انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد أبو الحسن الأصفهاني»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٤١: سطر ٤١:
}}
}}
'''السيد أبوالحسن الإصفهاني''' ([[سنة 1284 هـ|1284]]-[[سنة 1365 هـ|1365 هـ]])، [[فقيه]] [[إمامي]] و[[مرجع ديني]]، انحصرت فيه [[المرجعية]] بعد رحيل [[الميرزا النائيني]] و[[عبد الكريم الحائري اليزدي|الحائري اليزدي]] و[[ضياء الدين العراقي]]. أكثر ما اشتهر بمنهجيته لإدارة شؤون الطلاب و[[الحوزة العلمية]]، كما ذكرت له مواقف سياسية مميزة، منها إبان [[الحركة الدستورية]] التي جرت في [[ايران]] في عهد [[القاجاريون|القاجاريين]] ورفض الاحتلال البريطاني [[العراق|للعراق]]. من أشهر كتبه [[وسيلة النجاة]] (بالعربية) و[[ذخيرة الصالحين]] (بالفارسية).
'''السيد أبوالحسن الإصفهاني''' ([[سنة 1284 هـ|1284]]-[[سنة 1365 هـ|1365 هـ]])، [[فقيه]] [[إمامي]] و[[مرجع ديني]]، انحصرت فيه [[المرجعية]] بعد رحيل [[الميرزا النائيني]] و[[عبد الكريم الحائري اليزدي|الحائري اليزدي]] و[[ضياء الدين العراقي]]. أكثر ما اشتهر بمنهجيته لإدارة شؤون الطلاب و[[الحوزة العلمية]]، كما ذكرت له مواقف سياسية مميزة، منها إبان [[الحركة الدستورية]] التي جرت في [[ايران]] في عهد [[القاجاريون|القاجاريين]] ورفض الاحتلال البريطاني [[العراق|للعراق]]. من أشهر كتبه [[وسيلة النجاة]] (بالعربية) و[[ذخيرة الصالحين]] (بالفارسية).
==حياته==
ولد في إحدى القرى التابعة لبلدة [[لنجان]] التابعة لمدينة [[أصفهان]] تدعى [[مديسه]].<ref>نجف، علماء في رضوان الله، ص 409.</ref> تنحدر أسرته من [[السادة الموسويين]] الذين كانوا يقطنون "[[بهبهان]]"، ويصل نسبهم إلى [[الإمام موسى بن جعفر (ع)]]، سابع [[أئمة الشيعة]] (ع). والده سيد محمد لم يكن من أهل العلم<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 332.</ref> - ولد في [[كربلاء]] ودفن في مدينة [[خوانسار]] - ولكن جده السيد عبدالحميد - الذي ولد في بهبهان ودفن في اصفهان - كان من العلماء، ودرس عند [[الشيخ موسى كاشف الغطاء]]، وقام بشرح تقريراته الفقهية، فضلاً عن شرحه لكتاب "[[شرائع الإسلام]]" [[المحقق الحلي|للمحقق الحلي]].<ref>آقا بزرك الطهراني، الذریعة، ج 13، ص 325.</ref>
===حادثة قتل ابنه===
كان الابن الأرشد للسيد الأصفهاني [[السيد حسن الأصفهاني]]، يهتمّ<ref>نقلاَ عن"حيات جاوداني" بالفارسية، ص 106 - 117.</ref>بشتى الشؤون منها الرسائل الخاصة بالمساعدات المالية للطلاب الموجّهة إلى والده. وفي ليلة 16 من شهر [[صفر]] [[سنة 1349 هـ]] مابين صلاة العشائين بإمامة والده السيد الأصفهاني في [[الصحن الحيدري]]، حيث كان السيد حسن وبحسب العادة يصلي في الصف الأخير للجماعة، تفادياً لإزعاج المصلّين مع تراكم المراجعين إليه، أقدم شخص يُدعى الشيخ علي القمي على قتله بطريقة مروّعة، وقيل بأنّ السبب وراء ذلك كان يعود إلى شدة عسر الجاني بحجة أن ابن السيد قد أهمل أمره -إلا أن السيد الأصفهاني صفح عن الجاني في النهاية وانصرف عن معاقبته.


==نسبه ومولده==
ثم طلب القاتل بعد إطلاق سراحه -وفي رسالة موجهة للسيد- بأن يسمح له بالبقاء في [[النجف]] ومواصلة دروسه في الحوزة، لكن السيد أوعز إلى حامل الرسالة إبلاغه بأنّه ''لا مانع لديه، لكنه سوف لن يعيش هنا في أمان، فمن الأفضل أن يذهب إلى [[إيران]] ويعيش في مطرح خفي مجهولاً''.<ref>الموسوي الأصفهاني، ،حيات جاوداني، بالفارسية، ص 111.</ref>وبالإضافة إلى ذلك، خصّص له مبلغاَ من المال ليتعيّش عليه القاتل ويسدّ به حاجاته.
ولد في إحدى القرى التابعة لبلدة [[لنجان]] التابعة لمدينة [[أصفهان]] تدعى [[مديسه]].<ref>نجف، علماء في رضوان الله، ص 409.</ref> تنحدر أسرته من [[السادة الموسويين]] الذين كانوا يقطنون "[[بهبهان]]"، ويصل نسبهم إلى [[الإمام موسى بن جعفر (ع)]]، سابع [[أئمة الشيعة]] (ع). والده سيد محمد لم يكن من أهل العلم<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 332.</ref> - ولد في [[كربلاء]] ودفن في مدينة [[خوانسار]] - ولكن جده السيد عبدالحميد - الذي ولد في بهبهان ودفن في اصفهان - كان من العلماء، ودرس عند [[الشيخ موسى كاشف الغطاء]]، وقام بشرح تقريراته الفقهية، فضلاً عن شرحه لكتاب "[[شرائع الإسلام]]" [[المحقق الحلي|للمحقق الحلي]].<ref>آقا بزرك الطهراني، الذریعة، ج 13، ص 325.</ref>
على وقع ذلك الحادث قام البعض بالإساءة إلى الطلبة وإيذاءهم بين حين وآخر. فأوصى الأصفهاني إلى الشيخ اليعقوبي، خطيب مجلس تأبين ابنه بأن يعلن عنه: "أنّ أحد ولدي قام بقتل الآخر، فما ذنب بقية الأولاد، فكلّ الطلاب أولادي".<ref>الموسوي الأصفهاني، السيد جعفر، حيات جاوداني، ص116.</ref>
 
===وفاته ومدفنه===
وافاه الأجل ليلة الثلاثاء [[9 ذي الحجة]] [[سنة 1365 هـ]] في [[الكاظمية]] عن 81 سنة وشيّع في [[بغداد]] و[[كربلاء]] تشييعا عظيما لم يسبق له مثيل وحمّل نعشه إلى [[النجف الأشرف]] فدفن في إحدى الحجرات في [[الصحن العلوي]]. كان لوفاته أيضاً صدى في جميع أرجاء [[البلاد الإسلامية]] من [[العراق]]، و[[إيران]]، و[[سوريا]]، و[[جبل عامل]] في [[لبنان]]...من المعروف أنّ الحداد على الأصفهاني وتداعياته [[مدينة تبريز|بمدينة تبريز]] الإيرانية تحوّل إلى حركة شعبية أدّت إلى الإطاحة بالحزب الديموقراطي الأذربيجاني المدعوم روسياً.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213؛ البروفسور السيد حسن الأمين، نقلاً عن صحيفة "ايران شناسي" المرجعية والسياسة، سيرة السيد أبو الحسن الأصفهاني مرجع التقليد؛ دوران مبارزه، خاطرات، تصويرها، أسناد هاشمي الرفسنجاني، ج ص 118؛ هدايت، خاطرات و خطرات، ص 455.</ref>
 
وقال في تأبينه آية اللّه [[الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء]] هذه العبارة الشهيرة: ''"هنيئا لك يا ابا الحسن عشت سعيداً ومتَّ حميداً, قد أنسيتَ الماضين وأتعبت الباقين, كأنك قد وُلدت مرتين"''.<ref>نقلاً على لسان المرجع الراحل نفسه، سنة 1404 هـ.</ref>


==مسيرته العلمية==
==مسيرته العلمية==
===في إيران===
بدأ دراسته في المقدمات في مسقط رأسه، ثمّ التحق إلى [[حوزة أصفهان  العلمية]] وهو شاب مراهق، فحضر دروس بعض علماء زمانه في [[مدرسة نيماورد]] [[الآخوند الكاشي|كالآخوند الكاشي]] - وهو الوحيد المذكور على لسانه من بين أساتذته في أصفهان والذي كان عالماً في مجال العلوم العقلية والرياضيات - وآخرين مثل [[مهدي النحوي]]، [[محمد باقر درجئي]] حيث أخذ منهم العلوم العقلية والنقلية وبعده دخل المراحل الأساسية من [[البحث الخارج]] في [[الفقه]]، وتتلمذ على يد أمثال [[السيدهاشم الجارسوقي]]، [[ابوالمعالي الكلباسي]]، الحكيم [[جهانغيرخان القشقائي]] وأيضاً [[الآخوند الكاشي]].<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 2121 - 213.</ref>
بدأ دراسته في المقدمات في مسقط رأسه، ثمّ التحق إلى [[حوزة أصفهان  العلمية]] وهو شاب مراهق، فحضر دروس بعض علماء زمانه في [[مدرسة نيماورد]] [[الآخوند الكاشي|كالآخوند الكاشي]] - وهو الوحيد المذكور على لسانه من بين أساتذته في أصفهان والذي كان عالماً في مجال العلوم العقلية والرياضيات - وآخرين مثل [[مهدي النحوي]]، [[محمد باقر درجئي]] حيث أخذ منهم العلوم العقلية والنقلية وبعده دخل المراحل الأساسية من [[البحث الخارج]] في [[الفقه]]، وتتلمذ على يد أمثال [[السيدهاشم الجارسوقي]]، [[ابوالمعالي الكلباسي]]، الحكيم [[جهانغيرخان القشقائي]] وأيضاً [[الآخوند الكاشي]].<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 2121 - 213.</ref>


سطر ٥٢: سطر ٦١:
هاجر السيد أبو الحسن  إلى [[العراق]] قاصداً [[النجف]] في شهر [[ربيع الأول]] [[سنة 1308 هـ]]. حيث دخل [[مدرسة الصدر]] الشهيرة في [[حوزة النجف العلمية]]، وبدأ بإكمال دراساته العليا في بحث خارج [[الفقه]] و[[علم الأصول|الأصول]]. بعد فترة ذهب أبوه ليقنعه أن يعودإلى موطنه الأول، فرفض الولد، ثم طلب الأب من أستاذه الآخوند الخراساني أن يتوسط له، ولكن بعد أن عرف [[الآخوند]] عدد أولاده ردّ اليه قائلاً: "تحفظ ببقية أولادك، واترك لي [[السيد أبوالحسن]] فقط، أنا أقوم على أمره".<ref>موسوي الأصفهاني، حياة جاوداني، بالفارسية، ص 20 - 21.</ref>
هاجر السيد أبو الحسن  إلى [[العراق]] قاصداً [[النجف]] في شهر [[ربيع الأول]] [[سنة 1308 هـ]]. حيث دخل [[مدرسة الصدر]] الشهيرة في [[حوزة النجف العلمية]]، وبدأ بإكمال دراساته العليا في بحث خارج [[الفقه]] و[[علم الأصول|الأصول]]. بعد فترة ذهب أبوه ليقنعه أن يعودإلى موطنه الأول، فرفض الولد، ثم طلب الأب من أستاذه الآخوند الخراساني أن يتوسط له، ولكن بعد أن عرف [[الآخوند]] عدد أولاده ردّ اليه قائلاً: "تحفظ ببقية أولادك، واترك لي [[السيد أبوالحسن]] فقط، أنا أقوم على أمره".<ref>موسوي الأصفهاني، حياة جاوداني، بالفارسية، ص 20 - 21.</ref>


==أساتذته==
*'''أساتذته'''
حضر درس [[الميرزاحبيب الله الرشتي]] ثلاث سنوات فقط، ثم التحق بحلقة درس [[الآخوند الخراساني]] وبقي ملازما له مدة 17 سنة حتى أصبح من أبرز تلامذته و أصحابه. إلى جانب [[الآخوند]] و[[الميرزا حبيب الله الرشتي]] اللذان يصرح بهما المترجم نفسه، أدرك - أيضاً - دروس باقي العلماء من أمثال، [[الميرزا الشيرازي الأول]] ([[صاحب ثورة التنباك]])، [[السيد كاظم اليزدي]] ([[صاحب عروة الوثقى]])، [[الميرزا الشيرازي الثاني]] ([[صاحب ثورة العشرين]])، [[فتح الله الشريعة الأصفهاني]] و[[مولى عبدالكريم الإيرواني]].<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213.</ref>
حضر درس [[الميرزاحبيب الله الرشتي]] ثلاث سنوات فقط، ثم التحق بحلقة درس [[الآخوند الخراساني]] وبقي ملازما له مدة 17 سنة حتى أصبح من أبرز تلامذته و أصحابه. إلى جانب [[الآخوند]] و[[الميرزا حبيب الله الرشتي]] اللذان يصرح بهما المترجم نفسه، أدرك - أيضاً - دروس باقي العلماء من أمثال، [[الميرزا الشيرازي الأول]] ([[صاحب ثورة التنباك]])، [[السيد كاظم اليزدي]] ([[صاحب عروة الوثقى]])، [[الميرزا الشيرازي الثاني]] ([[صاحب ثورة العشرين]])، [[فتح الله الشريعة الأصفهاني]] و[[مولى عبدالكريم الإيرواني]].<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213.</ref>
*'''تلامذته'''
تتلمذ على يده كثير من كبار العلماء والمراجع المتأخرين عنه في مجالي [[الفقه]] و[[علم الأصول|الأصول]] طوال فترة تدريسه المتواصل والمستمر في [[حوزة النجف]]، أمثال:
[[الميرزا حسن البجنوردي]]، [[السيد محمود الشاهرودي]]، [[السيد محسن الحكيم]]، [[السيد هادي الميلاني]]، [[الميرزا هاشم الآملي]]، [[الشيخ محمد تقي البروجردي]]، [[العلامة الطباطبائي]] وغيرهم من كبار العلماء المعاصرين له.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213.</ref>


==مرجعيته==
===مرجعيته===
بعد رحيل [[الآخوند الخراساني]]، تصدّى كل من [[السيد محمد كاظم اليزدي]] و[[الميرزا محمد تقي الشيرازي]] للرئاسة الدينية والعلمية لـ[[حوزة النجف الأشرف]]، والمشهور بأنّ [[الميرزا الشيرازي الكبير]] كان أول من أحال مسائله الإحتياطية إلى الأصفهاني واعتبره مع [[الشريعة الأصفهاني]] مؤهلَين لتولي المرجعية بعده. قد راجعه البعض في التقليد بُعيد وفاة الآخوند الخراساني حسب تصريح للمترجم.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213.</ref>
بعد رحيل [[الآخوند الخراساني]]، تصدّى كل من [[السيد محمد كاظم اليزدي]] و[[الميرزا محمد تقي الشيرازي]] للرئاسة الدينية والعلمية لـ[[حوزة النجف الأشرف]]، والمشهور بأنّ [[الميرزا الشيرازي الكبير]] كان أول من أحال مسائله الإحتياطية إلى الأصفهاني واعتبره مع [[الشريعة الأصفهاني]] مؤهلَين لتولي المرجعية بعده. قد راجعه البعض في التقليد بُعيد وفاة الآخوند الخراساني حسب تصريح للمترجم.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213.</ref>


بعد أن توفي كلّ من [[الميرزا النائيني]] و[[الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي]] في [[سنة 1355 هـ]] و[[آغا ضياء العراقي|آغا ضياء العراقي]] [[سنة 1361 هـ]] تفرّد الأصفهاني بالمرجعية العليا للشيعة.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 2 12- 213؛ الأمين، محسن، أعيان الشيعه، ج 6، ص 54.</ref>
بعد أن توفي كلّ من [[الميرزا النائيني]] و[[الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي]] في [[سنة 1355 هـ]] و[[آغا ضياء العراقي|آغا ضياء العراقي]] [[سنة 1361 هـ]] تفرّد الأصفهاني بالمرجعية العليا للشيعة.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 2 12- 213؛ الأمين، محسن، أعيان الشيعه، ج 6، ص 54.</ref>


==تلامذته==
===مؤلفاته===
تتلمذ على يده كثير من كبار العلماء والمراجع المتأخرين عنه في مجالي [[الفقه]] و[[علم الأصول|الأصول]] طوال فترة تدريسه المتواصل والمستمر في [[حوزة النجف]]، أمثال:
[[الميرزا حسن البجنوردي]]، [[السيد محمود الشاهرودي]]، [[السيد محسن الحكيم]]، [[السيد هادي الميلاني]]، [[الميرزا هاشم الآملي]]، [[الشيخ محمد تقي البروجردي]]، [[العلامة الطباطبائي]] وغيرهم من كبار العلماء المعاصرين له.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213.</ref>
 
==مؤلفاته==
تصنّف الآثار العلمية ومؤلفات المترجم إلى خمسة أصناف:
تصنّف الآثار العلمية ومؤلفات المترجم إلى خمسة أصناف:
*تقريراته في [[الفقه]] و[[الأصول]]، دوّنت على يد التلامذة ضمن السنة المألوفة لطلاب العلوم الدينية في المرحلة العليا "خارج الفقه والأصول". هناك دورة كاملة من تقريراته في عدّة مجلدات قام بتأليفها [[ميرزا حسن السيادتي السبزواري]] ما بين [[سنة 1338 هـ|1338]] - [[سنة 1345 هـ|1345 هـ]] وتوجد نسخة أخرى دوّنها [[الشيخ محمد رضا الطبسي]]. من بين جميع تقريراته هناك مختارات ترتبط بعلم الأصول، تدلّ على مكانته العلمية وتتلمذه على يد أستاذه [[الآخوند الخراساني]] في جلسات درسه المتواصلة. من أهمها تقريرات في [[الاستصحاب]] حررّها [[الشيخ محمد تقي الآملي]] أحد تلامذته.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 213 - 214.</ref>
*تقريراته في [[الفقه]] و[[الأصول]]، دوّنت على يد التلامذة ضمن السنة المألوفة لطلاب العلوم الدينية في المرحلة العليا "خارج الفقه والأصول". هناك دورة كاملة من تقريراته في عدّة مجلدات قام بتأليفها [[ميرزا حسن السيادتي السبزواري]] ما بين [[سنة 1338 هـ|1338]] - [[سنة 1345 هـ|1345 هـ]] وتوجد نسخة أخرى دوّنها [[الشيخ محمد رضا الطبسي]]. من بين جميع تقريراته هناك مختارات ترتبط بعلم الأصول، تدلّ على مكانته العلمية وتتلمذه على يد أستاذه [[الآخوند الخراساني]] في جلسات درسه المتواصلة. من أهمها تقريرات في [[الاستصحاب]] حررّها [[الشيخ محمد تقي الآملي]] أحد تلامذته.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 213 - 214.</ref>
سطر ٨٢: سطر ٩٠:
# رسالة عملية في أحكام العبادات باللغة التركية كانت منتشرة بين [[شيعة]] أهالي [[مدينة كركوك]] العراقية، لكن لم نقف على مكان الطبع أو تاريخه.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 332.</ref>
# رسالة عملية في أحكام العبادات باللغة التركية كانت منتشرة بين [[شيعة]] أهالي [[مدينة كركوك]] العراقية، لكن لم نقف على مكان الطبع أو تاريخه.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 332.</ref>


==اهتماماته السياسية وسلوكه الاجتماعي==
==اهتماماته السياسية ==
===المواقف السياسية===
تزامن دخوله إلى [[حوزة النجف]] مع بدايات [[ثورة التنباك]] المشهورة بقيادة [[الميرزا الشيرازي الأول]]، فقد كانت عبارة عن أبرز مواجهة بين السلطة الحاكمة في [[إيران]] والمؤسسة الدينية المتمثلة في المرجعية العليا إلى ذلك الحين.
تزامن دخوله إلى [[حوزة النجف]] مع بدايات [[ثورة التنباك]] المشهورة بقيادة [[الميرزا الشيرازي الأول]]، فقد كانت عبارة عن أبرز مواجهة بين السلطة الحاكمة في [[إيران]] والمؤسسة الدينية المتمثلة في المرجعية العليا إلى ذلك الحين.


سطر ٨٩: سطر ٩٦:


عندما شهد [[العراق]] منعطفاً آخر بعد أحداث ثورة العشرين ورحيل قائدها [[الميرزا الشيرازي الثاني]]، عاد السيد الأصفهاني إلى الساحة من جديد، ليقوم هو وبمعية بعض من الشخصيات الدينية الأخرى [[الميرزا النائيني|كالميرزا النائيني]] والشيخ [[مهدي الخالصي]]، برفض احتلال العراق على يد البريطانيين وتواجدهم على أراضي [[المسلم|المسلمين]] فأفتى الشيخ الخالصي بتحريم العملية الإنتخابية لتعيين أعضاء لجنة كتابة الدستور العراقي، و حظي ذلك بتأييد من الأصفهاني والنائيني، والذي أدى إلى نفي الشيخ الخالصي أولاً إلى الحجاز والأصفهاني والنائيني و[[السيد علي الشهرستاني]] إلى [[إيران]] - بسبب شدة اعتراضهم على إبعاد الخالصي - و كلّ ذلك استمر إلى أمد مؤقت حوالي 11 شهراً ومن ثمّ تنازل الحاكم على [[العراق]] عن قراره وقَبِل بعودتهم، دون الحصول على الأهداف المرجوّة.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213.</ref>
عندما شهد [[العراق]] منعطفاً آخر بعد أحداث ثورة العشرين ورحيل قائدها [[الميرزا الشيرازي الثاني]]، عاد السيد الأصفهاني إلى الساحة من جديد، ليقوم هو وبمعية بعض من الشخصيات الدينية الأخرى [[الميرزا النائيني|كالميرزا النائيني]] والشيخ [[مهدي الخالصي]]، برفض احتلال العراق على يد البريطانيين وتواجدهم على أراضي [[المسلم|المسلمين]] فأفتى الشيخ الخالصي بتحريم العملية الإنتخابية لتعيين أعضاء لجنة كتابة الدستور العراقي، و حظي ذلك بتأييد من الأصفهاني والنائيني، والذي أدى إلى نفي الشيخ الخالصي أولاً إلى الحجاز والأصفهاني والنائيني و[[السيد علي الشهرستاني]] إلى [[إيران]] - بسبب شدة اعتراضهم على إبعاد الخالصي - و كلّ ذلك استمر إلى أمد مؤقت حوالي 11 شهراً ومن ثمّ تنازل الحاكم على [[العراق]] عن قراره وقَبِل بعودتهم، دون الحصول على الأهداف المرجوّة.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213.</ref>
===حادثة قتل ابنه===
كان الابن الأرشد للسيد الأصفهاني [[السيد حسن الأصفهاني]]، يهتمّ<ref>نقلاَ عن"حيات جاوداني" بالفارسية، ص 106 - 117.</ref>بشتى الشؤون منها الرسائل الخاصة بالمساعدات المالية للطلاب الموجّهة إلى والده. وفي ليلة 16 من شهر [[صفر]] [[سنة 1349 هـ]] مابين صلاة العشائين بإمامة والده السيد الأصفهاني في [[الصحن الحيدري]]، حيث كان السيد حسن وبحسب العادة يصلي في الصف الأخير للجماعة، تفادياً لإزعاج المصلّين مع تراكم المراجعين إليه، أقدم شخص يُدعى الشيخ علي القمي على قتله بطريقة مروّعة، وقيل بأنّ السبب وراء ذلك كان يعود إلى شدة عسر الجاني بحجة أن ابن السيد قد أهمل أمره -إلا أن السيد الأصفهاني صفح عن الجاني في النهاية وانصرف عن معاقبته.
ثم طلب القاتل بعد إطلاق سراحه -وفي رسالة موجهة للسيد- بأن يسمح له بالبقاء في [[النجف]] ومواصلة دروسه في الحوزة، لكن السيد أوعز إلى حامل الرسالة إبلاغه بأنّه ''لا مانع لديه، لكنه سوف لن يعيش هنا في أمان، فمن الأفضل أن يذهب إلى [[إيران]] ويعيش في مطرح خفي مجهولاً''.<ref>الموسوي الأصفهاني، ،حيات جاوداني، بالفارسية، ص 111.</ref>وبالإضافة إلى ذلك، خصّص له مبلغاَ من المال ليتعيّش عليه القاتل ويسدّ به حاجاته.
على وقع ذلك الحادث قام البعض بالإساءة إلى الطلبة وإيذاءهم بين حين وآخر. فأوصى الأصفهاني إلى الشيخ اليعقوبي، خطيب مجلس تأبين ابنه بأن يعلن عنه: "أنّ أحد ولدي قام بقتل الآخر، فما ذنب بقية الأولاد، فكلّ الطلاب أولادي".<ref>الموسوي الأصفهاني، السيد جعفر، حيات جاوداني، ص116.</ref>
==وفاته ومدفنه==
وافاه الأجل ليلة الثلاثاء [[9 ذي الحجة]] [[سنة 1365 هـ]] في [[الكاظمية]] عن 81 سنة وشيّع في [[بغداد]] و[[كربلاء]] تشييعا عظيما لم يسبق له مثيل وحمّل نعشه إلى [[النجف الأشرف]] فدفن في إحدى الحجرات في [[الصحن العلوي]]. كان لوفاته أيضاً صدى في جميع أرجاء [[البلاد الإسلامية]] من [[العراق]]، و[[إيران]]، و[[سوريا]]، و[[جبل عامل]] في [[لبنان]]...من المعروف أنّ الحداد على الأصفهاني وتداعياته [[مدينة تبريز|بمدينة تبريز]] الإيرانية تحوّل إلى حركة شعبية أدّت إلى الإطاحة بالحزب الديموقراطي الأذربيجاني المدعوم روسياً.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص 212 - 213؛ البروفسور السيد حسن الأمين، نقلاً عن صحيفة "ايران شناسي" المرجعية والسياسة، سيرة السيد أبو الحسن الأصفهاني مرجع التقليد؛ دوران مبارزه، خاطرات، تصويرها، أسناد هاشمي الرفسنجاني، ج 1، ص 118؛ هدايت، خاطرات و خطرات، ص 455.</ref>
وقال في تأبينه آية اللّه [[الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء]] هذه العبارة الشهيرة: ''"هنيئا لك يا ابا الحسن عشت سعيداً ومتَّ حميداً, قد أنسيتَ الماضين وأتعبت الباقين, كأنك قد وُلدت مرتين"''.<ref>نقلاً على لسان المرجع الراحل نفسه، سنة 1404 هـ.</ref>


==معرض الصور==
==معرض الصور==
مستخدم مجهول