مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معركة قرقيسيا»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Maytham لا ملخص تعديل |
imported>Maytham لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٢: | سطر ١٢: | ||
نشير في بداية هذا المبحث إلى حديث يُنسب إلى [[الرسول الأكرم|الرسول الأكرم (ص)]] حيث يقول: | نشير في بداية هذا المبحث إلى حديث يُنسب إلى [[الرسول الأكرم|الرسول الأكرم (ص)]] حيث يقول: | ||
"تكون فتنة بعدها فتنة: الأولى في الآخرة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف .. ثم يكون بعد ذلك فتنة تستحل فيها المحارم كلها. ثم تأتي الخلافة خير أهل الأرض وهو قاعد في بيته". | "تكون فتنة بعدها فتنة: الأولى في الآخرة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف .. ثم يكون بعد ذلك فتنة تستحل فيها المحارم كلها. ثم تأتي الخلافة خير أهل الأرض وهو قاعد في بيته". <ref>السيوطي، الحاوي للفتاوي، ج2 ص136.</ref> (والمراد من البيت هو [[بيت الله|بيت الله تعالى]] ـ على الأرجح ـ [[مكة المكرمة|بمكة المكرمة]] وخير أهل الأرض هو [[المهدي المنتظر|المهدي المنتظر (ع)]] الذي يظهر أثناء فتنة السفياني التي تستحل فيها المحارم كلها ـ بحسب الروايات الواردة ـ ). <ref>كامل سليمان، يوم الخلاص، ص551</ref> | ||
ويروى عن [[الإمام الباقر (ع)]] انه سأل [[ميسر]]: "يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسيا؟ فأجاب هي قريب على شاطئ [[الفرات]]"، فقال عليه السلام: "أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير، تشبع منها سباع الأرض وطيورالسماء، يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية". | ويروى عن [[الإمام الباقر (ع)]] انه سأل [[ميسر]]: "يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسيا؟ فأجاب هي قريب على شاطئ [[الفرات]]"، فقال عليه السلام: "أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير، تشبع منها سباع الأرض وطيورالسماء، يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية". <ref>الكيني، الكافي، ج8، ص295</ref> وفي هذا الحديث إشارة واضحة لعظمة المعركة وكثرة الضحايا والقتلى فيها. | ||
وعن الباقر (عليه السلام) أيضا: "إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني". | وعن الباقر (عليه السلام) أيضا: "إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني". <ref>محمد النعماني، الغيبة، ص315</ref> | ||
وأيضا يروى عن الإمام الباقر (ع) رواية تربط ما بين حرب قرقيسيا وخروج السفياني، حيث قال عليه السلام: "... ويمر جيشه [السفياني] بقرقيسياء، فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا". | وأيضا يروى عن الإمام الباقر (ع) رواية تربط ما بين حرب قرقيسيا وخروج السفياني، حيث قال عليه السلام: "... ويمر جيشه [السفياني] بقرقيسياء، فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا". <ref>المصدر نفسه، ص285</ref> | ||
كما وينقل عن [[الإمام جعفر الصادق (ع)]] قوله: "إن لله مأدبة بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي: يا طير السماء، ويا سباع الأرض، هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين". | كما وينقل عن [[الإمام جعفر الصادق (ع)]] قوله: "إن لله مأدبة بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي: يا طير السماء، ويا سباع الأرض، هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين".<ref>المصدر نفسه، ص287</ref> | ||
===كتب أهل السنة=== | ===كتب أهل السنة=== | ||
سطر ٢٦: | سطر ٢٦: | ||
ذكرت بعض كتب [[أهل السنة]] أحاديث وروايات تختص بحرب قرقيسيا ويمكننا أن نشير منها إلى ما ذكره بن حماد في كتاب الفتن، فيقول: | ذكرت بعض كتب [[أهل السنة]] أحاديث وروايات تختص بحرب قرقيسيا ويمكننا أن نشير منها إلى ما ذكره بن حماد في كتاب الفتن، فيقول: | ||
"... ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم". | "... ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم".<ref>نعيم بن حماد، الفتن، ص170</ref> | ||
ويذكر صاحب كتاب الفتن في مكان آخر رواية تقترب مما ذكرناها أعلاه ولكن عن [[الإمام علي (ع)]] فيقول: "يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسياء حتى يشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم". | ويذكر صاحب كتاب الفتن في مكان آخر رواية تقترب مما ذكرناها أعلاه ولكن عن [[الإمام علي (ع)]] فيقول: "يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسياء حتى يشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم". <ref>المصدر نفسه، ص182</ref> | ||
==أسباب وأرضية حرب قرقيسيا== | ==أسباب وأرضية حرب قرقيسيا== | ||
الظاهر من الروايات هو أن اندلاع نيران هذه الحرب هو بسبب صراع للحصول على كنز بالقرب من الفرات، وربما ما ذكر بكلمة الكنز، لا يحمل المعنى اللغوي في طياته، بل يحتاج إلى تأويل وفيه جانب من الجوانب البلاغية، فينقل ابن حماد عن الرسول الأكرم حول الكنز قائلا: "تحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة فيقتل عليه من كل تسعة سبعة فإن أدركتموه فلا تقربوه". | الظاهر من الروايات هو أن اندلاع نيران هذه الحرب هو بسبب صراع للحصول على كنز بالقرب من الفرات، وربما ما ذكر بكلمة الكنز، لا يحمل المعنى اللغوي في طياته، بل يحتاج إلى تأويل وفيه جانب من الجوانب البلاغية، فينقل ابن حماد عن الرسول الأكرم حول الكنز قائلا: "تحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة فيقتل عليه من كل تسعة سبعة فإن أدركتموه فلا تقربوه". <ref>المصدر نفسه، ص207</ref> | ||
وكذلك في كتاب الفتن عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "أن الفرات ستحسر عن كنز فإن أدركته فلا تأخذ منه شيئا." | وكذلك في كتاب الفتن عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "أن الفرات ستحسر عن كنز فإن أدركته فلا تأخذ منه شيئا."<ref>المصدر نفسه، ص 374</ref> | ||
المتقي الهندي أيضا في برهانه له إشارات لجبل الذهب على الفرات فيروي عن الرسول الأكرم: | المتقي الهندي أيضا في برهانه له إشارات لجبل الذهب على الفرات فيروي عن الرسول الأكرم: | ||
"لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه الناس، ويقتل تسعة أعشارهم" | "لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه الناس، ويقتل تسعة أعشارهم" <ref>المتقي الهندي، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان، ص 111</ref> | ||
وذكر صاحب كتاب عصر الظهور في مبحث حركة السفياني: "فالهدف الأساسي للسفياني من غزوة العراق هو السيطرة على البلد ومقاومة زحف قوات الإيرانيين الممهدة للمهدي عليه السلام من التوجه عبر العراق نحو سوريا والقدس، ولكن تتعرضه معركة قرقيسيا في الطريق إلى العراق اعتراضا بسبب حادث غريب وهو ظهور كنز في مجرى نهر الفرات أو عند مجراه، حيث تحاول عدة أطراف السيطرة عليه، وتنشب بينهم الحرب هناك فيقتل منهم أكثر من مئة ألف، ثم لا ينتصر طرف منهم نصرا حاسما، ولا يسيطر أحد منهم على الكنز، بل ينصرف الجميع عنه وينشغلون بأحداث أخرى". | وذكر صاحب كتاب عصر الظهور في مبحث حركة السفياني: "فالهدف الأساسي للسفياني من غزوة العراق هو السيطرة على البلد ومقاومة زحف قوات الإيرانيين الممهدة للمهدي عليه السلام من التوجه عبر العراق نحو سوريا والقدس، ولكن تتعرضه معركة قرقيسيا في الطريق إلى العراق اعتراضا بسبب حادث غريب وهو ظهور كنز في مجرى نهر الفرات أو عند مجراه، حيث تحاول عدة أطراف السيطرة عليه، وتنشب بينهم الحرب هناك فيقتل منهم أكثر من مئة ألف، ثم لا ينتصر طرف منهم نصرا حاسما، ولا يسيطر أحد منهم على الكنز، بل ينصرف الجميع عنه وينشغلون بأحداث أخرى".<ref>علي الكوراني، عصر الظهور، ص 117</ref> | ||
==أطراف معركة قرقيسا== | ==أطراف معركة قرقيسا== | ||
سطر ٦٠: | سطر ٦٠: | ||
وسنشير هنا إلى بعض الرويات في هذا الصدد: | وسنشير هنا إلى بعض الرويات في هذا الصدد: | ||
فينقل الطوسي عن [[عمار بن ياسر]] "... ويخرج أهل الغرب إلى | فينقل الطوسي عن [[عمار بن ياسر]] "... ويخرج أهل الغرب إلى [[مصر]]، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو [[أهل البيت(ع)|لآل محمد عليهم السلام]]، وتنزل الترك الحيرة، وتنزل الروم [[فلسطين]] ويسبق عبد الله [عبد الله] حتى يلتقي جنودهما بقرقيسيا على النهر، ويكون قتال عظيم، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني فيسبق اليماني ويحوز السفياني ما جمعوا. ثم يسير إلى [[الكوفة]]." <ref>أبي جعفر الطوسي، كتاب الغيبة، ص279</ref> | ||
وينقل بن حماد بأن سيـ"ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا" | وينقل بن حماد بأن سيـ"ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا" <ref>نعيم بن حماد، الفتن، ص170</ref> | ||
وفي حديث آخر ينقل صاحب كتاب الفتن "فعند ذلك تجتمع الترك والروم يقاتلون جميعا وترفع ثلاث رايات بالشام ثم يقاتلهم السفياني حتى يبلغ بهم قرقيسيا". | وفي حديث آخر ينقل صاحب كتاب الفتن "فعند ذلك تجتمع الترك والروم يقاتلون جميعا وترفع ثلاث رايات بالشام ثم يقاتلهم السفياني حتى يبلغ بهم قرقيسيا". <ref>المصدر نفسه، ص128</ref> | ||
ويُذكر أيضا بأن السفياني "دخوله مكة بعدما يقاتل الترك والروم بقرقيسياء" | ويُذكر أيضا بأن السفياني "دخوله مكة بعدما يقاتل الترك والروم بقرقيسياء" <ref>المصدر نفسه، ص187</ref> | ||
وفي رواية ينقلها عبد الله بن زرير ( وقيل عبد الله بن الزبير) عن الإمام علي (عليه السلام)، نقرأ عن وجود جيشين بقيادة شخصين اسمهما عبد الله، ويلتقيان في قرقيسيا: "يتبع عبد الله عبد الله حتى تلتقي جنودهما بقرقيسياء على النهر" | وفي رواية ينقلها عبد الله بن زرير ( وقيل عبد الله بن الزبير) عن الإمام علي (عليه السلام)، نقرأ عن وجود جيشين بقيادة شخصين اسمهما عبد الله، ويلتقيان في قرقيسيا: "يتبع عبد الله عبد الله حتى تلتقي جنودهما بقرقيسياء على النهر" <ref>المصدر نفسه، ص178</ref> | ||
==زمان معركة قرقيسيا== | ==زمان معركة قرقيسيا== | ||
تندع نيران معركة قرقيسيا في شهر شوال وبين حدثين عظيمين: | بحسب الروايات التاريخية، تندع نيران معركة قرقيسيا في شهر شوال وبين حدثين عظيمين: | ||
* الأول خروج [[السفياني]]. | * الأول خروج [[السفياني]]. | ||
* والثاني ظهور [[الإمام المهدي]] عجل الله تعالى فرجه الشريف. | * والثاني ظهور [[الإمام المهدي]] عجل الله تعالى فرجه الشريف. |