مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة خيبر»
ط
←أحداث الحرب
imported>Bassam ط (←قدوم خيبر) |
imported>Bassam ط (←أحداث الحرب) |
||
سطر ٩١: | سطر ٩١: | ||
==أحداث الحرب== | ==أحداث الحرب== | ||
صفّ النبي أصحابه، ووعظهم، ونهاهم عن القتال حتى يأذن لهم، وقال: لاتتمنّوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية؛ فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم، فإذا لقيتموهم فقولوا اللهم أنت ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم بيدك، ثمّ الزموا الأرض جلوساً، فإذا غشوكم فانهضوا، وكبّروا <ref>النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 38</ref> وأذِن النبي في القتال وحثّهم على الصبر بعد ما نهاهم عن التعرّض للنساء والأطفال،<ref>ابن أبي | صفّ النبي أصحابه، ووعظهم، ونهاهم عن القتال حتى يأذن لهم، وقال: لاتتمنّوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية؛ فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم، فإذا لقيتموهم فقولوا اللهم أنت ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم بيدك، ثمّ الزموا الأرض جلوساً، فإذا غشوكم فانهضوا، وكبّروا <ref>النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 38.</ref> وأذِن النبي في القتال وحثّهم على الصبر بعد ما نهاهم عن التعرّض للنساء والأطفال،<ref>ابن أبي شيبة، المصنف في الأحاديث والآثار، ج 8، ص 526.</ref> ثمّ قاتل أهل النطاة يومه ذاك أشدّ القتال، <ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 34.</ref> وهي أول مجموعة حاشدة لحصونهم، ثم انتقل إلى الرجيع وعسكّر به بمنأىً عن مرمى نبالهم ووبائة المنزلة، وأمَر بقطع بعض نخيلهم.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 643-645 وقارن العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 17، ص 139-141.</ref> | ||
===بدء المعارك من النطاة ( أول مجموعة من حصون خيبر) === | ===بدء المعارك من النطاة ( أول مجموعة من حصون خيبر) === | ||
عسكر النبي بالرجيع سبعة أيام، يغدوا كل يوم بالمسلمين على راياتهم وهي ثلاث، يقاتل أهل النطاة إلى الليل، ثم يعود إلى معسكره. وبلغت أعداد جرحى المسلمين خمسون نفراً في أول يوم من القتال.<ref>الواقدي، ج 2، ص 644-648</ref> | عسكر النبي بالرجيع سبعة أيام، يغدوا كل يوم بالمسلمين على راياتهم وهي ثلاث، يقاتل أهل النطاة إلى الليل، ثم يعود إلى معسكره. وبلغت أعداد جرحى المسلمين خمسون نفراً في أول يوم من القتال.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 644 - 648.</ref> | ||
====حصن ناعم==== | ====حصن ناعم==== | ||
قيل إن حصن ناعم كان أول مجموعة من حصون النطاة حمل عليه المسلمون، ثمّ تمّ فتحه على يد علي بن أبي طالب. قال الحلبي: وفتح الله ذلك الحصن الذي هو حصن ناعم، وهو أوّل حصن فتح من حصون النطاة على يد علي كرم الله وجهه.<ref>السيرة الحلبية، ج 3، ص 39</ref> | قيل إن حصن ناعم كان أول مجموعة من حصون النطاة حمل عليه المسلمون، ثمّ تمّ فتحه على يد علي بن أبي طالب. قال الحلبي: وفتح الله ذلك الحصن الذي هو حصن ناعم، وهو أوّل حصن فتح من حصون النطاة على يد علي كرم الله وجهه.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 39</ref> | ||
====فشل الرايات الثلاث==== | ====فشل الرايات الثلاث==== | ||
كانت بالنطاة حصون عدّة، قد صفّ النبي أصحابه للهجوم عليها يحرّضهم على القتال لسبعة أيام،<ref>الواقدي، ج 2، ص 687 - 647</ref> فكانت اليهود ترميهم بالنبل، وتَسيل كتائبهم وأمامهم الحارث أبو زينب يهدّ الأرض هدّاً، ويُترّس أصحاب النبي عنه ويُحدقون به.<ref>الواقدي، ج 2، ص 653</ref> | كانت بالنطاة حصون عدّة، قد صفّ النبي أصحابه للهجوم عليها يحرّضهم على القتال لسبعة أيام،<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 687 - 647.</ref> فكانت اليهود ترميهم بالنبل، وتَسيل كتائبهم وأمامهم الحارث أبو زينب يهدّ الأرض هدّاً، ويُترّس أصحاب النبي عنه ويُحدقون به.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 653.</ref> | ||
وكان النبي قد دفع الراية إلى ثلاثة من أصحابه من المهاجرين ([[أبو بكر ابن أبي قحافة|أبوبكر]] و[[عمر بن الخطاب|عمر]]) والأنصار ([[سعد بن عبادة]])، فلم يصنعوا شيئاً، ورجع كل منهم إثر الآخر يستبطئ أصحابه، ويوبّخون بعضهم ويتلاومون، فغضب النبي.<ref>الواقدي، ج 2، ص 653</ref> | وكان النبي قد دفع الراية إلى ثلاثة من أصحابه من المهاجرين ([[أبو بكر ابن أبي قحافة|أبوبكر]] و[[عمر بن الخطاب|عمر]]) والأنصار ([[سعد بن عبادة]])، فلم يصنعوا شيئاً، ورجع كل منهم إثر الآخر يستبطئ أصحابه، ويوبّخون بعضهم ويتلاومون، فغضب النبي.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 653</ref> | ||
وكان قد برز إلى المسلمين فيمن برز اُسَير اليهودي يقدِم أصحابه ومعه عاديته (فوج مشاة الجند) حتى كشف راية المسلمين، وانتهى إلى رسول الله في موقفه، فأمسى النبي مهموما وهو يذكّرهم بالذي وعدهم الله إياه.<ref>الواقدي، ج 2، ص 648-649، 652-654؛ ابن هشام، ج 3، ص 349؛ البلاذري، ج 2، ص 86، 92-93 وابن حزم، ص 213</ref> | وكان قد برز إلى المسلمين فيمن برز اُسَير اليهودي يقدِم أصحابه ومعه عاديته (فوج مشاة الجند) حتى كشف راية المسلمين، وانتهى إلى رسول الله في موقفه، فأمسى النبي مهموما وهو يذكّرهم بالذي وعدهم الله إياه.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 648 - 649، 652 - 654؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 3، ص 349؛ البلاذري، فتوح البلدان، ج 2، ص 86، 92-93 وابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص 213.</ref> | ||
====الوعد بفتح خيبر==== | ====الوعد بفتح خيبر==== | ||
قال أهل السيَر: فقال النبي: «ما بال أقوام يرجعون منهزمين، يجبنون أصحابهم! أما والله لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه.<ref>المجلسي، ج 21، ص28 عن الخرايج والجرايح، ج 1، ص 159</ref> أو: لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه ليس بفرّار.<ref>الواقدي، ج 2، ص 648-649، 652- | قال أهل السيَر: فقال النبي: «ما بال أقوام يرجعون منهزمين، يجبنون أصحابهم! أما والله لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 21، ص28 عن الخرايج والجرايح، ج 1، ص 159.</ref> أو: لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه ليس بفرّار.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 648-649، 652-654.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 3، ص 349؛ البلاذري، فتزح البلدان، ج 2، ص 86، 92-93. وابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص 213.</ref> أو: لأعطين الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، کرّاراً غیر فرّار، يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه، وميکائيل عن يساره...<ref>السيوطي، جامع الأحاديث، ج 1، ص 396، ح: 1508.</ref> | ||
تطاولت أعناق أصحاب محمد، وباتوا متشوقين، يحدّثون أنفسهم فيمن وعد النبي بتحقيق الفتح على يده، ويتمنون نيل شرفه.<ref>نفس المصدر وکذلک: صحيح | تطاولت أعناق أصحاب محمد، وباتوا متشوقين، يحدّثون أنفسهم فيمن وعد النبي بتحقيق الفتح على يده، ويتمنون نيل شرفه.<ref>نفس المصدر وکذلک: البخاري، صحيح البخاري، ج 5، ص 171.؛ النيشابوري، صحيح مسلم، ج 7، ص 121.</ref> قال عمر بن الخطاب: فما أحبب الإمارة إلا ذلك اليوم.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 35. وراجع: أضواء على الصحيحين، ص 432عن صحيح مسلم، ج 7، ص 121 وعن فتح الباري، ج 7، ص 47 - 365 والسنن الكبرى للنسائي، ج 5، ص 11 - 180.</ref> | ||
====القبض على جاسوس==== | ====القبض على جاسوس==== |