مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصحابة»
←تعريف الصحابة
imported>Alkazale لا ملخص تعديل |
imported>Alkazale |
||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
== تعريف الصحابة== | == تعريف الصحابة== | ||
=== التعريف اللغوي === | === التعريف اللغوي === | ||
[[الصحابة]] هي جمع صَاحِب أو صَحَابِيّ، والفعل صَحَب الذي يدلّ على مقارنة الشيء ومقاربته.<ref>ابن فارس، معجم مقاييس اللّغة، ج 3، ص 335.</ref> | [[الصحابة]]: هي جمع صَاحِب أو صَحَابِيّ، والفعل صَحَب الذي يدلّ على مقارنة الشيء ومقاربته.<ref>ابن فارس، معجم مقاييس اللّغة، ج 3، ص 335.</ref> | ||
:قال [[الفراهيدي]] في العين: «الصَّاحِبُ: يُجمع | :قال [[الفراهيدي]] في العين: «الصَّاحِبُ: يُجمع بالصَّحب والصُّحبَان والصُحبة والصِّحاب. والأصحاب: جماعة. والصِّحابة مصدرُ قولِكَ صاحَبَكَ اللّه وأحسَن صِحَابَتَكَ».<ref>الفراهيدي، كتاب العين، ج 2، ص 970.</ref> | ||
:وقال الراغب الأصفهاني في مفرداته: «الصّاحبُ [ هو ] المُلازِمُ | :وقال الراغب الأصفهاني في مفرداته: «الصّاحبُ [ هو ] المُلازِمُ إنساناً كان أو حيواناً أو مكاناً أو زماناً، ولا فرق بين أن تكون مصاحَبَتُهُ بالبَدَن وهو الأصلُ والأكثرُ، أو بالعِنَايَة والهِمَّةِ ... ولا يُقال في العُرفِ إلاّ لمن كثُرت مُلاَزَمَتُهُ، ويُقال للمَالِكِ للشَيءِ: هو صاحبه، وكذلك لمن يملك التَّصرُّفَ فيه ... والمُصاحَبَة والاصطِحَابُ أبلغُ من الاجتماع، لأجل أنَّ المُصَاحَبَة تقتضي طول لُبثِهِ، فكلّ اصطِحَاب اجتماعٌ، وليس كلّ اجتماعٍ اصطحاباً».<ref>الأصفهاني، مفردات الفاظ القرآن الكريم، ج 2، ص 361.</ref> | ||
=== التعريف الاصطلاحي === | === التعريف الاصطلاحي === | ||
وقع خلاف بين أعلام [[المسلم|المسلمين]] في تعريف [[الصحابة]] وخاصة بين المدرستين [[الشيعة|الشّيعية]] و[[أهل السنة والجماعة |السنّية]]، وكذلك وقع خلاف بينهما في هل أنّ الصحيح لغةً هو استعمال لفظة «[[الصحابة]]» أم «الأصحاب»،فذهب أعلام أهل السنّة لاستعمال الأول، وقال الشيعة أنّ لفظة «الأصحاب» أصحّ لِوُرُودِهَا في [[القرآن الكريم]]،<ref>البقرة: 39 | وقع خلاف بين أعلام [[المسلم|المسلمين]] في تعريف [[الصحابة]] وخاصة بين المدرستين [[الشيعة|الشّيعية]] و[[أهل السنة والجماعة |السنّية]]، وكذلك وقع خلاف بينهما في هل أنّ الصحيح لغةً هو استعمال لفظة «[[الصحابة]]» أم «الأصحاب»،فذهب أعلام أهل السنّة لاستعمال الأول، وقال الشيعة أنّ لفظة «الأصحاب» أصحّ لِوُرُودِهَا في [[القرآن الكريم]]،<ref>البقرة: 39 و 81 و 82؛ والواقعة: 8 و9 و 27 و 38 و 41.</ref> والسنّة الشريفة، وفي لغة العرب، عكس لفظة «الصحابة» التي لم تَرِد لا في قرآنٍ ولا في سنّةٍ، وأيضاً لا أصل لها في لغة العرب، ولكن بقيت لفظة «[[الصحابة]]» هي اللّفظة المستعمل عند أهل السنّة، وكذلك استعملتها الشيعة في بعض الموارد، تبعاً لاستعمال أهل السنّة لها.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==== عند الشيعة ==== | ==== عند الشيعة ==== | ||
*عرّف [[الشهيد الثاني]] الصحابيّ بأنّه: «كلّ من لقيَ [[النبي (ص)|النبيّ]] {{صل}} | *عرّف [[الشهيد الثاني]] الصحابيّ بأنّه: «كلّ من لقيَ [[النبي (ص)|النبيّ]] {{صل}} مؤمناً به، ومات على [[الإسلام]]، وإن تخلّلت [[الردة|رِدَّتُهُ]] على الأظهر».<ref>الشهيد الثاني، البداية في علم الدراية، ص 64.</ref> | ||
*ونقل المامقاني تعريف الشهيد الثاني مع إضافة | *ونقل المامقاني تعريف الشهيد الثاني مع إضافة قيد الموت على الإيمان، فقال « من لقيَ [[النبي (ص)|النبيّ]] {{صل}} مؤمناً به، ومات على الإيمان و[[الإسلام]]، وإن تخلّلت [[الردة|رِدَّتُهُ]] بين كونه مؤمناً وبين موته مسلماً على الأظهر».<ref>المامقاني، مقابس الهداية في علم الدراية، ج 2، ص 328.</ref> | ||
*وبعضهم أضاف قيد «اللّقاء بعد البعثة» لا قبلها.<ref>المامقاني، مقابس الهداية في علم الدراية، ج 2، ص 329.</ref> | *وبعضهم أضاف قيد «اللّقاء بعد البعثة» لا قبلها.<ref>المامقاني، مقابس الهداية في علم الدراية، ج 2، ص 329.</ref> | ||
==== عند السنّة ==== | ==== عند السنّة ==== | ||
وقع خلافٌ كبير بين أعلام [[أهل السنة والجماعة|السنّة]] في تعريف الصحابة، وهذا راجع للاختلاف في تحديد الضابطة لمعرفة الصحابيّ من غيره، والاختلاف الكبير وقع بين أهل الحديث من جهةٍ وبين الأصوليين من جهة أخرى، غير أنّ الاختلاف | وقع خلافٌ كبير بين أعلام [[أهل السنة والجماعة|السنّة]] في تعريف الصحابة، وهذا راجع للاختلاف في تحديد الضابطة لمعرفة الصحابيّ من غيره، والاختلاف الكبير وقع بين أهل الحديث من جهةٍ وبين الأصوليين من جهة أخرى، غير أنّ الاختلاف أيضاً تسرّب بين أهل الحديث في ما بينهم، والأصوليين كذلك. | ||
*وهذا ما أشار إليه [[الزركشي]] الأصولي في بحره، حيث قال: «فإن قيل: أثبتم [[عدالة الصحابة|العدالة للصحابيّ]] | *وهذا ما أشار إليه [[الزركشي]] الأصولي في بحره، حيث قال: «فإن قيل: أثبتم [[عدالة الصحابة|العدالة للصحابيّ]] مطلقاً، فمن [[صحابي|الصحابيّ]] ؟ قلنا: اختلفوا فيه فذهب الأكثرون إلى أنّه من اجتمع - مومناً - [[النبي محمد|بمحمد]]{{صل}}، وصَحِبَهُ ولو ساعة، روى عنه أو لا، لأنّ اللّغة تقتضي ذالك، وإن كان العُرف يقتضي طول الصُحبة وكثرتها، وقيل: يشترط الرواية، وطول الصُحبة، وقيل: يشترط أحدهما».<ref>الزركشي، البحر المحيط في أصول الفقه، ج 4، ص 301.</ref> | ||
*وكذلك ما أشار إليه [[ابن الصلاح الشافعي |ابن الصّلاح]] المحدّث في مقدّمته، حيث قال: «اختلف أهل العلم في أنّ [[صحابي|الصحابي]] مَنْ ؟».<ref>ابن الصّلاح، مقدمة ابن الصّلاح، ص 486.</ref> | *وكذلك ما أشار إليه [[ابن الصلاح الشافعي |ابن الصّلاح]] المحدّث في مقدّمته، حيث قال: «اختلف أهل العلم في أنّ [[صحابي|الصحابي]] مَنْ ؟».<ref>ابن الصّلاح، مقدمة ابن الصّلاح، ص 486.</ref> | ||
*'''تعريف المحدّثين:''' | *'''تعريف المحدّثين:''' | ||
#قال [[البخاري]] في صحيحه: «ومَن صحب [[النبي الأعظم|النّبيّ]] (ص) أو رآه مِنَ المسلمين فهو من أصحابه».<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 5، ص 2.</ref> | #قال [[البخاري]] في صحيحه: «ومَن صحب [[النبي الأعظم|النّبيّ]] (ص) أو رآه مِنَ المسلمين فهو من أصحابه».<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 5، ص 2.</ref> | ||
#وقال [[ابن كثير]]: والصحابيّ «مَنْ رأى [[رسول الله]] صلى الله عليه وسلم في حالِ إسلامِ الرَّائِي، | #وقال [[ابن كثير]]: والصحابيّ «مَنْ رأى [[رسول الله]] صلى الله عليه وسلم في حالِ إسلامِ الرَّائِي، وإن لم تَطُل صُحبَتُهُ له، وإن لم يَروِ عنه شيئاً»،<ref>ابن كثير، الباعث الحثيث، ص 491.</ref> ثمّ قال: «هذا قول جمهور العُلماء، خَلَفًا وسَلَفًا، وقد نصّ على أنّ مُجرد الرؤية كافٍ في إطلاقِ الصُحبة البخاريّ وأبو زُرعة، وغير واحدٍ ممّن صنّف في أسماء الصحابة، كابن عبد البرِّ، وابن مَندَة، وأبي موسى المَدِيني، وابن الأثير ...».<ref>ابن كثير، الباعث الحثيث، ص 492.</ref> | ||
#وقال الآمدي: فذهب أكثر أصحابنا وأحمد بن حنبل إلى أنّ الصحابي: «من رأى [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}}، وإن لم يختص به اختصاص المصحوب، ولا روى عنه، ولا طالت مدّة صحبته».<ref>الآمدي، الأحكام في أصول الأحكام، ج 2، ص 112.</ref> | #وقال الآمدي: فذهب أكثر أصحابنا وأحمد بن حنبل إلى أنّ الصحابي: «من رأى [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}}، وإن لم يختص به اختصاص المصحوب، ولا روى عنه، ولا طالت مدّة صحبته».<ref>الآمدي، الأحكام في أصول الأحكام، ج 2، ص 112.</ref> | ||
#قال [[شهاب الدين الصنهاجي]] في نفائسه: «قال سيف الدين: اختلفوا في الصّحابيّ من هو ؟ فقال أكثر الشافعيّة وأحمد بن حنبل: هو مَن رأى النّبيّ عليه السلام وصَحِبَه ولو ساعة، وإنّ لم يختص به اختصاص المصحوب، ولا روى عنه، ولا طالت مدّة صُحْبَته».<ref>الصنهاجي، نفائس الأصول، ج 7، ص 2908-2909.</ref> | #قال [[شهاب الدين الصنهاجي]] في نفائسه: «قال سيف الدين: اختلفوا في الصّحابيّ من هو ؟ فقال أكثر الشافعيّة وأحمد بن حنبل: هو مَن رأى النّبيّ عليه السلام وصَحِبَه ولو ساعة، وإنّ لم يختص به اختصاص المصحوب، ولا روى عنه، ولا طالت مدّة صُحْبَته».<ref>الصنهاجي، نفائس الأصول، ج 7، ص 2908-2909.</ref> | ||
سطر ٣٩: | سطر ٣٩: | ||
*'''تعريف الأصوليين:''' | *'''تعريف الأصوليين:''' | ||
#قال عمرو بن بحر المعروف بالجاحظ، أنّ الصحابي هو «من طالت صُحبته له - عليه السلام - وأخذ عنه العلم».<ref>الصنهاجي، نفائس الأصول، ج 7، ص 2909.</ref> | #قال عمرو بن بحر المعروف بالجاحظ، أنّ الصحابي هو «من طالت صُحبته له - عليه السلام - وأخذ عنه العلم».<ref>الصنهاجي، نفائس الأصول، ج 7، ص 2909.</ref> | ||
#وقال المازري «محمد بن علي بن عمر بن محمد التَّميمي المازَري»: «متى قلنا: الصحابة عدول، وأنّ الخبر إذا أَسنده التابعي [ لــ ] صحابيّ، فقد وَجب العمل به، إنّما يريد [ يُرَادُ ] بالصّحابة الذين لازموه، ونصروه، واتبعوا النور الذي جاء به، ولا يُعْنَى بهم الذين رأوه | #وقال المازري «محمد بن علي بن عمر بن محمد التَّميمي المازَري»: «متى قلنا: الصحابة عدول، وأنّ الخبر إذا أَسنده التابعي [ لــ ] صحابيّ، فقد وَجب العمل به، إنّما يريد [ يُرَادُ ] بالصّحابة الذين لازموه، ونصروه، واتبعوا النور الذي جاء به، ولا يُعْنَى بهم الذين رأوه اتفاقاً أو لغرض، ثمّ فارقوه.<ref>الصنهاجي، نفائس الأصول، ج 7، ص 2909.</ref> | ||
#ينقل الآمدي عن عمرو بن يحيى [ المازني] أنّه قال: «أنّ هذا الاسم [ أي الصحابة ] إنّما يُسمى به مَن طالت | #ينقل الآمدي عن عمرو بن يحيى [ المازني] أنّه قال: «أنّ هذا الاسم [ أي الصحابة ] إنّما يُسمى به مَن طالت صُحبَته [[النبي الأكرم|للنبي]] (ص)، وأخذ عنه العلم».<ref>الآمدي، الإحكام في أصول الأحكام، ج 2 ص 112.</ref> | ||
#وهذا الرأي ذهب إليه الصحابيّ «[[أنس بن مالك]]» وسيد التابعين كما يوّصف «[[سعيد بن المسيب|سعيد بن المُسَيَّب]]»: | #وهذا الرأي ذهب إليه الصحابيّ «[[أنس بن مالك]]» وسيد التابعين كما يوّصف «[[سعيد بن المسيب|سعيد بن المُسَيَّب]]»: | ||
##نقل [[الخطيب البغدادي]] في كفايته: «'''أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: " الصَّحَابَةُ لا نَعُدُّهُمْ إِلا مَنْ أَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ سَنَةً أَوْ سَنَتَيْنِ، وَغَزَا مَعَهُ غَزْوَةً أَوْ غَزْوَتَيْنِ'''».<ref>الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرواية، ص 50.</ref> | ##نقل [[الخطيب البغدادي]] في كفايته: «'''أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: " الصَّحَابَةُ لا نَعُدُّهُمْ إِلا مَنْ أَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ سَنَةً أَوْ سَنَتَيْنِ، وَغَزَا مَعَهُ غَزْوَةً أَوْ غَزْوَتَيْنِ'''».<ref>الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرواية، ص 50.</ref> |