِني لا آخذهما ولا أحدهما إِلا بالثمن. ثم أمر - صلّى اللّه عليه وآله - عليّاً (عليه السلام) فدفع إِليه ثمن البعيرين. <ref> أمالي الشيخ: ج 2 ص 82.</ref> | فقال رسول اللّه (ص) إِني لا آخذهما ولا أحدهما إِلا بالثمن. ثم أمر - صلّى اللّه عليه وآله - عليّاً (عليه السلام)، فدفع إِليه ثمن البعيرين. <ref> أمالي الشيخ: ج 2 ص 82.</ref> | ||
و كان من جملة وصايا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لعليّ (عليه السلام) في الغار في تلك الليلة أن يؤدي أمانته على أعين الناس ظاهراً وذلك بأن يقيم صارخاً بالأبطح غدوة وعشياً: ألا من كان له قِبل محمّد أمانة | و كان من جملة وصايا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لعليّ (عليه السلام) في الغار في تلك الليلة أن يؤدي أمانته على أعين الناس ظاهراً وذلك بأن يقيم صارخاً بالأبطح غدوة وعشياً: ألا من كان له قِبل محمّد أمانة أو وديعة فليأت فلنؤدِّ اليه أمانته.<ref>الكامل: ج 2 ص 73، السيرة الحلبية: ج 2 ص 53.</ref> | ||
ثم أَوصاه (صلّى اللّه عليه وآله) ب[[الفواطم]] (والفواطم هن: [[فاطمة الزهراء]] بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) الحبيبة لديه والأثيرة عنده، و[[فاطمة بنت أسد]] [[فاطمة بنت أسد|اُمّ عليّ]] عليه السلام و[[فاطمة بنت الزبير]] ومن يريد الهجرة معه من [[بني هاشم]])، وأمره بترتيب أمر ترحيلهم معه إلى [[المدينة المنورة|يثرب]] وتهيئة ما يحتاجون اليه من زاد وراحلة. | ثم أَوصاه (صلّى اللّه عليه وآله) ب[[الفواطم]] (والفواطم هن: [[فاطمة الزهراء]] بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) الحبيبة لديه والأثيرة عنده، و[[فاطمة بنت أسد]] [[فاطمة بنت أسد|اُمّ عليّ]] عليه السلام و[[فاطمة بنت الزبير]] ومن يريد الهجرة معه من [[بني هاشم]])، وأمره بترتيب أمر ترحيلهم معه إلى [[المدينة المنورة|يثرب]] وتهيئة ما يحتاجون اليه من زاد وراحلة. | ||
سطر ١٠٥: | سطر ١٠٥: | ||
يقول [[الحلبي]] في سيرته: "وصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في احدى الليالي وهو بالغار علياً رضي اللّه عنه بحفظ ذمته واداء امانته ظاهراً على اعين الناس". <ref>السيرة الحلبية: ج 2 ص 35.</ref> وثم ينقل عن مؤلف كتاب ''الدر'' ما يقتضي انه اجتمع به عند خروجه من الغار. | يقول [[الحلبي]] في سيرته: "وصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في احدى الليالي وهو بالغار علياً رضي اللّه عنه بحفظ ذمته واداء امانته ظاهراً على اعين الناس". <ref>السيرة الحلبية: ج 2 ص 35.</ref> وثم ينقل عن مؤلف كتاب ''الدر'' ما يقتضي انه اجتمع به عند خروجه من الغار. | ||
وخلاصة القول: إنه مع رواية شيخ جليل من مشائخ الشيعة الإمامية كالشيخ الطوسي بالاسناد الصحيحة أن الأمر بردّ الودائع والأمانات صدر من جانب النبيّ (ص) إِلى عليّ (ع) بعد ليلة المبيت لا يحقّ لنا أن نعارض هذا النقل الصحيح، ونعمد إِلى الهاء العامة بالتوافه، وأما رواية مؤرخي اهل السنة هذا المطلب بشكل آخر يوحي ظاهرهُ بأن جميع وصايا النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) لعليّ تمت في ليلة واحدة هي ليلة الهجرة (ليلة المبيت) فقابل للتفسير والتوجيه، لأنه لا يبعد أن عنايتهم كانت مركزة على رواية أصل الموضوع، ولم يكن لظرف صدور هذه الوصايا والأوامر ووقت بيانها أهمية عندهم. | |||
الخروج من الغار | الخروج من الغار | ||
هيّأ علي عليه السلام بأمر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ثلاث رواحل ودليلاً اميناً يدعى أريقظ ليترحلوها إلى المدينة، ويدلّهم الدليل على طريقها وأرسل كل ذلك إلى الغار. | هيّأ علي عليه السلام بأمر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ثلاث رواحل ودليلاً اميناً يدعى أريقظ ليترحلوها إلى المدينة، ويدلّهم الدليل على طريقها وأرسل كل ذلك إلى الغار. | ||
و لما سمع النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله - رغاء البعير او نداء الدليل نزل هو وصاحبه من الغار وركبا البعيرين وتوجها من أسفل مكة إِلى "يثرب" سالكين إِلى ذلك الخط الساحلي، وقد جاء ذكر المنازل التي مرّا بها في السيرة النبوية ل[[ابن هشام]] <ref>السيرة النبوية لابن هشام: ج 1 ص 491. </ref> وفي الهوامش المثبتة على التاريخ الكامل لابن الاثير. <ref> الكامل في التاريخ: ج 2 ص 75. </ref> | و لما سمع النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله - رغاء البعير او نداء الدليل نزل هو وصاحبه من الغار وركبا البعيرين وتوجها من أسفل مكة إِلى "يثرب" سالكين إِلى ذلك الخط الساحلي، وقد جاء ذكر المنازل التي مرّا بها في السيرة النبوية ل[[ابن هشام]] <ref>السيرة النبوية لابن هشام: ج 1 ص 491. </ref> وفي الهوامش المثبتة على التاريخ الكامل لابن الاثير. <ref> الكامل في التاريخ: ج 2 ص 75. </ref> |