مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة خراسان العلمية»
ط
←من سبتمبر 1941م وحتي الثورة الإسلامية
imported>Madani |
imported>Madani |
||
سطر ١٣٦: | سطر ١٣٦: | ||
== من سبتمبر 1941م وحتي الثورة الإسلامية == | == من سبتمبر 1941م وحتي الثورة الإسلامية == | ||
دخلت حوزة مشهد العلمية بعد عام 1941م مرحلة جديدة من حياتها، وكان الفضل في انتعاش الحركة العلمية فيها وإعادة الحياة إليها بعد سقوط حكومة رضا شاه يرجع لثلاث شخصيات كبيرة هي: الميرزا أحمد الكفائي، والشيخ مرتضى الآشتياني، والميرزا مهدي الأصفهاني. | دخلت حوزة مشهد العلمية بعد عام 1941م مرحلة جديدة من حياتها، وكان الفضل في انتعاش الحركة العلمية فيها وإعادة الحياة إليها بعد سقوط حكومة رضا شاه يرجع لثلاث شخصيات كبيرة هي: الميرزا أحمد الكفائي، والشيخ مرتضى الآشتياني، والميرزا مهدي الأصفهاني. <ref> راجع: خامنئي، گزارشي از سابقه تاريخي و اوضاع كنوني حوزه عمليه مشهد، ص 28 </ref> | ||
=== حضور الميرزا أحمد الكفائي === | === حضور الميرزا أحمد الكفائي === | ||
يعد الميرزا أحمد الكفائي ابن الآخوند محمد كاظم الخراساني والمتلمّذ على يد والده وغيره من أعلام النجف الأشرف، من أبرز العلماء الذين هاجروا إلى مشهد المقدسة إبّان زعامة أخية الأكبر الميرزا محمد آقا زاده، متصدّيا للتدريس والإفادة فيها. وكانت هجرته في وقت كانت المدرسة المشهدية تعيش حالة من الانكماش بسبب حادثة مسجد كوهر شاد ومنع إرتداء الزي الديني وانحسار عدد طلبة العلوم الدينية الذي أوشكت معه على أن توصد أبوابها، | يعد الميرزا أحمد الكفائي ابن الآخوند محمد كاظم الخراساني والمتلمّذ على يد والده وغيره من أعلام النجف الأشرف، من أبرز العلماء الذين هاجروا إلى مشهد المقدسة إبّان زعامة أخية الأكبر الميرزا محمد آقا زاده، متصدّيا للتدريس والإفادة فيها. وكانت هجرته في وقت كانت المدرسة المشهدية تعيش حالة من الانكماش بسبب حادثة مسجد كوهر شاد ومنع إرتداء الزي الديني وانحسار عدد طلبة العلوم الدينية الذي أوشكت معه على أن توصد أبوابها، <ref> راجع: مرواريد، لقاء مع آية اللّه مرواريد، ص 176 </ref>مضافاً إلى الماكنة الإعلامية المعارضة والحركة المضادة للدين التي قامت بها تيارات واسعة النطاق في المجتمع في بدايات العهد البهلوي الثاني، الأمر الذي إنعكس سلباً على الفضاء السياسي والديني لمدينة مشهد وغيرها من المدن الإيرانية. ورغم ذلك كلّه تمكن الميرزا- اعتماداً على خلفيته الدينية ومكانتها الإجتماعية وانتسابه إلى بيت علمي رفيع، مضافاً إلى تمكنه من نيل ثقة السلطة- من استرجاع المدارس والموقوفات من يد السلطة واستثمارها عن طريق التأجير وتعيين مدراء للمدارس وتأمين الميزانية الضرورية للمدارس عن طريق عوائد الموقوفات تلك، الأمر الذي وفّر الأرضية المناسبة لعودة الكثير من الطلاب والمدرسين والتحاقهم بصفوف الدراسة فيها، ولم يكتف بذلك بل حاول جذب بعض الوجوة العلمية إليها كالآقا بزرك أشرفي شاهرودي الذي يُعد من مبرّزي تلامذة الميرزا محمد حسين النائيني. <ref> كفايي، لقاء مع حجة الاسلام والمسلمين عبد الرضا كفايي، ص 96- 97 </ref> | ||
سطر ١٤٧: | سطر ١٤٧: | ||
==== الخطوات التي قام بها الميرزا الأصفهاني ==== | ==== الخطوات التي قام بها الميرزا الأصفهاني ==== | ||
قام الميرزا مهدي الأصفهاني بمجموعة من الخطوات الإحيائية للمدرسة المشهدية، منها: | قام الميرزا مهدي الأصفهاني بمجموعة من الخطوات الإحيائية للمدرسة المشهدية، منها: | ||
* قام باسترجاع غرف مدرسة نواب التي كانت الحكومة قد صادرتها سابقاً | * قام باسترجاع غرف مدرسة نواب التي كانت الحكومة قد صادرتها سابقاً <ref> مديرشانه چي، پژوهشي درباره حديث وفقه: مصاحبه و مجموعه مقالات، ص 15 </ref> والانتقال بحلقات دروسه العليا (البحث الخارج) فقهاً وأصولاً، إلى تلك المدرسة بعد أن كان يلقيها في داره آخريات حكومة رضا شاه. <ref> مديرشانه چي، پژوهشي درباره حديث وفقه: مصاحبه و مجموعه مقالات، ص 11، 16 </ref> | ||
* يُعد الميرزا الأصفهاني أوّل عالم نقل المباني الأصولية لأستاذه النائيني إلى باحات الدرس الحوزوي في مدينة مشهد. | * يُعد الميرزا الأصفهاني أوّل عالم نقل المباني الأصولية لأستاذه النائيني إلى باحات الدرس الحوزوي في مدينة مشهد. <ref> مديرشانه چي، پژوهشي درباره حديث وفقه: مصاحبه و مجموعه مقالات، ص 12 </ref> | ||
* مما ميّز الميرزا الأصفهاني عن غيره طرحه لمفاهيم ومعارف الشيعة الإمامية بطريقة خاصة باتت تعرف "بالمدرسة الخراسانية" أو المدرسة التفكيكية، القائمة على ضرورة فصل المناهج فصلاً تاماً تقريباً، والمراد من فصل المناهج، فصل المنهج الديني عن المنهج الفلسفي وعن المنهج العرفاني الكشفي الصوفي القائم على الشهود القلبي. وقد تمكن الميرزا الأصفهاني من تربية جيل من الأعلام يؤمن بمنهجه الفكري ويدافع عنه كالشيخ مجتبي القزويني المتوفي 1967م، الذي تمكّن من تعزيز المدرسة التفكيكية وتحكيم وتفصيل مرتكزاتها، وقد واصل التفكيكيّون المسيرة حتى وصلت في عصرنا الحاضر مرتبة باتت تعرف بها المدرسة الخراسانية. | * مما ميّز الميرزا الأصفهاني عن غيره طرحه لمفاهيم ومعارف الشيعة الإمامية بطريقة خاصة باتت تعرف "بالمدرسة الخراسانية" أو المدرسة التفكيكية، القائمة على ضرورة فصل المناهج فصلاً تاماً تقريباً، والمراد من فصل المناهج، فصل المنهج الديني عن المنهج الفلسفي وعن المنهج العرفاني الكشفي الصوفي القائم على الشهود القلبي. وقد تمكن الميرزا الأصفهاني من تربية جيل من الأعلام يؤمن بمنهجه الفكري ويدافع عنه كالشيخ مجتبي القزويني المتوفي 1967م، الذي تمكّن من تعزيز المدرسة التفكيكية وتحكيم وتفصيل مرتكزاتها، وقد واصل التفكيكيّون المسيرة حتى وصلت في عصرنا الحاضر مرتبة باتت تعرف بها المدرسة الخراسانية. <ref> راجع: حكيمي، مكتب تفكيك، ص 212- 235 </ref> | ||
=== حضور الشيخ مرتضي الآشتياني === | === حضور الشيخ مرتضي الآشتياني === | ||
الشيخ مرتضى الآشتياني فقيه إمامي تلمّذ على يد والده محمد حسن الآشتياني في طهران والآخوند الخراساني في النجف الأشرف، وبعد نيل مدارج عالية في العلم والتمكّن من تحصيل ملكة استنباط الحكم الشرعي عاد إلى مشهد المقدسة إبّان حكومة رضا شاه منشغلا هناك بالتدريس والإفادة فترة طويلة، ثم أبعد إلى طهران على أثر حادثة مسجد كوهر شاد، ثم عاد في هذه الحقبة إلى مشهد ليواصل إلقاء محاضراته على مستوي الدراسات العليا. | الشيخ مرتضى الآشتياني فقيه إمامي تلمّذ على يد والده محمد حسن الآشتياني في طهران والآخوند الخراساني في النجف الأشرف، وبعد نيل مدارج عالية في العلم والتمكّن من تحصيل ملكة استنباط الحكم الشرعي عاد إلى مشهد المقدسة إبّان حكومة رضا شاه منشغلا هناك بالتدريس والإفادة فترة طويلة، ثم أبعد إلى طهران على أثر حادثة مسجد كوهر شاد، ثم عاد في هذه الحقبة إلى مشهد ليواصل إلقاء محاضراته على مستوي الدراسات العليا. <ref> شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 95 </ref> | ||
وكان إلى جانب هذين العلمين الكثير من العلماء كالشيخ هاشم القزويني والشيخ مجتبي القزويني اللذين كانا يلقيان دروسها في البحث الخارج على نطاق محدود. | وكان إلى جانب هذين العلمين الكثير من العلماء كالشيخ هاشم القزويني والشيخ مجتبي القزويني اللذين كانا يلقيان دروسها في البحث الخارج على نطاق محدود. <ref> راجع: مديرشانه چي، پژوهشي درباره حديث وفقه: مصاحبه و مجموعه مقالات، ص 13 </ref>وقد واصلت حركة الدراسات الأدبية والمقدمات الحوزوية نشاطها العلمي على يد أساتذة مبرّزين كالميرزا أحمد المدرّس اليزدي، والشيخ كاظم الدامغاني والميرزا محمد تقي أديب النيسابوري. <ref> راجع: مديرشانه چي، پژوهشي درباره حديث وفقه: مصاحبه و مجموعه مقالات، ص 11- 12 </ref> | ||
=== حضور سائر العلماء === | === حضور سائر العلماء === | ||
شهدت مدرسة مشهد العلمية الكثير من الأعلام ممن تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخها العلمي، منهم: | شهدت مدرسة مشهد العلمية الكثير من الأعلام ممن تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخها العلمي، منهم: | ||
* السيّد يونس الأردبيلي المتوفي سنة 1958م، وكان قد تصدّى للتدريس والنشاط العلمي في مشهد قبل حادثة كوهرشاد، وأبعد على أثرها ثم عاد إليها بعد سقوط الحكم البهلوي الأوّل مواصلا عطاءه العلمي. | * السيّد يونس الأردبيلي المتوفي سنة 1958م، وكان قد تصدّى للتدريس والنشاط العلمي في مشهد قبل حادثة كوهرشاد، وأبعد على أثرها ثم عاد إليها بعد سقوط الحكم البهلوي الأوّل مواصلا عطاءه العلمي. <ref> شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 3، ص 61- 63 </ref> | ||
* الشيخ غلام حسين مجتهد التبريزي المتوفي سنة 1980م، شرع بعطائه العلمي تدريساً وبحثاً وكتابة في عصر الحكم البهلوي الأوّل، مضافاً لتصديه لصلاة الجماعة والقيام ببعض النشاطات السياسية والاجتماعية المعروفة. | * الشيخ غلام حسين مجتهد التبريزي المتوفي سنة 1980م، شرع بعطائه العلمي تدريساً وبحثاً وكتابة في عصر الحكم البهلوي الأوّل، مضافاً لتصديه لصلاة الجماعة والقيام ببعض النشاطات السياسية والاجتماعية المعروفة. <ref> شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 120- 122؛ ابراهيم زنگنه وآخرين، مشاهير مدفون در حرم رضوي، ج 1، ص 92- 94 </ref> | ||
=== عودة الحاج آقا حسين القمّي === | === عودة الحاج آقا حسين القمّي === | ||
من العوامل التي ساعدت على إعادة الروح إلى جسد المدرسة المشهدية بعد عام 1941م وعملت على ازدهارها العلمي والمعرفي وتعزيز المكانة العلمية للحوزات الخراسانية عامّة والمشهدية خاصّة، وعلى جميع المستويات السياسية والإجتماعية، العودة الميمونة والقوّية للحاج آقا حسين القمّي من العراق إلى إيران سنة 1943م، والذي حظي باستقبال رائع وتوافد جماهير مهيب في جميع المدن والقصبات التي مرّ بها خلال رحلته صوب مدينة مشهد المقدسة، وكان القمّي يروم في سفره هذا تحقيق مجموعة من الأهداف من أهمها رفع الحظر على الحجاب. | من العوامل التي ساعدت على إعادة الروح إلى جسد المدرسة المشهدية بعد عام 1941م وعملت على ازدهارها العلمي والمعرفي وتعزيز المكانة العلمية للحوزات الخراسانية عامّة والمشهدية خاصّة، وعلى جميع المستويات السياسية والإجتماعية، العودة الميمونة والقوّية للحاج آقا حسين القمّي من العراق إلى إيران سنة 1943م، والذي حظي باستقبال رائع وتوافد جماهير مهيب في جميع المدن والقصبات التي مرّ بها خلال رحلته صوب مدينة مشهد المقدسة، وكان القمّي يروم في سفره هذا تحقيق مجموعة من الأهداف من أهمها رفع الحظر على الحجاب. <ref> مرجعيت در عرصه اجتماع وسياست، ص 294 </ref> ومن هنا أرسل بتاريخ 6/8/ 1948م كتاباً إلى رئيس الوزراء حينها طالبه فيه بأن تصدر الحكومة بياناً رسمياً ترفع به الحظر عن الحجاب، وفك الحجز والترقين على الموقوفات التي صادرتها السلطة وخاصة الموقوفات العائدة للمدارس الدينية، ويطالبه أيضاً بحل المدارس المختلطة التي تمّ إنشاؤها في عهد البهلوي الأوّل. ومما طالبه به تضمين المناهج الدراسية الجديدة مادة القرآن الكريم والمعارف الدينية، وتحسين الحالة المعيشية للناس. <ref> مرجعيت در عرصه اجتماع وسياست، ص 269- 270 </ref>ولم يكتف الحاج القمّي بالكتاب المذكور بل واصل المطالبة بقوّة إلى أن أذعنت السلطة في نهاية المطاف لتلك الطلبات، وبعد فترة قصيرة عاد القمّي من مشهد إلى مدينة كربلاء المقدسة. <ref> مرجعيت در عرصه اجتماع وسياست، ص 271- 272، "مرحوم آية اللّه العظمى حاج آقا حسين قمي"، ص89 </ref> | ||
=== الحضور المؤقت لآية الله البروجردي === | === الحضور المؤقت لآية الله البروجردي === | ||
العامل الآخر الذي ساعد في ازدهار الحركة العلمية في العقد الرابع من القرن الميلادي العشرين، الزيارة المؤقتة التي قام آية الله الحاج السيّد حسين البروجردي إلى مشهد بعد تصديه لشؤون الحوزة القمّية سنة 1944م، حيث شدّ الرحال سنة 1945م متوجّها صوب مدينة خراسان وملقياً فيها رحله لثلاثة شهور متوالية (رجب، وشعبان، ورمضان)، فكان لحضوره هذا والاجتماعات التي عقدها مع العلماء والطلاب والهيئات الدينية ومتابعة شؤون المدارس العلمية فيها، الدور الكبير في إنعاش الحركة العلمية وضخ دماء طريّة في جسد المدرسة المشهدية. | العامل الآخر الذي ساعد في ازدهار الحركة العلمية في العقد الرابع من القرن الميلادي العشرين، الزيارة المؤقتة التي قام آية الله الحاج السيّد حسين البروجردي إلى مشهد بعد تصديه لشؤون الحوزة القمّية سنة 1944م، حيث شدّ الرحال سنة 1945م متوجّها صوب مدينة خراسان وملقياً فيها رحله لثلاثة شهور متوالية (رجب، وشعبان، ورمضان)، فكان لحضوره هذا والاجتماعات التي عقدها مع العلماء والطلاب والهيئات الدينية ومتابعة شؤون المدارس العلمية فيها، الدور الكبير في إنعاش الحركة العلمية وضخ دماء طريّة في جسد المدرسة المشهدية. <ref> راجع: مرجعيت در عرصه اجتماع و سياست، ص 413؛ بدلا، ص94- 95 </ref> | ||
=== وضع المدرسة المشهدية === | === وضع المدرسة المشهدية === | ||
مدرسة دودر العلمية | مدرسة دودر العلمية | ||
أثمرت الجهود التي بذلها الميرزا أحمد الكفائي والتي عاضده فيها الكثير من الشخصيات العلمية والاساتذة المرموقين، عن إزدياد عدد الطلاب حتى بلغ العدد الإجمالي لهم سنة 1948م قرابة 700 طالب. | أثمرت الجهود التي بذلها الميرزا أحمد الكفائي والتي عاضده فيها الكثير من الشخصيات العلمية والاساتذة المرموقين، عن إزدياد عدد الطلاب حتى بلغ العدد الإجمالي لهم سنة 1948م قرابة 700 طالب. <ref> رياضي، 1334ش، ص 62- 64 </ref> ثم أخذ العدد- مع تحسن الوضع العام للمدرسة- بالازدياد. ومن مؤشرات تحسّن الحالة الاقتصادية أنّه بلغت ميزانية مدرسة نواب سنة 1951م 550000 ريال، فيما بلغ نصيب مدرسة الميرزا جعفر 60000 ريال، ومدرسة خيرات خان 96000 ريال، ومدرسة عباس قلي خان 117000 ريال، ومدرسة الباقرية 204000 ريال، ومدرسة بالاسر 000،13 ريال، ومدرسة دودر 000 ،48 ريال، ومدرسة بریزاد 000 ،17 ريال، ومدرسة بهزاديه: 000، 5 ريال، ومدرسة سلیمان خان 000، 195 ريال، ومدرسة أبدال خان 000، 142 ريال، و مدرسه رضوان 500، 18 ريال. <ref>راجع: صالحي، مشهد، ص 100 </ref> | ||
=== حضور آية الله السيّد محمد هادي الميلاني === | === حضور آية الله السيّد محمد هادي الميلاني === | ||
شهدت حوزة مشهد العلمية بعد مرحلة التجديد وإعادة الحياة إليها وترسيخ جذور حركتها العلمية بُعيد سنة 1941م، قفزة علمية كبيرة في العقد السادس من القرن العشرين، ويعود الفضل في ذلك إلى هجرة آية الله محمد هادي الميلاني المتوفي سنة 1975م واستقراره في ربوع تلك المدينة وتحمله لأعبائها لأكثر من عقدين من الزمن، وكان الكثير من علمائها قد تقدموا بطلب مذيّل بختم هؤلاء الأعلام طالبين منه الانتقال من النجف إلى مشهد المقدسة للحد من هجرة المدرسين والطلاب الموهوبين منها إلى كلّ من الحوزتين النجفية والقمّية وكان ذلك سنة 1953م، وكان حينها يسكن في مدينة كربلاء المقدسة. | شهدت حوزة مشهد العلمية بعد مرحلة التجديد وإعادة الحياة إليها وترسيخ جذور حركتها العلمية بُعيد سنة 1941م، قفزة علمية كبيرة في العقد السادس من القرن العشرين، ويعود الفضل في ذلك إلى هجرة آية الله محمد هادي الميلاني المتوفي سنة 1975م واستقراره في ربوع تلك المدينة وتحمله لأعبائها لأكثر من عقدين من الزمن، وكان الكثير من علمائها قد تقدموا بطلب مذيّل بختم هؤلاء الأعلام طالبين منه الانتقال من النجف إلى مشهد المقدسة للحد من هجرة المدرسين والطلاب الموهوبين منها إلى كلّ من الحوزتين النجفية والقمّية وكان ذلك سنة 1953م، وكان حينها يسكن في مدينة كربلاء المقدسة. <ref> راجع: شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 103- 104 </ref>فاستجاب لهم وشدّ رحاله متوجّها صوب مشهد المقدسة سنة 1954م وبقي هناك قرابة 22 عاماً تصدّى خلالها لرئاسة الحوزة العلمية والمرجعية بعد رحيل آية الله البروجردي، مسدياً بذلك خدمات جليلة حيث اعتمد طريقة جديدة لتأسيس المدارس وإختيار إسلوب تنظيمي وإداري معاصر لإدارتها مع وضع برنامج تعليمي يعزز الرقي العلمي فيها. <ref> شمس، لقاء مع آية اللّه السيد حسين شمس، ص 71- 72 </ref> وكانت حلقات دروسه العليا (البحث الخارج) تتمحور حول آراء ونظريات مشايخه الشيخ محمد حسين الأصفهاني والميرزا النائيني. <ref> شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 103 </ref>وقد اتسمت حلقة درسه بالسعة والشمولية حتى أنّه كان يحضرها قرابة 400 طالب علم ممن راهقوا مرحلة الإجتهاد. <ref> حسيني ميلاني، علم وجهاد: حياة آية اللّه العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني قدس سرّه، ج 1، ص 155؛ بسنديده، حوزه علميه خراسان، ج 1، ص 298- 299 </ref> | ||
الخطوات التي قام بها السيّد الميلاني | الخطوات التي قام بها السيّد الميلاني | ||
أقدم السيّد الميلاني على مجموعة من الخطوات لإصلاح وتنظيم الشأن الحوزوي في حاضرة مشهد العلمية، مضافاً إلى تشييد أربع مدارس علمية مهمة لتحقيق هذا الغرض، وقد تمثلت حركة السيّد الميلاني الاصلاحية في الخطوات التالية: | أقدم السيّد الميلاني على مجموعة من الخطوات لإصلاح وتنظيم الشأن الحوزوي في حاضرة مشهد العلمية، مضافاً إلى تشييد أربع مدارس علمية مهمة لتحقيق هذا الغرض، وقد تمثلت حركة السيّد الميلاني الاصلاحية في الخطوات التالية: | ||
* خصّ المدرسة الأولى بتدريس مقدمات العلوم والمرحلة المتوسطة كالخط والإنشاء والإملاء ومقدار من الرياضيات والصرف والنحو والمنطق، وتستغرق الدراسة فيها ست سنوات دراسية؛ وبعد التخرّج منها ينتقل الطالب إلى مدرسة المتون العالية التي يتلقي فيها بعض المتون الرفيعة في الفقه والأصول والكلام مضافاً إلى التفسير والحديث ونهج البلاغة والصحيفة السجادية وتاريخ الأديان طيلة خمس سنوات دراسية. | * خصّ المدرسة الأولى بتدريس مقدمات العلوم والمرحلة المتوسطة كالخط والإنشاء والإملاء ومقدار من الرياضيات والصرف والنحو والمنطق، وتستغرق الدراسة فيها ست سنوات دراسية؛ وبعد التخرّج منها ينتقل الطالب إلى مدرسة المتون العالية التي يتلقي فيها بعض المتون الرفيعة في الفقه والأصول والكلام مضافاً إلى التفسير والحديث ونهج البلاغة والصحيفة السجادية وتاريخ الأديان طيلة خمس سنوات دراسية.<ref>بسنديده، حوزه علميه خراسان، ج 1، ص 296، 298 </ref>وتوزّع الدراسة في هذه الدورة إلى أربع عشرة مرحلة ، متخذين من بعض الكتب المؤلفة حديثاً متناً دراسياً لدراسة اللغة العربية والفقه وأصول الفقه، من قبيل النحو الميسر وأصول الفقه للمظفر و... <ref>بسنديده، حوزه علميه خراسان، ج 1، ص 296 </ref> وقد حملت أوّل مدرسة أسست لهذا الغرض سنة 1966م اسم مدرسة آية الله الميلاني. <ref> حسيني ميلاني، علم وجهاد: حياة آية اللّه العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني قدس سرّه، ج 1، ص 155- 156 </ref> | ||
* وبعد الفراغ من المراحل الدراسية السابقة يخيّر الطالب بين التخصص في علمي الفقه والأصول ومواصلة الطريق في هذا المجال وبين التخصص في علوم ومعارف إسلامية أخرى، مضافاً إلى تعلّم إحدى اللغات الأجنبية والضرورية في التبليغ والإرشاد.(152) وقد خصصت لهذا المرحلة مدرستان. | * وبعد الفراغ من المراحل الدراسية السابقة يخيّر الطالب بين التخصص في علمي الفقه والأصول ومواصلة الطريق في هذا المجال وبين التخصص في علوم ومعارف إسلامية أخرى، مضافاً إلى تعلّم إحدى اللغات الأجنبية والضرورية في التبليغ والإرشاد.(152) وقد خصصت لهذا المرحلة مدرستان. | ||
* توفّر المنهج الدراسي لتلك المدارس على مواد علمية لم يك من المتعارف تداولها في الوسط الحوزوي عامّة والمشهدية خاصّة. مضافاً إلى ذلك حازت المدارس التي شيدها السيّد الميلاني على قصب السبق باعتماد طريقة الاختبار والامتحان للطالب وبطريقة رسمية لمعرفة مدى تمكنه من المادة التي درسها. | * توفّر المنهج الدراسي لتلك المدارس على مواد علمية لم يك من المتعارف تداولها في الوسط الحوزوي عامّة والمشهدية خاصّة. مضافاً إلى ذلك حازت المدارس التي شيدها السيّد الميلاني على قصب السبق باعتماد طريقة الاختبار والامتحان للطالب وبطريقة رسمية لمعرفة مدى تمكنه من المادة التي درسها. | ||
* اهتم السيّد الميلاني بشأن التبليغ والارشاد، حيث أشرف مباشرة على تربية جيل كبير من المبلغين، وكان يبعث بهم إلى المدن والقري الإيرانية في المناسبات الدينية وبطريقة هادئة بعيداً عن الصخب الإعلامي لترسيخ أسس الدين وقواعده في الوسط الإجتماعي مضافاً إلى تفنيد الشبهات وردّ الإشكالات المثارة حول الدين وقيمه | * اهتم السيّد الميلاني بشأن التبليغ والارشاد، حيث أشرف مباشرة على تربية جيل كبير من المبلغين، وكان يبعث بهم إلى المدن والقري الإيرانية في المناسبات الدينية وبطريقة هادئة بعيداً عن الصخب الإعلامي لترسيخ أسس الدين وقواعده في الوسط الإجتماعي مضافاً إلى تفنيد الشبهات وردّ الإشكالات المثارة حول الدين وقيمه <ref> راجع: صالحي، مشهد، ص 104، 108- 109 </ref> | ||
* ومن التدابير التي قام بها السيّد الميلاني دعم المؤسسات والمنظمات غير الحوزوية التي تهتم بترويج ونشر المعارف الدينية من قبيل رابطة نشر الحقائق الإسلامية التي أسسها محمد تقي شريعتي بمعاضدة عدد من رجال الدين في مدينة مشهد، وكانت الرابطة قد نشطت في ترويج الفكر الإسلامي والرد على الشبهات المثارة من قبل خصوم الدين وتعزيز البعد الثقافي الديني في أوساط الشباب عامّة والجامعي خاصّة ما بين سنة 1941 و 1970م. | * ومن التدابير التي قام بها السيّد الميلاني دعم المؤسسات والمنظمات غير الحوزوية التي تهتم بترويج ونشر المعارف الدينية من قبيل رابطة نشر الحقائق الإسلامية التي أسسها محمد تقي شريعتي بمعاضدة عدد من رجال الدين في مدينة مشهد، وكانت الرابطة قد نشطت في ترويج الفكر الإسلامي والرد على الشبهات المثارة من قبل خصوم الدين وتعزيز البعد الثقافي الديني في أوساط الشباب عامّة والجامعي خاصّة ما بين سنة 1941 و 1970م. <ref> راجع: وحدتي، كانون نشر حقايق اسلامي از آغاز تا انجام، ص 809 </ref> | ||
=== النظام المالي === | === النظام المالي === | ||
تسجل الوثاق التاريخية تحسناً ملموساً في الجانب الإقتصادي للحوزة العلمية في مشهد المقدسة وذلك في الستينات من القرن العشرين. | تسجل الوثاق التاريخية تحسناً ملموساً في الجانب الإقتصادي للحوزة العلمية في مشهد المقدسة وذلك في الستينات من القرن العشرين. إلا أن الحالة الإقتصادية انتكست إلى حد ما مع بداية سبعينيات القرن العشرين. <ref> خامنئي، گزارشي از سابقه تاريخي و اوضاع كنوني حوزه عمليه مشهد، ص 110؛ ظريف، مدارس قديمه مشهد، ص 83؛ واعظ زاده خراساني، لقاء مع حجة الاسلام والمسلمين محمد واعظ زاده الخراساني، ص 199- 200 </ref> وكان عدد الطلاب في السبعينيات يقرب من 2500 طالب. <ref> راجع: صالحي، مشهد، ص 129- 130 </ref> | ||
=== بعد رحيل آية الله الميلاني === | === بعد رحيل آية الله الميلاني === | ||
بعد رحيل السيّد الميلاني آلت المرجعية والزعامة العلمية - مع وجود علماء كبار في وسط المدرسة المشهدية كالشيخ محمد كاظم الدامغاني المتوفي سنة 1981م- إلى كلّ من تلميذه المبرّز السيّد إبراهيم علم الهدى السبزواري المتوفي سنة 1999م. | بعد رحيل السيّد الميلاني آلت المرجعية والزعامة العلمية - مع وجود علماء كبار في وسط المدرسة المشهدية كالشيخ محمد كاظم الدامغاني المتوفي سنة 1981م- إلى كلّ من تلميذه المبرّز السيّد إبراهيم علم الهدى السبزواري المتوفي سنة 1999م. <ref> شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 103 </ref>والميرزا علي فلسفي المتوفي سنة 2005م <ref> راجع: ابراهيم زنگنه وآخرين، مشاهير مدفون در حرم رضوي، ج 1، ص 213- 214 </ref>من مبرّزي تلامذة آية الله السيّد الخوئي، وكان قد قدم إلى مشهد بطلب من السيّد الميلاني نفسه لتعزيز النشاط العلمي في تلك الحاضرة العلمية. <ref> راجع: شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 7، ص 153- 154 </ref> | ||
=== المدرسة المشهدية والتحوّلات الإجتماعية === | === المدرسة المشهدية والتحوّلات الإجتماعية === | ||
ساهمت المدرسة المشهدية بنحو ما في الكثير من الحوادث الإجتماعية والسياسية في العقود الثلاثة التي سبقت إنتصار الثورة الإسلامية، منها: | ساهمت المدرسة المشهدية بنحو ما في الكثير من الحوادث الإجتماعية والسياسية في العقود الثلاثة التي سبقت إنتصار الثورة الإسلامية، منها: | ||
* رغم بعض النشاطات الدينية وغير الدينية في مشهد المقدسة إبّان حركة تأميم النفط، الا أن الحوزة التي كانت تعيش الانتعاش مرّة أخرى بعد فترة من الجمود والتقهقر في العصر البهلوي الأوّل، لم تظهر بالمستوي المطلوب في هذه القضية، باستثناء المواقف التي صدرت من بعض الشخصيات العلمية كالسيّد يونس الأردبيلي والميرزا حسين السبزواري والحاج آقا حسين القمّي الذين أصدروا برقيات في خصوص هذه القضية. | * رغم بعض النشاطات الدينية وغير الدينية في مشهد المقدسة إبّان حركة تأميم النفط، الا أن الحوزة التي كانت تعيش الانتعاش مرّة أخرى بعد فترة من الجمود والتقهقر في العصر البهلوي الأوّل، لم تظهر بالمستوي المطلوب في هذه القضية، باستثناء المواقف التي صدرت من بعض الشخصيات العلمية كالسيّد يونس الأردبيلي والميرزا حسين السبزواري والحاج آقا حسين القمّي الذين أصدروا برقيات في خصوص هذه القضية. <ref> صالحي، مشهد، ص 138- 139 </ref> ومن أبرز الشخصيات الفاعلة في حركة تأميم النفط الخطيب المفوّه والمدرس البارع الشيخ محمود الحلبي الخطيب. <ref> راجع: صالحي، مشهد، ص 90 </ref> | ||
* عندما بدت إرهاصات ثورة الخامس عشر من خرداد سنة 1342 ش والموافق لـ 5/6/ 1963م، كانت المدرسة المشهدية تشهد وجود أربعة إتجاهات فاعلة هي: أتباع زعيم الحوزة المشهدية السيّد محمد هادي الميلاني؛ وأتباع الآقا حسن القمّي ابن الثائر المعروف الحاج آقا حسين القمّي المرجع الشيعي المعروف بمعارضته لسياسة السلطة البهلوية؛ وأتباع الشيخ مجتبي القزويني من مبرّزي تلامذة الميرزا مهدي الأصفهاني والأستاذ المبرّز في الفقه وسائر المعارف الدينية وصاحب الإتجاه المعارض للفلسفة، ومن المؤيدين لنهضة الإمام الخميني؛ والاتجاه الرابع هم أتباع الميرزا أحمد الكفائي والميرزا حسين الفقيه السبزواري اللذين اختارا طريقة التماشي مع النظام البهلوي بغية تقديم الخدمة للناس، وإن كانت الجماهير تنظر إليها نظرة أخرى وتراهما يميلون للنظام البهلوي. | * عندما بدت إرهاصات ثورة الخامس عشر من خرداد سنة 1342 ش والموافق لـ 5/6/ 1963م، كانت المدرسة المشهدية تشهد وجود أربعة إتجاهات فاعلة هي: أتباع زعيم الحوزة المشهدية السيّد محمد هادي الميلاني؛ وأتباع الآقا حسن القمّي ابن الثائر المعروف الحاج آقا حسين القمّي المرجع الشيعي المعروف بمعارضته لسياسة السلطة البهلوية؛ وأتباع الشيخ مجتبي القزويني من مبرّزي تلامذة الميرزا مهدي الأصفهاني والأستاذ المبرّز في الفقه وسائر المعارف الدينية وصاحب الإتجاه المعارض للفلسفة، ومن المؤيدين لنهضة الإمام الخميني؛ والاتجاه الرابع هم أتباع الميرزا أحمد الكفائي والميرزا حسين الفقيه السبزواري اللذين اختارا طريقة التماشي مع النظام البهلوي بغية تقديم الخدمة للناس، وإن كانت الجماهير تنظر إليها نظرة أخرى وتراهما يميلون للنظام البهلوي.<ref> راجع: جلالي، تقويم تاريخ خراسان ، ص 119- 121؛ صالحي، مشهد، ص 91- 92 </ref> | ||
* كان السهم الأوفر في النشاط السياسي في تلك القضايا من نصيب السيّد الميلاني والقمّي، حيث أعلنا عن معارضتهما لللائحة الجديدة للاتحادات والولايات، مضافاً إلى مخالفتهما لقانون الإصلاح الزراعي واللوائح الست المعروفة بالثورة البيضاء.( | * كان السهم الأوفر في النشاط السياسي في تلك القضايا من نصيب السيّد الميلاني والقمّي، حيث أعلنا عن معارضتهما لللائحة الجديدة للاتحادات والولايات، مضافاً إلى مخالفتهما لقانون الإصلاح الزراعي واللوائح الست المعروفة بالثورة البيضاء. <ref> جلالي، مشهد در بامداد نهضت امام خميني (ره)، ص 94- 101 </ref>وقد قارن اعتقال آية الله الحاج حسن القمّي مع اعتقال كلّ من الإمام الخميني في قم وآية الله محلاتي في مدينة شيراز بعد أحداث الخامس عشر من خرداد، والقي به خلف قضبان السجون في طهران. وعلى إثرها تحرّك السيّد الميلاني بقوّة للتنسيق مع بعض مراجع التقليد والعلماء في شتى المدن الإيرانية مبدين اعتراضهم على اعتقال هؤلاء المراجع الثلاثة ومتوجهين صوب طهران للاطمئنان على سلامتهم، وبعد التأكد من سلامتهم وعدم وجود ما يمسّ حياتهم بالخطر قفلوا راجعين إلى مدنهم. | ||
* وبعد الاعتقال الثاني للإمام في 13 آبان سنة 1343 ه ش الموافق للرابع من الشهر 11 سنة 1964م وإبعاده إلى تركيا، اتخذت حوزة مشهد العلمية موقفاً صارماً وشديداً من تلك الخطوة وذلك بقيادة السيّد الميلاني والآقا القمّي اللذين أبرقا إلى علماء قم يعلنان تضامنهما مع أهداف الإمام الخميني وحركته.( | * وبعد الاعتقال الثاني للإمام في 13 آبان سنة 1343 ه ش الموافق للرابع من الشهر 11 سنة 1964م وإبعاده إلى تركيا، اتخذت حوزة مشهد العلمية موقفاً صارماً وشديداً من تلك الخطوة وذلك بقيادة السيّد الميلاني والآقا القمّي اللذين أبرقا إلى علماء قم يعلنان تضامنهما مع أهداف الإمام الخميني وحركته. <ref> راجع: صالحي، مشهد در بامداد نهضت امام خميني (ره) ص 129- 130، 141- 212 </ref> | ||
* كان لعلماء ومدرسي وطلاب الحوزة العلمية في مشهد دور فاعل إبّان إنطلاقة الثورة الإسلامية سنة 1978م، فكانت بيوت الأعلام السيّد عبد الله الشيرازي والحاج آقا حسن القمّي الذي كان قد رجع من توّاً من مدينة كرج إلى مشهد في 8/9/1978م بعد إبعاد دام 12 سنة( | * كان لعلماء ومدرسي وطلاب الحوزة العلمية في مشهد دور فاعل إبّان إنطلاقة الثورة الإسلامية سنة 1978م، فكانت بيوت الأعلام السيّد عبد الله الشيرازي والحاج آقا حسن القمّي الذي كان قد رجع من توّاً من مدينة كرج إلى مشهد في 8/9/1978م بعد إبعاد دام 12 سنة <ref> راجع: صالحي، مشهد در بامداد نهضت امام خميني (ره) ص 226- 230 </ref>قد تحولت إلى مراكز لصنع القرار وملاذ للجماهير الثائرة، ومتابعة وتنفيذ توصيات وإرشادات قادة الثورة وعلي رأسهم الإمام الخميني (ره) مضافاً إلى إدارة وتنظيم شؤون الاحتجاجات والتظاهرات عن طريق طلاب العلوم الدينية الثوريين كالميرزا جواد الطهراني، والشيخ أبو الحسن الشيرازي، والسيّد كاظم مرعشي والسيّد علي الخامنئي والشيخ عباس واعظ طبسي والسيّد عبد الكريم هاشمي نجاد. <ref> شاكري، انقلاب اسلامي مردم مشهد از آغاز تا استقرار جمهوري اسلامي، ص 94 </ref> | ||
* يعود تاريخ إنطلاقة الحركة السياسية في مشهد إلى 22/7/ 1978م المقارن لتشييع الواعظ الطهراني الشهير الشيخ أحمد الكافي وما جرى عقيب ذلك من الهجوم على مدرسة نواب. | * يعود تاريخ إنطلاقة الحركة السياسية في مشهد إلى 22/7/ 1978م المقارن لتشييع الواعظ الطهراني الشهير الشيخ أحمد الكافي وما جرى عقيب ذلك من الهجوم على مدرسة نواب. <ref> شاكري، انقلاب اسلامي مردم مشهد از آغاز تا استقرار جمهوري اسلامي، ص 28 </ref>وما تلاه من المجالس التي عقدت بمناسبة مرور أربعين يوماً على حادثة مدرسة نواب والكلمة التي ألقاها السيّد عبد الكريم هاشمي نجاد وبمشاركة كبار العلماء كالسيّد عبد الله الشيرازي والتي تحوّلت إلى تظاهرة حاشدة. <ref> شاكري، انقلاب اسلامي مردم مشهد از آغاز تا استقرار جمهوري اسلامي، ص 85 </ref>وكانت مدرسة نواب قد تحوّلت في تلك السنة إلى مركز ثابت في تنظيم الاحتجاجات وترتيب المظاهرات ضدّ النظام في مدينة مشهد، وقد واصل رجال الدين وروحانيو المدينة الكبار قيادة زمام الثورة في المدينة حتى انتصارها. | ||
== عهد الجمهورية الإسلامية == | == عهد الجمهورية الإسلامية == |