مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصحابة»
ط
←الآيات المادحة
imported>Bassam ط (←عند الشيعة) |
imported>Bassam ط (←الآيات المادحة) |
||
سطر ١٠٣: | سطر ١٠٣: | ||
لقد جاء في [[القرآن الكريم]]، جُملة من الآيات التي مدحت بعض [[أصحاب الرسول]] (ص)، وكشفت فضل الصادقين المخلصين منهم، وحثّتهم أيضًا على التسابق نحو العمل الصالح والتزام التقوى وعدم الانكباب على الدنيا، منها: | لقد جاء في [[القرآن الكريم]]، جُملة من الآيات التي مدحت بعض [[أصحاب الرسول]] (ص)، وكشفت فضل الصادقين المخلصين منهم، وحثّتهم أيضًا على التسابق نحو العمل الصالح والتزام التقوى وعدم الانكباب على الدنيا، منها: | ||
'''الآية الأولى:''' {{قرآن|مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}}.<ref> | '''الآية الأولى:''' {{قرآن|مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}}.<ref>الفتح: 29.</ref> | ||
فهذه الآية واضحة الدلالة في أنّ المقصودين من قوله تعالى {{قرآن|وَالَّذِينَ مَعَهُ}} هم الذين كانوا بصُحْبَة [[النبي (ص)|النبيّ]] (ص) لا مطلق من رآه كما ذهب إليه عموم أهل السنّة، وأيضًا أنّ ذيل الآية {{قرآن|وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}} واضحة الدلالة بأنّ المغفرة والأجر العظيم اللّذان هما وعدٌ من المولى تعالى لن ينالهما أحد من الذين هم مع [[النبي (ص)|النبيّ]](ص) إلاّ مع تحقّق الإيمان فيه وعمل في الدّنيا أعمالاً صالحة، أمَّا من انقلب منهم على عاقبيه فلن يحصل إلا على العذاب المبين.{{بحاجة لمصدر}} | فهذه الآية واضحة الدلالة في أنّ المقصودين من قوله تعالى {{قرآن|وَالَّذِينَ مَعَهُ}} هم الذين كانوا بصُحْبَة [[النبي (ص)|النبيّ]] (ص) لا مطلق من رآه كما ذهب إليه عموم أهل السنّة، وأيضًا أنّ ذيل الآية {{قرآن|وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}} واضحة الدلالة بأنّ المغفرة والأجر العظيم اللّذان هما وعدٌ من المولى تعالى لن ينالهما أحد من الذين هم مع [[النبي (ص)|النبيّ]](ص) إلاّ مع تحقّق الإيمان فيه وعمل في الدّنيا أعمالاً صالحة، أمَّا من انقلب منهم على عاقبيه فلن يحصل إلا على العذاب المبين.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''الآية الثانية:''' {{قرآن|لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}}.<ref> | '''الآية الثانية:''' {{قرآن|لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}}.<ref>الفتح: 18.</ref> | ||
هذه الآية مختصة فقط بالذين [[البيعة|بايعوا]] [[رسول الله]] (ص) تحت الشجرة في ما عرفت بعد ذالك بـــ «[[بيعة الرضوان]]» لا هي جامعة لكل من رأى [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) أو روى عنه ولو رواية، كما أنّ الرضاء مِنْ قِبَل المولى تعالى على المُبَايعين متعلّق بزمن [[البيعة]]، أي أنّ الله قد رضي عليهم حين هم يبايعون [[الرسول الأكرم]] (ص)، كما لو قال أحدهم لآخر (لقد أُعحبت بك إذ أنت راكبًا على الحصان)، فهذه الآية لا دلالة فيها على استمرار رضاية المولى تعالى عليهم إلى زمن وفاتهم. | هذه الآية مختصة فقط بالذين [[البيعة|بايعوا]] [[رسول الله]] (ص) تحت الشجرة في ما عرفت بعد ذالك بـــ «[[بيعة الرضوان]]» لا هي جامعة لكل من رأى [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) أو روى عنه ولو رواية، كما أنّ الرضاء مِنْ قِبَل المولى تعالى على المُبَايعين متعلّق بزمن [[البيعة]]، أي أنّ الله قد رضي عليهم حين هم يبايعون [[الرسول الأكرم]] (ص)، كما لو قال أحدهم لآخر (لقد أُعحبت بك إذ أنت راكبًا على الحصان)، فهذه الآية لا دلالة فيها على استمرار رضاية المولى تعالى عليهم إلى زمن وفاتهم. | ||
وإلاّ كيف أنّ بعض الذين بايعوا [[بيعة الرضوان]] قد شارك في محاصرة [[عثمان بن عفان]] وقتله، ومنهم، [[عبد الرحمن بن عديس البلوي]]،<ref>ابن أبي شيبة، المصنّف، ج 7، ص492، وج 8، ص 43</ref> و[[عمرو بن الحمق الخزاعي]]. | وإلاّ كيف أنّ بعض الذين بايعوا [[بيعة الرضوان]] قد شارك في محاصرة [[عثمان بن عفان]] وقتله، ومنهم، [[عبد الرحمن بن عديس البلوي]]،<ref>ابن أبي شيبة، المصنّف، ج 7، ص492، وج 8، ص 43</ref> و[[عمرو بن الحمق الخزاعي]]. | ||
'''الآية الثالثة:''{{قرآن|وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}}.<ref> | '''الآية الثالثة:''{{قرآن|وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}}.<ref>التوبة: 100.</ref> | ||
فهذه الآية لا تشمل كل مَن رأى [[النبي الأكرم]] (ص) أو رَوَى عنه [[الحديث|رواية]] واحدة، بل الرضاء والجنّة التي وعد الله بها في الآية، خاصٌ بكلّ [[المهاجرون|المهاجرين]] و[[الأنصار]] ومن تبعهم، بل بالمهاجرين والأنصار المحسنين، وكذلك الذين اتبعوهم في هذا الإحسان، لأنّ الاتباع في الآية مقيّد بالإحسان وعليه فمن باب أولى أن يكون هذا الإحسان في المهاجرين والأنصار.{{بحاجة لمصدر}} | فهذه الآية لا تشمل كل مَن رأى [[النبي الأكرم]] (ص) أو رَوَى عنه [[الحديث|رواية]] واحدة، بل الرضاء والجنّة التي وعد الله بها في الآية، خاصٌ بكلّ [[المهاجرون|المهاجرين]] و[[الأنصار]] ومن تبعهم، بل بالمهاجرين والأنصار المحسنين، وكذلك الذين اتبعوهم في هذا الإحسان، لأنّ الاتباع في الآية مقيّد بالإحسان وعليه فمن باب أولى أن يكون هذا الإحسان في المهاجرين والأنصار.{{بحاجة لمصدر}} | ||
سطر ١١٨: | سطر ١١٨: | ||
وإلاّ كيف يرضى الله على أفرادٍ ويَعِدَهُمْ كذلك بالجنّة، وهم قد تحاربوا فيما بينهم وقتلوا بعضهم البعض، [[الطلحة بن عبيد الله|فالطلحة بن عبيد الله]]، و [[الزبير بن العوام]] من المهاجرين الأوائل، وقد شكّلوا جيشا كاملا وحَارَبَا به [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) الذي هو من المهاجرين الأوائل، و كان مع [[الإمام علي]] (ع) [[سهل بن حنيف|سَهل بن حنيف]] وأخوه [[عثمان بن حنيف]] وهما مِنَ الأنصار الأوائل، وفي هذه الحرب التي سمّيت بــــ «[[معركة الجمل]]» قُتِل فيها الطّلحة والزبير.{{بحاجة لمصدر}} | وإلاّ كيف يرضى الله على أفرادٍ ويَعِدَهُمْ كذلك بالجنّة، وهم قد تحاربوا فيما بينهم وقتلوا بعضهم البعض، [[الطلحة بن عبيد الله|فالطلحة بن عبيد الله]]، و [[الزبير بن العوام]] من المهاجرين الأوائل، وقد شكّلوا جيشا كاملا وحَارَبَا به [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) الذي هو من المهاجرين الأوائل، و كان مع [[الإمام علي]] (ع) [[سهل بن حنيف|سَهل بن حنيف]] وأخوه [[عثمان بن حنيف]] وهما مِنَ الأنصار الأوائل، وفي هذه الحرب التي سمّيت بــــ «[[معركة الجمل]]» قُتِل فيها الطّلحة والزبير.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''الآية الرابعة:''' {{قرآن|لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}}.<ref> | '''الآية الرابعة:''' {{قرآن|لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}}.<ref>الحشر: 8.</ref> | ||
الآية الكريمة لا تشمل كلّ من رأى [[النبي (ص)|النبي]] (ص) أو روى عنه رواية، وأيضًا لا تَشْمَل كل المهاجرين، إنّما تتحدّث عن [[المهاجرون|المهاجرين]] الفقراء الذين فعلاً تركوا أموالهم وممتلكاتهم بُغية الحصول على فضلِ الله ورضوانه، ولنُصْرَة الله و رسوله(ص)، فهؤلاء المهاجرون الذين تحقّقت فيهم هذه الشروط هم الذين وصفهم المولى تعالى بأنّهم الصّادقون.{{بحاجة لمصدر}} | الآية الكريمة لا تشمل كلّ من رأى [[النبي (ص)|النبي]] (ص) أو روى عنه رواية، وأيضًا لا تَشْمَل كل المهاجرين، إنّما تتحدّث عن [[المهاجرون|المهاجرين]] الفقراء الذين فعلاً تركوا أموالهم وممتلكاتهم بُغية الحصول على فضلِ الله ورضوانه، ولنُصْرَة الله و رسوله(ص)، فهؤلاء المهاجرون الذين تحقّقت فيهم هذه الشروط هم الذين وصفهم المولى تعالى بأنّهم الصّادقون.{{بحاجة لمصدر}} | ||
'''الآية الخامسة:''' {{قرآن|كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}}.<ref> | '''الآية الخامسة:''' {{قرآن|كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}}.<ref>آل عمران: 110.</ref> | ||
الآية غير متعلِّقة [[أصحاب النبي|بأصحاب النبي]] (ص) كما ذهب إليه بعض [[المسلم|المسلمين]]، إنّما هي متعلّقة بعنوان [[أمة محمد|الأمّة]] كلّ [[أمة محمد|أمّة محمد]] {{صل}} ومن ضمنهم الأفراد الذين عاصروا [[النبي محمد|نبي الإسلام محمد]] {{صل}}، كما أنّ المولى تعالى قد بيّن فيها سبب كَون هذه الأمّة أكثر خَيْرِيّة من باقي الأُمَم، وهو أنّها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]] هو الذي جعل أمّة [[النبي محمد|محمد]] (ص) أكثر عطاءًا للخير من غيرها.{{بحاجة لمصدر}} | الآية غير متعلِّقة [[أصحاب النبي|بأصحاب النبي]] (ص) كما ذهب إليه بعض [[المسلم|المسلمين]]، إنّما هي متعلّقة بعنوان [[أمة محمد|الأمّة]] كلّ [[أمة محمد|أمّة محمد]] {{صل}} ومن ضمنهم الأفراد الذين عاصروا [[النبي محمد|نبي الإسلام محمد]] {{صل}}، كما أنّ المولى تعالى قد بيّن فيها سبب كَون هذه الأمّة أكثر خَيْرِيّة من باقي الأُمَم، وهو أنّها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]] هو الذي جعل أمّة [[النبي محمد|محمد]] (ص) أكثر عطاءًا للخير من غيرها.{{بحاجة لمصدر}} |