مستخدم:Alkazale/الملعب/الرابع

هذه الصفحة تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة.
من ويكي شيعة
Alkazale/الملعب/الرابع
الاسم في القرآنيحيى
قبلهالنبي زكريا
أهم الأقاربالنبي زكريا
الدينالتوحيد
تكرار اسمه
في القرآن
5 مرات
الأنبياء
النبي محمد(ص)إبراهيم(ع)نوح(ع)عيسى(ع)موسى(ع)سائر الأنبياء


يحيى بن زكريا أو يوحنا المعمدان، هو أحد أنبياء بني إسرائيل، أصبح نبياً وهو صبياً، وذكرت فصة ولادته في القرآن أنه بالرغم من كبر سن أبيه وعقم أمه. وكان النبي يحيى معروفاً بالزهد والبكاء الكثير من خشية الله.

جاء في روايات الشيعة مقارنة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام باستشهاد النبي يحيى، وإمامة بعض أئمة الشيعة في صباهم مقارنة بنبوة النبي يحيى في صباه. وكذلك في إثبات إمامة الجواد عليه السلام والإمام الهادي عليه السلام وإمام الزمان في صباهم، حيث يستند إلى نبوة يحيى عليه السلام في صباه أيضاً.

يعتبر الصابئة أو المندائيون أنفسهم أتباع النبي يحيى، وهناك مقام في الجامع الأموي بدمشق يعرف بمزار يحيى.

حياته

لم يكن لزكريا عليه السلام ولد حتى كبر في السن. وذات يوم رأى مريم عليها السلام وما حصلت عليه من الجنة،[١] فسأل الله أن يرزقه ولداً، وقال: "اللهم! هب لي من ولداً طاهراً، فإنك سميع الدعاء".[٢] وأكد زكريا في دعائه على عدم وجود من يرث آل يعقوب،[٣] وخوفه من الأقارب من بعده.[٤] استجاب الله دعوته فبشـره بالرغم من شيخوخته وزوجته العاقر بولدٍ اسمه يحيى.[٥]

أم النبي يحيى اسمها ایشاع، أو الیصابات،[٦] أو إليزابث وهي خالة السيدة مريم عليها السلام،[٧] وهي في الوقت الذي حملت فيه السيدة مريم العذراء، حملت هي أيضاً بمعجزة إلهية.[٨] والله هو من سمى مولودها. [٩]

سبب التسمية

ذُكرت أسباباٌ مختلفة حول سبب تسمية يحيى؛ ومنها أن الله أزال بحضور أمه عقمها وأحياها. وقال البعض أيضاً إن الله أحياه بالإيمان، أو أن الله أحيا قلبه بالنبوة، ولم يُسمَّ أحد قبله بهذا الاسم.[١٠]

ويحيى عليه السلام معروف عند المسيحيين باسم يوحنا المعمدان، وسبب هذا الاسم لأن عيسى عليه السلام بواسطته غُسِّل غُسل التعميد.[١١]

نبوته

أصبح يحيى نبياً في صباه، ومن مميزاته أن الله ذكر تصديقه بنبوة عيسى،[١٢] فبعد وصول عيسى إلى مقام النبوة آمن به، وهو الداعي إلى دين موسى أيضاً. وبحسب ما ورد في التاريخ كان يحيى أكبر من عيسى بستة أشهر، وأول من اعترف بنبوته، ولأن يحيى كان مشهوراً بين الناس بالزهد والعفة، كان لاعترافه ودعوته أثر كبير في اهتمام الناس بالمسيح.[١٣]

العلامة الطباطبائي في كتابه الميزان يقول: المراد من كتاب يحيى هو التوراة.[١٤]

استشهاده

روي عن الإمام السجاد عليه السلام أن ملك بني إسرائيل وقع في حب إحدى محارمه وأراد أن يتزوجها، وقد عارض النبي يحيى هذا الفعل، وبإغراء أمها جعل هذا العاشق رأس يحيى شرطاً لزواجها، فأرسل ملك بني إسرائيل رأس يحيى في وعاء من ذهب إليها، وكان دمه ينبع ويجري من الأرض، فحاول قوم بني إسرائيل أن يضعوا التراب على هذا الدم ليختفي فلم ينقطع، وكان هذا الدم ينبع حتى تولى بخت نصر على بني إسرائيل وقتل منهم عدة آلاف، وانتقم لدم يحيى، وأن الدم توقف بعدها عن الجريان.[١٥]

التشابه بينه وبين الإمام الحسين (ع)

بحسب بعض الروايات أن السماء والأرض بكتا على الإمام الحسين والنبي يحيى عليهما السلام.[١٦] وذكر الإمام الحسين النبي يحيى واستشهاده بطريق كربلاء، وذكروا بعد استشهاد يحيى أن السماء أمطرت دماً واحمرت الشمس. وروي عن علي عليه السلام أن السماء والأرض لم تبكِ إلا على اثنين هما يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليهما السلام.[١٧]

الخصائص الأخلاقية

ورد في المصادر خمس صفات ليحيى، هي: الإيمان بالمسيح، ومكانة السيادة والريادة في العلم والعمل، والنبي الصالح، والزهد والعظمة.[١٨] وفي خصوص زهده ذكر أن نبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم قال: "كان زهد يحيى بن زكريا لدرجة أنه خرج وهو طفل إلى بيت المقدس فرأى الرهبان يلبسون ملابس الصوف ويعبدون الله، وهو أيضاً ارتدى الملابس الخشنة وذهب يتعبد إلى الله في المعبد.[١٩]

وقيل إن زكريا لما كان يرى يحيى من بين الناس وهو يتحدث لهم، لم يذكر شيء عن النار وجهنم لروحه اللطيفة وبكائه الشديد عند سماع أسمائها وصفاتها.[٢٠] روي في الكافي عن الإمام علي عليه السلام: بكى يحيى كثيراً ولم يضحك، أما عيسى بن مريم فضحك وبكى، وكان عمل عيسى عليه السلام أفضل من يحيى.[٢١] وفي رواية أخرى حول تفضيل يحيى نقل أنه لا يستحق لأحد أن يقول أنا أفضل من يحيى لأنه لم يرتكب أيّ معصية ولم يلتفت إلى أيّ امرأة. وقد اعتبر البعض أن هذه الرواية تتعارض مع بعض التعاليم الإسلامية ولم يقبلوها.[٢٢]

يحيى في الكتب المقدسة

القرآن

ورد اسم يحيى 5 مرات في 4 سور من القرآن،[٢٣] كما أن قصة ولادته والكثير من حياته وصفاته ورد في القرآن مع قصة أبيه زكريا،[٢٤] وفي سورة مريم ذُكر بشكل منفصل في بعض فضائله، وعطايا الله ليحيى،[٢٥] وقد رفع الله مكانته في القرآن وعبر عنه: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا.[٢٦] وفي رواية أشار الإمام الرضا عليه السلام إلى نفس الآية بأنه في ثلاثة أماكن: (الميلاد والموت والقيامة)، يكون في أمن وأمان، وهي الأماكن التي يخاف منها جميع بني آدم.[٢٧]

الإنجيل

هناك أقوال وقصص مختلفة عن يحيى بن زكريا في الأناجيل. ومن ضمن ما ذكر توجد موارد مشتركة مع الآيات القرآنية. وقد وردت قصة ولادة يحيى للنبي زكريا بالتفصيل في إنجيل لوقا،[٢٨] واشتهر يحيى بالمُعمِّد، حيث كان بليغاً فتأتي الناس إليه من مدن مختلفة للاستماع إلى خطبه والاتعاظ.[٢٩] وكان يتكلم ضد رجال الدين المتطاولين.[٣٠] ولكن أهم ما في الأناجيل عن يحيى هو تأييده للنبي عيسى عليه السلام وحقانيته، وتعميده له.[٣١] وفي ذات يوم دار حوار بين أحد حواري النبي عيسى مع أحد حواري النبي يحيى، ودار بينهما جدال في أيهما أفضل عيسى أم يحيى، فذهب أتباع يحيى إليه، فقال لهم: "إن الله يُعيّن أمر كل شخص من السماء، وليس عملي إلا أن أفتح الطريق للناس من أن يذهبوا إليه جميعاً، وأنتم تشهدون بأنني قلت بوضوح: قد جئت لأفتح له الطريق.[٣٢]

في الروايات الشيعية

إثبات الإمامة في الصغر

نُقلت روايات عن علي بن أسباط أنه قال: أتيت يوماً إلى الإمام الجواد عليه السلام وكان الإمام صغيراً، فنظرت بتأمل إلى قامته حتى أبقى أذكره، ولما أرجع إلى مصر أروي عنه لأصحابي، فقال الإمام: إن ما فعل الله في الإمامة مثل ما فعل في النبوة. فقال: وأتيناه الحكم صبياً. فكما أن الله يعطي الحكمة لإنسانٍ وهو صبي، فإن له القدرة أيضاً على أن يمنحها في سن الأربعين.[٣٣] ولإثبات إمامة الإمام في صباه يُستشهد بنبوة يحيى في صباه.[٣٤]

التحدث مع الشيطان

في بعض الروايات ذُكر لقاء يحيى بالشيطان، وبحسب هذه الروايات قد رأى يحيى ذات يوم الشيطان في وجه مخيف، وكان يحمل معه أدوات غريبة، فسأله عن تلك الأدوات، فقال له الشيطان: إن كل واحدة من هذه الأدوات هي أداة لفخ الناس، فسأله يحيى إذا كنت قد خدعتني يوماً، فأجاب الشيطان: لا؛ لكن لديك صفة تعجبني وهي شراهتك في الأكل الذي يجعلك أحياناً لا تؤدي صلاتك بشكل صحيح، فقال يحيى: إني أعاهد الله أن لا أشبع من طعامٍ حتى ألقاه، فقال إبليس: وأنا من الآن أعاهد ربي أني لن أنصح مؤمناً أبداً، ثم انصرف ولم يرجع إلى يحيى.[٣٥]

مقام النبي يحيى في المسجد الأموي بدمشق

الصابئة

قالب:مقال مفصل الصابئيون أو المندائيون هم شعوب ناطقة باللغة الآرامية، تعلموا على يد يحيى المعمدان منذ حوالي 2000 سنة،[٣٦] ويعتقدون أن كتابهم المقدس هو من عند النبي يحيى.[٣٧] وكانت هجرتهم إلى إيران متزامنة مع دولة وحكومة الأشكانيين، وهؤلاء يعتبرون من أقدم المهاجرين غير الآريين الذين جاءوا إلى إيران من فلسطين بعد اليهود. والصابئة هم من الديانات التوحيدية، أصحاب الكتاب والنبي والخط واللغة.[٣٨] وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في عدة آيات.[٣٩]

مكان دفنه

أشتهر قبر منسوب ليحيى في الجامع الأموي بدمشق، وعلى هذا الأساس قد دفن جثمان يحيى في هذا المسجد، ودفن رأسه في مسجد آخر وهو في حي الزبداني بدمشق، وبحسب رواية أخرى يعتقد المسلمون والمسيحيون أن رأس النبي يحيى دفن في مسجد بمنطقة "سَباستِیة" شمال بيت المقدس، والتي يعرفها اليهود باسم "شومرون"، كما بنى المسيحيون كنيسة أطلقوا عليها اسم "يحيى المعمدان" بجوار هذا المسجد.[٤٠]

الهوامش

  1. سورة آل‌عمران: 37.
  2. سورة آل‌عمران: 38.
  3. سورة مريم: 6.
  4. سورة مريم: 5.
  5. ابن خلدون، تاریخ ابن خلدون،ج 2، ص 168.
  6. الطباطبائي، المیزان، ج 14، ص 29.
  7. المسعودي،‌ مروج الذهب، ج 1، ص 70.
  8. الشبستري، أعلام القرآن ، ص 397.
  9. سورة مريم: 7.
  10. الجزائري، قصص الأنبیاء، ص 561.
  11. الأشعري، تاریخ عقائد ومذاهب الشیعة، ص 348.
  12. سورة آل عمران: 39.
  13. المجلسي، بحار الأنوار، ج 14، ص 169؛ مکارم الشيرازي، تفسیر الأمثل، ج 2، ص 535.
  14. الطباطبائي، ترجمة المیزان، ج 14، ص 22.
  15. الجزائري، قصص الأنبیاء، ص 566.
  16. القمي، تفسیر القمي، ج 2، ص 291؛ ابن قولویة، کامل الزیارات، ص 79.
  17. الجزائري، قصص الأنبیاء، ص 566.
  18. سورة آل عمران: 39 ؛ مکارم الشيرازي، تفسیر الأمثل، ج 2، ص 535.
  19. الصدوق، الأمالي، ص 27.
  20. الجزائري، قصص الأنبیاء، ص 562.
  21. الجزائري، قصص الأنبیاء، ص 567.
  22. راد، اختلاف أحاديث يونس ويحيى عليهما السلام؛ التعارض والحلول، ص 8.
  23. شوقي أبو خلیل، أطلس القرآن، ص 120.
  24. سورة مریم: 7 – 16 ؛ سورة آل عمران: 39 ؛ سورة الأنعام: 85 ؛ سورة الأنبياء: 90.
  25. سورة مریم: 7 – 16.
  26. سورة مریم: 15.
  27. الجزائري، قصص الأنبیاء، ص 562.
  28. انجيل لوقا، 1: 5 – 25.
  29. انجيل متى، 3: 7 ؛ انجيل مرقس، 1 : 4 – 7.
  30. انجيل متى، 3: 7.
  31. انجيل يوحنا، 3: 27 - 30.
  32. انجيل يوحنا، 3: 27 - 30.
  33. الکلیني، الکافي، ج 1، ص 384 ؛ الصفار، بصائر الدرجات، ج 1، ص 238 ؛ مكارم الشيرازي، تفسير الامثل، ج 13، ص 28.
  34. المجلسي، بحار الأنوار، ج 3، ص 69.
  35. الجزائري، قصص الأنبیاء، ص 563.
  36. الكريمي الشروداني، كل ما يتعلق بالصابئة (المندائيين) (1).
  37. الطباطبائي، المیزان، ج 14، ص 358.
  38. الكريمي الشروداني، كل ما يتعلق بالصابئة (المندائيين) (1).
  39. سورة بقرة: 62 ؛ سورة المائدة: 69 ؛ سورة الحج: 17.
  40. رامي نجاد، قبر النبي يحيى (عليه السلام).

المصادر والمراجع

  • قرآن کریم.
  • ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب علیهم السلام، قم، انتشارات علامة، ط 1، 1379 هـ.
  • ابن فهد الحلّي، أحمد بن محمد، عدة الداعي ونجاح الساعي، ‌دار الکتب الإسلامي، ط 1، 1407 هـ.
  • ابن قولویه، جعفر بن محمد، کامل الزیارات، تحقیق: عبد الحسین أمیني، نجف،‌ دار المرتضویة، 1356 ش.
  • الأشعري، سعد بن عبد الله، تاریخ عقائد ومذاهب الشیعة (المقالات و الفرق)، ترجمة: یوسف فضائي، طهران، مؤسسة انتشارات عطائي، ط 1، 1371 ش.
  • الجزائري، نعمة الله، قصص الأنبياء، طهران، انتشارات هاد، ط 1، 1380 ش.
  • الحسیني الشیرازي، محمد، تبیین القرآن، دمشق،‌ دار العلوم، 1423 هـ.
  • الدیلمي، حسن بن محمد، إرشاد القلوب إلی الصواب، قم، الشریف الرضي، ط 1، 1412 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، بیروت، أعلمي، ط 5، 1400 هـ.
  • الصفار، محمد بن حسن، بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد صلّی الله علیهم، قم، مکتبة آیة الله المرعشي النجفي، 1404 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسین، تفسیر المیزان، ترجمة محمد باقر، قم، مكتب التبلیغات الإسلامي في الحوزة العلمیة، قم، 1374 ش.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البیان في تفسیر القرآن، مقدمة محمد جواد بلاغي، طهران، ناصر خسرو، ط 5، 1372 ش.
  • قطب‌ الدین الراوندي، سعید بن هبة الله، قصص الأنبیاء علیهم السلام، تحقیق: غلام رضا، مرکز البحوث الإسلامي، مشهد، ط 1، 1409 هـ.
  • القمي، علي بن إبراهیم، تفسیر القمي، تحقيق: الموسوي الجزائري، سید طیب،‌ دار الکتاب، قم، ط 3، 1404 هـ.
  • الکلیني، محمد بن یعقوب، الکافي، طهران،‌ دار الکتب الإسلامیة، 1407 هـ.
  • المجلسي، محمد تقي، بحار الأنوار، طهران، المطبعة الإسلامیة، 1389 ش.
  • المفید، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علی العباد، قم، مؤتمر الشيخ مفيد، ط 1، 1413 هـ.