مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام»
←الدليل الثالث: الأفضلية
imported>Ya zainab |
imported>Ya zainab |
||
سطر ٤٧: | سطر ٤٧: | ||
==الدليل الثالث: الأفضلية== | ==الدليل الثالث: الأفضلية== | ||
الدليل الآخر الذي يمكن سوقه لإثبات إمامتهم (ع) كونهم أفضل المسلمين في جميع الكمالات النفسانية، وقد قرر [[العلامة الحلي]] ذلك بقوله: «هذا دليل آخر على إمامة [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع)، وتقريره أنه أفضل من غيره – كما هو ثابت- فيكون هو الإمام، | الدليل الآخر الذي يمكن سوقه لإثبات إمامتهم (ع) كونهم أفضل [[المسلم|المسلمين]] في جميع الكمالات النفسانية، وقد قرر [[العلامة الحلي]] ذلك بقوله: «هذا دليل آخر على إمامة [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع)، وتقريره أنه أفضل من غيره – كما هو ثابت- فيكون هو الإمام، لأنّ تقديم المفضول على الفاضل قبيح عقلا».<ref>الحلي، كشف المراد، ص539.</ref> ونفس المعنى يجري على سائر [[الأئمة]] لنفس الحيثية. | ||
ثم إن فلسفة الإمامة تقتضي كون الإمام الذي يحمل كل هذه الرسالة الثقيلة ويتصدى لقيادة الأمة وهدايتهم دينيا ودنيويا، الافضلَ | ثم إن فلسفة [[الإمامة]] تقتضي كون الإمام الذي يحمل كل هذه الرسالة الثقيلة ويتصدى لقيادة الأمة وهدايتهم دينيا ودنيويا، الافضلَ من بين الجميع والأجدرَ من الكل حتى يتسنّى له تحقيق الغاية التي نٌصّب من أجلها إماماً وأن يأخذ بيد الناس الى الكمالات ويكون لهم أسوة بذلك. ولازم ذلك أن يتصف الإمام بأرفع صفات الطهارة والورع وأرفع كمالات الأدب الانساني. من هنا كان [[الأئمة الاثني عشر|أئمة]] [[الشيعة]] جميعا أكمل الورى وأفضل الناس في كل عصر من عصورهم، وقد اعترف بعظم شخصيتهم القاصي والداني، وحتى أنّ المناظرين لهم كانوا يخرجون وهم يحملون هذا الانطباع عنهم ويُقرّون لهم بالفضل والعلم والتقى ويظهرون التصاغر أمامهم. | ||
* '''إقرار كبار علماء أهل السنة بأفضلية الأئمة الاثني عشر''' | * '''إقرار كبار علماء أهل السنة بأفضلية الأئمة الاثني عشر''' | ||
أقرّ الكثير من علماء [[أهل السنة]] بأفضلية [[الأئمة الاثني عشر]] من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] (ع)، وهذه الاعترافات توزعت على نحوين: بعضها | أقرّ الكثير من علماء [[أهل السنة]] بأفضلية [[الأئمة الاثني عشر]] من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] (ع)، وهذه الاعترافات توزعت على نحوين: بعضها أقرّ بافضليتهم بنحوٍ عام؛ وبعضها أقرّ بأفضلية كل واحد من أئمة أهل البيت (ع) على من سواه، و من تلك الروايات: | ||
*صرّح [[محي الدين بن عربي]] بمنزلة أهل البيت (ع) بقوله: «أنّه لم يوجد في عالم الخلق من يوازي أهل بيت النبي (ص)، فهم الأولى والأحق بالسيادة وعداؤهم بمثابة الخسران المبين ومحبتهم عين العبادة».<ref>ابن عربي، فتوحات المكية، ج4، ص139.</ref> | |||
*وقال الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي (المتوفى سنة 1172) وشيخ [[الجامع الأزهر]] في عصره في كتابه ''الاتحاف بحب الاشراف'': «قال بعض أهل العلم: إنّ [[أهل البيت عليهم السلام|آل البيت]] حازوا الفضائل كلّها علما وحلما وفصاحة وصباحة وذكاء وبديهة وجودا وشجاعة، فعلومهم لا تتوقف على تكرار درس، ولا يزيد يومهم فيها على ما كان بالأمس بل هي مواهب من مولاهم، من أنكرها وأراد سترها كان كمن أراد ستر وجه الشمس، فما سألهم في العلوم مستفيد ووقفوا، ولا جرى معهم في مضمار الفضل قوم إلا عجزوا وتخلفوا».<ref>الشافعي الشبراوي، الاتحاف، ص17.</ref> | |||
وقال الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي (المتوفى سنة 1172) وشيخ [[الجامع | |||
وخاطبهم الإمام الشافعي إمام [[المذهب الشافعي]] بقوله: | وخاطبهم الإمام الشافعي إمام [[المذهب الشافعي]] بقوله: | ||
يا آل بيت رسول الله حبكم ... فرض من الله في القرآن أنزله | يا آل بيت [[رسول الله]] حبكم ... فرض من الله في [[القرآن]] أنزله | ||
كفاكم من عظيم القدر أنكم ... من لم يصل عليكم لا صلاة له.<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص103.</ref> | كفاكم من عظيم القدر أنكم ... من لم يصل عليكم لا صلاة له.<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص103.</ref> | ||
*وقال أستاذ الازهر الشيخ محمد حسين الذهبي وصاحب كتاب ''التفسير والمفسرون'' مطريا على شخصية [[الإمام علي عليه السلام|الإمام أمير المؤمينين]] (ع): «هو أبو الحسن، عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، القرشي الهاشمي، ااجتمع فيه من الفضائل ما لم يحظ به غيره، فمن ورع في الدين، إلى زهد في الدنيا، إلى قرابة وصهر برسول الله (ص)، إلى علم جم وفضل غزير... و كان بحراً في العلم، قوي الحُجَّة، سليم الاستنباط، أُوتِيَ الحظ الأوفر من الفصاحة والخطابة والشعر، وكان ذا عقل قضائي ناضج، وبصيرة نافذة إلى بواطن الأُمور، وكثيراً ما كان يرجع إليه الصحابة في فهم ما خفي واستجلاء ما أشكل».<ref>الذهبي، التفسير والمفسرون، ج1، ص89.</ref> | |||
وقال | *ووصف ا[[بن الصباغ المالكي]] ( المتوفى 855) علم [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين ]](ع) في كتابه [[الفصول المهمة|''الفصول المهمة'']]، بقوله: «أما علم الفقه الّذي هو مرجع الأنام ومجمع الأحكام ومنبع الحلال والحرام، فقد كان عليّ (ع) مطّلعاً على غوامض أحكامه، منقاداً له جامحاً بزمامه، مشهوداً له فيه بعلوّ محلّه ومقامه، ولهذا خصّه رسول اللَّه (ص) بعلم القضاء».<ref>ابن صباغ، الفصول المهمة، ص 30ـ 34.</ref> | ||
*وأما محمد بن مسلم الزهري (المتوفى 124) أحد الفقهاء والمحدثين والأعلام [[التابعين]] بالمدينة، وممن حفظ علم الفقهاء السبعة، فقد قال في وصف [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]] (ع): «ما رأيت أفقه من زين العابدين».<ref>الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج1، ص75.</ref> | |||
ووصف ا[[بن الصباغ المالكي]] ( المتوفى 855) علم أمير المؤمنين (ع) في كتابه [[الفصول المهمة|''الفصول المهمة'']]، بقوله: «أما علم الفقه الّذي هو مرجع الأنام ومجمع الأحكام ومنبع الحلال والحرام، فقد كان عليّ (ع) مطّلعاً على غوامض أحكامه، منقاداً له جامحاً بزمامه، مشهوداً له فيه بعلوّ محلّه ومقامه، ولهذا خصّه رسول اللَّه (ص) بعلم القضاء».<ref>ابن صباغ، الفصول المهمة، ص 30ـ 34.</ref> | *وقال عبد الله بن عطاء وهو من العلماء المعاصرين [[الإمام الباقر عليه السلام|للإمام الباقر]] (ع) في وصف المنزلة العلمية الرفيعة للإمام الباقر (ع): «ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند [[الإمام الباقر عليه السلام|أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين]] (ع) ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة (عيينة) مع جلالته في القوم بين يديه كأنّه صبي بين يدي معلمه».<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج54، ص278؛ الشافعي، مطالب السئول، ص430.</ref> | ||
*وعندما سئل إمام [[المذهب الحنفي]] ([[أبو حنيفة|أبو حنيفة النعمان بن ثابت]]) عن الأفقه في زمانه، قال: «ما رأيت أحداَ أفقه من [[الإمام الصادق عليه السلام|جعفر بن محمد الصادق]](ع)».<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6، ص258؛ الذهبي، تاريخ الاسلام، ج9، ص89.</ref> | |||
وأما محمد بن مسلم الزهري (المتوفى 124) أحد الفقهاء والمحدثين والأعلام [[التابعين]] بالمدينة، وممن حفظ علم الفقهاء السبعة، فقد قال في وصف [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]] (ع): «ما | *وروي عن [[مالك بن أنس]] إمام [[المذهب المالكي]] والمتوفى عام 174 هجرية، أنه قال: «ما رأت عین ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق (ع) علماً وعبادةً وورعاً».<ref>قسمات التاريخ، ص 197.</ref> | ||
*وقال أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ (المتوفى 255 هجرية) في وصف [[الإمام الصادق عليه السلام|الصادق]] (ع): «جعفر بن محمد (ع) الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه، ويقال: إنّ أبا حنيفة من تلامذته، وكذلك سفيان الثوري، وحسبك بهما في هذا الباب».<ref>رسائل جاحظ، ص 106.</ref> | |||
وقال عبد الله بن عطاء وهو من العلماء المعاصرين [[الإمام الباقر عليه السلام|للإمام الباقر]] (ع) في وصف المنزلة العلمية الرفيعة للإمام الباقر (ع): «ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند [[الإمام الباقر عليه السلام|أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين]] (ع) ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة (عيينة) مع جلالته في القوم بين يديه | |||
وعندما سئل إمام [[المذهب الحنفي]] ([[أبو حنيفة|أبو حنيفة النعمان بن ثابت]]) عن الأفقه في زمانه، قال: «ما رأيت أحداَ أفقه من [[الإمام الصادق عليه السلام|جعفر بن محمد الصادق]](ع)».<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6، ص258؛ الذهبي، تاريخ الاسلام، ج9، ص89.</ref> | |||
وروي عن [[مالك بن أنس]] إمام [[المذهب المالكي]] والمتوفى عام 174 هجرية، أنه قال: «ما رأت عین ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق (ع) علماً وعبادةً وورعاً».<ref>قسمات التاريخ، ص 197.</ref> | |||
وقال أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ (المتوفى 255 هجرية) في وصف [[الإمام الصادق عليه السلام|الصادق]] (ع): «جعفر بن محمد (ع) الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه، ويقال: إنّ أبا حنيفة من تلامذته، وكذلك سفيان الثوري، وحسبك بهما في هذا الباب».<ref>رسائل جاحظ، ص 106.</ref> | |||
الى غير ذلك من كلمات الثناء والاعتراف لهم (ع) بالتقدم في العلم والحلم والمنزلة الرفيعة. | الى غير ذلك من كلمات الثناء والاعتراف لهم (ع) بالتقدم في العلم والحلم والمنزلة الرفيعة. | ||
==الدليل الرابع: معاجزهم== | ==الدليل الرابع: معاجزهم== |