مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الأصول الأربعمائة»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''الأصول الأربعمائة''' يطلق هذا المصطلح على أربعمائة أصل حديثي صنفت من قبل رواتها الذين سمعوها مباشرة وبلا واسطة عن [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين عليهم السلام]] في القرون الأولى من تاريخ [[الإسلام]]. | |||
وتمثل هذه الأصول الركيزة والمصدر الأساسي للكتب والمجاميع الحديثية التي دونت في الفترات اللاحقة، كما يعتبر وجود الحديث في واحد من تلك الأصول ملاكا لصحة الحديث عند الأجيال الأخرى من المحدثين والباحثين. | وتمثل هذه الأصول الركيزة والمصدر الأساسي للكتب والمجاميع الحديثية التي دونت في الفترات اللاحقة، كما يعتبر وجود الحديث في واحد من تلك الأصول ملاكا لصحة الحديث عند الأجيال الأخرى من المحدثين والباحثين. | ||
والأخبار المدرجة في هذه | والأخبار المدرجة في هذه الأصول تمثل ما رواه أصحابها عن [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة المعصومين عليهم السلام]] بدءً بـ[[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين (ع) ]] وانتهاء بـ[[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن العسكري (ع)]] وأغلبها عن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق (ع)]] | ||
وتشتمل هذه الأصول على شتى المواضيع كـ[[الأحكام]] والسنن والمواعظ و[[الأدعية]] و[[التفسير]] و... وكانت متداولة في تلك الأعصار، مشتهرة بينهم اشتهار الشمس في رائعة النهار. | وتشتمل هذه الأصول على شتى المواضيع كـ[[الأحكام]] والسنن والمواعظ و[[الأدعية]] و[[التفسير]] و... وكانت متداولة في تلك الأعصار، مشتهرة بينهم اشتهار الشمس في رائعة النهار. | ||
==الفرق بين الأصل والكتاب== | ==الفرق بين الأصل والكتاب== | ||
يستعمل الباحثون [[الشيعة]] مصطلح | يستعمل الباحثون [[الشيعة]] مصطلح الأصل في مقابل الكتاب والمصَنَّف. فقد يرد – مثلا – في وصف الرواي بأن (له أصل وله كتاب) وللتفريق بين المصطلحين قالوا: بأن الأصل ما اشتمل على كلام [[المعصومون|المعصوم]] مما سمعه صاحب الأصل منه (ع) مجرداً عن ذكر أسماء الرواة أو الشرح والتعليق والتبويب؛ خلافا للكتاب حيث يتدخل الراوي فيه شرحاً وتوضيحاً لما دونه من كلام [[الإمامة|الإمام (ع)]]. | ||
وهناك من ذهب الى التفريق بينهما بأنّ | وهناك من ذهب الى التفريق بينهما بأنّ الأصل: مجموعة من الأحاديث يطمئن لها لم تُسْتَسَل من كتاب آخر.<ref>مقباس الهداية 3/26.</ref> ومنهم من قال بأن: الأصل هو مجموعة من الروايات المأخوذة عن طريق السماع من الإمام (ع) دون واسطة، والكتاب مجموعة من الأحاديث المأخوذة من الأصل.<ref>مقباس الهداية، 3/26.</ref> | ||
و للشيخ [[اغا بزرك الطهراني|آغا بزرگ الطهراني]] تفريق آخر حيث قال: «الأصل هو عنوان صادق على بعض كتب الحديث خاصّة. كما أن الكتاب عنوان يصدق على جميعها. وإطلاق الأصل على هذا البعض ليس بجعل حادث من العلماء بل يطلق عليه [[الأصل]] بما له من المعنى اللغوي. ذلك لأن كتاب الحديث إن كان جميع أحاديثه سماعاً من مؤلفه عن الإمام (ع) أو سماعا منه عمّن سمع عن الإمام (ع) فوجود تلك الأحاديث في عالم الكتابة من صنع مؤلفها وجود أصلي بدوي ارتجالي غير متفرع من وجود آخر، فيقال له [[الأصل]] لذلك؛ وإن كان جميع أحاديثه أو بعضها منقولاً عن كتاب آخر سابق وجوده عليه ولو كان هو أصلا وذكر صاحبه لهذا المؤلف أنه مروياته عن الإمام (ع) وأذن له كتابتها وروايتها عنه لكنه لم يكتبها عن سماع الأحاديث عنه بل عن كتابته وخطه فيكون وجود تلك الأحاديث في عالم الكتابة من صنع هذا المؤلف فرعا عن الوجود السابق عليه».<ref>الذريعة الى تصانيف الشيعة، ج2، ص126- 127.</ref> | و للشيخ [[اغا بزرك الطهراني|آغا بزرگ الطهراني]] تفريق آخر حيث قال: «الأصل هو عنوان صادق على بعض كتب الحديث خاصّة. كما أن الكتاب عنوان يصدق على جميعها. وإطلاق الأصل على هذا البعض ليس بجعل حادث من العلماء بل يطلق عليه [[الأصل]] بما له من المعنى اللغوي. ذلك لأن كتاب الحديث إن كان جميع أحاديثه سماعاً من مؤلفه عن الإمام (ع) أو سماعا منه عمّن سمع عن الإمام (ع) فوجود تلك الأحاديث في عالم الكتابة من صنع مؤلفها وجود أصلي بدوي ارتجالي غير متفرع من وجود آخر، فيقال له [[الأصل]] لذلك؛ وإن كان جميع أحاديثه أو بعضها منقولاً عن كتاب آخر سابق وجوده عليه ولو كان هو أصلا وذكر صاحبه لهذا المؤلف أنه مروياته عن الإمام (ع) وأذن له كتابتها وروايتها عنه لكنه لم يكتبها عن سماع الأحاديث عنه بل عن كتابته وخطه فيكون وجود تلك الأحاديث في عالم الكتابة من صنع هذا المؤلف فرعا عن الوجود السابق عليه».<ref>الذريعة الى تصانيف الشيعة، ج2، ص126- 127.</ref> | ||
==قيمة الأصول الأربعمائة== | ==قيمة الأصول الأربعمائة== | ||
تكمن قيمة هذه | تكمن قيمة هذه الأصول في طريقة تدوينها وتثبيت مضامينها حيث كان منهج أصحاب [[الأئمة الأطهار|الأئمة (ع)]] تدوين ما سمعوه منهم (ع) مباشرة ومن دون نقص أو تصرف بالنص المنقول فيكون احتمال الخطأ والغلط والسهو والنسيان وغيرها في [[الأصل]] المسموع شفاها عن الإمام أو عمن سمع عنه، أقلَّ منها في الكتاب المنقول عن كتاب آخر لتطرق احتمالات زائدة في النقل عن الكتاب فالاطمئنان بصدور عين الألفاظ المندرجة في [[الأصل|الأصول]] أكثر والوثوق به آكد؛ ويؤيد ذلك ما رواه [[علي بن موسى بن جعفر بن طاووس|السيد رضي الدين علي بن طاوس]] في [[مهج الدعوات|مهج الدعوات]] من أن جماعة من أصحاب [[الإمام الكاظم عليه السلام|أبي الحسن(الكاظم) (ع)]] يحضرون مجلسه ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف وأميال (أقلام)، فإذا نطق (ع) بكلمة أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوه منه في ذلك.<ref>الذريعة 2/127.</ref> | ||
ثم إن الشهرة المحققة تدلنا على أنها لم تكن أقل من أربعمائة أصل، فقد روى عن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] (ع) من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف إنسان وصنف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب يسمّى | ثم إن الشهرة المحققة تدلنا على أنها لم تكن أقل من أربعمائة أصل، فقد روى عن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] (ع) من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف إنسان وصنف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب يسمّى الأصول.<ref>الحدائق الناضرة ج۱،ص۱۷-۲۱.</ref> | ||
وقد عُرف أصحاب | وقد عُرف أصحاب الأصول بالوثاقة والأمانة في النقل وإن لم يكن البعض منهم من [[الشيعة]] [[الإمامية]]، قال [[الشيخ الطوسي]] في [[الفهرست (الشيخ الطوسي)|الفهرست]]: فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول فلا بد من أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والتجريح وهل يعول على روايته أو لا، وأبين عن اعتقاده وهل هو موافق للحق أو هو مخالف له؛ لأن كثيراً من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة.<ref>الفهرست ص 2.</ref> | ||
وقال [[الشيخ البهائي]]: كان المتعارف بين أصحابنا إطلاق الصحيح على كل حديث اعتضد بما يقتضي اعتمادهم عليه أو اقترن بما يوجب الوثوق به والركون إليه؛ وذلك أمور منها: وجوده في كثير من [[الأصول الأربعمائة]] التي نقلوها عن مشايخهم بطرقهم المتصلة بأصحاب [[العصمة]] سلام الله عليهم وكانت متداولة لديهم في تلك الأعصار مشتهرة فيما بينهم اشتهار الشمس في رابعة النهار، ومنها تكرره في | وقال [[الشيخ البهائي]]: كان المتعارف بين أصحابنا إطلاق الصحيح على كل حديث اعتضد بما يقتضي اعتمادهم عليه أو اقترن بما يوجب الوثوق به والركون إليه؛ وذلك أمور منها: وجوده في كثير من [[الأصول الأربعمائة]] التي نقلوها عن مشايخهم بطرقهم المتصلة بأصحاب [[العصمة]] سلام الله عليهم وكانت متداولة لديهم في تلك الأعصار مشتهرة فيما بينهم اشتهار الشمس في رابعة النهار، ومنها تكرره في أصل أو أصلين منها فصاعداً بطرق مختلفة وأسانيد عديدة معتبرة، ومنها وجوده في أصل معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الذين أجمعت الطائفة على تصديقهم.<ref>مشرق الشمسين، ص3.</ref> | ||
==مصير تلك الأصول== | ==مصير تلك الأصول== | ||
كانت | كانت الأصول المذكورة - وقبل تأليف [[الكتب الأربعة|المجامع الحديثية الأربعة]] [[أصول الكافي|الكافي]]، [[من لا يحضره الفقيه (كتاب)|من لا يحضره الفقيه]] ، [[تهذيب الأحكام|التهذيب]]، [[الاستبصار]]- تحظى باهتمام كبير جداً حفظا واستنساخا، ثم إنه وبعد جمع الأصول في المجاميع الأربعة المذكورة قلّت الرغبات في استنساخ أعيانها لمشقة الاستفادة منها، فقلّت نسخها وتلفت النسخ القديمة تدريجاً. | ||
وكان أكثر تلك | وكان أكثر تلك الأصول باقيا بالصورة الأولية إلى عصر [[محمد بن إدريس الحلي]] وقد استخرج من جملة منها ما جعله مستطرفات [[السرائر (كتاب)|السرائر]]، وحصلت جملة منها عند [[علي بن موسى بن جعفر بن طاووس|السيد رضي الدين علي بن طاووس]] المتوفى سنة 664 كما ذكرها في كشف الحجة، وينقل عنها في تصانيفه، ثم تدرج التلف وتقليل النسخ في أعيان هذه الأصول إلى ما نراه في عصرنا هذا.<ref>الذريعة 2/134.</ref> | ||
والموجود منها في عصرنا الحاضر ستة عشر أصلا ذكرت بتمامها في خاتمة [[مستدرك الوسائل]]، ونشر البعض منها بطبعة حديثة ومستقلة. | والموجود منها في عصرنا الحاضر ستة عشر أصلا ذكرت بتمامها في خاتمة [[مستدرك الوسائل]]، ونشر البعض منها بطبعة حديثة ومستقلة. | ||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
==أسماء بعض أصحاب الأصول== | ==أسماء بعض أصحاب الأصول== | ||
نشير هنا إلى بعض أصحاب | نشير هنا إلى بعض أصحاب الأصول، وهم: | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
*[[زيد الزراد|زيد الزرّاد]] | *[[زيد الزراد|زيد الزرّاد]] |