مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الله»
←أصل اللفظ
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ٣: | سطر ٣: | ||
==أصل اللفظ== | ==أصل اللفظ== | ||
كان لفظ الجلالة "الله" مستعملاً قبل نزول [[القرآن الكريم|القرآن]]، ويعرفه عرب الجاهلية ويشهد بذلك قوله تعالى: {{قرآن| ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله}} (الزخرف - 87)، وقوله تعالى: {{قرآن| فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا}}. (الانعام- 136).<ref>[[السيد محمد حسين الطباطبائي|الطباطبائي]]، [[الميزان في تفسير القرآن]]، | كان لفظ الجلالة "الله" مستعملاً قبل نزول [[القرآن الكريم|القرآن]]، ويعرفه عرب الجاهلية ويشهد بذلك قوله تعالى: {{قرآن| ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله}} (الزخرف - 87)، وقوله تعالى: {{قرآن| فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا}}. (الانعام- 136).<ref>[[السيد محمد حسين الطباطبائي|الطباطبائي]]، [[الميزان في تفسير القرآن]]، ج 1، ص 18.</ref> | ||
وقد نسب أحد رجال الدين اليسوعيين إلى علماء اللّغات الساميّة أنّ هذا الاسم مشتق من أصل آرامي "ايل" (אל)، ومفخّم بزيادة الهاء في الكلدانيّة والسريانيّة على صورة آلها (אלהא ) فقالوا بالعربيّة [[الله]]" بلام أصليّة مفّخمة. | وقد نسب أحد رجال الدين اليسوعيين إلى علماء اللّغات الساميّة أنّ هذا الاسم مشتق من أصل آرامي "ايل" (אל)، ومفخّم بزيادة الهاء في الكلدانيّة والسريانيّة على صورة آلها (אלהא ) فقالوا بالعربيّة [[الله]]" بلام أصليّة مفّخمة. | ||
وقد جاء الاسم الكريم في الكتابات النبطيّة والصفويّة<ref>اللغة الصفوية: هي لغة سادت في الجنوب الشرقي من دمشق في مدخل بادية الشام حول الصقع البركاني المسمى بالصفا، وعُثر هناك على كتابات كثيرة على الصخر البركاني، والشعب الذي خط هذه الكتابات في القرون الأولى للميلاد هو من أصل عربي، ولغته من اللهجات العربية، وخطه من فصيلة خطوط ديار العرب الجنوبية. (راجع: خطط الشام لمحمد كرد علي، | وقد جاء الاسم الكريم في الكتابات النبطيّة والصفويّة<ref>اللغة الصفوية: هي لغة سادت في الجنوب الشرقي من دمشق في مدخل بادية الشام حول الصقع البركاني المسمى بالصفا، وعُثر هناك على كتابات كثيرة على الصخر البركاني، والشعب الذي خط هذه الكتابات في القرون الأولى للميلاد هو من أصل عربي، ولغته من اللهجات العربية، وخطه من فصيلة خطوط ديار العرب الجنوبية. (راجع: خطط الشام لمحمد كرد علي، ج 1، ص 43-44.</ref> فالنبطيّة ذكرته منسوباً إليه كزيد الله وعبد الله وتيم الله وورد في الكتابات الصفويّة منفرداّ.<ref>شيخو، النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، ص159.</ref> | ||
ونُقل عن أبي زيد البلخي: إنّ لفظ الجلالة ليس بعربي بل عبري أخذه العرب عن [[اليهود]]، و استدل عليه بأنّ اليهود يقولون: «إلاها» و[[العرب]] حذفت المدة التي كانت موجودة في آخرها في العبرية ككثير من نظائرها العبرية؛ فتقول «أب» بدل «أباه» و«روح» بدل «روحا» و«نور» بدل «نورا» إلى غير ذلك. | ونُقل عن أبي زيد البلخي: إنّ لفظ الجلالة ليس بعربي بل عبري أخذه العرب عن [[اليهود]]، و استدل عليه بأنّ اليهود يقولون: «إلاها» و[[العرب]] حذفت المدة التي كانت موجودة في آخرها في العبرية ككثير من نظائرها العبرية؛ فتقول «أب» بدل «أباه» و«روح» بدل «روحا» و«نور» بدل «نورا» إلى غير ذلك. | ||
وذهب الباقون إلى أنّها عربية صحيحة، وقد كانت العرب تستعمل تلك اللفظة قبل [[البعثة النبوية|بعثة]] [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} بقرون، بل من البعيد أن لا يكون عند العرب المعروفين بالبيان و الخطابة لفظ يعبّرون به عن إلٰههم. واشتراك الشعبين في التعبير عن مبدأ العالم لا يدل على أنّ العرب أخذت من [[اليهود]] خصوصاً إذا قلنا بأنّ اللسانين يرجعان إلى أصول ومواد واحدة، وإنّما طرأ عليهما الاختلاف لعلل وظروف إجتماعية وغيرها والكلّّ من العنصر «السامي».<ref>مفاهيم القرآن، | وذهب الباقون إلى أنّها عربية صحيحة، وقد كانت العرب تستعمل تلك اللفظة قبل [[البعثة النبوية|بعثة]] [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} بقرون، بل من البعيد أن لا يكون عند العرب المعروفين بالبيان و الخطابة لفظ يعبّرون به عن إلٰههم. واشتراك الشعبين في التعبير عن مبدأ العالم لا يدل على أنّ العرب أخذت من [[اليهود]] خصوصاً إذا قلنا بأنّ اللسانين يرجعان إلى أصول ومواد واحدة، وإنّما طرأ عليهما الاختلاف لعلل وظروف إجتماعية وغيرها والكلّّ من العنصر «السامي».<ref>مفاهيم القرآن، ج 6، ص 110.</ref> | ||
===الاختلاف في اشتقاقه=== | ===الاختلاف في اشتقاقه=== | ||
سطر ٢٠: | سطر ٢٠: | ||
* إنّه مشتق من قولهم ألهت إلى فلان أي فزعت إليه لأنّ الخلق يألهون إليه أي يفزعون إليه في حوائجهم. | * إنّه مشتق من قولهم ألهت إلى فلان أي فزعت إليه لأنّ الخلق يألهون إليه أي يفزعون إليه في حوائجهم. | ||
* إنّه مشتق من ألهت إليه سكنت إليه لأنّ الخلق يسكنون إلى ذكره. | * إنّه مشتق من ألهت إليه سكنت إليه لأنّ الخلق يسكنون إلى ذكره. | ||
* انّه من «لاه» أياحتجب فمعناه إنّه المحتجب بالكيفيّة عن الأوهام <ref>مجمع البيان، | * انّه من «لاه» أياحتجب فمعناه إنّه المحتجب بالكيفيّة عن الأوهام <ref>مجمع البيان، ج 1، ص 52.</ref>. | ||
* إنّه مشتق من الوله: المحبة الشديدة، فأُبدلت الواو همزة فقالوا: أله يأله. | * إنّه مشتق من الوله: المحبة الشديدة، فأُبدلت الواو همزة فقالوا: أله يأله. | ||
* إنّه مشتق من لاه يلوه إذا ارتفع، والحق سبحانه مرتفع بالمكان أو بالمقام. | * إنّه مشتق من لاه يلوه إذا ارتفع، والحق سبحانه مرتفع بالمكان أو بالمقام. | ||
سطر ٢٨: | سطر ٢٨: | ||
*روي عن [[الإمام علي]] (ع): الله ، معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه، والله هو المستور عن درك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات.<ref>الصدوق، محمد بن علي، التوحيد، ص89</ref> | *روي عن [[الإمام علي]] (ع): الله ، معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه، والله هو المستور عن درك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات.<ref>الصدوق، محمد بن علي، التوحيد، ص89</ref> | ||
*وعن [[الإمام الباقر]] (ع) : الله ، معناه المعبود الذي أله الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته.<ref>المصدر نفسه.</ref> | *وعن [[الإمام الباقر]] (ع) : الله ، معناه المعبود الذي أله الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته.<ref>المصدر نفسه.</ref> | ||
*[[الإمام العسكري]] (ع) : الله، هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه.<ref>المصدر نفسه، ص | *[[الإمام العسكري]] (ع) : الله، هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه.<ref>المصدر نفسه، ص 231.</ref> | ||
*وعن [[الإمام الكاظم]] ( عليه السلام ) - في معنى الله - : استولى على ما دقّ وجلّ.<ref>المصدر نفسه، | *وعن [[الإمام الكاظم]] ( عليه السلام ) - في معنى الله - : استولى على ما دقّ وجلّ.<ref>المصدر نفسه، ص 230.</ref> | ||
==الأحكام الفقهية== | ==الأحكام الفقهية== |