انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة خراسان العلمية»

imported>Foad
imported>Ahmadnazem
سطر ٢٥٠: سطر ٢٥٠:
== من سبتمبر 1941م وحتي الثورة الإسلامية ==
== من سبتمبر 1941م وحتي الثورة الإسلامية ==
دخلت حوزة مشهد العلمية بعد عام 1941م مرحلة جديدة من حياتها، وكان الفضل في انتعاش الحركة العلمية فيها وإعادة الحياة إليها بعد سقوط حكومة رضا شاه يرجع لثلاث شخصيات كبيرة هي: الميرزا أحمد الكفائي، والشيخ مرتضى الآشتياني، والميرزا مهدي الأصفهاني. <ref> راجع: خامنئي، گزارشي از سابقه تاريخي و اوضاع كنوني حوزه عمليه مشهد، ص 28 </ref>
دخلت حوزة مشهد العلمية بعد عام 1941م مرحلة جديدة من حياتها، وكان الفضل في انتعاش الحركة العلمية فيها وإعادة الحياة إليها بعد سقوط حكومة رضا شاه يرجع لثلاث شخصيات كبيرة هي: الميرزا أحمد الكفائي، والشيخ مرتضى الآشتياني، والميرزا مهدي الأصفهاني. <ref> راجع: خامنئي، گزارشي از سابقه تاريخي و اوضاع كنوني حوزه عمليه مشهد، ص 28 </ref>
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
=== حضور الميرزا أحمد الكفائي ===
=== حضور الميرزا أحمد الكفائي ===
يعد الميرزا أحمد الكفائي ابن الآخوند محمد كاظم الخراساني والمتلمّذ على يد والده وغيره من أعلام النجف الأشرف، من أبرز العلماء الذين هاجروا إلى مشهد المقدسة إبّان زعامة أخية الأكبر الميرزا محمد آقا زاده، متصدّيا للتدريس والإفادة فيها. وكانت هجرته في وقت كانت المدرسة المشهدية تعيش حالة من الانكماش بسبب حادثة مسجد كوهر شاد ومنع إرتداء الزي الديني وانحسار عدد طلبة العلوم الدينية الذي أوشكت معه على أن توصد أبوابها، <ref> راجع: مرواريد، لقاء مع آية اللّه مرواريد، ص 176 </ref>
يعد الميرزا أحمد الكفائي ابن الآخوند محمد كاظم الخراساني والمتلمّذ على يد والده وغيره من أعلام النجف الأشرف، من أبرز العلماء الذين هاجروا إلى مشهد المقدسة إبّان زعامة أخية الأكبر الميرزا محمد آقا زاده، متصدّيا للتدريس والإفادة فيها. وكانت هجرته في وقت كانت المدرسة المشهدية تعيش حالة من الانكماش بسبب حادثة مسجد كوهر شاد ومنع إرتداء الزي الديني وانحسار عدد طلبة العلوم الدينية الذي أوشكت معه على أن توصد أبوابها، <ref> راجع: مرواريد، لقاء مع آية اللّه مرواريد، ص 176 </ref>
سطر ٣٢٥: سطر ٣٢٤:
=== بعد رحيل آية الله الميلاني ===
=== بعد رحيل آية الله الميلاني ===
بعد رحيل السيّد الميلاني آلت المرجعية والزعامة العلمية - مع وجود علماء كبار في وسط المدرسة المشهدية كالشيخ محمد كاظم الدامغاني المتوفي سنة 1981م- إلى كلّ من تلميذه المبرّز السيّد إبراهيم علم الهدى السبزواري المتوفي سنة 1999م. <ref> شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 103 </ref>والميرزا علي فلسفي المتوفي سنة 2005م  <ref> راجع: ابراهيم زنگنه وآخرين، مشاهير مدفون در حرم رضوي، ج 1، ص 213- 214 </ref>من مبرّزي تلامذة آية الله السيّد الخوئي، وكان قد قدم إلى مشهد بطلب من السيّد الميلاني نفسه لتعزيز النشاط العلمي في تلك الحاضرة العلمية. <ref> راجع: شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 153- 154 </ref>
بعد رحيل السيّد الميلاني آلت المرجعية والزعامة العلمية - مع وجود علماء كبار في وسط المدرسة المشهدية كالشيخ محمد كاظم الدامغاني المتوفي سنة 1981م- إلى كلّ من تلميذه المبرّز السيّد إبراهيم علم الهدى السبزواري المتوفي سنة 1999م. <ref> شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 103 </ref>والميرزا علي فلسفي المتوفي سنة 2005م  <ref> راجع: ابراهيم زنگنه وآخرين، مشاهير مدفون در حرم رضوي، ج 1، ص 213- 214 </ref>من مبرّزي تلامذة آية الله السيّد الخوئي، وكان قد قدم إلى مشهد بطلب من السيّد الميلاني نفسه لتعزيز النشاط العلمي في تلك الحاضرة العلمية. <ref> راجع: شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 153- 154 </ref>


=== المدرسة المشهدية والتحوّلات الإجتماعية ===
=== المدرسة المشهدية والتحوّلات الإجتماعية ===
ساهمت المدرسة المشهدية بنحو ما في الكثير من الحوادث الإجتماعية والسياسية في العقود الثلاثة التي سبقت إنتصار الثورة الإسلامية، منها:
ساهمت المدرسة المشهدية بنحو ما في الكثير من الحوادث الإجتماعية والسياسية في العقود الثلاثة التي سبقت إنتصار الثورة الإسلامية، منها:


 
* رغم بعض النشاطات الدينية وغير الدينية في مشهد المقدسة إبّان حركة تأميم النفط، الا أن الحوزة التي كانت تعيش الانتعاش مرّة أخرى بعد فترة من الجمود والتقهقر في العصر البهلوي الأوّل، لم تظهر بالمستوي المطلوب في هذه القضية، باستثناء المواقف التي صدرت من بعض الشخصيات العلمية كالسيّد يونس الأردبيلي والميرزا حسين السبزواري والحاج آقا حسين القمّي الذين أصدروا برقيات في خصوص هذه القضية. <ref> صالحي، مشهد، ص 138- 139 </ref> ومن أبرز الشخصيات الفاعلة في حركة تأميم النفط الشيخ محمود الحلبي الخطيب. <ref> راجع: صالحي، مشهد، ص 90 </ref>
* رغم بعض النشاطات الدينية وغير الدينية في مشهد المقدسة إبّان حركة تأميم النفط، الا أن الحوزة التي كانت تعيش الانتعاش مرّة أخرى بعد فترة من الجمود والتقهقر في العصر البهلوي الأوّل، لم تظهر بالمستوي المطلوب في هذه القضية، باستثناء المواقف التي صدرت من بعض الشخصيات العلمية كالسيّد يونس الأردبيلي والميرزا حسين السبزواري والحاج آقا حسين القمّي الذين أصدروا برقيات في خصوص هذه القضية. <ref> صالحي، مشهد، ص 138- 139 </ref> ومن أبرز الشخصيات الفاعلة في حركة تأميم النفط الخطيب المفوّه والمدرس البارع الشيخ محمود الحلبي الخطيب. <ref> راجع: صالحي، مشهد، ص 90 </ref>
 
 
* عندما بدت إرهاصات ثورة الخامس عشر من خرداد سنة 1342 ش والموافق لـ 5/6/ 1963م، كانت المدرسة المشهدية تشهد وجود أربعة إتجاهات فاعلة هي: أتباع زعيم الحوزة المشهدية السيّد محمد هادي الميلاني؛ وأتباع الآقا حسن القمّي ابن الثائر المعروف الحاج آقا حسين القمّي المرجع الشيعي المعروف بمعارضته لسياسة السلطة البهلوية؛ وأتباع الشيخ مجتبي القزويني من مبرّزي تلامذة الميرزا مهدي الأصفهاني والأستاذ المبرّز في الفقه وسائر المعارف الدينية وصاحب الإتجاه المعارض للفلسفة، ومن المؤيدين لنهضة الإمام الخميني؛ والاتجاه الرابع هم أتباع الميرزا أحمد الكفائي والميرزا حسين الفقيه السبزواري اللذين اختارا طريقة التماشي مع النظام البهلوي بغية تقديم الخدمة للناس، وإن كانت الجماهير تنظر إليها نظرة أخرى وتراهما يميلون للنظام البهلوي.<ref> راجع: جلالي، تقويم تاريخ خراسان ، ص 119- 121؛ صالحي، مشهد، ص 91- 92 </ref>
* عندما بدت إرهاصات ثورة الخامس عشر من خرداد سنة 1342 ش والموافق لـ 5/6/ 1963م، كانت المدرسة المشهدية تشهد وجود أربعة إتجاهات فاعلة هي: أتباع زعيم الحوزة المشهدية السيّد محمد هادي الميلاني؛ وأتباع الآقا حسن القمّي ابن الثائر المعروف الحاج آقا حسين القمّي المرجع الشيعي المعروف بمعارضته لسياسة السلطة البهلوية؛ وأتباع الشيخ مجتبي القزويني من مبرّزي تلامذة الميرزا مهدي الأصفهاني والأستاذ المبرّز في الفقه وسائر المعارف الدينية وصاحب الإتجاه المعارض للفلسفة، ومن المؤيدين لنهضة الإمام الخميني؛ والاتجاه الرابع هم أتباع الميرزا أحمد الكفائي والميرزا حسين الفقيه السبزواري اللذين اختارا طريقة التماشي مع النظام البهلوي بغية تقديم الخدمة للناس، وإن كانت الجماهير تنظر إليها نظرة أخرى وتراهما يميلون للنظام البهلوي.<ref> راجع: جلالي، تقويم تاريخ خراسان ، ص 119- 121؛ صالحي، مشهد، ص 91- 92 </ref>


* كان السهم الأوفر في النشاط السياسي في تلك القضايا من نصيب السيّد الميلاني والقمّي، حيث أعلنا عن معارضتهما لللائحة الجديدة للاتحادات والولايات، مضافاً إلى مخالفتهما لقانون الإصلاح الزراعي واللوائح الست المعروفة بالثورة البيضاء. <ref> جلالي، مشهد در بامداد نهضت امام خميني (ره)، ص 94- 101 </ref>وقد قارن اعتقال آية الله الحاج حسن القمّي مع اعتقال كلّ من الإمام الخميني في قم وآية الله محلاتي في مدينة شيراز بعد أحداث الخامس عشر من خرداد، والقي به خلف قضبان السجون في طهران. وعلى إثرها تحرّك السيّد الميلاني بقوّة للتنسيق مع بعض مراجع التقليد والعلماء في شتى المدن الإيرانية مبدين اعتراضهم على اعتقال هؤلاء المراجع الثلاثة ومتوجهين صوب طهران للاطمئنان على سلامتهم، وبعد التأكد من سلامتهم وعدم وجود ما يمسّ حياتهم بالخطر قفلوا راجعين إلى مدنهم.
* كان السهم الأوفر في النشاط السياسي في تلك القضايا من نصيب السيّد الميلاني والقمّي، حيث أعلنا عن معارضتهما لللائحة الجديدة للاتحادات والولايات، مضافاً إلى مخالفتهما لقانون الإصلاح الزراعي واللوائح الست المعروفة بالثورة البيضاء. <ref> جلالي، مشهد در بامداد نهضت امام خميني (ره)، ص 94- 101 </ref>وقد قارن اعتقال آية الله الحاج حسن القمّي مع اعتقال كلّ من الإمام الخميني في قم وآية الله محلاتي في مدينة شيراز بعد أحداث الخامس عشر من خرداد، والقي به خلف قضبان السجون في طهران. وعلى إثرها تحرّك السيّد الميلاني بقوّة للتنسيق مع بعض مراجع التقليد والعلماء في شتى المدن الإيرانية مبدين اعتراضهم على اعتقال هؤلاء المراجع الثلاثة ومتوجهين صوب طهران للاطمئنان على سلامتهم، وبعد التأكد من سلامتهم وعدم وجود ما يمسّ حياتهم بالخطر قفلوا راجعين إلى مدنهم.


* وبعد الاعتقال الثاني للإمام في 13 آبان سنة 1343 ه ش الموافق للرابع من الشهر 11 سنة 1964م وإبعاده إلى تركيا، اتخذت حوزة مشهد العلمية موقفاً صارماً وشديداً من تلك الخطوة وذلك بقيادة السيّد الميلاني والآقا القمّي اللذين أبرقا إلى علماء قم يعلنان تضامنهما مع أهداف الإمام الخميني وحركته. <ref> راجع: صالحي، مشهد در بامداد نهضت امام خميني (ره) ص 129- 130، 141- 212 </ref>
* وبعد الاعتقال الثاني للإمام في 13 آبان سنة 1343 ه ش الموافق للرابع من الشهر 11 سنة 1964م وإبعاده إلى تركيا، اتخذت حوزة مشهد العلمية موقفاً صارماً وشديداً من تلك الخطوة وذلك بقيادة السيّد الميلاني والآقا القمّي اللذين أبرقا إلى علماء قم يعلنان تضامنهما مع أهداف الإمام الخميني وحركته. <ref> راجع: صالحي، مشهد در بامداد نهضت امام خميني (ره) ص 129- 130، 141- 212 </ref>


* كان لعلماء ومدرسي وطلاب الحوزة العلمية في مشهد دور فاعل إبّان إنطلاقة الثورة الإسلامية سنة 1978م، فكانت بيوت الأعلام السيّد عبد الله الشيرازي والحاج آقا حسن القمّي الذي كان قد رجع من توّاً من مدينة كرج إلى مشهد في 8/9/1978م بعد إبعاد دام 12 سنة <ref> راجع: صالحي، مشهد در بامداد نهضت امام خميني (ره) ص 226- 230 </ref>قد تحولت إلى مراكز لصنع القرار وملاذ للجماهير الثائرة، ومتابعة وتنفيذ توصيات وإرشادات قادة الثورة وعلي رأسهم الإمام الخميني (ره) مضافاً إلى إدارة وتنظيم شؤون الاحتجاجات والتظاهرات عن طريق طلاب العلوم الدينية الثوريين كالميرزا جواد الطهراني، والشيخ أبو الحسن الشيرازي، والسيّد كاظم مرعشي والسيّد علي الخامنئي والشيخ عباس واعظ طبسي والسيّد عبد الكريم هاشمي نجاد. <ref> شاكري، انقلاب اسلامي مردم مشهد از آغاز تا استقرار جمهوري اسلامي، ص 94 </ref>
* كان لعلماء ومدرسي وطلاب الحوزة العلمية في مشهد دور فاعل إبّان إنطلاقة الثورة الإسلامية سنة 1978م، فكانت بيوت الأعلام السيّد عبد الله الشيرازي والحاج آقا حسن القمّي الذي كان قد رجع من توّاً من مدينة كرج إلى مشهد في 8/9/1978م بعد إبعاد دام 12 سنة <ref> راجع: صالحي، مشهد در بامداد نهضت امام خميني (ره) ص 226- 230 </ref>قد تحولت إلى مراكز لصنع القرار وملاذ للجماهير الثائرة، ومتابعة وتنفيذ توصيات وإرشادات قادة الثورة وعلي رأسهم الإمام الخميني (ره) مضافاً إلى إدارة وتنظيم شؤون الاحتجاجات والتظاهرات عن طريق طلاب العلوم الدينية الثوريين كالميرزا جواد الطهراني، والشيخ أبو الحسن الشيرازي، والسيّد كاظم مرعشي والسيّد علي الخامنئي والشيخ عباس واعظ طبسي والسيّد عبد الكريم هاشمي نجاد. <ref> شاكري، انقلاب اسلامي مردم مشهد از آغاز تا استقرار جمهوري اسلامي، ص 94 </ref>


* يعود تاريخ إنطلاقة الحركة السياسية في مشهد إلى 22/7/ 1978م المقارن لتشييع الواعظ الطهراني الشهير الشيخ أحمد الكافي وما جرى عقيب ذلك من الهجوم على مدرسة نواب. <ref> شاكري، انقلاب اسلامي مردم مشهد از آغاز تا استقرار جمهوري اسلامي، ص 28 </ref>وما تلاه من المجالس التي عقدت بمناسبة مرور أربعين يوماً على حادثة مدرسة نواب والكلمة التي ألقاها السيّد عبد الكريم هاشمي نجاد وبمشاركة كبار العلماء كالسيّد عبد الله الشيرازي والتي تحوّلت إلى تظاهرة حاشدة. <ref> شاكري، انقلاب اسلامي مردم مشهد از آغاز تا استقرار جمهوري اسلامي، ص 85 </ref>وكانت مدرسة نواب قد تحوّلت في تلك السنة إلى مركز ثابت في تنظيم الاحتجاجات وترتيب المظاهرات ضدّ النظام في مدينة مشهد، وقد واصل رجال الدين وروحانيو المدينة الكبار قيادة زمام الثورة في المدينة حتى انتصارها.
* يعود تاريخ إنطلاقة الحركة السياسية في مشهد إلى 22/7/ 1978م المقارن لتشييع الواعظ الطهراني الشهير الشيخ أحمد الكافي وما جرى عقيب ذلك من الهجوم على مدرسة نواب. <ref> شاكري، انقلاب اسلامي مردم مشهد از آغاز تا استقرار جمهوري اسلامي، ص 28 </ref>وما تلاه من المجالس التي عقدت بمناسبة مرور أربعين يوماً على حادثة مدرسة نواب والكلمة التي ألقاها السيّد عبد الكريم هاشمي نجاد وبمشاركة كبار العلماء كالسيّد عبد الله الشيرازي والتي تحوّلت إلى تظاهرة حاشدة. <ref> شاكري، انقلاب اسلامي مردم مشهد از آغاز تا استقرار جمهوري اسلامي، ص 85 </ref>وكانت مدرسة نواب قد تحوّلت في تلك السنة إلى مركز ثابت في تنظيم الاحتجاجات وترتيب المظاهرات ضدّ النظام في مدينة مشهد، وقد واصل رجال الدين وروحانيو المدينة الكبار قيادة زمام الثورة في المدينة حتى انتصارها.
</div>


== عهد الجمهورية الإسلامية ==
== عهد الجمهورية الإسلامية ==
مستخدم مجهول