انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة خراسان العلمية»

ط
imported>Madani
طلا ملخص تعديل
imported>Madani
سطر ٢٠: سطر ٢٠:


=== القرن الرابع ===
=== القرن الرابع ===
ُرجع المصادر التاريخية الحركة العلمية كتداول الحديث في مرقد الإمام الرضا (ع) وتدريس بعض المتون الدينية وغير ذلك من الأبحاث العلمية إلى القرون التي سبقت العهد الصفوي، بل شهدت خراسان حضور كبار العلماء الذين اختاروا السكني فيها، فقد أملي الفقيه والمحدّث الإمامي ابن بابويه (المتوفي 381) مجالسه الخمسة من كتاب الأمالي في تلك الحاضرة الإسلامية، بل في خصوص مرقد الإمام الرضا عليه السلام. <ref>ابن بابويه، الأمالي، ص 103- 106، 536- 540 </ref>
ُرجع المصادر التاريخية الحركة العلمية كتداول الحديث في مرقد [[الإمام الرضا]] {{عليه السلام}} وتدريس بعض المتون الدينية وغير ذلك من الأبحاث العلمية إلى القرون التي سبقت [[العهد الصفوي]]، بل شهدت خراسان حضور كبار العلماء الذين اختاروا السكني فيها، فقد أملي الفقيه والمحدّث الإمامي [[ابن بابويه]] (المتوفي 381) مجالسه الخمسة من كتاب [[الأمالي (توضيح)|الأمالي]] في تلك الحاضرة الإسلامية، بل في خصوص [[مرقد الإمام الرضا]] {{عليه السلام}}. <ref>ابن بابويه، الأمالي، ص 103- 106، 536- 540 </ref>
=== القرن الخامس ===
=== القرن الخامس ===
أمضي الشيخ محمد بن الحسن الطوسي المعروف بالشيخ الطوسي والمتوفي سنة 460 ق فترة شبابه في مدينة طوس مجاوراً لمرقد الإمام عليه السلام، ومن المحتمل جدّاً أن يكون قد تلقى إبّان تلك الفترة علومه الأولية فقهاً وحديثاً في تلك الحاضرة قبل أن يشهد رحاله متوجّهاً صوب مدينة بغداد سنة 408ه ق، التي ما إن وصلها حتى شرع بتدوين كتابه المفصّل في الفقه والحديث "تهذيب الأحكام" الذي دوّنه شرحاً لكتاب المقنعة للشيخ المفيد. <ref>الطوسي، مقدمه محمد واعظ زاده خراساني، ص 26؛ عطاردي قوجاني، فرهنگ خراسان، ج 2، ص 129 </ref> وممن سكن تلك المدينة الفقيه والمتكلم الشيعي الكبير من فقهاء القرنين الخامس والسادس محمد بن جرير بن رستم المتوفى سنة 525 ه ق. <ref>ابن اسفنديار، تاريخ طبرستان، ج 1، ص 130 </ref> ومنهم الفقيه الشهير أبو جعفر محمد بن حسين الشوهاني من علماء تلك البرهة ومن تلامذة أبي علي الطوسي. <ref>منتجب الدين الرازي، فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، ص 165؛ راجع: ابن شهر آشوب، ص 12 </ref>
أمضي الشيخ محمد بن الحسن الطوسي المعروف ب[[الشيخ الطوسي]] والمتوفي سنة 460 ق فترة شبابه في مدينة طوس مجاوراً لمرقد الإمام {{عليه السلام}}، ومن المحتمل جدّاً أن يكون قد تلقى إبّان تلك الفترة علومه الأولية فقهاً وحديثاً في تلك الحاضرة قبل أن يشهد رحاله متوجّهاً صوب مدينة [[بغداد]] سنة 408ه ق، التي ما إن وصلها حتى شرع بتدوين كتابه المفصّل في الفقه والحديث "[[تهذيب الأحكام]]" الذي دوّنه شرحاً لكتاب المقنعة للشيخ المفيد. <ref>الطوسي، مقدمه محمد واعظ زاده خراساني، ص 26؛ عطاردي قوجاني، فرهنگ خراسان، ج 2، ص 129 </ref> وممن سكن تلك المدينة الفقيه والمتكلم الشيعي الكبير من فقهاء القرنين الخامس والسادس محمد بن جرير بن رستم المعروف ب [[ابن رستم الآملي|ابن رستم]] لمتوفى سنة 525 ه ق. <ref>ابن اسفنديار، تاريخ طبرستان، ج 1، ص 130 </ref> ومنهم الفقيه الشهير [[أبو جعفر محمد بن حسين الشوهاني]] من علماء تلك البرهة ومن تلامذة [[أبو علي الطوسي|أبي علي الطوسي]]. <ref>منتجب الدين الرازي، فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، ص 165؛ راجع: ابن شهر آشوب، ص 12 </ref>






ومن تلامذة الشوهاني الذين تشرّفوا بمجاورة الإمام الرضا عليه السلام نصير الدين أبو طالب عبد الله بن حمزة بن عبد الله الطوسي شارح المشهدي، <ref>راجع: البيهقي النيشابوري الكيدري، حدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 402، ج 2، ص 412 </ref> وصاحب المصنفات الفقهية والكلامية والفلسفية. <ref>راجع: الأفندي الأصفهاني، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 3، ص 215- 216 </ref>وتلميذه الآخر الفقيه المشهور ابن حمزة الطوسي المشهدي الذي سمع– كما ذكر ذلك نفسه <ref>ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص 127، 369 </ref>- الحديث في منزل الشوهاني في مدينة مشهد. ومن الوجوه العلمائية الكبيرة التي سكنت تلك الحاضرة برهة من الزمن ودفن فيها الفقيه والمفسّر المعروف صاحب مجمع البيان أبوعلي فضل بن حسن الطَبْرِسي. <ref>البيهقي، تاريخ بيهق، ص 242 </ref>
ومن تلامذة الشوهاني الذين تشرّفوا بمجاورة الإمام الرضا {{عليه السلام}} [[نصير الدين أبو طالب عبد الله بن حمزة بن عبد الله الطوسي]] شارح المشهدي، <ref>راجع: البيهقي النيشابوري الكيدري، حدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 402، ج 2، ص 412 </ref> وصاحب المصنفات الفقهية والكلامية والفلسفية. <ref>راجع: الأفندي الأصفهاني، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 3، ص 215- 216 </ref>وتلميذه الآخر الفقيه المشهور [[ابن حمزة الطوسي]] المشهدي الذي سمع– كما ذكر ذلك نفسه <ref>ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص 127، 369 </ref>- الحديث في منزل الشوهاني في مدينة مشهد. ومن الوجوه العلمائية الكبيرة التي سكنت تلك الحاضرة برهة من الزمن ودفن فيها الفقيه والمفسّر المعروف صاحب مجمع البيان أبوعلي ف[[الطبرسي (توضيح)|ضل بن حسن الطَبْرِسي]]. <ref>البيهقي، تاريخ بيهق، ص 242 </ref>


=== القرن السادس ===
=== القرن السادس ===
من أبرز رجال تلك الفترة الذين إختاروا السكني في مشهد المقدسة أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي المتوفي سنة 571 ه ق <ref>راجع: منتجب الدين الرازي، فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، ص 163 </ref>وكان قد التقاه في حرم الإمام الرضا عليه السلام ابن عساكر المتوفي 571 ه ق في رحلته الطويلة التي جاب خلالها دول شرق العالم الإسلامي عامّة وخراسان خاصّة، وسمع منه الحديث. <ref>ابن عساكر، معجم الشيوخ، ج 2، ص 893 </ref> وممن روي عنه أيضا السمعاني صديق ابن عساكر ومرافقه في بعض أسفاره، ومما سمعه منه صحيفة الإمام علي بن موسي الرضا (ع) ونعته بمقدّم السادة العلوية ومعمريهم. <ref>السمعاني، التحبير في المعجم الكبير، ج 2، ص 96- 97 </ref>
من أبرز رجال تلك الفترة الذين إختاروا السكني في مشهد المقدسة [[أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي]] المتوفي سنة 571 ه ق <ref>راجع: منتجب الدين الرازي، فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، ص 163 </ref>وكان قد التقاه في حرم الإمام الرضا {{عليه السلام}} '''ابن عساكر''' المتوفي 571 ه ق في رحلته الطويلة التي جاب خلالها دول شرق العالم الإسلامي عامّة وخراسان خاصّة، وسمع منه [[الحديث]]. <ref>ابن عساكر، معجم الشيوخ، ج 2، ص 893 </ref> وممن روي عنه أيضا '''السمعاني''' صديق ابن عساكر ومرافقه في بعض أسفاره، ومما سمعه منه '''صحيفة الإمام علي بن موسي الرضا (ع)''' ونعته بمقدّم السادة العلوية ومعمريهم. <ref>السمعاني، التحبير في المعجم الكبير، ج 2، ص 96- 97 </ref>






وقد سجلت المصادر التاريخية الحوار الذي جري بين أبي البركات المشهدي وأبي بكر بن إسحاق الكرامي حول إمامة أبي بكر، <ref>راجع: السيد مرتضى بن الداعي الحسني الرازي، تبصرة العوام، ص 70 </ref> وكان قد تلمّذ في قزوين علي يد الحسين بن مظفر الحمداني. <ref>منتجب الدين الرازي، فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، ص 163 </ref>والحسين الحمداني هذا يُعد من مبرّزي تلامذة الشيخ الطوسي وقد درس مصنفات الشيخ الطوسي كافة في النجف الاشرف طيلة ثلاثين عاماً. <ref>منتجب الدين الرازي، فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، ص 43 </ref> ومن هنا يظهر أن فضل انتقال تراث الشيخ الطوسي الأصولي والفقهي والكلامي والحديثي في القرن السادس إلى سائر الامصار بما فيها حاضرة خراسان إلى تلامذة الشيخ الذين حملوا تلك الثروة العلمية التي تللك البقاع المباركة.
وقد سجلت المصادر التاريخية الحوار الذي جري بين '''أبي البركات المشهدي''' و'''أبي بكر بن إسحاق الكرامي''' حول إمامة أبي بكر، <ref>راجع: السيد مرتضى بن الداعي الحسني الرازي، تبصرة العوام، ص 70 </ref> وكان قد تلمّذ في '''قزوين''' علي يد [[الحسين بن مظفر الحمداني]]. <ref>منتجب الدين الرازي، فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، ص 163 </ref>والحسين الحمداني هذا يُعد من مبرّزي تلامذة الشيخ الطوسي وقد درس مصنفات الشيخ الطوسي كافة في [[النجف الأشرف|النجف الاشرف]] طيلة ثلاثين عاماً. <ref>منتجب الدين الرازي، فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، ص 43 </ref> ومن هنا يظهر أن فضل انتقال تراث الشيخ الطوسي الأصولي والفقهي والكلامي والحديثي في القرن السادس إلى سائر الامصار بما فيها حاضرة خراسان إلى تلامذة الشيخ الذين حملوا تلك الثروة العلمية التي تللك البقاع المباركة.


=== القرن السابع ===
=== القرن السابع ===
لم تسعفنا المصادر التاريخية بالكثير من المعلومات حول النشاط العلمي في القرن السابع بسبب تقارن ذلك مع الغزو المغولي لشرق العالم الإسلامي عامّة وخراسان الكبري خاصّة، وهجرة الكثير من الأعلام والفقهاء عن تلك الديار إلى مناطق أخرى؛ إلا أنّ ذلك لا يعني خلو الساحة الخراسانية من النشاط العلمي، يشهد بذلك النمو العلمي والفكري للخواجة نصير الدين الطوسي في تلك الديار وفي أحضان كبار علمائها من ذوي التوجّه الإمامي، والذي يعكس بدوره أيضا مدي الرقي الفقهي والعقائدي في المدرسة الشيعية آنذاك ومواصلة الحركة النشاط الفكري للقرن السادس حتى الغزو المغولي وما تلاه من السنين.
لم تسعفنا المصادر التاريخية بالكثير من المعلومات حول النشاط العلمي في القرن السابع بسبب تقارن ذلك مع الغزو المغولي لشرق العالم الإسلامي عامّة وخراسان الكبري خاصّة، وهجرة الكثير من الأعلام والفقهاء عن تلك الديار إلى مناطق أخرى؛ إلا أنّ ذلك لا يعني خلو الساحة الخراسانية من النشاط العلمي، يشهد بذلك النمو العلمي والفكري لل[[خواجة نصير الدين الطوسي]] في تلك الديار وفي أحضان كبار علمائها من ذوي التوجّه الإمامي، والذي يعكس بدوره أيضا مدي الرقي الفقهي والعقائدي في المدرسة الشيعية آنذاك ومواصلة الحركة النشاط الفكري للقرن السادس حتى [[الغزو المغولي]] وما تلاه من السنين.


=== القرن الثامن ===
=== القرن الثامن ===
أقدم وثيقة تاريخية تشير إلى وجود مؤسسة مدرسية في مدينة مشهد المقدسة تعود إلى أوائل القرن الثامن وبالتحديد إلى ما سجله ابن بطوطة في رحلته إلى تلك الحاضرة الإسلامية سنة 734 ه ق حيث ذكر في معرض حديثه عن مشهد الرضا عليه السلام: والمشهد المكرّم عليه قبّة عظيمة في داخل زاوية، تجاورها مدرسة ومسجد، وجميعها مليح البناء مصنوع الحيطان بالقاشاني. <ref>ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ج 1، ص 394 </ref>ويرجع تاريخ تقرير ابن بطوطة إلى العصر الإيلخاني وقبل ظهور السربدارية في خراسان، ويظهر أن التحرّك التبليغي والسياسي لبعض الحكّام السربدارية من ذوي الميول الشيعية في أواخر العصر الإيلخاني المغولي قد جعل من مدينة مشهد الرضا ولفترة زمنة معينة مركزاً لحركتهم مما مهد الأرضية لنشوء المدارس العلمية الشيعية في تلك الديار. <ref>سيدي، تاريخ شهر، ص 51- 52 </ref>
أقدم وثيقة تاريخية تشير إلى وجود مؤسسة مدرسية في مدينة مشهد المقدسة تعود إلى أوائل القرن الثامن وبالتحديد إلى ما سجله '''ابن بطوطة''' في رحلته إلى تلك الحاضرة الإسلامية سنة 734 ه ق حيث ذكر في معرض حديثه عن مشهد الرضا {{عليه السلام}}: والمشهد المكرّم عليه قبّة عظيمة في داخل زاوية، تجاورها مدرسة ومسجد، وجميعها مليح البناء مصنوع الحيطان بالقاشاني. <ref>ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ج 1، ص 394 </ref>ويرجع تاريخ تقرير ابن بطوطة إلى [[العصر الإيلخاني]] وقبل ظهور [[السربدارية]] في خراسان، ويظهر أن التحرّك التبليغي والسياسي لبعض [[الحكّام السربدارية]] من ذوي الميول الشيعية في أواخر العصر الإيلخاني المغولي قد جعل من مدينة مشهد الرضا ولفترة زمنة معينة مركزاً لحركتهم مما مهد الأرضية لنشوء [[الحوزة العلمية|المدارس العلمية الشيعية]] في تلك الديار. <ref>سيدي، تاريخ شهر، ص 51- 52 </ref>


== القرن التاسع ==
== القرن التاسع ==
مستخدم مجهول