انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإسلام»

أُزيل ٢٬٢٦٦ بايت ،  ٢٥ أبريل ٢٠٢٢
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alkazale
لا ملخص تعديل
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
سطر ٦: سطر ٦:
وقد استهدف الإسلام قبل كل شيء ربط الإنسان بالإله الواحد الحق الذي تشير إليه الفطرة، وأكد وحدة الإله وشدد على ذلك لكي يقضي على كل ألوان التألّه المصطنع، ويُشار إلى هذه الفكرة بأصل "[[التوحيد]]" الذي تشير إليه عبارة (لا اله إلا اللّه)؛ شعار الإسلام الرئيسي.
وقد استهدف الإسلام قبل كل شيء ربط الإنسان بالإله الواحد الحق الذي تشير إليه الفطرة، وأكد وحدة الإله وشدد على ذلك لكي يقضي على كل ألوان التألّه المصطنع، ويُشار إلى هذه الفكرة بأصل "[[التوحيد]]" الذي تشير إليه عبارة (لا اله إلا اللّه)؛ شعار الإسلام الرئيسي.


استمرّت الدعوة إلى الإسلام من بعد النبيّ (ص) على أيدي [[الأئمة الإثني عشر|إثني عشر إماماً منصوصاً عليهم]]، وفي غياب [[الإمام المهدي (عج)|الإمام]] الثاني عشر جاء دور العلماء {{و}}[[الفقهاء]] ليُمارسوا دورهم كورثة للأنبياء والأوصياء، إلى أن يظهر الإمام الثاني عشر [[الإمام المهدي (ع)|الحجّة ابن الحسن]] (ع).
استمرّت الدعوة إلى الإسلام من بعد النبيّ (ص) على أيدي [[الأئمة الإثني عشر|إثني عشر إماماً]] منصوصاً عليهم، وفي غياب [[الإمام المهدي (عج)|الإمام]] الثاني عشر جاء دور العلماء {{و}}[[الفقهاء]] ليُمارسوا دورهم كورثة للأنبياء والأوصياء، إلى أن يظهر الإمام الثاني عشر [[الإمام المهدي (ع)|الحجّة ابن الحسن]] (ع).


==التعريف الإجمالي==
==التعريف الإجمالي==
[[الإسلام]] هو دين إلهي [[التوحيد في العبادة|توحيدي]] إبراهيمي، يعتقد أتباعه بإله واحد لا شريك له ومنزّه عن كل نقص، وبنبوة النبي [[محمد (ص)]] الذي أرسله [[الله]] بدين الإسلام، كما يعقد [[المسلم|المسلمون]] أنّ [[القرآن الكريم]] هو الكتاب الذي يضمّ ما أوحى به [[الله]] إلى رسوله محمد (ص).<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 193.</ref>
[[الإسلام]] هو دين إلهي [[التوحيد في العبادة|توحيدي]] إبراهيمي، يعتقد أتباعه بإله واحد لا شريك له ومنزّه عن كل نقص، وبنبوة النبي [[محمد (ص)]] الذي أرسله [[الله]] بدين الإسلام، كما يعتقد [[المسلم|المسلمون]] أنّ [[القرآن الكريم]] هو الكتاب الذي يضمّ ما أوحى به [[الله]] إلى رسوله محمد {{صل}}.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 193.</ref>


أول ظهور للإسلام كان في [[مكة]] في [[شبه الجزيرة العربية]]، التي يتّجه [[المسلمون]] أثناء [[الصلاة|صلاتهم]] إلى جهتها وبالتحديد إلى [[الكعبة |الكعبة]] ، فهي [[القبلة|قِبلة]] المسلمين،<ref>الخوئي، منهاج الصالحين، ج‌ 1، ص 135.</ref> {{و}}[[الصلاة]] هي أهم عمل عبادي يمارسه المسلمون وقد نصت على ذلك [[الروايات]] الكثيرة.<ref>البرقي، المحاسن، ج 1، ص 286.</ref>
أول ظهور للإسلام كان في [[مكة]] في [[شبه الجزيرة العربية]]، التي يتّجه [[المسلمون]] أثناء [[الصلاة|صلاتهم]] إلى جهتها وبالتحديد إلى [[الكعبة |الكعبة]] ، فهي [[القبلة|قِبلة]] المسلمين،<ref>الخوئي، منهاج الصالحين، ج‌ 1، ص 135.</ref> {{و}}[[الصلاة]] هي أهم عمل عبادي يمارسه المسلمون وقد نصت على ذلك [[الروايات]] الكثيرة.<ref>البرقي، المحاسن، ج 1، ص 286.</ref>
سطر ١٦: سطر ١٦:
كلمة الإسلام مشتقة من مادة (س-ل-م)، والمادة تدل على معنى الصحة والعافية فالسلامة أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى،<ref>ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 3، ص 90- 91.</ref> وتستخدم كلمة الإسلام بمعنى تسليم الأمر إلى اللّٰه تعالى، أو بمعنى الدخول في السِّلْمِ لأنّه انقياد على السلامة.<ref>الطبرسي، تفسير مجمع البيان، ج 2، ص 257.</ref>
كلمة الإسلام مشتقة من مادة (س-ل-م)، والمادة تدل على معنى الصحة والعافية فالسلامة أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى،<ref>ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 3، ص 90- 91.</ref> وتستخدم كلمة الإسلام بمعنى تسليم الأمر إلى اللّٰه تعالى، أو بمعنى الدخول في السِّلْمِ لأنّه انقياد على السلامة.<ref>الطبرسي، تفسير مجمع البيان، ج 2، ص 257.</ref>


وهناك من وصل إلى أنه في زمن ما قبل [[البعثة]] كانت كلمة "الإسلام" تشير لمعنى الترك والبذل بشكل عام، وكان عرب شبه الجزيرة في ذاك الوقت يعبّرون بالإسلام عن تقديم الشيء العزيز والثمين لمن يطلبه، وفي هذه الحالة يكون معنى الإسلام الإطاعة المطلقة والتسليم المحض.<ref>ایزوتسو،، خدا و انسان در قرآن، ص 256.</ref>
وهناك من وصل إلى أنه في زمن ما قبل [[البعثة]] كانت كلمة "الإسلام" تشير لمعنى الترك والبذل بشكل عام، وكان عرب شبه الجزيرة في ذاك الوقت يعبّرون بالإسلام عن تقديم الشيء العزيز والثمين لمن يطلبه، وفي هذه الحالة يكون معنى الإسلام الإطاعة المطلقة والتسليم المحض.<ref>ایزوتسو،، خدا و انسان در قرآن، ص 256.</ref>
ويقول السيد [[العلامة الطباطبائي|الطباطبائي]] أنّ الإسلام يسمى إسلاماً، لما فيه من تسليم العبد [[الإرادة الإلهية|لإرادة الله]] سبحانه.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 193.</ref>
ويقول السيد [[العلامة الطباطبائي|الطباطبائي]] أنّ الإسلام يسمى إسلاماً، لما فيه من تسليم العبد [[الإرادة الإلهية|لإرادة الله]] سبحانه.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 193.</ref>


وقد استخدمت كلمة الإسلام في [[القرآن الكريم]]، فدلت بعضها على أنّ أيَّ دين غير الإسلام غير مقبول عند [[الله]].<ref>آل عمران: 19 و 85.</ref>
وقد استخدمت كلمة الإسلام في [[القرآن الكريم]]، فدلت بعضها على أنّ أيَّ دين غير الإسلام غير مقبول عند [[الله]].<ref>آل عمران: 19 و 85.</ref>
كما أنّ [[الروايات|روايات]] كثيرة مروية عن [[الرسول(ص)|الرسول]] (ص) مفادها أن الدين الذي بُعث به هو الإسلام وأن أتباعه هم المسلمون.<ref>الريشهري، ميزان الحكمة، ج 3، صص 1338 - 1345.</ref>
كما أنّ [[الروايات|روايات]] كثيرة مروية عن [[الرسول(ص)|الرسول]] {{صل}} مفادها أن الدين الذي بُعث به هو الإسلام وأن أتباعه هم المسلمون.<ref>الريشهري، ميزان الحكمة، ج 3، صص 1338 - 1345.</ref>


===المسلم والمؤمن===
===المسلم والمؤمن===
{{مفصلة|الإيمان}}
{{مفصلة|الإيمان}}
يصبح الإنسان مسلماً بمجرد نطقه [[الشهادتين|بالشهادتين]]، وهما "أشهد أن لا إله إلا الله" و"أشهد أن محمداً رسول الله"، وهاتان [[الشهادتان]] تعبران عن [[التوحيد|توحيد]] الله وتصديق رسالة نبيّه. ومن دون التشهّد بالشهادتين يبقى الإنسان على دينه السابق فلا يعتبر مسلماً،<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 1، صص 301 - 303.</ref> والإسلام بهذه الحالة يكون في أدنى مراتبه، لأنه من الممكن أن يتفاوت تصديق القلب بما تم تلفظه عبر اللسان من شهادتين. أما عندما يكون القلب مصدقاً للشهادتين فهنا -مضافاً إلى الإسلام- يكون الفرد قد أصبح "مؤمناً"،<ref>[http://rafed.net/turathona/81-82/81-3.html تراثنا]</ref> فالإيمان معنى قائم بالقلب من قبيل الاعتقاد، والإسلام أمر قائم باللسان والجوارح، فإنه الاستسلام والخضوع لساناً بالشهادة على [[التوحيد]] {{و}}[[النبوة]] وعملا بالمتابعة العملية ظاهراً، سواء قارن الاعتقاد بما شهد عليه وعمل به أو لم يقارن.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 18، ص 328.</ref>
يصبح الإنسان مسلماً بمجرد نطقه [[الشهادتين|بالشهادتين]]، وهما "أشهد أن لا إله إلا الله" و"أشهد أن محمداً رسول الله"، وهاتان [[الشهادتان]] تعبران عن [[التوحيد|توحيد]] الله وتصديق رسالة نبيّه. ومن دون التشهّد بالشهادتين يبقى الإنسان على دينه السابق فلا يعتبر مسلماً،<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 1، صص 301 - 303.</ref> والإسلام بهذه الحالة يكون في أدنى مراتبه، لأنه من الممكن أن يتفاوت تصديق القلب بما تم تلفظه عبر اللسان من شهادتين. أما عندما يكون القلب مصدقاً للشهادتين فهنا -مضافاً إلى الإسلام- يكون الفرد قد أصبح "مؤمناً"،<ref>[http://rafed.net/turathona/81-82/81-3.html تراثنا]</ref> فالإيمان معنى قائم بالقلب من قبيل الاعتقاد، والإسلام أمر قائم باللسان والجوارح، فإنه الاستسلام والخضوع لساناً بالشهادة على [[التوحيد]] {{و}}[[النبوة]] وعملا بالمتابعة العملية ظاهراً، سواء قارن الاعتقاد بما شهد عليه وعمل به أو لم يقارن.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 18، ص 328.</ref>


وقد رأى علماء الدين [[الشيعة]] وجمع من علماء [[أهل السنة|السنة]] أن التفاوت حاصل بين مفهومَي [[الإيمان]] {{و}}[[الإسلام]]، وذلك استناداً إلى [[القرآن الكريم]]؛ فقد استنتج الباقلاني من [[الآية]] الرابع عشرة من [[سورة الحجرات]] أن ّمفهوم الإسلام أعم من مفهوم الإيمان، وأن الإيمان هو التصديق القلبي، أما الإسلام فهو عمل الجوارح؛<ref>الباقلاني، الإنصاف فيما يجب اعتقاده و لا يجوز الجهل به، ص 89 - 90.</ref> وبعبارة أخرى الإسلام أمر ظاهري، والإيمان أمر قلبي وباطني، وكذلك كان رأي [[العلامة الطباطبائي]] في الآية 35 من [[سورة الأحزاب]]، التي فرّق فيها ما بين وصف "المؤمنين والمؤمنات" ووصف "المسلمين والمسلمات"، وبرهن على تفكيكه بأدلة معتبرة.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 313- 314.</ref> أما [[الخوارج]] {{و}}[[المعتزلة]] فكانوا يرون أن الإسلام والإيمان لهما مفهوم واحد.<ref>الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، ج 1، ص 318؛ القرطبي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، ج 2، ص 134.</ref>
وقد رأى علماء الدين [[الشيعة]] وجمع من علماء [[أهل السنة|السنة]] أن التفاوت حاصل بين مفهومَي [[الإيمان]] {{و}}[[الإسلام]]، وذلك استناداً إلى [[القرآن الكريم]]؛ فقد استنتج الباقلاني من [[الآية]] الرابع عشرة من [[سورة الحجرات]] أن ّمفهوم الإسلام أعم من مفهوم الإيمان، وأن الإيمان هو التصديق القلبي، أما الإسلام فهو عمل الجوارح؛<ref>الباقلاني، الإنصاف فيما يجب اعتقاده و لا يجوز الجهل به، ص 89 - 90.</ref> وبعبارة أخرى الإسلام أمر ظاهري، والإيمان أمر قلبي وباطني، وكذلك كان رأي [[العلامة الطباطبائي]] في الآية 35 من [[سورة الأحزاب]]، التي فرّق فيها ما بين وصف "المؤمنين والمؤمنات" ووصف "المسلمين والمسلمات"، وبرهن على تفكيكه بأدلة معتبرة.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 313- 314.</ref> أما [[الخوارج]] {{و}}[[المعتزلة]] فكانوا يرون أن الإسلام والإيمان لهما مفهوم واحد.<ref>الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، ج 1، ص 318؛ القرطبي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، ج 2، ص 134.</ref>


وقد جاء في بعض [[الآيات]] القرآنية ما يدل على أنّ بين الإسلام والإيمان اتحاد نوعي، لكن بعض متكلمي [[الأشاعرة]] قالوا بأن مضمون هذه الآيات دالٌ على أن مصداق الإسلام والإيمان واحد، وهذا لا يستلزم اتحاد مفهومهما.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 207.</ref>
وقد جاء في بعض [[الآيات]] القرآنية ما يدل على أنّ بين الإسلام والإيمان اتحاد نوعي، لكن بعض متكلمي [[الأشاعرة]] قالوا بأن مضمون هذه الآيات دالٌ على أن مصداق الإسلام والإيمان واحد، وهذا لا يستلزم اتحاد مفهومهما.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 207.</ref>


===نبي الإسلام===
===نبي الإسلام===
{{مفصلة|النبي محمد}}
{{مفصلة|النبي محمد}}
صاحب الدعوة الإسلامية هو الرسول [[محمد بن عبد الله|محمّد بن عبد الله]] بن [[عبد المطلب|عبد المطّلب]] (ص)، وطبقاً لما ورد في النصوص الإسلامية فهو آخر المرسلين {{و}}[[الخاتمية|خاتم]] الرسل أجمعين،<ref>الأحزاب: 40؛ المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 1، ص 628.</ref> كما أنّه أفضل الخلق قاطبةً، وأحسن أسوةٍ وقدوةٍ للناس على الإطلاق.<ref>الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج ‏4، ص 455.</ref>
صاحب الدعوة الإسلامية هو الرسول [[محمد بن عبد الله|محمّد بن عبد الله]] بن [[عبد المطلب|عبد المطّلب]] {{صل}}، وطبقاً لما ورد في النصوص الإسلامية فهو آخر المرسلين {{و}}[[الخاتمية|خاتم]] الرسل أجمعين،<ref>الأحزاب: 40؛ المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 1، ص 628.</ref> كما أنّه أفضل الخلق قاطبةً، وأحسن أسوةٍ وقدوةٍ للناس على الإطلاق.<ref>الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج ‏4، ص 455.</ref>


ينتسب النبي محمد (ص) إلى قبيلة عربية هي "[[قريش]]"؛ التي كانت تسكن [[مكة|مكةَ]] في [[شبه الجزيرة العربية]]، وفيها ولد النبي (ص) سنة 570 م. فَقَدَ الرسول (ص) والداه في أوائل سِنِي عمره، فتولى رعايته جدّه [[عبد المطلب]]، ثم عمه [[أبو طالب]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، ص 369.</ref>
ينتسب النبي محمد {{صل}} إلى قبيلة عربية هي "[[قريش]]"؛ التي كانت تسكن [[مكة|مكةَ]] في [[شبه الجزيرة العربية]]، وفيها ولد النبي (ص) سنة 570 م. فَقَدَ الرسول {{صل}} والداه في أوائل سِنِي عمره، فتولى رعايته جدّه [[عبد المطلب]]، ثم عمه [[أبو طالب]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، ص 369.</ref>


لم يكن الرسول محمد (ص) من عداد أتباع الديانة الوثنية الرائجة في [[مكة]]، وعُرف عن الرسول (ص) حُسن أخلاقه حتى اشتهر بالصادق الأمين، وقد بعثه [[الله]] لتبليغ الرسالة الإسلامية وهو في الأربعين من عمره، وكان أول ما تلقاه من [[الوحي]] في [[غار حراء]] في مكة بواسطة ملك الوحي "[[جبرائيل]]".<ref>ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 233.</ref>
لم يكن الرسول محمد (ص) من عداد أتباع الديانة الوثنية الرائجة في [[مكة]]، وعُرف عن الرسول {{صل}} حُسن أخلاقه حتى اشتهر بالصادق الأمين، وقد بعثه [[الله]] لتبليغ الرسالة الإسلامية وهو في الأربعين من عمره، وكان أول ما تلقاه من [[الوحي]] في [[غار حراء]] في مكة بواسطة ملك الوحي "[[جبرائيل]]".<ref>ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 233.</ref>


===الكتاب السماوي للإسلام===
===الكتاب السماوي للإسلام===
{{مفصلة|القرآن الكريم}}
{{مفصلة|القرآن الكريم}}
القرآن هو الكتاب السماوي المقدّس، الذي نزل به "جبرائيل" على قلب الرسول محمد (ص)، الذي فيه مباني شريعته وآية باقية على صدق رسالته، وليكون تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة للعالمين، الذي لا يشوبه باطلٌ ولا خطأ، والذي سَلِمَ  من التحريف منذ نزوله إلى يومنا هذا.<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 13.</ref> ويتألّف القرآن الكريم من مئة وأربع عشرة [[السورة|سورة]]، في كل منها عدد من [[الآيات]].<ref>الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، ج 1، ص 285.</ref>
القرآن هو الكتاب السماوي المقدّس، الذي نزل به "جبرائيل" على قلب الرسول محمد {{صل}}، الذي فيه مباني شريعته وآية باقية على صدق رسالته، وليكون تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة للعالمين، الذي لا يشوبه باطلٌ ولا خطأ، والذي سَلِمَ  من التحريف منذ نزوله إلى يومنا هذا.<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 13.</ref> ويتألّف القرآن الكريم من مئة وأربع عشرة [[السورة|سورة]]، في كل منها عدد من [[الآيات]].<ref>الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، ج 1، ص 285.</ref>


==خصائص الرسالة الإسلاميّة==
==خصائص الرسالة الإسلاميّة==
للرسالة الإسلاميّة خصائصها، الّتي تُميّزها عن سائر رسالات السماء الّتي جعلت منها حدثاً فريداً في التأريخ، منها:
للرسالة الإسلاميّة خصائصها، الّتي تُميّزها عن سائر رسالات السماء الّتي جعلت منها حدثاً فريداً في التأريخ، منها:
:::*أنّ هذه الرسالة ظلّت سليمة ضمن النصّ [[القرآن|القرآنيّ]]، دون أن تتعرّض لأيّ تحريف، لأنّه شرط ضروريّ لقدرة هذه الرسالة على مواصلة أهدافها، قال تعالى: {{قرآن|إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}} بينما مُنيت الكتب السماويّة السابقة بالتحريف، وأُفرغت من كثير من محتواها.
:::*أنّ هذه الرسالة ظلّت سليمة ضمن النصّ [[القرآن|القرآنيّ]]، دون أن تتعرّض لأيّ تحريف، لأنّه شرط ضروريّ لقدرة هذه الرسالة على مواصلة أهدافها، قال تعالى: {{قرآن|إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}} بينما مُنيت الكتب السماويّة السابقة بالتحريف، وأُفرغت من كثير من محتواها.
:::*إنّ بقاء القرآن نصّاً وروحاً، يعني أنّ [[النبوة|نبوّة]] محمّد (ص) لم تفقد أهمّ وسيلة من وسائل إثباتها، وخلافاً لتلك النبوّات الّتي يرتبط إثباتها بوقائع محدّدة زمانيّاً ومكانيّاً "إبراء الأكمه والأبرص مثلاً"، فهي وقائع لا يشهدها عادة إلّا المعاصرون لها.
:::*إنّ بقاء القرآن نصّاً وروحاً، يعني أنّ [[النبوة|نبوّة]] محمّد {{صل}} لم تفقد أهمّ وسيلة من وسائل إثباتها، وخلافاً لتلك النبوّات الّتي يرتبط إثباتها بوقائع محدّدة زمانيّاً ومكانيّاً "إبراء الأكمه والأبرص مثلاً"، فهي وقائع لا يشهدها عادة إلّا المعاصرون لها.
:::*مرور الزمن لا يُنقص من قيمة الدليل الأساس على الرسالة الإسلاميّة، بل إنه أيضاً يمنح هذا الدليل- أي القرآن الكريم- أبعاداً جديدة، من خلال تطوّر المعرفة البشريّة، واتّجاه الإنسان إلى دراسة الكون بأساليب العِلم والتجربة, لأنّ الإنسان الحديث يجد اليوم في ذلك الكتاب المبين الّذي بشّر به رجل أمّيّ في بيئة [[الجاهلية|جاهليّة]] قبل مئات السنين، إشارات واضحة إلى ما كشف عنه العِلم الحديث.
:::*مرور الزمن لا يُنقص من قيمة الدليل الأساس على الرسالة الإسلاميّة، بل إنه أيضاً يمنح هذا الدليل- أي القرآن الكريم- أبعاداً جديدة، من خلال تطوّر المعرفة البشريّة، واتّجاه الإنسان إلى دراسة الكون بأساليب العِلم والتجربة, لأنّ الإنسان الحديث يجد اليوم في ذلك الكتاب المبين الّذي بشّر به رجل أمّيّ في بيئة [[الجاهلية|جاهليّة]] قبل مئات السنين، إشارات واضحة إلى ما كشف عنه العِلم الحديث.
:::*إنّ هذه الرسالة جاءت شاملة لكلّ جوانب الحياة، وعلى هذا الأساس استطاعت أن توازن بين تلك الجوانب المختلفة، فلم يعد الإنسان يعيش حالة الانشطار بين حياته الروحيّة وحياته الدنيويّة.
:::*إنّ هذه الرسالة جاءت شاملة لكلّ جوانب الحياة، وعلى هذا الأساس استطاعت أن توازن بين تلك الجوانب المختلفة، فلم يعد الإنسان يعيش حالة الانشطار بين حياته الروحيّة وحياته الدنيويّة.
سطر ١٠٥: سطر ١٠٥:
يبلغ عدد الأنبياء وفق بعض المصادر الإسلاميّة مئة وأربعة وعشرين ألف نبي،<ref>اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ص 270.</ref> من بينهم خمسٌ من "أولي العزم"، وقد أشار [[القرآن الكريم]] إلى ستة وعشرين من الأنبياء كما أشار إلى بعض كتبهم في طي آياته.<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 240.</ref>
يبلغ عدد الأنبياء وفق بعض المصادر الإسلاميّة مئة وأربعة وعشرين ألف نبي،<ref>اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ص 270.</ref> من بينهم خمسٌ من "أولي العزم"، وقد أشار [[القرآن الكريم]] إلى ستة وعشرين من الأنبياء كما أشار إلى بعض كتبهم في طي آياته.<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 240.</ref>


الرسول محمد (ص) هو الذي جاء بدين الإسلام، فهو خاتم الرسل والأنبياء، ولا نبي بعده.<ref>اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ص 316.</ref>
الرسول محمد {{صل}} هو الذي جاء بدين الإسلام، فهو خاتم الرسل والأنبياء، ولا نبي بعده.<ref>اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ص 316.</ref>


====الإمامة====
====الإمامة====
{{مفصلة|الإمامة}}
{{مفصلة|الإمامة}}
معنى الإمامة هو الرئاسة والزعامة الدينية ,والدنيوية بعد رسول الله (ص). ويوجد رأيان حول مسألة الإمامة:
معنى الإمامة هو الرئاسة والزعامة الدينية ,والدنيوية بعد رسول الله {{صل}}. ويوجد رأيان حول مسألة الإمامة:
:::# '''رأي الشيعة:''' يعتقد الشيعة أن [[الرسول(ص)|الرسول]] (ص) ومن خلال الأمر الإلهي حدد الخليفة من بعده، والناس يجب أن تطيعه في هذا الأمر. هذا الخليفة  هو [[الإمام علي]] (ع)، وبعده أيضاً هناك الإمامان: [[الحسن (ع)|الحسن]] {{و}}[[الحسين (ع)|الحسين]] (ع). ويرى [[الشيعة الإثنا عشرية]] أن بعد الإمام الحسين هناك تسعة أئمة من نسله وصلوا إلى مقام [[الإمامة]] الإلهي، والإمام الثاني عشر هو [[الإمام المهدي]] عليه السلام، وهو غائب عن الأنظار، لكنه سوف يظهر ليقيم العدل في الأرض. أما الفرق الشيعية الأخرى (مثل [[الزيدية]]، {{و}}[[الإسماعيلية]]، وبعض الفرق الأخرى) لهم آراء أخرى حول الإمامة بعد الإمام الحسين (ع).
:::# '''رأي الشيعة:''' يعتقد الشيعة أن [[الرسول(ص)|الرسول]] (ص) ومن خلال الأمر الإلهي حدد الخليفة من بعده، والناس يجب أن تطيعه في هذا الأمر. هذا الخليفة  هو [[الإمام علي]] {{ع}}، وبعده أيضاً هناك الإمامان: [[الحسن (ع)|الحسن]] {{و}}[[الحسين (ع)|الحسين]] (ع). ويرى [[الشيعة الإثنا عشرية]] أن بعد الإمام الحسين هناك تسعة أئمة من نسله وصلوا إلى مقام [[الإمامة]] الإلهي، والإمام الثاني عشر هو [[الإمام المهدي]] عليه السلام، وهو غائب عن الأنظار، لكنه سوف يظهر ليقيم العدل في الأرض. أما الفرق الشيعية الأخرى (مثل [[الزيدية]]، {{و}}[[الإسماعيلية]]، وبعض الفرق الأخرى) لهم آراء أخرى حول الإمامة بعد الإمام الحسين {{ع}}.
:::#'''رأي أهل السنة''': يعتقد [[أهل السنة]] أن الرسول (ص) لم يعيّن إماماً وخليفةً من بعده، فاختار أغلب الناس [[ابو بكر ابن أبي قحافة|أبا بكر بن أبي قحافة]] ليكون خليفة على المسلمين، ويعتقد أهل السنة أن [[عمر بن الخطاب]] {{و}}[[عثمان بن عفان|عثمان بن عفّان]]، هما الخليفتان الثاني والثالث على التوالي، ويرون أن الإمام علي (ع) هو الخليفة الرابع.<ref>دشتي، الإمامة في جذورها القرآنية، ص 15 - 16.</ref>
:::#'''رأي أهل السنة''': يعتقد [[أهل السنة]] أن الرسول {{صل}} لم يعيّن إماماً وخليفةً من بعده، فاختار أغلب الناس [[ابو بكر ابن أبي قحافة|أبا بكر بن أبي قحافة]] ليكون خليفة على المسلمين، ويعتقد أهل السنة أن [[عمر بن الخطاب]] {{و}}[[عثمان بن عفان|عثمان بن عفّان]]، هما الخليفتان الثاني والثالث على التوالي، ويرون أن الإمام علي {{ع}} هو الخليفة الرابع.<ref>دشتي، الإمامة في جذورها القرآنية، ص 15 - 16.</ref>


====المعاد====
====المعاد====
سطر ١٣٠: سطر ١٣٠:


==المذاهب الإسلامية==
==المذاهب الإسلامية==
ينقسم المسلمون اليوم إلى مذهبين كبيرتين هما: [[الشيعة]] {{و}}[[اهل السنة|السنة]]، ويضم كلٌّ من المذهبين فرق متعددة أيضاً. المسألة الخلافية الأهم بين الشيعة و أهل السنّة: مسألة [[الإمامة]] وخلافة الرسول (ص)، وهو خلاف ظهر منذ اليوم الأول بعد رحيل الرسول (ص) بين بعض [[الصحابة]].<ref>الصدر، نشأة التشيع و الشيعة، صص 63 - 83.</ref>
ينقسم المسلمون اليوم إلى مذهبين كبيرتين هما: [[الشيعة]] {{و}}[[اهل السنة|السنة]]، ويضم كلٌّ من المذهبين فرق متعددة أيضاً. المسألة الخلافية الأهم بين الشيعة و أهل السنّة: مسألة [[الإمامة]] وخلافة الرسول {{صل}}، وهو خلاف ظهر منذ اليوم الأول بعد رحيل الرسول (ص) بين بعض [[الصحابة]].<ref>الصدر، نشأة التشيع و الشيعة، صص 63 - 83.</ref>


ولا تتلخّص الإفتراقات في مسألة الإمامة، إذ ينسحب الإختلاف على بعض مستويات الإعتقادية والأحكام الشرعية أيضاً، مثل: [[عدالة الصحابة|مسألة عدالة الصحابة]]، [[عصمة الأنبياء]]، [[الجبر والاختيار|الجبر والتخيير]]، وبعض أحكام [[الوضوء]] {{و}}[[الصلاة]] {{و}}[[الحج]].
ولا تتلخّص الإفتراقات في مسألة الإمامة، إذ ينسحب الإختلاف على بعض مستويات الإعتقادية والأحكام الشرعية أيضاً، مثل: [[عدالة الصحابة|مسألة عدالة الصحابة]]، [[عصمة الأنبياء]]، [[الجبر والاختيار|الجبر والتخيير]]، وبعض أحكام [[الوضوء]] {{و}}[[الصلاة]] {{و}}[[الحج]].
===الشيعة===
===الشيعة===
{{مفصلة|الشيعة}}
{{مفصلة|الشيعة}}
[[الشيعة]] هو مذهب أساسي من مذاهب المسلمين، الذي انقسم بدوره إلى عدّة فرق، ويجمع الفرق [[الشيعة]] مسألة أساسية وهي الإعتقاد ب[[إمامة]] الإمام علي (ع) وولَديه الإمامين [[الحسنين]] (ع) وذلك بعد [[الرسول(ص)|الرسول]] (ص).<ref>السبحاني، العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة اهل البيت (ع)، ص 180.</ref>
[[الشيعة]] هو مذهب أساسي من مذاهب المسلمين، الذي انقسم بدوره إلى عدّة فرق، ويجمع الفرق [[الشيعة]] مسألة أساسية وهي الإعتقاد ب[[إمامة]] الإمام علي {{ع}} وولَديه الإمامين [[الحسنين]] (ع) وذلك بعد [[الرسول(ص)|الرسول]] {{صل}}.<ref>السبحاني، العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع)، ص 180.</ref>


يتواجد الشيعة في أكثر  الدول الإسلامية، لكن تمركزهم الأساسي هو في [[إيران]]، {{و}}[[العراق]]، {{و}}[[آذربيجان]]، {{و}}[[باكستان]] {{و}}[[اليمن]]، {{و}}[[الهند]]، {{و}}[[تركيا]] {{و}}[[لبنان]].<ref>السبحاني، أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتأريخهم، ص 311.</ref>
يتواجد الشيعة في أكثر  الدول الإسلامية، لكن تمركزهم الأساسي هو في [[إيران]]، {{و}}[[العراق]]، {{و}}[[آذربيجان]]، {{و}}[[باكستان]] {{و}}[[اليمن]]، {{و}}[[الهند]]، {{و}}[[تركيا]] {{و}}[[لبنان]].<ref>السبحاني، أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتأريخهم، ص 311.</ref>
سطر ١٤٥: سطر ١٤٥:
===الخوارج===
===الخوارج===
{{مفصلة|الخوارج}}
{{مفصلة|الخوارج}}
ترجع بدايات ظهور [[الخوارج]] إلى قصّة التحكيم بعد [[معركة صفين]]، فالخوارج جماعة كانوا  من أتباع [[الإمام علي (ع)]] ثمّ انشقّوا عنه بعد اجتماع [[التحكيم|الحكمَين في صفين]] وقيامهما بعزل الإمام عليّ (ع) عن الخلافة.
ترجع بدايات ظهور [[الخوارج]] إلى قصّة التحكيم بعد [[معركة صفين]]، فالخوارج جماعة كانوا  من أتباع [[الإمام علي]] {{ع}} ثمّ انشقّوا عنه بعد اجتماع [[التحكيم|الحكمَين في صفين]] وقيامهما بعزل الإمام عليّ (ع) عن الخلافة.
قاتلهم الإمام علي (ع) في [[معركة النهروان]] وقضى عليهم، وهم الّذين يُطلق عليهم [[المارقون]] ولهم تسميات أخرى.<ref>مركز نون للتأليف والترجمة، دراسات في المذاهب الاسلامية، ص 86.</ref>
قاتلهم الإمام علي {{ع}} في [[معركة النهروان]] وقضى عليهم، وهم الّذين يُطلق عليهم [[المارقون]] ولهم تسميات أخرى.<ref>مركز نون للتأليف والترجمة، دراسات في المذاهب الاسلامية، ص 86.</ref>
====أهمُّ معتقداتهم====
====أهمُّ معتقداتهم====
#تكفير مرتكب الكبيرة.  
#تكفير مرتكب الكبيرة.  
سطر ١٧٠: سطر ١٧٠:
يُقسم عصر النبي{{صل}} إلى عدة مقاطع زمنية، وهي:
يُقسم عصر النبي{{صل}} إلى عدة مقاطع زمنية، وهي:
====في مكة====
====في مكة====
بُعث النبي محمد (ص) [[النبوّة|بالنبوّة]] وهو ابن أربعين سنة في شهر [[رجب]]، ويرى [[الشيعة]] أن [[النبي (ص)|النبي]] (ص) لم يشكّ في نبوّته، ولم يتّكئ إلّا على [[الوحي]].<ref>ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 233.</ref>
بُعث النبي محمد {{صل}} [[النبوّة|بالنبوّة]] وهو ابن أربعين سنة في شهر [[رجب]]، ويرى [[الشيعة]] أن [[النبي (ص)|النبي]] (ص) لم يشكّ في نبوّته، ولم يتّكئ إلّا على [[الوحي]].<ref>ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 233.</ref>


أوّل ما نزل من [[القرآن]] حسب النصوص هو مطلع [[سورة العلق]].<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل ،ج 20، ص 33.</ref> وكان أوّل من آمن به من الرجال [[الإمام عليّ]] (ع)، ومن النساء زوجته [[خديجة الكبرى عليها السلام|خديجة]] حتّى بلغ المسلمون أربعين شخصاً خلال ثلاث سنوات من [[النبوّة]].<ref>المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 9، ص 88.</ref>
أوّل ما نزل من [[القرآن]] حسب النصوص هو مطلع [[سورة العلق]].<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل ،ج 20، ص 33.</ref> وكان أوّل من آمن به من الرجال [[الإمام عليّ]] (ع)، ومن النساء زوجته [[خديجة الكبرى عليها السلام|خديجة]] حتّى بلغ المسلمون أربعين شخصاً خلال ثلاث سنوات من [[النبوّة]].<ref>المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 9، ص 88.</ref>


أُمر النبيّّ (ص) بإعلان الدعوة بدءً بعشيرته الأقربين، وأسفر الإجتماع ببني [[عبد المطلب بن هاشم|عبد المطّلب]] {{و}}[[بني هاشم]] عن إعلان [[النبوّة]] {{و}}[[الولاية]] معاً، وأعلن [[أبو طالب]] حمايته للنبيّّ (ص) ودعوته بالرغم من وقوف [[أبو لهب|أبي لهب]] في الموقع الأوّل من المواجهة.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 206.</ref>
أُمر النبيّّ (ص) بإعلان الدعوة بدءً بعشيرته الأقربين، وأسفر الإجتماع ببني [[عبد المطلب بن هاشم|عبد المطّلب]] {{و}}[[بني هاشم]] عن إعلان [[النبوّة]] {{و}}[[الولاية]] معاً، وأعلن [[أبو طالب]] حمايته للنبيّّ {{صل}} ودعوته بالرغم من وقوف [[أبو لهب|أبي لهب]] في الموقع الأوّل من المواجهة.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 206.</ref>


بعد مدة من الدعوة السرية، بدأت الدعوة العامّة والعلنيّة لرسول الله (ص)، فأخذ زعماء [[قريش]] يُخطِّطون لتحجيم الدعوة الإسلامية، وانتقلت المواجهة  إلى حربٍ تمثّلت بالقتل والتهجير والحصار الشامل في "[[شعب أبي طالب]]".<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج 1،ص 163.</ref>
بعد مدة من الدعوة السرية، بدأت الدعوة العامّة والعلنيّة لرسول الله (ص)، فأخذ زعماء [[قريش]] يُخطِّطون لتحجيم الدعوة الإسلامية، وانتقلت المواجهة  إلى حربٍ تمثّلت بالقتل والتهجير والحصار الشامل في "[[شعب أبي طالب]]".<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج 1،ص 163.</ref>


وبعد انتهاء الحصار  فقد النبي (ص) شخصيتين مهمتين في الدعوة هما: زوجته [[خديجة بنت خويلد|خديجة]]، وعمّه [[أبو طالب]]، وسمّى [[رسول الله]] (ص) ذلك العام [[عام الحزن|بعام الحزن]].<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ج 1، ص 129.</ref>
وبعد انتهاء الحصار  فقد النبي (ص) شخصيتين مهمتين في الدعوة هما: زوجته [[خديجة بنت خويلد|خديجة]]، وعمّه [[أبو طالب]]، وسمّى [[رسول الله]] {{صل}} ذلك العام [[عام الحزن|بعام الحزن]].<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ج 1، ص 129.</ref>


بعد تعرُّض النبيّّ (ص) وأصحابه للتعذيب الشديد والقتل والتشريد، أمر المسلمين ب[[الهجرة إلى الحبشة]]، نظراً لوجود ملك عادل فيها، فاحتضن " النجاشيّ" المسلمين [[المهاجرين]] ولم يُسلِّمهم إلى الوفد الذي أرسلته [[قريش]] لاستردادهم.<ref>الواقدي، المغازي، ص 21.</ref>
بعد تعرُّض النبيّّ (ص) وأصحابه للتعذيب الشديد والقتل والتشريد، أمر المسلمين ب[[الهجرة إلى الحبشة]]، نظراً لوجود ملك عادل فيها، فاحتضن " النجاشيّ" المسلمين [[المهاجرين]] ولم يُسلِّمهم إلى الوفد الذي أرسلته [[قريش]] لاستردادهم.<ref>الواقدي، المغازي، ص 21.</ref>


إستطاع النبيّّ (ص) إقناع بعض أهل [[يثرب]]، واستمرّت دعوته إليهم حتّى أسلم جمعٌ من أهلها، وقدم عليه- في العام الثالث عشر من البعثة- سبعون رجلاً وامرأتان وبايعوه على الدفاع والنصرة، وسألوه أن يخرج إليهم فيمنعوه كما يمنعون أبناءهم ونساءهم، ويحاربوا معه وينصروه، وكان ذلك من نتائج [[بيعة العقبة]] الأولى والثانية.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 353.</ref>
إستطاع النبيّّ {{صل}} إقناع بعض أهل [[يثرب]]، واستمرّت دعوته إليهم حتّى أسلم جمعٌ من أهلها، وقدم عليه- في العام الثالث عشر من البعثة- سبعون رجلاً وامرأتان وبايعوه على الدفاع والنصرة، وسألوه أن يخرج إليهم فيمنعوه كما يمنعون أبناءهم ونساءهم، ويحاربوا معه وينصروه، وكان ذلك من نتائج [[بيعة العقبة]] الأولى والثانية.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 353.</ref>


وفي [[مكة|مكّة المكرّمة]] وُلدت السيّدة [[فاطمة (ع)|فاطمة]] (ع)،<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 458.</ref> وحصلت معجزة [[الإسراء والمعراج]].<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 13، ص 30.</ref>
وفي [[مكة|مكّة المكرّمة]] وُلدت السيّدة [[فاطمة (ع)|فاطمة]] (ع)،<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 458.</ref> وحصلت معجزة [[الإسراء والمعراج]].<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 13، ص 30.</ref>
سطر ١٨٨: سطر ١٨٨:
====في المدينة المنورة====
====في المدينة المنورة====
من أهمّ الأحداث في تأريخ الإسلام السياسيّّ هو حدث [[الهجرة النبوية|الهجرة]]، حيث تمّ بعدها إقامة الدولة الإسلاميّّة بزعامة رسول الله (ص).<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 4، ص 300.</ref>
من أهمّ الأحداث في تأريخ الإسلام السياسيّّ هو حدث [[الهجرة النبوية|الهجرة]]، حيث تمّ بعدها إقامة الدولة الإسلاميّّة بزعامة رسول الله (ص).<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 4، ص 300.</ref>
في البداية شرع الرسول (ص) ببناء [[مسجد قباء|مسجد قباء]]،<ref>الصديقي ،حسن البناء في فضل مسجد قبا، ص 34.</ref> ثمّ المسجد المعروف اليوم [[مسجد النبي|بمسجد النبي]] (ص) لجمع المسلمين فيه، وليكون مركزاً للدولة، وانطلاق الدعوة إلى أطراف العالم،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 246.</ref> ثمّ [[المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار|آخى بين المهاجرين والأنصار]]، واحتفظ بالإمام عليّ (ع) أخاً له من دون سائر المسلمين.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 504 - 505.</ref>
في البداية شرع الرسول (ص) ببناء [[مسجد قباء|مسجد قباء]]،<ref>الصديقي، حسن البناء في فضل مسجد قبا، ص 34.</ref> ثمّ المسجد المعروف اليوم [[مسجد النبي|بمسجد النبي]] {{صل}} لجمع المسلمين فيه، وليكون مركزاً للدولة، وانطلاق الدعوة إلى أطراف العالم،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 246.</ref> ثمّ [[المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار|آخى بين المهاجرين والأنصار]]، واحتفظ بالإمام عليّ (ع) أخاً له من دون سائر المسلمين.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 504 - 505.</ref>


نظراً للتنوُّع السكّانيّ في [[المدينة]]، والصراعات القبلية، كتب النبيّّ (ص) أوّل دستور وسند تاريخيّ في الإسلام من أجل تنظيم علاقات المسلمين فيما بينهم، وعلاقاتهم مع المتهوِّدين، ولضمان استقرار الحياة السياسيّّة والاجتماعيّّة في المدينة.<ref>السهيلي، الروض الأنف، ج 4، صص 240 - 243.</ref>
نظراً للتنوُّع السكّانيّ في [[المدينة]]، والصراعات القبلية، كتب النبيّّ {{صل}} أوّل دستور وسند تاريخيّ في الإسلام من أجل تنظيم علاقات المسلمين فيما بينهم، وعلاقاتهم مع المتهوِّدين، ولضمان استقرار الحياة السياسيّّة والاجتماعيّّة في المدينة.<ref>السهيلي، الروض الأنف، ج 4، صص 240 - 243.</ref>


طلب [[اليهود]] من الرسول (ص) توقيع هدنة معهم، فكتب لهم النبيّّ (ص) بذلك على أن لا يُعينوا عليه أحداً ولا يتعرّضوا بسوءٍ لأصحابه، وإلّا فهو في حلٍّ من أمره.
طلب [[اليهود]] من الرسول {{صل}} توقيع هدنة معهم، فكتب لهم النبيّّ (ص) بذلك على أن لا يُعينوا عليه أحداً ولا يتعرّضوا بسوءٍ لأصحابه، وإلّا فهو في حلٍّ من أمره.
عمل النبيّّ (ص) على تقوية دعائم الدولة؛ من خلال الإعداد العسكريّّ وتدريب المسلمين على السلاح والرمي.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 503.</ref>
عمل النبيّّ (ص) على تقوية دعائم الدولة؛ من خلال الإعداد العسكريّّ وتدريب المسلمين على السلاح والرمي.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 503.</ref>


كانت أهم [[السرايا|سرايا]] {{و}}[[غزوات الرسول|غزوات]] النبيّّ(ص) عبارة عن:
كانت أهم [[السرايا|سرايا]] {{و}}[[غزوات الرسول|غزوات]] النبيّّ (ص) عبارة عن:
* [[معركة بدر|معركة بدر]] الكبرى ومن خلالها رُفعت من معنويّات المسلمين، وفتحت الأبواب أمام النبيّّ (ص) في الانطلاق بحريّة أكبر في نشر الدعوة.<ref>يماني، بدر الكبرى .. المدينة والغزوة، ص 25.</ref>
* [[معركة بدر|معركة بدر]] الكبرى ومن خلالها رُفعت من معنويّات المسلمين، وفتحت الأبواب أمام النبيّّ {{صل}} في الانطلاق بحريّة أكبر في نشر الدعوة.<ref>يماني، بدر الكبرى .. المدينة والغزوة، ص 25.</ref>
*[[معركة أحد|معركة أُحد]] التي كان النصر حليف المسلمين في الجولة الأولى منها، ولكنّهم نتيجة لعدم التزامهم بأوامر النبيّّ (ص) وتوجيهاته خسروا المعركة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 6، ص 159.</ref>
*[[معركة أحد|معركة أُحد]] التي كان النصر حليف المسلمين في الجولة الأولى منها، ولكنّهم نتيجة لعدم التزامهم بأوامر النبيّّ (ص) وتوجيهاته خسروا المعركة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم {{صل}}، ج 6، ص 159.</ref>
*[[معركة الخندق]] وهي إحدى غزوات الرسول الأكرم (ص) والتي وقعت في [[السنة الخامسة للهجرة]]، بدأت هذه الغزوة بعد مؤامرة من قبل قبيلة [[بني النضير]]، وبعدها قد اتحدت [[قريش]] مع أغلب القبائل العربية لقطع شجرة الإسلام،<ref>الصالحي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 5، ص 415.</ref> والتي ساهمت عدة عناصر في تحقيق النصر فيها، وهي: التخطيط العسكريّ الذي تمثَّل بحفر الخندق،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص409 - 410.</ref> الدور المهم للإمام عليَّ (ع)،<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 5، ص 8.</ref> والتأييد الإلهيّ الغيبيّ.<ref>ابن النجار، الدرة الثمينة في تاريخ المدينة، ص 189.</ref>  
*[[معركة الخندق]] وهي إحدى غزوات الرسول الأكرم (ص) والتي وقعت في [[السنة الخامسة للهجرة]]، بدأت هذه الغزوة بعد مؤامرة من قبل قبيلة [[بني النضير]]، وبعدها قد اتحدت [[قريش]] مع أغلب القبائل العربية لقطع شجرة الإسلام،<ref>الصالحي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 5، ص 415.</ref> والتي ساهمت عدة عناصر في تحقيق النصر فيها، وهي: التخطيط العسكريّ الذي تمثَّل بحفر الخندق،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص409 - 410.</ref> الدور المهم للإمام عليَّ (ع)،<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 5، ص 8.</ref> والتأييد الإلهيّ الغيبيّ.<ref>ابن النجار، الدرة الثمينة في تاريخ المدينة، ص 189.</ref>  
*  انتصار النبي{{صل}} في المعارك التي خاضها ضد اليهود في غزوة [[بني قريظة|بني قُريظة]]،<ref>المفيد، الإرشاد، ج 1، ص105 - 106.</ref> وفي [[معركة خيبر]]، وفي [[فدك]] وغير ذلك.<ref>الصدوق، الخصال، ج 2، ص 369.</ref>  
*  انتصار النبي{{صل}} في المعارك التي خاضها ضد اليهود في غزوة [[بني قريظة|بني قُريظة]]،<ref>المفيد، الإرشاد، ج 1، ص105 - 106.</ref> وفي [[معركة خيبر]]، وفي [[فدك]] وغير ذلك.<ref>الصدوق، الخصال، ج 2، ص 369.</ref>  
* [[سرية مؤتة]] التي كان الدافع لها هو الانتقام لمقتل مبعوث الرسول (ص) إلى عامل [[هرقل]]، حيث أرسل (ص) سريّة وجعل القيادة فيها ل[[جعفر بن أبي طالب]]، وكان حشد [[النصارى]] كثيفاً مقارنة بالمسلمين، ولكنّهم صمّموا على القتال حتّى استشهد القادة الذين عيّنهم النبيّ (ص)، فأمر [[خالد بن الوليد]] الجندَ بالانسحاب.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 20 -21.</ref>
* [[سرية مؤتة]] التي كان الدافع لها هو الانتقام لمقتل مبعوث الرسول {{صل}} إلى عامل [[هرقل]]، حيث أرسل (ص) سريّة وجعل القيادة فيها ل[[جعفر بن أبي طالب]]، وكان حشد [[النصارى]] كثيفاً مقارنة بالمسلمين، ولكنّهم صمّموا على القتال حتّى استشهد القادة الذين عيّنهم النبيّ (ص)، فأمر [[خالد بن الوليد]] الجندَ بالانسحاب.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 20 -21.</ref>
*[[معركة تبوك]]، وقد خرج الرسول (ص) مع المسلمين إليها بعدما ولّى عليّا (ع) على المدينة,<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 3.</ref> ولمّا وصل  الرسول (ص) إلى [[تبوك]] واستقرّ فيها، آثر الروم الانسحاب بدل المواجهة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 108.</ref>
*[[معركة تبوك]]، وقد خرج الرسول {{صل}} مع المسلمين إليها بعدما ولّى عليّا (ع) على المدينة,<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 3.</ref> ولمّا وصل  الرسول (ص) إلى [[تبوك]] واستقرّ فيها، آثر الروم الانسحاب بدل المواجهة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 108.</ref>


وفي النهاية حصل [[صلح الحديبية|صلح الحديبيّة]] الذي مهّد لدخول كثير من الناس إلى الإسلام، وسهّل [[فتح مكة|فتح مكّة]] وانتصار الإسلام على قريش.<ref>المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 318 - 319.</ref>
وفي النهاية حصل [[صلح الحديبية|صلح الحديبيّة]] الذي مهّد لدخول كثير من الناس إلى الإسلام، وسهّل [[فتح مكة|فتح مكّة]] وانتصار الإسلام على قريش.<ref>المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 318 - 319.</ref>


توفي الرسول (ص) بين يدي وصيّه الإمام عليّ (ع) يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر [[سنة 11 للهجرة]]،  وهو ابن ثلاث وستين سنة،<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغة، ص 320.</ref> ولم يحضر دفن رسول الله (ص) أكثر الناس، لما جرى بين [[المهاجرين]] {{و}}[[الأنصار]] من التشاجر في أمر [[الخلافة]].<ref> المسعودي، التنبيه والإشراف، ص 247.</ref>
توفي الرسول {{صل}} بين يدي وصيّه الإمام عليّ (ع) يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر [[سنة 11 للهجرة]]،  وهو ابن ثلاث وستين سنة،<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغة، ص 320.</ref> ولم يحضر دفن رسول الله (ص) أكثر الناس، لما جرى بين [[المهاجرين]] {{و}}[[الأنصار]] من التشاجر في أمر [[الخلافة]].<ref> المسعودي، التنبيه والإشراف، ص 247.</ref>


===عصر الأئمة===  
===عصر الأئمة===  
سطر ٢٣١: سطر ٢٣١:


أهم بنود الصلح:
أهم بنود الصلح:
:::*تسليم الأمر لمعاوية على شرط العمل بكتاب الله وسنة رسوله (ص).
:::*تسليم الأمر لمعاوية على شرط العمل بكتاب الله وسنة رسوله {{صل}}.
:::*أن تكون الخلافة للحسن (ع) من بعده.
:::*أن تكون الخلافة للحسن (ع) من بعده.
:::*أن يترك سب الأمير علي (ع).
:::*أن يترك سب الأمير علي (ع).
سطر ٣١٥: سطر ٣١٥:
{{الأنبياء في القرآن}}
{{الأنبياء في القرآن}}


[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:إسلام]]
[[Category:مطهرات]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
[[Category:أديان إبراهيمية]]
مستخدم مجهول