نص:مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع الجاثليق

من ويكي شيعة
مناظرة الإمام الرضا (ع) مع الجاثليق
ذهب الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ للإمام الرضا (ع)، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ ينظرك [يَنْتَظِرُكَ‏]، وَقَدِ اجْتَمَعَ الْقَوْمُ فَمَا رَأْيُكَ فِي إِتْيَانِهِ، فَقَالَ لَهُ الرِّضَا (ع): تَقَدَّمْنِي فَإِنِّي صَائِرٌ إِلَى نَاحِيَتِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءً لِلصَّلَاةِ، وَشَرِبَ شَرْبَةَ سَوِيقٍ، وَسَقَانَا مِنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى الْمَأْمُونِ وَإِذَا الْمَجْلِسُ غَاصٌ‏ بِأَهْلِهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الطَّالِبِيِّينَ، وَالْهَاشِمِيِّينَ، وَالْقُوَّادُ حُضُورٌ فَلَمَّا دَخَلَ الرِّضَا (ع)

قَامَ الْمَأْمُونُ، وَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَجَمِيعُ بَنِي هَاشِمٍ، فَمَا زَالُوا وُقُوفاً وَالرِّضَا (ع) جَالِسٌ مَعَ الْمَأْمُونِ حَتَّى أَمَرَهُمْ بِالْجُلُوسِ، فَجَلَسُوا فَلَمْ يَزَلِ الْمَأْمُونُ مُقْبِلًا عَلَيْهِ يُحَدِّثُهُ سَاعَةً، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَاثَلِيقِ، فَقَالَ: يَا جَاثَلِيقُ هَذَا ابْنُ عَمِّي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَهُوَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّنَا وَابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع)، فَأُحِبُّ أَنْ تُكَلِّمَهُ أَوْ تُحَاجَّهُ وَتُنْصِفَهُ.

فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ أُحَاجُ‏ رَجُلًا يَحْتَجُ‏ عَلَيَّ بِكِتَابٍ أَنَا مُنْكِرُهُ وَنَبِيٍّ لَا أُومِنُ بِهِ؟ فَقَالَ لَهُ الرِّضَاعليه السلام: يَا نَصْرَانِيُّ فَإِنِ احْتَجَجْتُ عَلَيْكَ بِإِنْجِيلِكَ أَتُقِرُّ بِهِ؟ قَالَ الْجَاثَلِيقُ: وَهَلْ أَقْدِرُ عَلَى رَفْعِ مَا نَطَقَ بِهِ الْإِنْجِيلُ نَعَمْ، وَاللَّهِ أُقِرُّ بِهِ عَلَى رَغْمِ أَنْفِي.

فَقَالَ لَهُ الرِّضَا (ع): سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، وَاسْمَعِ‏ الْجَوَابَ، فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: مَا تَقُولُ فِي نُبُوَّةِ عِيسَى، وَكِتَابِهِ هَلْ‏ تُنْكِرُ مِنْهُمَا شَيْئاً. قَالَ الرِّضَاعليه السلام: أَنَا مُقِرٌّ بِنُبُوَّةِ عِيسَى وَكِتَابِهِ، وَمَا بَشَّرَ بِهِ أُمَّتَهُ وَأَقَرَّتْ بِهِ الْحَوَارِيُّونَ، وَكَافِرٌ بِنُبُوَّةِ كُلِّ عِيسًى لَمْ يُقِرَّ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍصلی الله عليه وآله وسلم، وَبِكِتَابِهِ، وَلَمْ يُبَشِّرْ بِهِ أُمَّتَهُ.

قَالَ الْجَاثَلِيقُ: أَلَيْسَ إِنَّمَا نَقْطَعُ الْأَحْكَامَ‏ بِشَاهِدَيْ عَدْلٍ قَالَ (ع): بَلَى. قَالَ: فَأَقِمْ شَاهِدَيْنِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ مِلَّتِكَ عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ (ص) مِمَّنْ لَا تُنْكِرُهُ النَّصْرَانِيَّةُ، وَسَلْنَا مِثْلَ‏ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ مِلَّتِنَا قَالَ الرِّضَا (ع): أَلْآنَ جِئْتَ بِالنَّصِفَةِ يَا نَصْرَانِيُّ أَلَا تَقْبَلُ مِنِّي الْعَدْلَ الْمُقَدَّمَ عِنْدَ الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (ع).

قَالَ الْجَاثَلِيقُ: وَمَنْ هَذَا الْعَدْلُ سَمِّهِ لِي. قَالَ: مَا تَقُولُ فِي يُوحَنَّا الدَّيْلَمِيِّ؟ قَالَ: بَخْ بَخْ ذَكَرْتَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى الْمَسِيحِ. قَالَ: فَأَقْسَمْتُ عَلَيْكَ هَلْ نَطَقَ الْإِنْجِيلُ أَنَّ يُوحَنَّا قَالَ: إِنَّمَا الْمَسِيحُ أَخْبَرَنِي بِدِينِ مُحَمَّدٍ الْعَرَبِيِّ وَبَشَّرَنِي بِهِ أَنَّهُ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ، فَبَشَّرْتُ بِهِ الْحَوَارِيِّينَ[ملاحظة ١]فَآمَنُوا بِهِ؟ قَالَ الْجَاثَلِيقُ:‏ قَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ يُوحَنَّا عَنِ الْمَسِيحِ، وَبَشَّرَ بِنُبُوَّةِ رَجُلٍ، وَبِأَهْلِ بَيْتِهِ، وَوَصِيِّهِ، وَلَمْ يُلَخِّصْ مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ وَلَمْ تسم [يُسَمِ‏] لَنَا الْقَوْمَ فَنَعْرِفَهُمْ.

قَالَ الرِّضَا (ع): فَإِنْ جِئْنَاكَ بِمَنْ يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ فَتَلَا عَلَيْكَ ذِكْرَ مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأُمَّتِهِ أَتُؤْمِنُ بِهِ؟ قَالَ: سَدِيداً[ملاحظة ٢]قَالَ الرِّضَا (ع): لِنِسْطَاسَ الرُّومِيِّ كَيْفَ حِفْظُكَ لِلسِّفْرِ[ملاحظة ٣]الثَّالِثِ مِنَ الْإِنْجِيلِ؟ قَالَ: مَا أَحْفَظَنِي لَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ، فَقَالَ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ؟ قَالَ: بَلَى لَعَمْرِي. قَالَ: فَخُذْ عَلَى السِّفْرِ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ ذِكْرُ مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأُمَّتِهِ، فَاشْهَدُوا لِي وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ذِكْرُهُ فَلَا تَشْهَدُوا لِي

ثُمَّ قَرَأَ عليه السلام السِّفْرَ الثَّالِثَ حَتَّى بَلَغَ ذِكْرَ النَّبِيِّصلی الله عليه وآله وسلم وَقَفَ، ثُمَّ قَالَ: يَا نَصْرَانِيُّ إِنِّي أَسْأَلُكَ‏ بِحَقِّ الْمَسِيحِ وَأُمِّهِ أَتَعْلَمُ‏ أَنِّي عَالِمٌ بِالْإِنْجِيلِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ تَلَا عَلَيْنَا ذِكْرَ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأُمَّتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُولُ يَا نَصْرَانِيُّ هَذَا قَوْلُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (ع) فَإِنْ كَذَّبْتَ بِمَا يَنْطِقُ بِهِ الْإِنْجِيلُ، فَقَدْ كَذَّبْتَ مُوسَى وَعِيسَىعليهما السلام وَمَتَى أَنْكَرْتَ هَذَا الذِّكْرَ وَجَبَ عَلَيْكَ الْقَتْلُ لِأَنَّكَ تَكُونُ قَدْ كَفَرْتَ‏ بِرَبِّكَ وَنَبِيِّكَ وَبِكِتَابِكَ.

قَالَ الْجَاثَلِيقُ: لَا أُنْكِرُ مَا قَدْ بَانَ لِي فِي الْإِنْجِيلِ، وَإِنِّي لَمُقِرٌّ بِهِ. قَالَ الرِّضَا (ع): اشْهَدُوا عَلَى إِقْرَارِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا جَاثَلِيقُ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ. قَالَ الْجَاثَلِيقُ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَوَارِيِّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَعليهما السلام كَمْ كَانَ عِدَّتُهُمْ وَعَنْ عُلَمَاءِ الْإِنْجِيلِ كَمْ كَانُوا؟

قَالَ الرِّضَا (ع): عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ‏[ملاحظة ٤]أَمَّا الْحَوَارِيُّونَ فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، وَكَانَ أَعْلَمُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ أَلُوقَا، وَأَمَّا عُلَمَاءُ النَّصَارَى، فَكَانُوا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ يُوحَنَّا الْأَكْبَرُ بِأَجٍ‏[ملاحظة ٥]وَيُوحَنَّا بِقَرْقِيسِيَا[ملاحظة ٦]وَيُوحَنَّا الدَّيْلَمِيُّ بِرِجَازَ[ملاحظة ٧]وَعِنْدَهُ كَانَ ذِكْرُ النَّبِيِّ (ص) وَذِكْرُ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأُمَّتِهِ وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَ أُمَّةَ عِيسَى، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَهُ يَا نَصْرَانِيُّ، وَاللَّهِ إِنَّا لَنُؤْمِنُ‏ بِعِيسَى الَّذِي آمَنَ بِمُحَمَّدٍ (ص) وَمَا نَنْقِمُ عَلَى عِيسَاكُمْ[ملاحظة ٨]شَيْئاً إِلَّا ضَعْفَهُ وَقِلَّةَ صِيَامِهِ وَصَلَاتِهِ‏.

قَالَ الْجَاثَلِيقُ: أَفْسَدْتَ وَاللَّهِ عِلْمَكَ، وَضَعَّفْتَ أَمْرَكَ، وَمَا كُنْتُ ظَنَنْتُ إِلَّا أَنَّكَ أَعْلَمُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ.قَالَ الرِّضَا (ع): وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ الْجَاثَلِيقُ: مِنْ قَوْلِكَ أَنَّ عِيسَى كَانَ ضَعِيفاً قَلِيلَ الصِّيَامِ قَلِيلَ الصَّلَاةِ، وَمَا أَفْطَرَ عِيسَى يَوْماً قَطُّ، وَلَا نَامَ بِلَيْلٍ قَطُّ، وَمَا زَالَ صَائِمَ الدَّهْرِ وَقَائِمَ اللَّيْلِ.

قَالَ الرِّضَا (ع): فَلِمَنْ كَانَ يَصُومُ وَيُصَلِّي قَالَ[ملاحظة ٩]فَخَرِسَ الْجَاثَلِيقُ، وَانْقَطَعَ. قَالَ الرِّضَا (ع): يَا نَصْرَانِيُّ أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ. قَالَ: سَلْ فَإِنْ كَانَ عِنْدِي عِلْمُهَا أَجَبْتُكَ. قَالَ الرِّضَا (ع): مَا أَنْكَرْتَ أَنَّ عِيسَى (ع) كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ. قَالَ الْجَاثَلِيقُ: أَنْكَرْتُ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ‏ أَنَّ مَنْ أَحْيَا الْمَوْتَى، وَأَبْرَأَ الْأَكْمَهَ، وَالْأَبْرَصَ فَهُوَ رَبٌّ مُسْتَحِقٌّ لِأَنْ يُعْبَدَ.

قَالَ الرِّضَا (ع): فَإِنَّ الْيَسَعَ قَدْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ عِيسَى (ع) مَشَى عَلَى الْمَاءِ، وَأَحْيَا الْمَوْتَى، وَأَبْرَأَ الْأَكْمَهَ، وَالْأَبْرَصَ، فَلَمْ تَتَّخِذْهُ أُمَّتُهُ رَبّاً، وَلَمْ يَعْبُدْهُ أَحَدٌ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَقَدْ صَنَعَ حِزْقِيلُ‏[ملاحظة ١٠]النَّبِيُّ (ع) مِثْلَ مَا صَنَعَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، فَأَحْيَا خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمْ بِسِتِّينَ سَنَةً،[ملاحظة ١١]ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ أَتَجِدُ هَؤُلَاءِ فِي شَبَابِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي التَّوْرَاةِ اخْتَارَهُمْ بُخْتَ‏نَصَّرُ مِنْ سَبْيِ بَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ غَزَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ انْصَرَفَ بِهِمْ إِلَى بَابِلَ، فَأَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ فَأَحْيَاهُمْ هَذَا فِي التَّوْرَاةِ لَا يَدْفَعُهُ إِلَّا كَافِرٌ مِنْكُمْ.

قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ: قَدْ سَمِعْنَا بِهِ وَعَرَفْنَاهُ. قَالَ: صَدَقْتَ، ثُمَّ قَالَ يَا يَهُودِيُّ خُذْ عَلَى هَذَا السِّفْرِ مِنَ التَّوْرَاةِ فَتَلَاعليه السلام عَلَيْنَا مِنَ التَّوْرَاةِ آيَاتٍ، فَأَقْبَلَ الْيَهُودِيُّ يَتَرَجَّجُ[ملاحظة ١٢]لِقِرَاءَتِهِ وَيَتَعَجَّبُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّصْرَانِيِ،‏ فَقَالَ: يَا نَصْرَانِيُّ أَفَهَؤُلَاءِ كَانُوا قَبْلَ عِيسَى أَمْ عِيسَى كَانَ قَبْلَهُمْ. قَالَ: بَلْ كَانُوا قَبْلَهُ.

فَقَالَ الرِّضَا (ع): لَقَدِ اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ عَلَى‏ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَسَأَلُوهُ أَنْ يُحْيِيَ لَهُمْ مَوْتَاهُمْ فَوَجَّهَ مَعَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (ع) فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَى الْجَبَّانَةِ[ملاحظة ١٣]فَنَادِ بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ الَّذِينَ يَسْأَلُونَ عَنْهُمْ بِأَعْلَى صَوْتِكَ يَا فُلَانُ وَيَا فُلَانُ وَيَا فُلَانُ يَقُولُ لَكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (ص): قُومُوا بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَامُوا يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ يَسْأَلُهُمْ عَنْ أُمُورِهِمْ، ثُمَّ أَخْبَرُوهُمْ أَنَّ مُحَمَّداً قَدْ بُعِثَ نَبِيّاً.

فَقَالُوا وَدِدْنَا أَنَّا أَدْرَكْنَاهُ فَنُؤْمِنُ بِهِ وَلَقَدْ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَالْمَجَانِينَ، وَكَلَّمَهُ الْبَهَائِمُ وَالطَّيْرُ وَالْجِنُّ وَالشَّيَاطِينُ، وَلَمْ نَتَّخِذْهُ رَبّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَلَمْ نُنْكِرْ لِأَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ فَضْلَهُمْ فَمَتَى اتَّخَذْتُمْ عِيسَى رَبّاً جَازَ لَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْيَسَعَ وَحِزْقِيلَ رَبّاً لِأَنَّهُمَا قَدْ صَنَعَا مِثْلَ مَا صَنَعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (ع) مِنْ إِحْيَاءِ الْمَوْتَى وَغَيْرِهِ وَإِنَّ قَوْماً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا مِنْ بِلَادِهِمْ مِنَ الطَّاعُونِ،‏ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ‏ فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ.

فَعَمَدَ أَهْلُ تِلْكَ الْقَرْيَةِ فَحَظَرُوا عَلَيْهِمْ حَظِيرَةً فَلَمْ يَزَالُوا فِيهَا حَتَّى نَخِرَتْ‏[ملاحظة ١٤]عِظَامُهُمْ وَصَارُوا رَمِيماً فَمَرَّ بِهِمْ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَتَعَجَّبَ مِنْهُمْ وَمِنْ كَثْرَةِ الْعِظَامِ الْبَالِيَةِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَتُحِبُّ أَنْ أُحْيِيَهُمْ لَكَ فَتُنْذِرَهُمْ. قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ نَادِهِمْ، فَقَالَ: أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ قُومِي بِإِذْنِ اللَّهِ، فَقَامُوا أَحْيَاءً أَجْمَعُونَ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ، ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ (ع) حِينَ أَخَذَ الطَّيْرَ فَقَطَعَهُنَّ قِطَعاً، ثُمَّ وَضَعَ‏ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً، ثُمَّ نَادَاهُنَّ فَأَقْبَلْنَ سَعْياً إِلَيْهِ.

ثُمَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ (ع) وَأَصْحَابُهُ السَّبْعُونَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ‏[ملاحظة ١٥]صَارُوا مَعَهُ إِلَى الْجَبَلِ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَأَرِنَاهُ كَمَا رَأَيْتَهُ، فَقَالَ‏ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَرَهُ، فَقَالُوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ... فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ فَاحْتَرَقُوا عَنْ آخِرِهِمْ وَبَقِيَ مُوسَى وَحِيداً، فَقَالَ: يَا رَبِّ اخْتَرْتُ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَجِئْتُ بِهِمْ وَأَرْجِعُ وَحْدِي،‏ فَكَيْفَ يُصَدِّقُنِي‏ قَوْمِي بِمَا أُخْبِرُهُمْ بِهِ فَلَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا.

فَأَحْيَاهُمُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمْ وَكُلُّ شَيْ‏ءٍ ذَكَرْتُهُ لَكَ مِنْ هَذَا لَا تَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهِ؛ لِأَنَّ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ قَدْ نَطَقَتْ بِهِ فَإِنْ كَانَ كُلُّ مَنْ أَحْيَا الْمَوْتَى وَأَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَالْمَجَانِينَ يُتَّخَذُ رَبّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاتَّخِذْ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ أَرْبَاباً مَا تَقُولُ يَا يَهُودِيُ.‏

فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: الْقَوْلُ قَوْلُكَ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ، فَقَالَ: يَا يَهُودِيُّ أَقْبِلْ عَلَيَّ أَسْأَلْكَ بِالْعَشْرِ[ملاحظة ١٦]الْآيَاتِ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ (ع) هَلْ تَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوباً بِنَبَإ مُحَمَّدٍ (ص) وَأُمَّتِهِ إِذَا جَاءَتِ الْأُمَّةُ الْأَخِيرَةُ أَتْبَاعُ رَاكِبِ الْبَعِيرِ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ جِدّاً جِدّاً تَسْبِيحاً جَدِيداً فِي الْكَنَائِسِ الْجُدُدِ[ملاحظة ١٧]فليفرغ [فَلْيَفْزَعْ‏] بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَيْهِمْ وَإِلَى مَلِكِهِمْ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ فَإِنَّ بِأَيْدِيهِمْ‏ سُيُوفاً يَنْتَقِمُونَ بِهَا مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ أَهَكَذَا هُوَ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ. قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ: نَعَمْ إِنَّا لَنَجِدُهُ كَذَلِكَ.

ثُمَّ قَالَ لِلْجَاثَلِيقِ: يَا نَصْرَانِيُّ كَيْفَ عِلْمُكَ بِكِتَابِ شَعْيَا (ع)؟ قَالَ: أَعْرِفُهُ حَرْفاً حَرْفاً. قَالَ: لَهُمَا[ملاحظة ١٨]أَتَعْرِفَانِ هَذَا مِنْ كَلَامِهِ يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ صُورَةَ رَاكِبِ الْحِمَارِ لَابِساً جَلَابِيبَ النُّورِ وَرَأَيْتُ رَاكِبَ الْبَعِيرِ ضَوْءٌ مِثْلُ ضَوْءِ الْقَمَرِ؟ فَقَالا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ شَعْيَا (ع). قَالَ الرِّضَا (ع): يَا نَصْرَانِيُّ هَلْ تَعْرِفُ فِي الْإِنْجِيلِ قَوْلَ عِيسَى (ع): إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّكُمْ وَرَبِّي وَ الْبَارِقْلِيطَا[ملاحظة ١٩]جَاءَ هُوَ الَّذِي يَشْهَدُ لِي بِالْحَقِّ كَمَا شَهِدْتُ لَهُ، وَهُوَ الَّذِي يُفَسِّرُ لَكُمْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ، و هُوَ الَّذِي يُبْدِئُ فَضَائِحَ الْأُمَمِ، وَهُوَ الَّذِي يَكْسِرُ عَمُودَ الْكُفْرِ.

فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: مَا ذَكَرْتَ شَيْئاً مِنَ الْإِنْجِيلِ‏ إِلَّا وَنَحْنُ مُقِرُّونَ بِهِ، فَقَالَ: أَتَجِدُ هَذَا فِي الْإِنْجِيلِ ثَابِتاً يَا جَاثَلِيقُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ الرِّضَا (ع): يَا جَاثَلِيقُ أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ الْإِنْجِيلِ الْأَوَّلِ حِينَ افْتَقَدْتُمُوهُ عِنْدَ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ و مَنْ وَضَعَ لَكُمْ هَذَا الْإِنْجِيلَ؟ فَقَالَ لَهُ: مَا افْتَقَدْنَا الْإِنْجِيلَ إِلَّا يَوْماً وَاحِداً حَتَّى وَجَدْنَاهُ غَضّاً طَرِيّاً فَأَخْرَجَهُ إِلَيْنَا يُوحَنَّا، وَمَتَّى

فَقَالَ لَهُ الرِّضَا (ع): مَا أَقَلَّ مَعْرِفَتَكَ بِسُنَنِ‏ الْإِنْجِيلِ، وَعُلَمَائِهِ فَإِنْ كَانَ هَذَا كَمَا تَزْعُمُ فَلِمَ اخْتَلَفْتُمْ فِي الْإِنْجِيلِ، وَإِنَّمَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي هَذَا الْإِنْجِيلِ الَّذِي فِي أَيَادِيكُمُ‏ الْيَوْمَ فَلَوْ كَانَ عَلَى الْعَهْدِ الْأَوَّلِ لَمْ تَخْتَلِفُوا فِيهِ وَلَكِنِّي مُفِيدُكَ عِلْمَ ذَلِكَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا افْتُقِدَ الْإِنْجِيلُ الْأَوَّلُ اجْتَمَعَتِ النَّصَارَى إِلَى عُلَمَائِهِمْ، فَقَالُوا لَهُمْ: قُتِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (ع)، وَافْتَقَدْنَا الْإِنْجِيلَ وَأَنْتُمُ الْعُلَمَاءُ فَمَا عِنْدَكُمْ؟ فَقَالَ لَهُمْ أَلُوقَا وَمرقابوس‏[ملاحظة ٢٠]إِنَّ الْإِنْجِيلَ فِي صُدُورِنَا وَنَحْنُ نُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ سِفْراً سِفْراً فِي كُلِّ أَحَدٍ فَلَا تَحْزَنُوا عَلَيْهِ وَلَا تُخْلُوا الْكَنَائِسَ، فَإِنَّا سَنَتْلُوهُ عَلَيْكُمْ فِي كُلِّ أَحَدٍ سِفْراً سِفْراً حَتَّى نَجْمَعَهُ كُلَّهُ، فَقَعَدَ أَلُوقَا وَمرقابوس وَيُوحَنَّا وَمَتَّى، فَوَضَعُوا لَكُمْ هَذَا الْإِنْجِيلَ بَعْدَ مَا افْتَقَدْتُمُ الْإِنْجِيلَ الْأَوَّلَ وَإِنَّمَا كَانَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ تَلَامِيذَ تَلَامِيذِ الْأَوَّلِينَ أَعَلِمْتَ ذَلِكَ.

فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: أَمَّا هَذَا فَلَمْ أَعْلَمْهُ وَقَدْ عَلِمْتُهُ الْآنَ وَقَدْ بَانَ لِي‏ مِنْ فَضْلِ عِلْمِكَ بِالْإِنْجِيلِ، وَسَمِعْتُ أَشْيَاءَ مِمَّا عَلِمْتُهُ شَهِدَ قَلْبِي أَنَّهَا حَقٌّ فَاسْتَزَدْتُ‏[ملاحظة ٢١]كَثِيراً مِنَ الْفَهْمِ، فَقَالَ لَهُ الرِّضَا (ع): فَكَيْفَ شَهَادَةُ هَؤُلَاءِ عِنْدَكَ؟ قَالَ: جَائِزَةٌ هَؤُلَاءِ عُلَمَاءُ الْإِنْجِيلِ، وَكُلَّمَا شَهِدُوا بِهِ فَهُوَ حَقٌّ. قَالَ الرِّضَا (ع): لِلْمَأْمُونِ وَمَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ اشْهَدُوا عَلَيْهِ. قَالُوا: قَدْ شَهِدْنَا.

ثُمَّ قَالَ (ع) لِلْجَاثَلِيقِ: بِحَقِّ الِابْنِ وَأُمِّهِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ مَتَّى قَالَ: إِنَّ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ خضرون؟‏ فَقَالَ مرقابوس: فِي نِسْبَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (ع) إِنَّهُ كَلِمَةُ اللَّهِ‏[ملاحظة ٢٢]أَحَلَّهَا فِي جَسَدِ الْآدَمِيِّ فَصَارَتْ إِنْسَاناً، وَقَالَ أَلُوقَا: إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (ع) وَأُمَّهُ كَانَا إِنْسَانَيْنِ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، فَدَخَلَ فِيهَا الرُّوحُ الْقُدُسُ، ثُمَّ إِنَّكَ تَقُولُ مِنْ شَهَادَةِ عِيسَى عَلَى نَفْسِهِ حَقّاً أَقُولُ لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ إِنَّهُ لَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا مَنْ نَزَلَ مِنْهَا إِلَّا رَاكِبَ الْبَعِيرِ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّهُ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْزِلُ فَمَا تَقُولُ فِي هَذَا الْقَوْلِ؟

قَالَ الْجَاثَلِيقُ: هَذَا قَوْلُ عِيسَى لَا نُنْكِرُهُ. قَالَ الرِّضَا (ع): فَمَا تَقُولُ فِي شَهَادَةِ أَلُوقَا وَمرقابوس وَمَتَّى عَلَى عِيسَى وَمَا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ؟ قَالَ الْجَاثَلِيقُ: كَذَبُوا عَلَى عِيسَى، فَقَالَ الرِّضَا (ع): يَا قَوْمِ أَلَيْسَ قَدْ زَكَّاهُمْ، وَشَهِدَ أَنَّهُمْ عُلَمَاءُ الْإِنْجِيلِ، وَقَوْلَهُمْ حَقٌّ؟ فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ:‏ يَا عَالِمَ الْمُسْلِمِينَ أُحِبُّ أَنْ تُعْفِيَنِي مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ.

قَالَ الرِّضَا (ع): فَإِنَّا قَدْ فَعَلْنَا سَلْ يَا نَصْرَانِيُّ عَمَّا بَدَا لَكَ. قَالَ الْجَاثَلِيقُ: لِيَسْأَلْكَ غَيْرِي فَلَا وَحَقِّ الْمَسِيحِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَكَ.

الملاحظات

  1. الحواري: الناصر أو ناصر الأنبياء.
  2. أي تكلمت صوابا لا ريب فيه.
  3. السفر بالكسر: الكتاب الكبير، يقال: حطمنى طول ممارسة الأسفار وكثرة مدارسة الأسفار.
  4. أي وقعت.
  5. اخ: موضع بالبصرة.
  6. قرقيسياء: بلد على الخابور عند مصبه، وهي على الفرات، جانب منها على الخابور وجانب على الفرات، فوق رحبة مالك بن طوق.
  7. الرجاز: اسم واد بنجد عظيم.
  8. يعني عيسى الذي يعتقدون انه ابن اللّه أو شريكه الذي لا يعبد اللّه لعدم وجوده فتأمل.
  9. أي النوفليّ وهو راوي الحديث
  10. حزقل- حزقيال على زنة زنبيل وزبرج نبي من الأنبياء عليهم السلام
  11. إشارة لقوله تعالى في سورة البقرة الآية 243: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ
  12. الترجج:الاضطراب و التذبذب. الرج: التحرك والاهتزاز
  13. الجبان والجبانة: المقبرة و الصحراء.
  14. نخر الشي‏ء بالكسر: بلى وتفتت اي تكسر ويقال: عظام نخرة.
  15. كانوا سبعين اختارهم
  16. وهي يد موسى وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وتحريم الصيد.
  17. الجدة بالضم: الطريقة والجمع جدد على وزن صرد. الجدة بالكسر: ضد البلى.
  18. أي قال الرضا (ع) للجاثليق ولراس الجالوت: أتعرفان هذا من كلام شعيا عليه السلام؟.
  19. «الفارفليطا - الفارقليطا» الفار قليطا: لفظ عبرانى بمعنى الفارق بين الحق والباطل، والمراد به سيدنا الخاتم، وفي الإنجيل:« فارفلطى» ويحتمل تصحيفه، وفي بعض النسخ الخطية المصحّحة:« الفار قليطا يعنى محمّدا صلّى اللّه عليه و آله»: فارقليطا: كاشف الخفيات.
  20. الوقا و مرقابوس و يوحنا و متى: علماء أهل الإنجيل.
  21. استزاده: استقصره، استزدت كثيرا أي أنا مقصر كثيرا من فهم المطالب التي سمعتها منك.
  22. عندهم أنَّ الكلمة هي العلم وروح القدس هي الحياة.

المصدر

  • الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا (ع)، المحقق والمصحح: مهدي ‏لاجوردى، طهران، الناشر: نشر جهان، ط 1، 1378 هـ، ج ‏1، صص 156 – 164.