مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ليلة المبيت»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ameli |
imported>Ameli لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{قالب:الإمام علي عليه السلام}} | {{قالب:الإمام علي عليه السلام}} | ||
'''ليلة المبيت'''؛ هي الليلة التي | '''ليلة المبيت'''؛ هي الليلة التي قرر فيها [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] {{صل}} [[الهجرة]] من [[مكة]] إلى [[المدينة]]، وعزم زعماء [[قريش]] على قتله {{صل}} في أثناء تلك الليلة، فطلب رسول الله ({{صل}} من [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} أن يبيت في فراشه حينها. | ||
==خطة قتل النبي (ص)== | ==خطة قتل النبي (ص)== | ||
لقد قام زعماء [[قريش]] بإيذاء المسلمين واضطهادهم لكي يُرغموهم على ترك [[الإسلام]]. وعلى إثر ذلك أمر [[النبي محمد صلى الله عليه | لقد قام زعماء [[قريش]] بإيذاء المسلمين واضطهادهم لكي يُرغموهم على ترك [[الإسلام]]. وعلى إثر ذلك أمر [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] {{صل}} أنصاره ب[[الهجرة]] إلى [[المدينة]]. وقد توجه أنصاره أيضاً إثر هذا القرار إلى المدينة في عدة مراحل على شكل مجموعات صغيرة، وبصورة سرية بعيداً عن أنظار قريش.<ref>ابن هشام، ج 1، ص480.</ref> | ||
==التشاور في دار الندوة== | ==التشاور في دار الندوة== | ||
سطر ٩: | سطر ٩: | ||
==نزول الآية واطلاع النبي (ص)== | ==نزول الآية واطلاع النبي (ص)== | ||
نزل الأمين [[جبرئيل]] {{عليه السلام}} على [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] {{صل}} بعد تصميم [[قريش]] على قتله {{صل}} ليُطلعه على خطة قريش | نزل الأمين [[جبرئيل]] {{عليه السلام}} على [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] {{صل}} بعد تصميم [[قريش]] على قتله {{صل}} ليُطلعه على خطة قريش وليبلغه حكم الله سبحانه، كما جاء في الآية 30 من [[سورة الأنفال]] «'''وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يخُرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرْ الْمَاكِرِين'''» فقرّر رسول الله {{صل}} حينئذٍ ترك بيته قبل وصول المشركين متوجهاً إلى [[يثرب]].<ref>الحلبي، ج 2، ص 32.</ref>وقد تلا عند خروجه من البيت آية «وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُون»<ref>يس/ 36 / 9.</ref> ليخفى عن أنظار المشركين الذين كانوا يحاصرون بيته.<ref>السبحاني، ج ۱، ص420.</ref> | ||
==ليلة المبيت== | ==ليلة المبيت== | ||
في الليلة الأولى من شهر [[ربيع الأول]]، قال [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي محمد]] {{صل}} ل[[الإمام علي|علي]] (ع): «يا علي (ع)! إن الروح هبط عليّ يخبرني أن قريشاً اجتمعت على المكر بي وقتلي، وأنه أوصى إليّ عن ربي عز وجلّ أن أهجر دار قومي، وأن أنطلق إلى [[غار ثور]] تحت ليلتي وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على مضجعي لتخفي بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل وصانع؟»، فقال علي {{عليه السلام}} «أو تسلمنّ بمبيتي هناك يا نبي الله؟»، قال: «نعم»، فتبسّم علي {{عليه السلام}} ضاحكاً، وأهوى إلى الأرض ساجداً، فلمّا رفع رأسه قال له: «امض لما أمرت، فداك سمعي | في الليلة الأولى من شهر [[ربيع الأول]]، قال [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي محمد]] {{صل}} ل[[الإمام علي|علي]] (ع): «يا علي (ع)! إن الروح هبط عليّ يخبرني أن قريشاً اجتمعت على المكر بي وقتلي، وأنه أوصى إليّ عن ربي عز وجلّ أن أهجر دار قومي، وأن أنطلق إلى [[غار ثور]] تحت ليلتي وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على مضجعي لتخفي بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل وصانع؟»، فقال علي {{عليه السلام}} «أو تسلمنّ بمبيتي هناك يا نبي الله؟»، قال: «نعم»، فتبسّم علي {{عليه السلام}} ضاحكاً، وأهوى إلى الأرض ساجداً، فلمّا رفع رأسه قال له: «امض لما أمرت، فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي، ومرني بما شئت أكن فيه كمسرتك واقع منه بحيث مرادك، وإن توفيقي إلّا بالله».<ref>المجلسي، ج19، ص60.</ref> ثم ضمّه رسول الله {{صل}} إلى صدره وبكى إليه وجداً به، وبكى عليّ {{عليه السلام}} جشعاً لفراق رسول الله {{صل}}، ثم افترقا.<ref>الطوسي، ص 466.</ref> | ||
حاصر المشركون بيت رسول {{صل}} من أول الليل، ليهجموا عليه في منتصف الليل، فقال لهم [[أبو لهب|أبو لهب]]: يا قوم إن في هذه الدار نساء [[بني هاشم]] | حاصر المشركون بيت رسول {{صل}} من أول الليل، ليهجموا عليه في منتصف الليل، فقال لهم [[أبو لهب|أبو لهب]]: يا قوم إن في هذه الدار نساء [[بني هاشم]] وبناتهم، ولا تأمن أن تقع يد خاطئة إذا وقعت الصيحة عليهن فيبقى ذلك علينا مسبّة وعاراً إلى آخر الدهر في العرب.<ref>الحلبي، ج 2، ص 32.</ref> | ||
فأغلق الإمام علي {{عليه السلام}} أبواب البيت | فأغلق الإمام علي {{عليه السلام}} أبواب البيت وأسدل الأستار، فلما خلقَ الليل وانقطع الأثر أقبل القوم على عليٍّ (ع) قذفاً بالحجارة والحُلُم فلا يشكّون أنّه رسول الله {{صل}}،<ref>الطوسي، ص 298.</ref> حتّى إذا برق الفجر وأشفقوا أن يفضحهم الصبح هجموا على علي {{عليه السلام}} وقد انتضوا السيوف ووَثبوا إلى الحجرة وقصدوا الفراش، فوثب علي {{عليه السلام}} في وجوههم فقال:«ما شأنكم؟ قالو له: أين محمد {{صل}}؟ قال: أجعلتموني عليه رقيباً؟ ألستم قلتم: نخرجه من بلادنا؟ فقد خرج عنكم». | ||
فأقبلوا عليه {{عليه السلام}} يضربونه ثم أخرجوه من البيت وحبسوه في [[المسجد الحرام]] ساعة من الليل وضربوه حتى كادوا يقتلونه.<ref>المجلسي، ج 19، ص 92.</ref> ثم توجّهوا نحو المدينة يطلبون النبي {{صل}}.<ref>المفيد، ص ۳۰.</ref> | فأقبلوا عليه {{عليه السلام}} يضربونه ثم أخرجوه من البيت وحبسوه في [[المسجد الحرام]] ساعة من الليل وضربوه حتى كادوا يقتلونه.<ref>المجلسي، ج 19، ص 92.</ref> ثم توجّهوا نحو المدينة يطلبون النبي {{صل}}.<ref>المفيد، ص ۳۰.</ref> | ||
سطر ٥٧: | سطر ٥٧: | ||
== الهجرة و بداية التأريخ الهجري == | == الهجرة و بداية التأريخ الهجري == | ||
انطلق [[التاريخ الهجري|التأريخ الهجري]] أو ([[التاريخ الهجري|التقويم الهجري]]) عند المسلمين من [[عام الهجرة]] النبوية من [[مكة]] المكرمة إلى [[يثرب]] التي أصبحت بعد ذلك تسمى ب[[المدينة المنورة]] | انطلق [[التاريخ الهجري|التأريخ الهجري]] أو ([[التاريخ الهجري|التقويم الهجري]]) عند المسلمين من [[عام الهجرة]] النبوية من [[مكة]] المكرمة إلى [[يثرب]] التي أصبحت بعد ذلك تسمى ب[[المدينة المنورة]]. والهجرة تعد من معالم التاريخ الإسلامي لدى المسلمين لأنها تعد هجرة من الشرك والكفر إلى التوحيد و الإسلام و هي مهيئة أرضية تكوين الدولة الإسلامية و الحضارة الكبري الإسلامية بين شعوب العالم كله. | ||
===من الذي جعل الهجرة مبدأً للتاريخ؟=== | |||
إن الإمعان في مراسلات النبيّ {{صل}} ومكاتباته التي هي مدرجة في الأغلب في كتب [[التاريخ]] و[[السيرة]] و[[الحديث]] و[[السنة]]، و كذا غير ذلك من الأدلة التي سوف نذكرها في هذه الصفحات يثبت أن النبيّ - صلّى اللّه عليه و آله و سلم - هو نفسه أول من اعتمد تلك الحادثة الكبرى كمبدأ للتاريخ، و كان يؤرّخ رسائله و كتبه إِلى امراء العرب و زعماء القبائل و غيرهم من الشخصيات البارزة بالتاريخ الهجري.على العكس مما هو المشهور بين المؤرخين من أن عمر بن الخطاب جعل هجرة النبيّ {{صل}} مبدأً للتاريخ باقتراح وتأييد من أمير المؤمنين علي {{عليه السلام}} وأمر بأن تؤرخ الدواوين، والرسائل والعهود وما شابه ذلك في ذلك التاريخ، فان | |||
و نحن ندرج هنا نموذجا من تلك الرسائل النبوية المؤرخة بهذا التاريخ و نحتمل أن تكون هناك أدلة اُخرى غير ما سنذكره هنا- أيضاً- لم نقف عليها. | و نحن ندرج هنا نموذجا من تلك الرسائل النبوية المؤرخة بهذا التاريخ و نحتمل أن تكون هناك أدلة اُخرى غير ما سنذكره هنا- أيضاً- لم نقف عليها. |