انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة خيبر»

ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ٢٩٨: سطر ٢٩٨:
* يرى [[السيد هاشم معروف الحسني]] إن مناقب عليّ عليه السلام في [[خيبر]] لقيَت اتجاهين من قِبَل أهل السيَر:
* يرى [[السيد هاشم معروف الحسني]] إن مناقب عليّ عليه السلام في [[خيبر]] لقيَت اتجاهين من قِبَل أهل السيَر:


1- الأخذ بالروايات المخالفة دون ذكر ٍلما يقابلها من الروايات  المشهورة كما فعل [[محمد حسين هيكل]] في كتابه [[حياة محمد]]  حيث اعتمد على [[الحديث الضعيف|الروايات الضعيفة]] بين المحدّثين في قتل مرحب ونظرائه على يد عليّ (ع). <ref>هيكل، الفصل الحادي والعشرون. عزا هيكل دحر الحارث أبي زينب إلى الخزرج ثمّ ذكر مبدأ يأس اليهود في الحرب بقطع الماء عن خيبر.</ref>
1- الأخذ بالروايات المخالفة دون ذكر ٍلما يقابلها من الروايات  المشهورة كما فعل [[محمد حسين هيكل]] في كتابه [[حياة محمد]]  حيث اعتمد على [[الحديث الضعيف|الروايات الضعيفة]] بين المحدّثين في قتل مرحب ونظرائه على يد عليّ (ع). <ref>هيكل، حياة محمد، الفصل الحادي والعشرون. عزا هيكل دحر الحارث أبي زينب إلى الخزرج ثمّ ذكر مبدأ يأس اليهود في الحرب بقطع الماء عن خيبر.</ref>


2-  التردّد بين الروايات المتضاربة ك[[الغزالي]] في كتابه [[فقه السيرة]]؛<ref>الغزالي، ص 344</ref> حيث لم يترك منقبة لعليّ صافية على حد تعبير الحسني ووضع في مقابلها ما يثير الشكّ.<ref>الحسني، سيرة المصطفى؛ نظرة جديدة، ص 556</ref>
2-  التردّد بين الروايات المتضاربة ك[[الغزالي]] في كتابه [[فقه السيرة]]؛ حيث لم يترك منقبة لعليّ صافية على حد تعبير الحسني ووضع في مقابلها ما يثير الشكّ.<ref>الحسني، سيرة المصطفى، ص 556.</ref>


يقول السيد الحسني: اعتمد المشككون لأسطورة مقتل مرحب على يد محمد بن مسلمة، على  مصدرين:
يقول السيد الحسني: اعتمد المشككون لأسطورة مقتل مرحب على يد محمد بن مسلمة، على  مصدرين:
*الف) رواية [[عبد الله بن سهل]] الذي كانت أكثر مروياته بحسب ابن حجر في تهذيب التهذيب عن السيدة [[عائشة]] المعروفة في عدائها الشخصي لعلي على حدّ قوله.
*الف) رواية [[عبد الله بن سهل]] الذي كانت أكثر مروياته بحسب ابن حجر في تهذيب التهذيب عن السيدة [[عائشة]] المعروفة في عدائها الشخصي لعلي على حدّ قوله.
*ب) [[محمد بن شهاب الزهري]] حيث أسندها إليه [[موسى بن عقبة]]. يقول السيد الحسني: "ومن المعلوم أنّ الزهري كان عميلاً [[بني أمية|للأمويين]] ومنحرفا عن علي وآل علي كما أثبتنا ذلك في كتابنا [[الموضوعات في الآثار والأخبار]]".<ref>الحسني، ص 555</ref>
*ب) [[محمد بن شهاب الزهري]] حيث أسندها إليه [[موسى بن عقبة]]. يقول السيد الحسني: "ومن المعلوم أنّ الزهري كان عميلاً [[بني أمية|للأمويين]] ومنحرفا عن علي وآل علي كما أثبتنا ذلك في كتابنا [[الموضوعات في الآثار والأخبار]]".<ref>الحسني، سيرة المصطفى، ص 555.</ref>




* يعتقد [[السيد جعفر مرتضى العاملي]] أن يداً تلاعبت بوقائع الغزوة وقلّبت الحقائق, وهي التي حاولت إعطاء الإمتيازات وتوزيعها على أناس لعبوا أدواراً في الحُكم على مستقبل المسلمين تمثّلت في [[سقيفة بني ساعدة]] فور وفات النبي{{صل}}؛ فهم حينما موّهوا أسامي المتخاذلين وحاملي الرايات ولفّقوا الحكايات وعتّموا على الناس واختلط كلامهم وتشابهت وذكروا أسماء لكي يعمى الأمر ويخفّ وطئة التحريف ويخفى على [[المسلمين]] تعمّد التزوير لصالح مناوئي عليّ، صرّحوا وأشادوا بأسماء أخرى, وركّزوا كذلك على ذكر قبائل محدّدة, وأشركوا [[محمد بن مسلمة]] و[[الزبير بن العوام|الزبير]] في قتل مرحب وياسر، <ref>العاملي، ج 17، ص 237</ref> وقد ورد اسمهما – محمد بن مسلمة <ref>اأسد الغابة، ج 4، ص 21؛ ابن بطريق، العمدة، ص 156 وابن المغازلي، المناقب، ص 88</ref> والزبير <ref>العاملي، ج 17، ص 300؛ مسند أحمد، ج 3، ص 16؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج 3، ص 352؛ مجمع الزوائد، ج 9، ص 124 وفضائل الصحابة، ج 2، ص 617، ح 1054 و...</ref>- ضمن أسماء الفارّين بالراية أو الممنوعين منها يوم خيبر، بغض النظر عن أن خطاب النبي في إعطاء الراية بعد فشل محمد بن مسلمة وأمثاله كان موجها  إلى محمد بن مسلمة, ثمّ جُعل نفسه  وكذلك [[قبيلة أسلم]] التي ساعدت [[أبوبكر ابن ابي قحافة|أبابكر]] يوم السقيفة على نيل الخلافة باستخراج كل معارض من بيته إلى المسجد [[البيعة|للبيعة]]،<ref>العاملي، ج 17، ص 180</ref> محور التحركات النبوية في حصون النطاة,<ref>الواقدي، ج 2، ص 653؛ السيرة الحلبية، ج 3، ص 34 و35؛ الإمتاع، ص 312؛ نظم درر السمطين للزرندي الحنفي، ص 99 والعاملي، ج 17، 193 الى 197</ref> وتعدّوا ذلك إلى اختصاص قتل اُسَير اليهودي بمحمد بن مسلمة! أو قتل يوشع والغزّال [[الحباب بن المنذر|بالحباب بن المنذر]]! وهو حامل اللواء وقد بلغت عادية اليهود في حينه أيضاً موقف النبي.<ref>الواقدي، ج 2، ص 663 </ref>
* يعتقد [[السيد جعفر مرتضى العاملي]] أن يداً تلاعبت بوقائع الغزوة وقلّبت الحقائق, وهي التي حاولت إعطاء الإمتيازات وتوزيعها على أناس لعبوا أدواراً في الحُكم على مستقبل المسلمين تمثّلت في [[سقيفة بني ساعدة]] فور وفات النبي{{صل}}؛ فهم حينما موّهوا أسامي المتخاذلين وحاملي الرايات ولفّقوا الحكايات وعتّموا على الناس واختلط كلامهم وتشابهت وذكروا أسماء لكي يعمى الأمر ويخفّ وطئة التحريف ويخفى على [[المسلمين]] تعمّد التزوير لصالح مناوئي عليّ، صرّحوا وأشادوا بأسماء أخرى, وركّزوا كذلك على ذكر قبائل محدّدة, وأشركوا [[محمد بن مسلمة]] و[[الزبير بن العوام|الزبير]] في قتل مرحب وياسر، <ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 237</ref> وقد ورد اسمهما – محمد بن مسلمة <ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 21.؛ ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ص 88.</ref> والزبير <ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 300.؛ ابن حنبل، مسند أحمد، ج 3، ص 16.؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج 3، ص 352.</ref>- ضمن أسماء الفارّين بالراية أو الممنوعين منها يوم خيبر، بغض النظر عن أن خطاب النبي في إعطاء الراية بعد فشل محمد بن مسلمة وأمثاله كان موجها  إلى محمد بن مسلمة, ثمّ جُعل نفسه  وكذلك [[قبيلة أسلم]] التي ساعدت [[أبوبكر ابن ابي قحافة|أبابكر]] يوم السقيفة على نيل الخلافة باستخراج كل معارض من بيته إلى المسجد [[البيعة|للبيعة]]،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 180.</ref> محور التحركات النبوية في حصون النطاة,<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 653.؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 34 و35.؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ص 312.</ref> وتعدّوا ذلك إلى اختصاص قتل اُسَير اليهودي بمحمد بن مسلمة! أو قتل يوشع والغزّال [[الحباب بن المنذر|بالحباب بن المنذر]]! وهو حامل اللواء وقد بلغت عادية اليهود في حينه أيضاً موقف النبي.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 663.</ref>


هذا وقد تقدّم تصريح المؤرخين بفرار جيش الإسلام من أمام اُسَير حتى بلغت عاديته النبي في موقفه ممّا أحزن النبي ودفعه لإعطاء الراية لعليّ. والحال أن المقريزي أسند مقتل كلّ من مرحب واُسَير إلى محمد بن مسلمة, ومقتل ياسر إلى الزبير دون ذكر لعليّ,<ref>المقريزي، ج 1، ص 311</ref> وأسندوا كذلك مصرع الحارث إلى [[أبو دجانة الأنصاري|أبي دجانه]]. كلّ ذلك رغم تظافر الروايات بفتح خيبر على يد عليّ وتصريحهم بمقتل ثمانية من فرسان اليهود على يده,<ref>تاريخ الخميس، ج 2، ص 51 </ref> وهم لم يُصرِّحوا بغير هذه الأسامي في عداد القتلى من يهود خيبر: [[الحارث أبو زينب]]، [[مرحب]]، [[اُسَير]]، [[ياسر]] و[[عامر]].  
هذا وقد تقدّم تصريح المؤرخين بفرار جيش الإسلام من أمام اُسَير حتى بلغت عاديته النبي في موقفه ممّا أحزن النبي ودفعه لإعطاء الراية لعليّ. والحال أن المقريزي أسند مقتل كلّ من مرحب واُسَير إلى محمد بن مسلمة, ومقتل ياسر إلى الزبير دون ذكر لعليّ,<ref>المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 311</ref> وأسندوا كذلك مصرع الحارث إلى [[أبو دجانة الأنصاري|أبي دجانه]]. كلّ ذلك رغم تظافر الروايات بفتح خيبر على يد عليّ وتصريحهم بمقتل ثمانية من فرسان اليهود على يده,<ref>الدياربكري، تاريخ الخميس، ج 2، ص 51.</ref> وهم لم يُصرِّحوا بغير هذه الأسامي في عداد القتلى من يهود خيبر: [[الحارث أبو زينب]]، [[مرحب]]، [[اُسَير]]، [[ياسر]] و[[عامر]].  


قال الواقدي: قُتل ناس من اليهود كثير وإنما سُمّي هؤلاء المذكورون لأنهم كانوا أهل شجاعة وكان هؤلاء في حصن ناعم جميعا,<ref>الواقدي، ج 2، ص 657- 658</ref> ثمّ ذكر اسم يوشع وغزّال المبارزَين ومصرعهما على يد [[الحباب بن المنذر]] في حصني الصعب وأبيّ,<ref>الواقدي، ج 2، ص 659- 667</ref> وحَملِ الحباب أو [[سعد بن عبادة]] للراية رغم استياء النبي من خذلان حاملي الرايات من المهاجرين والأنصار وأصحابهم. ثمّ إنهم هوّلوا بفتح حصن الصعب بن معاذ على يد قبيلة أسلم, أمر لا يكون بالصعب بعد قتال يوم واحد كما رَوَوا عن مدة حصاره.
قال الواقدي: قُتل ناس من اليهود كثير وإنما سُمّي هؤلاء المذكورون لأنهم كانوا أهل شجاعة وكان هؤلاء في حصن ناعم جميعا,<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 657- 658.</ref> ثمّ ذكر اسم يوشع وغزّال المبارزَين ومصرعهما على يد [[الحباب بن المنذر]] في حصني الصعب وأبيّ,<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 659- 667.</ref> وحَملِ الحباب أو [[سعد بن عبادة]] للراية رغم استياء النبي من خذلان حاملي الرايات من المهاجرين والأنصار وأصحابهم. ثمّ إنهم هوّلوا بفتح حصن الصعب بن معاذ على يد قبيلة أسلم, أمر لا يكون بالصعب بعد قتال يوم واحد كما رَوَوا عن مدة حصاره.
{{Quote box
{{Quote box
  |class = <!-- Advanced users only.  See the "Custom classes" section below. -->
  |class = <!-- Advanced users only.  See the "Custom classes" section below. -->
سطر ٣٣٦: سطر ٣٣٦:
}}
}}


إن أخبار حصن ناعم أو القموص (بغض النظر عن تقديم أو تأخير أيهما في بدء الهجوم), وما تناقلتها الأخبار في تخاذل رايات المسلمين, وما جاء في أمر [[محمد بن مسلمة]] و[[الحباب بن المنذر]] أو [[سعد بن عبادة]]  بشأن فتح حصني ناعم أو الصعب خلال فتح حصون النطاة رغم عزم النبي على أمر جديد إثر ذلك الفشل، لا يُخبر على حد قوله إلا عن تبرير الهزيمة التي مُنِي بها أصحاب الرايات لمرّات والتخفيف من وهج فتح القموص وكامل النطاة  بما فيها من الحصون (الصعب والزبير) على يد عليّ.<ref>راجع: العاملي، ج 17، ص 184 - 185 وغيرها من الصفحات</ref>
إن أخبار حصن ناعم أو القموص (بغض النظر عن تقديم أو تأخير أيهما في بدء الهجوم), وما تناقلتها الأخبار في تخاذل رايات المسلمين, وما جاء في أمر [[محمد بن مسلمة]] و[[الحباب بن المنذر]] أو [[سعد بن عبادة]]  بشأن فتح حصني ناعم أو الصعب خلال فتح حصون النطاة رغم عزم النبي على أمر جديد إثر ذلك الفشل، لا يُخبر على حد قوله إلا عن تبرير الهزيمة التي مُنِي بها أصحاب الرايات لمرّات والتخفيف من وهج فتح القموص وكامل النطاة  بما فيها من الحصون (الصعب والزبير) على يد عليّ.<ref>راجع: العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 184 - 185.</ref>


والجدير بالذکر أن الحصن الذي کان عليها خمسمائة من المقاتلة وکان أوفرها طعاماً وذکروا أسماء أصحاب راياتها ونضال بني أشجع فيها،<ref>الواقدي، ج 2، ص 658 - 659 - 662 - 663</ref> هو نفس الحصن الذي صرّحوا بفتحه ضمن حصون ناعم صبيحة إعطاء الراية إلى علي بن أبي طالب، مع مقارنة لمبارزة اليهودي الذي وُصف بالدقل لطوله والذي فرّ من أمامه المسلمون وثبت لهم الحباب، مع عامر الذي کان على نحو خمسة أذرع والذي صُرع على ید علي.<ref>للمقارنة انظر: الواقدي، ج 2، ص 648 - 662 - 657؛ مجمع الزوائد، ج 9، ص 123؛ المسترشد للطبري، ص 299 وكنز العمال، ج 10، ص 92</ref> فيکون فتح النطاة على يد علي وحصونها علی يد غیره!
والجدير بالذکر أن الحصن الذي کان عليها خمسمائة من المقاتلة وکان أوفرها طعاماً وذکروا أسماء أصحاب راياتها ونضال بني أشجع فيها،<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 658 - 659 - 662 - 663.</ref> هو نفس الحصن الذي صرّحوا بفتحه ضمن حصون ناعم صبيحة إعطاء الراية إلى علي بن أبي طالب، مع مقارنة لمبارزة اليهودي الذي وُصف بالدقل لطوله والذي فرّ من أمامه المسلمون وثبت لهم الحباب، مع عامر الذي کان على نحو خمسة أذرع والذي صُرع على ید علي.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 648 - 662 - 657.</ref> فيکون فتح النطاة على يد علي وحصونها علی يد غیره!


يقول السيد جعفر مرتضي العاملي:  
يقول السيد جعفر مرتضي العاملي:  


"قالوا إن رسول الله نظر إلى حصن النزار، فقال: هذا آخر حصون خيبر كان فيه قتال... فلما فتحنا هذا الحصن لم يكن بعده قتال". لا شكّ أن علياً قد قتل مرحباً وياسراً في حصن القموص، وهو من حصون الكتيبة، وإنما انتقل إليه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد فراغه من حصون النطاة والشق. فما معنى قولهم: إنه لم يحصل قتال بعد حصن النزار؟! لا سيما وأن أبا بكر وعمر، وسواهما قد أخذوا الراية في حصن القموص، ورجعوا ولم يكن فتح، كما تصرح به الروايات.  
:::"قالوا إن رسول الله نظر إلى حصن النزار، فقال: هذا آخر حصون خيبر كان فيه قتال... فلما فتحنا هذا الحصن لم يكن بعده قتال". لا شكّ أن علياً قد قتل مرحباً وياسراً في حصن القموص، وهو من حصون الكتيبة، وإنما انتقل إليه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد فراغه من حصون النطاة والشق. فما معنى قولهم: إنه لم يحصل قتال بعد حصن النزار؟! لا سيما وأن أبا بكر وعمر، وسواهما قد أخذوا الراية في حصن القموص، ورجعوا ولم يكن فتح، كما تصرح به الروايات.  


يكمل العاملي: ويمكن أن يجاب بأن المقصود أن أبا بكر وعمر وسواهما، وإن أخذوا الراية والجيش، وتوجهوا نحو الحصن، ولكنهم بمجرد أن رأوا مرحباً واليهود فروا خوفاً ورعباً، وصاروا يجبِّنون أصحابهم، ويجبِّنهم أصحابهم..كما أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أرسل المسلمين مع علي «عليه السلام»، فهربوا عنه، وتركوه وحده، فقتل مرحباً، وسائر الفرسان، ولم يكن قتال إلا ذلك... وهذا يوجب الشك في أن يكون [[الزبير بن العوام|الزبير]] أو [[محمد بن مسلمة]] قد قتل أحداً من الفرسان أيضاً.. ولأجل ذلك: صرحت الروايات والنصوص: بأن فتح حصون الكتيبة قد كان بيد علي «عليه السلام» وحده. ولا صحة لما زعموه من حرب وقتال لأحد سواه «عليه السلام». ولعل هذا يفسر لنا أيضاً ما سيأتي: من أن الكتيبة والوطيح وسلالم كانت لرسول الله «صلى الله عليه وآله».. بالإضافة إلى فدك..
:::يكمل العاملي: ويمكن أن يجاب بأن المقصود أن أبا بكر وعمر وسواهما، وإن أخذوا الراية والجيش، وتوجهوا نحو الحصن، ولكنهم بمجرد أن رأوا مرحباً واليهود فروا خوفاً ورعباً، وصاروا يجبِّنون أصحابهم، ويجبِّنهم أصحابهم..كما أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أرسل المسلمين مع علي «عليه السلام»، فهربوا عنه، وتركوه وحده، فقتل مرحباً، وسائر الفرسان، ولم يكن قتال إلا ذلك... وهذا يوجب الشك في أن يكون [[الزبير بن العوام|الزبير]] أو [[محمد بن مسلمة]] قد قتل أحداً من الفرسان أيضاً.. ولأجل ذلك: صرحت الروايات والنصوص: بأن فتح حصون الكتيبة قد كان بيد علي «عليه السلام» وحده. ولا صحة لما زعموه من حرب وقتال لأحد سواه «عليه السلام». ولعل هذا يفسر لنا أيضاً ما سيأتي: من أن الكتيبة والوطيح وسلالم كانت لرسول الله «صلى الله عليه وآله».. بالإضافة إلى فدك..


ثمّ يضيف العاملي: وقد ذكروا هنا أيضاً: أن [[صفية (توضيح)|صفية]] بنت [[حيي بن أخطب|حيي]]، وابنة عمها قد أخذتا من حصن النزار، وذلك لأن اليهود أخرجوا النساء والذرية إلى الكتيبة، وفرّغوا حصن النطاة للمقاتلة. ولكن كنانة بن أبي الحُقيق قد رأى أن حصن النزار أحصن ما هنالك، فأبقاها فيه، هي ونسيبات معها؛ فأسرت تلك النسوة في حصن النزار. ونقول: إن هناك نصوصاً كثيرة تقول: إن علياً «عليه السلام» هو الذي فتح الحصن، وجاء بصفية إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».<ref> المجلسي، ج21، ص22 وعن الخصائص للنسائي، ص63 وفي هامشه عن أعلام النساء، ج2 ص333، وأسد الغابة، ج5، ص490 والدر المنثور، ج1، ص263.</ref>
:::ثمّ يضيف العاملي: وقد ذكروا هنا أيضاً: أن [[صفية (توضيح)|صفية]] بنت [[حيي بن أخطب|حيي]]، وابنة عمها قد أخذتا من حصن النزار، وذلك لأن اليهود أخرجوا النساء والذرية إلى الكتيبة، وفرّغوا حصن النطاة للمقاتلة. ولكن كنانة بن أبي الحُقيق قد رأى أن حصن النزار أحصن ما هنالك، فأبقاها فيه، هي ونسيبات معها؛ فأسرت تلك النسوة في حصن النزار. ونقول: إن هناك نصوصاً كثيرة تقول: إن علياً «عليه السلام» هو الذي فتح الحصن، وجاء بصفية إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».


فإن كانت صفية قد سبيت في حصن النزار، فذلك يعني: أن علياً «عليه السلام»: هو الذي فتح هذا الحصن أيضاً، كما فتح حصن القموص، وذلك يدل على وجود تصرّف خطير في الحقائق التاريخية، ومحاولة تحريف خطيرة لها...<ref>العاملي، ج 17، ص 209 إلى 211</ref>
:::فإن كانت صفية قد سبيت في حصن النزار، فذلك يعني: أن علياً «عليه السلام»: هو الذي فتح هذا الحصن أيضاً، كما فتح حصن القموص، وذلك يدل على وجود تصرّف خطير في الحقائق التاريخية، ومحاولة تحريف خطيرة لها...<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، صص 209 - 211.</ref>


===لطائف وأشارات===
===لطائف وأشارات===
مستخدم مجهول