الفرقة النصيرية

من ويكي شيعة
الفرقة النصيرية
المعلومات العامة
المؤسسمحمد بن نصير
سنة التأسيسالقرن 3 الهجري


الفرقة النصيرية، فرقة بائدة نشأت بعد استشهاد الإمام الهاديعليه السلام وتعتبر من غلاة الشيعة أو من الباطنية حسب ماذكرت المصادر التاريخية، تنتهج تأليه أئمة أهل البيتعليهم السلام في اعتقادها، وقد ظهرت الكثير من الأقوال في نسبتها. وقد يدعون بالعلويين.

أصحاب معاجم الرجال والملل والنحل المتقدمين أرجعوا سبب تسمية هذه الفرقة إلى محمد بن نصير وقد اُختلف في كنيته وأصله، فيما شكك المتأخرون في كون هذه التسمية تعود له باعتباره كان أحد أصحاب الإمامين علي الهادي والحسن العسكريعليهما السلام.


النصيرية فرقة بائدة

يمكن القول أن النصيرية التي تحدث عنها أصحاب المقالات والمعاجم والملل والنحل قد بادت، ولا يوجد أحد اليوم يتبني آراء وأفكار هذه الفرقة. وهذا ما يؤكده الشيخ جعفر السبحاني في كتابه بحوث في الملل والنحل، يقول:

إذا كانت النصيرية هي التي عرّفها أصحاب المعاجم وغيرهم، فهذه الفرقة قد بادت ولا تجد أحداً يتبنّى أفكارها بين المسلمين، إلاّ إذا كان مغفّلاً أو مغرضاً، وربّما تكون بعض هذه النسب ممّا لا أصل له في الواقع، وإنّما اتهمت بها بعض فرق الشيعة من قبل أعدائهم، فإنّ خصومهم من العباسيين شنّوا حملة شعواء ودعايات مزيفة ومضلّلة ضدهم، حتى يجد الباحث أنّا الكتّاب والمؤَلّفين المدعومين من قبل السلطات لا يألون جهداً في اتهامهم بأرخص التهم في العقيدة والعمل حتى صارت حقائق راهنة في حقّ هؤَلاء، وتبعهم غير واحد من أصحابنا لحسن ظنّهم بما كتب حولهم.[١]

محمد بن نصير

نلحظ من خلال ما ذكره أصحاب المعاجم والملل والنحل أنه يوجد تناقض واختلاف وغموض في ذكر شخصية محمد بن نصير، فقد تم ذكر أكثر من كنية ولقب له: 1- محمد بن نصير. 2- محمد بن نصير الفهري. 3- محمد بن نصير النميري. كذلك الاختلاف في ماضي الرجل فقد ذكروا فيه:

  1. إنَّه من أفاضل أهل البصرة علماً وإنَّه ضعيفٌ. [٢]
  2. إنَّه من أصحاب الإمام الجواد عليه السلام [٣]
  3. إنَّه من أصحاب الإمام العسكري عليه السلام وإنَّه غالٍ[٤]
  4. إنَّه فهريٌ بصري [٥]
  5. إنَّه من الأسماء المشتركة بين عدة شخصيات [٦]

أهم عقائد النصيرية

[بحاجة لمصدر]

ويمكن تلخيص أبرز عقائد النصيرية من خلال الجمع بين كل الكتب والمصادر التي تحدثت عنهم بالتالي:

• حركة باطنية، لها طقوسها وديانتها وعقائدها الخاصة، والتي لا يحق للغير الاطلاع عليها ويتم تداولها بشكلٍ سريٍّ فيما بينهم.

• هي إحدى فرق غلاة الشيعة.

• تعود إلى محمد بن نصير الذي كان على عهد الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام. وتم تحضير مذهبهم هذا ونشره في بلاد فارس وعلى أيدي أناس من فارس وهذا سر النقمة على الخليفة الثاني عمر. وهو مزيجٌ من الوثنية والمجوسية واليهودية والنصرانية.

• جعلوا علياً إلهاً وقالوا بأن الظهور الروحاني بالجسد الفاني كظهور جبرائيل في صورة بعض الأشخاص.

• يبيحون المحرمات وأباحوا نكاح المحارم ونكاح الرجال، ويستبيحون الزنا بنساء بعضهم لأن المرآة لا يكمل إيمانها إلا بإباحة فرجها لأخيها المؤمن.

• يؤمنون بتناسخ الأرواح، وأن الإنسان عندما يموت تنتقل روحه إلى جسد جديد إما إنسان آخر في حال عمل الصالح، أو حيوان جراء سلوكه الطالح، وهذا يعد يوم الحساب عندهم.

• يزعمون بأن الولاية أعلى من النبوة لأن الإمام المعصوم مصدر الإرادة الإلهية دون وحي أو واسطة لأنه تحت تأثير الإرادة الإلهية المباشرة.

النصيرية والعلويون

في حالنا الحاضر، الكثير من المسلمين يرجعون النصيرية وما تحمله من عقائد إلى العلويين الذي يقطنون في سورية وشمال لبنان، إلا أنّ العلويون أنفسهم ومن خلال مشائخهم يدحضون تسميتهم بالنصيرية التي تكلم عنها أصحاب المعاجم والملل، بالقول:

1- قال الأديب حامد حسن: لقد تخبَّطَ المؤرِّخونَ قديماً وحديثاً، جهلاً أو قصداً، في نسبةِ النُّصيريِّين، فتارةً إلى محمد بن نصير.. وطوراً لنُصير مولى عليٍّ بن أبي طالب.. وأحياناً إلى نُصير أحد وزراءِ معاوية – كما يزعمون - .. وأحياناً إلى جبالِ النُّصيرة، هذهِ الجبالُ الواقعة بينَ نهر العاصي شرقاً، والبحر الأبيض المتوسِّط غرباً وبين جبال طوروس شمالاً وجبال لبنان جنوباً... كما أرجعَ بعضُهم هذهِ النِّسبة إلى النَّصارى!!.. أو الأنصار.. وعجبتُ لهؤلاءِ المجتهدين في نسبِ النصيرية من المؤرّخين، كيفَ فاتَهم جبل نصير الواقع في شمالِ العراق! ولو دارَ بخلدهم، أو حصلَ في ثقافتهم، لما أغفلوه'.[٧]

2- وقال الشيخ عبد الرحمن الخير: السبب في لقب النصيرية الذي عمَّ الجبل سابقاً في كتب التاريخ والجغرافيا مختلَفٌ فيه كثيراً. فبعضهم يقول: إنهُ نسبة لأحد القادة الفاتحين، أو لجماعة من الفاتحين جاءت نصيرة لمن سبقها من العشائر العربية المسلمة التي تمَّ فتح البلاد بجهادها. وبعضهم يذكر أنه نسبة للأنصار الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله فهاجروا إليه ونصروه. وكان منهم مَن فتح الجبال المحكي عنها. ولعلَّ هذا هو الأرجح، استناداً إلى كثرة القبور القديمة للأولياء بينهم المعروف باسم الأنصاري. وبعضهم يزعم أن السبب هو النسبة إلى محمد بن نصير المعروف بأبي شعيب، الذي ذكرت كتُب الفِرَق والرجال عنهُ أقوالاً وأحوالاً لا يُستغرب افتراؤها في ذلك العصر، عصر التَّناحر والجرح والافتراء، كما تثبت كتب الرجال والتاريخ وكتب الفِرَق، والأمثلة والشواهد التي ذكرتها لك منها. وجميع هذه الأقوال لا تستند إلى وثائق علمية تاريخية يمكن الاعتماد عليها والجزم بصحتها'.[٨] [٩]

3- وذكر الشيخ علي عزيز إبراهيم: إنَّ كلمة العلويِّين هي التَّسمية الصَّحيحة للجماعة التي تسكن جبال النصيرة في سوريا وعدة مناطق من تركيا، وإنهم قد سموا في بعض فترات التاريخ بالنصيرية وكان ذلك من آثار ما مرَّ عليهم من التشريد والتنكيل في أيام السلطان سليم العثماني الذي قتلَ وشرَّدَ منهم مئات الألوف. ثم إن التسمية الصحيحة العلويون قد رجعت إليهم في زمن الإفرنسيين سنة (1920م). أما سبب تسميتهم بالنصيرية؛ فهي أنهم سكنوا في فترة الظلم والظلام جبالَ النصيرة في سوريا، فسمَّاهم الناس تحقيراً باسم هذه الجبال. أما لماذا سُميت هذه الجبال بهذا الاسم، فإن أصحاب هذا الرأي يقولون: نسبة إلى جماعة جاءت لنجدة أبي عبيدة بن الجراح في زمن الخليفة الثاني، وقد كانت شيعية الولاء، حيث جاءت من المدينة، وكان اسمها نُصرَة ثم سُميت الجبال التي فتحوها وسكنوها باسمهم.[١٠]

الهوامش

  1. السبحاني، بحوث في الملل والنحل، ج 8، ص 402.
  2. المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 195.
  3. الطوسي، الرجال، أصحاب الإمام الجوادعليه السلام برقم 10 و 26.
  4. الطوسي، الرجال، أصحاب الإمام العسكريعليه السلام برقم 20.
  5. الكشي، الرجال، برقم 383.
  6. المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 196.
  7. حسن، وجهاً لوجه أمام التاريخ، ص 115-116.
  8. الخير، نقد وتقريظ كتاب تاريخ العلويين، ص 14.
  9. الخير، رسالة تبحث في مسائل مهمة حول المذهب الجعفري (العلوي)، ص 21.
  10. إبراهيم، من كتاب: العلويون.. فدائيو الشيعة المجهولون.

المصادر والمراجع

  • ابن أبي حديد المعتزلي، شرح نهج البلاغة، القاهرة - مصر، دار إحياء الكتب العربية، ط 1، 1378 هـ.
  • الإبراهيم، علي عزيز، العلويون فدائيو الشيعة المجهولين، د.م، دار الفكر، ط 1، 1972 م.
  • الإسفراني، أبو المظفر، التبصير في الدين، بيروت - لبنان، دار الكتاب العربي، ط 1، 1403 هـ.
  • الإيجي، عبد الرحمن بن أحمد، المواقف في علم الكلام، بيروت - لبنان، عالم الكتب، د.ت.
  • الجرجاني، علي بن محمد بن علي الزين الشريف، التعريفات، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، 1983 م.
  • حسن، حامد، وجهاً لوجه أمام التاريخ، دمشق - سوريا، مطبعة عكرمة، ط 1، 1992 م.
  • حسن، حسن إبراهيم، تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، بيروت - لبنان، دار الجيل، ط 14، 1996 م.
  • الحلي، الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر، الخلاصة، النجف الأشرف - العراق، منشورات المطبعة الحيدرية، ط 2، 1961 م.
  • الخير، عبد الرحمن، رسائل تبحث في المسائل المهمة حول المذهب الجعفري العلوي (الرد على مصطفى شاكر)، دمشق - سوريا، مطبعة خالد بن الوليد، ط 1، 1993 م.
  • الخير، عبد الرحمن، نقد وتقريظ كتاب تاريخ العلويين، دمشق - سوريا، مطبعة الإنشاء، ط 1، 1992 م.
  • الدندشي، جعفر، مدخل إلى المذهب العلوي النصيري، بيروت - لبنان، دائرة المكتبة الوطنية، ط 2، 2000 م.
  • السبحاني، جعفر، بحوث في الملل والنحل، قم - إيران، مطبعة اعتماد، ط 1، 1418هـ.
  • الأشعري، علي بن اسماعيل، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، بيروت - لبنان، المكتبة العصرية، ط 1، 1990 م.
  • الشهرستاني، الملل والنحل، تخريج محمد بن فتح الله بدران، القاهرة - مصر، مكتبة الأنجلو المصرية، ط 2، 1957 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة، قم - إيران، تحقيق مؤسسة المعارف الإسلامية، ط 1، 1411 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الرجال، النجف الأشرف، د.ن، 1381 هـ.
  • عثمان، هاشم، هل العلويون شيعة؟، بيروت - لبنان، الأعلمي للمطبوعات، ط 1، 1994 م.
  • الكشي، محمد بن عمر (أبو عمرو)، الرجال، كربلاء المقدسة - العراق، مؤسسة الأعلمي، د.ت.
  • المامقاني، عبد الله، تنقيح المقال، النجف الأشرف - العراق، د.ن، 1350 هـ.
  • النوبختي، الحسن بن موسى، فرق الشيعة، بيروت - لبنان، دار الأضواء، ط 1، 1404 هـ.
  • نوفل، نوفل، سوسنة سليمان في أصول العقائد والأديان، بيروت - لبنان، ط 1، 1876 م.