انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حرب الجمل»

أُضيف ٤١٧ بايت ،  ١٧ أكتوبر ٢٠١٨
ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ١٧٢: سطر ١٧٢:
==نتيجة الحرب==
==نتيجة الحرب==


لما نشبت الحرب بين الجيشين كانت الغلبة منذ بداية الحرب لجيش الإمام (ع) وما هي الا ساعات حتى بان الانكسار واضحاً على أصحاب الجمل،<ref>البلاذري، ج‌ 2، ص‌ 171.</ref> وأحيط بطلحة عند المساء ومعه [[مروان بن الحكم]] يقاتل فيمن يقاتل.
لما نشبت الحرب بين الجيشين كانت الغلبة منذ بداية الحرب لجيش الإمام (ع) وما هي الا ساعات حتى بان الانكسار واضحاً على أصحاب الجمل،<ref>البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2، ص‌ 171.</ref> وأحيط بطلحة عند المساء ومعه [[مروان بن الحكم]] يقاتل فيمن يقاتل.
  {{اقتباس2|فلما رأى مروان الناس منهزمين قال: «والله لا أطلب ثأري بعثمان بعد اليوم أبداً»}}
  {{اقتباس2|فلما رأى مروان الناس منهزمين قال: «والله لا أطلب ثأري بعثمان بعد اليوم أبداً»}}
فانتحى لطلحة بسهم فأصاب ساقه فأثخنه، والتفت إلى أبان بن عثمان، فقال له: «قد كفيتك أحد قتلة أبيك». وجاء مولى لطلحة ببغلة له فركبها وجعل يقول لمولاه: «أما من موضع نزول؟» فيقول: «لا قد رهقك القوم». وأدخل داراً من دور بني سعد بالبصرة فمات فيها.<ref>الدينوري‌، ج 1، ص‌ 148.</ref>
فانتحى لطلحة بسهم فأصاب ساقه فأثخنه، والتفت إلى أبان بن عثمان، فقال له: «قد كفيتك أحد قتلة أبيك». وجاء مولى لطلحة ببغلة له فركبها وجعل يقول لمولاه: «أما من موضع نزول؟» فيقول: «لا قد رهقك القوم». وأدخل داراً من دور بني سعد بالبصرة فمات فيها.<ref>الدينوري‌، الأخبار الطوال‌، ج 1، ص‌ 148.</ref>


وذكرت بعض المصادر أنّ زبير ندم على ما قام به، وانسحب من المعركة قبل نشوبها<ref>ابن أعثم‌ الكوفي‌، ج‌ 2 ، ص‌470 - 471 .</ref> وفي رواية أخرى أنّ الزبير انسحب من المعركة متجها نحو المدينة بعد أن لاحت علامات الانكسار على أصحاب الجمل.<ref>البلاذري، ج‌ 2، ص‌ 181.</ref>
وذكرت بعض المصادر أنّ زبير ندم على ما قام به، وانسحب من المعركة قبل نشوبها<ref>ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2 ، ص‌470 - 471 .</ref> وفي رواية أخرى أنّ الزبير انسحب من المعركة متجها نحو المدينة بعد أن لاحت علامات الانكسار على أصحاب الجمل.<ref>البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2، ص‌ 181.</ref>


وعلى كل حال لما انسحب الزبير من المعركة تبعه [[عمرو بن جرموز]] مع جماعة من أصحابه، وقتله في منطقة تسمى بوادي السباع.<ref>الطبري‌، ج‌ 4، ص 511 .</ref> ثم احتزّ رأسه، وجاء به بين يدي [[الإمام علي|علي بن أبي طالب]] (ع)، وأخبره بما صنع بالزبير. فأخذ [[الإمام علي|علي]] (ع) سيف الزبير، وجعل يقلّبه، وهو يقول: «إنّه لسيف طالما جلّى الكروب عن وجه [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) ولكن الحين والقضاء».<ref>ابن أعثم‌ الكوفي‌، ج‌۲، ص‌ 471 - 472 .</ref>
وعلى كل حال لما انسحب الزبير من المعركة تبعه [[عمرو بن جرموز]] مع جماعة من أصحابه، وقتله في منطقة تسمى بوادي السباع.<ref>الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص 511 .</ref> ثم احتزّ رأسه، وجاء به بين يدي [[الإمام علي|علي بن أبي طالب]] (ع)، وأخبره بما صنع بالزبير. فأخذ [[الإمام علي|علي]] (ع) سيف الزبير، وجعل يقلّبه، وهو يقول: «إنّه لسيف طالما جلّى الكروب عن وجه [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) ولكن الحين والقضاء».<ref>ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2، ص‌ 471 - 472 .</ref>


===مصير عائشة===
===مصير عائشة===
سطر ١٨٤: سطر ١٨٤:
بعد أن وضعت الحرب أوزارها أخرجوا  عائشة من هودجها وضربوا لها خيمة، وقال لها الإمام (ع):
بعد أن وضعت الحرب أوزارها أخرجوا  عائشة من هودجها وضربوا لها خيمة، وقال لها الإمام (ع):
{{اقتباس2|«ألم يأمرك أن تقري في بيتك؟ والله ما أنصفك الذين أخرجوك إذ صانوا عقائلهم، وأبرزوك».}}
{{اقتباس2|«ألم يأمرك أن تقري في بيتك؟ والله ما أنصفك الذين أخرجوك إذ صانوا عقائلهم، وأبرزوك».}}
وأمر أخاها [[محمد بن أبي بكر|محمداً]]، فأنزلها في دار [[صفية بنت الحارث]] بن طلحة العبدي. فبقيت هناك عدة أيام فبعث (ع) ب[[عبد الله بن عباس]] إلى [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] يأمرها بالخروج إلى [[المدينة]]. فقالت: «أبيت ما قلت وخالفت ما وصفت، فمضى إلى [[الإمام علي|علي]] (ع)»، فخبره بامتناعها، فرده إليها، وقال: «إن أمير المؤمنين (ع) يعزم عليك أن ترجعي»، فخرجت عائشة من [[البصرة]]، وقد بعث معها علي (ع) أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر أو محمد بن أبي بكر مع مجموعة من النساء من ذوات الدين من عبد القيس وهمدان وغيرهما، ألبسهن العمائم وقلدهن السيوف‏ وأرجعها إلى بيتها معززة مكرمة.<ref>المسعودي، ج‌ 3 ، ص‌113 - 114 .</ref>
وأمر أخاها [[محمد بن أبي بكر|محمداً]]، فأنزلها في دار [[صفية بنت الحارث]] بن طلحة العبدي. فبقيت هناك عدة أيام فبعث (ع) ب[[عبد الله بن عباس]] إلى [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] يأمرها بالخروج إلى [[المدينة]]. فقالت: «أبيت ما قلت وخالفت ما وصفت، فمضى إلى [[الإمام علي|علي]] (ع)»، فخبره بامتناعها، فرده إليها، وقال: «إن أمير المؤمنين (ع) يعزم عليك أن ترجعي»، فخرجت عائشة من [[البصرة]]، وقد بعث معها علي (ع) أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر أو محمد بن أبي بكر مع مجموعة من النساء من ذوات الدين من عبد القيس وهمدان وغيرهما، ألبسهن العمائم وقلدهن السيوف‏ وأرجعها إلى بيتها معززة مكرمة.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج‌ 3 ، ص‌113 - 114 .</ref>


وقيل أن عائشة دخلت المدينة، وصارت إلى منزلها نادمة على ما كان منها، فكانت عائشة إذا ذكرت يوم الجمل تبكي لذلك بكاء شديداً، ثم تقول: يا ليتني لم أشهد ذلك المشهد! وكانت اذا قرأت «'''وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ'''»<ref>الأحزاب/33/33.</ref> تبكي حتى يبتل خمارها.<ref>ابن أعثم‌ الكوفي‌، ج‌ 2، ص 487.</ref>
وقيل أن عائشة دخلت المدينة، وصارت إلى منزلها نادمة على ما كان منها، فكانت عائشة إذا ذكرت يوم الجمل تبكي لذلك بكاء شديداً، ثم تقول: يا ليتني لم أشهد ذلك المشهد! وكانت اذا قرأت {{قرآن|'''وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ'''}}<ref>الأحزاب: 33.</ref> تبكي حتى يبتل خمارها.<ref>ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2، ص 487.</ref>


===عدد القتلى===
===عدد القتلى===


اختلفت كلمة المؤرخين في عدد قتلى معركة الجمل، ففي رواية أبي خيثمة، عن وهب بن جرير، عن أبيه: عن محمد بن أبي يعقوب قال: قتل يوم الجمل ألفان وخمس مائة من أهل البصرة.<ref>البلاذري، ج‌ 2 ، ص‌ 187 .</ref> وفي روايات أخرى أن عدد القتلى من أصحاب الجمل يتراوح ما بين 6000 و25000.<ref>خليفة ‌بن‌ خياط‌، ج 1، ص‌ 112 ؛ الطبري‌، ج‌ 4، ص‌ 539 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، ج‌ 2 ، ص‌487 - 488 ؛ المسعودي، ج‌ 3 ، ص‌ 95 - 96 .</ref>
اختلفت كلمة المؤرخين في عدد قتلى معركة الجمل، ففي رواية أبي خيثمة، عن وهب بن جرير، عن أبيه: عن محمد بن أبي يعقوب قال: قتل يوم الجمل ألفان وخمس مائة من أهل البصرة.<ref>البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2 ، ص‌ 187 .</ref> وفي روايات أخرى أن عدد القتلى من أصحاب الجمل يتراوح ما بين 6000 و25000.<ref>خليفة ‌بن‌ خياط‌، ج 1، ص‌ 112 ؛ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 539 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2 ، ص‌487 - 488 ؛ المسعودي، مروج الذهب، ج‌ 3 ، ص‌ 95 - 96 .</ref>


وأما الشهداء من جيش الإمام (ع) فقد تراوح ما بين (400 و5000) شهيد.<ref>خليفة ‌بن‌ خياط‌، ج 1 ، ص‌ 112 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، ج‌ 2 ، ص‌ 487 ؛ المسعودي، ج‌ 3 ، ص‌ 96 .</ref>
وأما الشهداء من جيش الإمام (ع) فقد تراوح ما بين (400 و5000) شهيد.<ref>خليفة ‌بن‌ خياط‌، ج 1 ، ص‌ 112 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2 ، ص‌ 487 ؛ المسعودي، مروج الذهب، ج‌ 3 ، ص‌ 96 .</ref>


== الهوامش ==
== الهوامش ==
مستخدم مجهول