الصحاح الستة

من ويكي شيعة

الصحاح الستة، عنوان يطلق على ستّة من الكتب الحديثيّة الكبيرة عند أهل السنة، ولها أهميّة كبيرة عندهم؛ إذ أن منزلتها تأتي بعد القرآن باعتبارها أهمّ المصادر الدّينيّة عندهم.

اثنان من هذه الكتب الستّة تحمل اسم الصّحيح، والأربعة الأخرى تحمل اسم السّنن، ولكن يطلق على كل هذه الكتب بالصحاح على اعتبار أنّها صحيحة على قولهم. وهذه المصادر هي: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داوود، وسنن ابن ماجة، وسنن الترمذي، وسنن النسائي.

بنظر علماء الشيعة وبعض علماء السّنة: إن هذه الكتب تحتوي على أحاديث ضعيفة، بل إنّ بعضها موضوعة.

صحيح البخاري

إن الإسم الكامل لصحيح البخاري هو: «الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه». ويعد هذا الكتاب اكثر الكتب المعتبرة عند اهل السنة، ومنزلته عندهم تأتي بعد القرآن. ومؤلف هذا الكتاب محمد بن إسماعيل البخاري 194-256هـ.ومدة تأليف هذا الكتاب إستمرت 16 سنة استخرج أحاديثه من بين ست مئة ألف حديث.[١] ويحتوي هذا الكتاب على أحاديث ذات موضوعات عقائدية وفقهية.

قسم البخاري كتابه الى 97 كتابا و3450 بابا.[٢]إن أحاديث البخاري بلغت على قول إبن الصلاح: 7275 حديثا مع الأحاديث المكرر. ومع حذف الأحاديث المكررة فإن الأحاديث تكون 4000 آلآف حديث على قول النووي، ولكن إبن حجر يخالف النووي ويقول: إنها2761 حديث فقط.[٣] بعد أن أكمل البخاري كتابه عرضه على أئمة الحديث من أهل السنة من أمثال أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، فلم يصححوا من كتابه إلا أربعة أحاديث فقط.[٤] ولكن إتفقت كلمة أهل السنة على أن صحيح البخاري أصح كتاب بعد القرآن ويأتي بعده في الصححة صحيح مسلم!![٥]

الشروح والتعليقات على صحيح البخاري

يوجد أكثر من مئة تعليقة وشرح لصحيح البخاري وأهم هذه الشروح والتعليقات:


علم الحديث
الحديث الصحيح المستفيض المشهور العزيز الغريب الحديث الحسن
الحديث المتواتر حديث صحيح الحديث المنكر
الحديث المسند ← من جهة السند علم الحديث من جهة المتن الحديث المتروك
خبر الآحاد الحديث الضعيف الحديث المدرج
الحديث الموثق الحديث المضطرب الحديث المدلس الحديث الموقوف الحديث المنقطع الحديث الضعيف


رأي الشيعة

لا يعتمد الشيعة الإمامية على أحاديث البخاري ولهم في هذا مبرراتهم أبرزها:

صحيح مسلم

يعرف هذا الكتاب بأسماء مختلفة كالمسند الصحيح، والمسند والجامع الصحيح. وكاتبه مسلم بن الحجاج النيشابوري ت 261 هـ.

ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب عند أهل السنة بعد صحيح البخاري.[٨]

إن صحيح مسلم يحتوي على 54 كتابا ويبدو أن هذا التبويب لم يكن من الكاتب نفسه. كما يحتوي هذا الكتاب على 7275 حديثا انتخبها من بين ثلاث مئة ألف حديث.[٩]وعلى عكس البخاري نجد مسلم ذكر أحاديث فيها مناقب أهل البيت (ع) وإليك بعضها:

شروحات صحيح مسلم

إن أهم الشروح لكتاب مسلم هي:

تلخيصات صحيح مسلم

وأهم التلخيصات لصحيح مسلم هي:

اشكالات على صحيح مسلم

لا يخلو صحيح مسلم من بعض الإشكالات السندية، فهناك بعض الأحاديث المعلقة؛ أي سقط بعض الرواة من سندها. كما إن هناك بعض الأحاديث المدرجة والمدرج: هو أن يضيف الراوي كلاما من عنده على الحديث.[١٣]. وقد ألف إبن حجر العسقلاني كتابا أسماه: (الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف) وذكر في هذا الكتاب 192 رواية مقطوعة أو موقوفة واردة في كتاب مسلم.[١٤] كما استخرج 14 حديثا معلّقا من صحيح مسلم. وفي بعض المواضع يلاحظ التدليس.[١٥] وهناك بعض الروايات المجعولة في هذا الكتاب، وهو ما يثير تسائلات عديدة عليه!![١٦]

سنن أبي داوود

مؤلف هذا الكتاب هو سليمان بن الأشعث المعروف بأبي داوود السجستاني ت277 هـ.سنن أبي داوود مقسمة إلى 40 كتابا حوت في طياتها 5274 حديثا، وتضمنت الكثير من الموضوعات كالمهدي(عج)، وبحث الملاحم وبحث رضاع الكبير.[١٧]كثير من الأحاديث الواردة في هذا الكتاب محل قدح وجرح من علماء السنة أنفسهم، بل إن بعض كبار أهل السنة يرون إن فيه الأحاديث الضعيفة، بل المجعولة وبشكل كبير. فمثلا إبن الجوزي ذكر بعضا من هذه الأحايث في كتابه الموضوعات، كما أن محمد ناصر الألباني ألف كتابا تحت عنوان (ضعيف سنن أبي داوود) حاول الألباني من خلال هذا الكتاب التعرّف إلى الأحاديث الضعيفة الواردة في كتاب سنن أبي داوود، وقد توصل إلى أن 800 حديث من أحاديث سنن أبي داوود ضعيفة. كما أنه يرى أن هناك 50 حديثا منكرا، و50 حديثا شاذا في سنن أبي داوود.[١٨]

الشروح على سنن أبي داوود

يمكن القول إن أهم الشروح على سنن أبي داوود هي:

تلخيصات لسنن أبي داوود

سنن الترمذي

مؤلف هذا الكتاب محمد بن عيسى الترمذي ت279هـ. وهو أحد تلاميذ البخاري. وعنده46 كتابا.[١٩] إن بعض الأحاديث الواردة في سنن الترمذي مجعولة وتنسب كذبا الى النبي (ص). ويرى الحافظ ابن الجوزي، وبعض الكبار من علماء أهل السنة: أن سنن الترمذي تحتوي على الأحاديث المجعولة.[٢٠] ورد في سنن الترمذي مجموعة من الأحاديث التي تدل على مناقب أهل البيت(ع) مثل : حديث الثقلين، وسبب نزول آية التطهير، ومناقب الإمام علي (ع), ومناقب الإمام الحس (ع), ومناقب الإمام الحسين(ع).[٢١] ولأنه ذكر فضائل أهل بيت النبي(ع) فإن إبن تيمية والوهابية رفعوا الاعتبار عن هذا الكتاب.[٢٢] ولكن وقع التحريف في الأحاديث المتعلقة بفضائل أمير المؤمنين(ع) الواردة في كتاب الترمذي كما في حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها حيث ورد هذا الحديث في (كتاب جامع الأصول) وذكر مؤلف كتاب جامع الأصول إنه نقله عن سنن الترمذي، ولكن عند الرجوع الى سنن الترمذي لا نجد هذا الحديث. وهذا يعني إن هذا الحديث كان موجودا الى الوقت الذي نقله صاحب كتاب جامع الأصول وحذف بعد ذلك.[٢٣]

سنن النسائي

مؤلف هذا الكتاب: أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب النسائي ت303هـ.هناك الكثير من الروايات الضعيفة واردة في هذا الكتاب. وقد ذكر إبن قيم الجوزية في كتابه(زاد المعاد في هدى خير العباد) أحاديث من كتاب النسائي ثم ذكر كلام كبار علماء أهل السنة وخدشهم في سند هذه الأحاديث أو في متنها، أو في المتن والسند معا. أما الألباني فقد ذكر في كتاب(صحيح وضعيف سنن النسائي): إن أكثر من ثمانين حديث ضعيف السند. وسأل النسائي ذات يوم: هل إن كل مافي كتابك صحيح، أي كتاب السنن؟ فأجاب إن كل الأحاديث في هذا الكتاب ليست صحيحة. وكان هذا السؤال سببا في شروعه بإستخراج الأحاديث التي يعتقد أنها صحيحة، ونتيجة هذا العمل هو كتاب السنن الصغرى للنسائي. تجدر الإشارة الى أن الأسانيد التي اعتمد عليها النسائي إن لم تكن أفضل من أسانيد مسلم والبخاري فهي مساوية لها، ولكن أخر كتابه عن الكتابين لأن النسائي كان يعتقد بأفضلية علي بن أبي طالب على باقي الصحابة؟!!

سنن ابن ماجة

مؤلف هذا الكتاب هو محمد بن يزيد بن ماجةالقزويني المعروف [إبن ماجة|بإبن ماجة]] ت273هـ. يحتوي هذا الكتاب على4000 حديث من بينها 428 حديثا صحيحا، و199 حديثا حسنا، و613 حديثا ضعيفا، و99 حديثا منكرا.[٢٤] يعتقد الكثير من علماء السنة :أن كتاب إبن ماجة مشحون بالأحاديث الموضوعة والضعيفة، فمثلا إنتقد الألباني إبن ماجة في كتاب(ضعيف سنن ابن ماجة) وعبد الباقي في كتاب مفاتيح السنن.[٢٥] ولهذا يرى بعض أهل السنة :أن سنن ابن ماجة لايرتقي أن يكون أحد الصحاح الستة، ولهذا يجعل بعضهم موطأ مالك محله في ضمن الصحاح الستة.[٢٦]

اعتبار الصحاح عند أهل السنة

تعد هذه الكتب الستة أهم الكتب عند أهل السنة بعد القرآن الكريم، وهي معتبرة عندهم في مجال العقائد، والأحكام، والتفسير، وتأريخ صدر الإسلام. وتراهم يعتمدون عليهن، ويستشهدون بها. وقد إشتهر عندهم إن كل ماجاء في الصحاح فهو صحيح. وصحيحي البخاري ومسلم مقدمين على الكتب الأربعة الأخرى الى درجة أنهم يقبلون كل أحاديث هذين الكتابين ومن يتردد في صحتهما فهو مخالف للإجماع.[٢٧] تجدر الإشارة إلى أن بعض أهل السنة يعتقد بوجود أحاديث ضعيفة في الكتب الستة، بل إن هناك الأحاديث الموضوعة، وقد ألفوا الكتب في هذا المجال.

علماء الشيعة والصحاح

يعتقد علماء الشيعة أن هذه الكتب حاوية لأحاديث معتبرة كما أنها تحوي أحاديث غير معتبرة إلى درجة إن بعض الأحاديث فيها منافية لمسلمات النص القرآني ومسلمات العقل. وعلى هذا فلابد من دراسة أسانيد ومتون الروايات الواردة في هذه الكتب. فإذا كانت أحاديثها كلها صحيحة فلابد أن تكون في رتبة واحدة.[٢٨]

الهوامش

  1. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ص 490.
  2. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون،ص:545
  3. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 465 ــ478
  4. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 491.
  5. حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 1، ص 541.
  6. الحسيني الميلاني، جواهر الكلام في معرفة الإمامة والإمام، ص 72.
  7. الحسيني الميلاني، جواهر الكلام في معرفة الإمامة والإمام، ص 82 - 84.
  8. إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري ج1،ص:19
  9. الطبسي.ص:202
  10. الطبسي، ص:203
  11. صحيح مسلم
  12. دروس في علم الرجال المقارن، للطبسي,ص:204
  13. دروس في علم الرجال المقارن،ص:200-201
  14. دروس في علم الرجال المقارن،ص:200
  15. دروس في علم الرجال المقارن،ص:200
  16. دروس في علم الرجال،ص:200-201
  17. دروس في علم الرجال المعاصر، ص:203
  18. جواهر الكلام في الإمامة والإمام،ص:97
  19. دروس في علم الجال المقارن,ص:204
  20. جواهر الكلام في معرفة الإمامة والإمام،ص:94
  21. علم الرجال المقارن،ص:204
  22. جواهر الكلام في معرفة الإمامة والإمام،ص:94
  23. جواهر الكلام في معرفة الإمامة والإمام،ص:94
  24. دروس في علم الرجال المقارن،ص:204
  25. علم الرجال المقارن,ص:204
  26. جواهر الكلام في معرفة الإمامة والإمام،ص:98
  27. جواهر الكلام في معرفة الإمامة والإمام،ص:70
  28. جواهر الكلام في معرفة الإمامة والإمام.ص:70

المصادر والمراجع

  • الحسيني الميلاني، علي، جواهر الكلام في معرفة الإمامة والإمام، قم، د.ن، 1389 هـ ش.
  • العسقلاني، ابن حجر، فتح الباري في شرح صحيح البخاري، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م.
  • حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، بيروت، 1410 هـ/ 1990 م.
  • القسطلاني، أحمد بن محمد، إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري، بولاق، القاهرة، 1305 هـ.
  • الطبسي، نجم الدين، علم الرجال المقارن (مصدر فارسي)، قم، 1385 هـ.ش.