السيد

من ويكي شيعة

السَيِّد لغةً يعني الرئيس والكريم (جمعُه: السادة والأسياد) واصطلاحاً وصفٌ لمن انحدر من أبناء هاشم بن عبد مناف، (الجد الثاني لنبي الإسلام)، والمنتسبون إليه يأتون تحت عنوان الهاشميين، أو بني هاشم.

المصطلح اليوم يطلق على سلالة الرسول (ص) من ولد علي (ع) وفاطمة (ع) الإمامين الحسنين وأئمة الشيعة عليهم السلام من ولد الحسين (ع). وقد تعدّاها البعض إلى كل هاشمي. ولعلها اقتبست من كلام النبي الذي قال: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة.

كانت للسادة - إلى جانب الشهرة - ميزات وعلائم يعرفون بها، على مرّ التاريخ.

لقب السيد والمرادفات

يشمل مصطلح "السيد" كل من يكون من ذرية هاشم بن عبد مناف،[١]فعليهذا الأساس يطلق أيضاً على أولاد أبي طالب والعباس وأبي لهب وحمزة، كلهم بنو عبد المطلب.

قال الروضاتي في جامع الأنساب: إن الكلمة استعملت بمعنى سلالة الرسول (ص) في القرن الرابع أو الخامس للهجرة. استعمله الشريف الرضي في سياق الشعر. وأن الشيخ الطوسي والنجاشي استعملا الكلمتين (السيد) و(الشريف) معاً ولم يستعملا كلمة (السيد) لوحدها، ويظهر من البعض كـابن شهر آشوب أن الكلمة، كانت تعني في القرن السادس، سلالة الرسول خاصة.[٢]

اختص أولاد الرسول المعظم وذريّته من فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب (ع) بهذه المفردة، فيمكن القول بأن السادة على الوجه الخاص من نسل علي وفاطمة، وهم من بني هاشم. فبهذا الإعتبار تنتسب السادة إلى الأئمة (ع).

أنه غير مؤكد كيف ومتى بدأ إستخدام مفردة "السيد" بمعناها الإصطلاحي في ذرية الرسول، إلا أن هناك وثائق تدلنا على وفرة استعمالها في القرن السادس - فكانت تأتي قبل أسامي العلماء في ذلك العهد - لكن عوضاً عن ذلك استعمل مفردة الشريف، ومنه ما جاء في رواية عنوان البصري عندما كان يحاول الحضور عند الإمام جعفر الصادق (ع)؛ (...فقال ما حاجتك قلت: السلام على الشريف)[٣]كما أن استعمال لفظ "السيد" لم يكن بمفرده مرسوماً حينذاك فاقترن بلفظ "الشريف" فيلاحظ في آثارهم استعمال عبارة "السيد الشريف". والمنتسبون إلى النبي (ص)، كانوا يلقبون في الحجاز بـ"الشريف".[٤]

قد خصّص باب في كتاب تاريخ البيهق إلى السادة البيهقيين، من أعقاب النبي ممن توطّنوا في تلك النواحي. وذكر مؤلف كتاب تاريخ قم المصطلح في السابق. كما استعمل ابن حوقل - المعاصر لمؤلف تاريخ قم - مصطلح سادات آل أبي طالب.[٥]

قد استشرى مصطلح "السيد" في الأوساط الشيعية الغير عربية بصورة عامة لجميع أبناء علي بن أبي طالب، بينما يستخدم لفظ "الشريف" بين العرب وفي الحجاز من قبل أهل السنة للتمايز بين أبناء الحسن من أبناء الحسين الذين يحملون لقب "السيد". فيطلق على هذه السلالة مصطلحات عدة:

عبر التاريخ

إن المصادر التاريخية الروائية تضمنّت محاولات الإبادة التي تعرضت لها السادة من قبل الخلفاء والحكام، أبرزهم معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وعبيد الله بن زياد والحجاج بن يوسف الثقفي، وغيرهم من الخلفاء العباسيين والتي آلت إلى نزوح هذه الشريحة من المسلمين ولجوئهم إلى شتّى البقاع.

فبالإضافة إلى الحجاز والعراق، هاجروا إلى أقصى بلاد فارس إلى جانب الشام واليمن ونواحي من آسيا الصغرى، فأكثر ما انتشروا، في مناطق تعرف باسم الشرق الأوسط اليوم والشبه القارة الهندية ونواحي شمالية من القارة الأفريقية. كان الكثير من السادة في العهدين الأموي والعباسي - إلى نهاية خلافة المتوكل - إما يخفون نسبهم أو يجلون عن مواطنهم ويتوجهون إلى أقصى المناطق البعيدة عن المدن والبلدات العامرة، خشية التعرض للسوء والأذى من قبل بعض الحكّام.[بحاجة لمصدر]

تشير الدراسات التاريخية إلى هجرة السادة بناءً على الظروف الإجتماعية والعصرية المحيطة بهم إلى مناطق مختلفة. ما إن اتخذ العجم الإسلام ديناً، حتى توافدت ذراري من بني هاشم إلى بلادهم وبشكل ملموس تصاعدت الموجات من النزوح من منتصف القرن الثاني ثم إتسعت رقعة إنتشارهم في أواخر القرن الثاني وبدايات القرن الثالث، على أصعدة البلدان الإسلامية.[بحاجة لمصدر]

من أهم الأسباب التي أدت إلى نزوح عوائل من السادة عن أوطانهم، هو جور الحكام المتمثلة بأنواع الأساليب كالملاحقة والسلب والتعذيب والقتل بشقّيه الفردي والجماعي بأمر من الحكام الأمويين كأمثال: معاوية بن ابي سفيان، يزيد بن معاوية، مروان بن الحكم، عبيد الله بن زياد والحجاج بن يوسف الثقفي وكذلك العباسيين...وفي هذا السياق ورد الكثير وفقاً للمصادر التاريخية، منها ما يذكره الشيخ الصدوق تحت عنوان باب ذكر من قتله الرشيد من اولاد رسول الله (ص) بعد قتله لموسى بن جعفر عليهما السلام بالسم في ليله واحده سوى قتل منهم في سائر الايام والليالي حيث جاءت حكاية على لسانه حميد بن قحطبة الطائي الطوسي وهو يقرّ بما نفذّه بأمر هارون الرشيد من القضاء على جمع غفير من السادة العلويين بين ليلة وضحاها، وهم محجوزون في ثلاثة بيوت مجاورة.[٦]

ثوراتهم وحكوماتهم

بما أن فكرة القيام والخروج على الحاكم أصبحت العقيدة الشائعة بعد واقعة كربلاء وتبناها الكثيرون، منهم آل أبي طالب الذي تجسد في قيام زيد بن علي وسائر أولاد الحسين وأولاد الحسن (ع) فتتالت الثورات المطالبة بالثأر والحكم لنسل بني هاشم على مرّ القرون.

وكان السبب في خروج زيد بن علي (ع) على الحكام الأمويين؛ ما كان يعانيه المسلمون من ظلم الأمويين واستهتارهم بالمقدسات الإسلامية، ولحِق الشيعة النصيب الأكبر من تلك السياسة الجائرة، سياسة البطش والقتل والإرهاب والتنكيل بالصلحاء والعلماء...[٧]

من أبرز قادة هذه الثورات:

وهناك من يعدّ الحركات الأخرى لبعض الشخصيات في عداد ثورات الطالبيين، كقيام الحسن المثنّى (حي في سنة 85 هـ) ابن الإمام الحسن المجتبى - الذي هو متقدم على زيد بن علي ويلقبونه بـ"الرضا" -.[٨]

المحكّ وعلائم التمييز

دائرة النقابة

أنشأت دائرة خاصة لرصد المعقَبين من آل أبي طالب مهمّتها التنقيب عن أصالة من يدعي السيادة والبحث في الأماراة والقرائن المتواجدة لديهم، وذلك في سنة 251 هـ العصر العباسي بعد موافقة الخليفة المستعين بالله وبإبرام منه، وأخذت طابعاً رسمياً كهيئة حكومية في الخلافة العباسية. كانت تقوم الدائرة بتثبيت وتسجيل السادة، لتخصيصهم أموال شرعية يدبّروا بها معايشهم.[بحاجة لمصدر]

وأما أحمد الشاعر ابن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد، فله الحسين ابو عبدالله الرئيس النقيب بالكوفة، صنف كتاباً في النسب، قيل: هو النهر سابسي.[٩]

الزّي والمظهر

الدليل على أن اللون الأخضر ثم الأسود أصبحا من علامات السيادة:

  • هناك رواية بأنه هبط جبرئيل بلوائه الاخضر ونصبه على ظهر الكعبة ليلة حمل آمنة برسول الله (ص).[١٠]
  • رواية منقولة بأن من رأى النبي (ص) وكان يطوف بالبيت مضطبعًا بِبُردٍ أَخضر.[١١]
  • ورواية تقول بأن جبرئيل أتى بحلّتين من الجنة للحسنين، سبطي رسول الله (ص) وأعطاهما إياها (ص) فاختار الحسن (ع) الأخضر والحسين (ع) الأحمر، ثم بكى جبرئيل وتبعه النبي عندما اطلع عن السبب وهو كيفية استشهادهما جوراً.[١٢]
  • المعروف أن المأمون أمر بلبس الخضرة عند مبايعة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) لمنصب ولي العهد،[١٣] فاستبدلوا اللبس الأسود الذي كان مرسوماً لدى العباسيين بالأخضر الذي كان على ما يبدو مختصاً لـلعلويين إلى ذلك الحين.[بحاجة لمصدر]

شجرة النسب

شجرة أو مشجَّرة النسب: بيان على صورة شجرة يفصل نسب عائلة أو مجموعة عائلات، فيبتدأ فيه من الجد الأعلى وينتقل إلى أولاده فإلى حفدائه، وهلمّ جراً.[١٤]بما أن تمييز السادة عن سواهم كان أمراً في غاية الأهمية، فكان علماء الأنساب والنقباء يبذلون قصارى جهدهم لأجل ذلك وهي على هيأة شجرات للتأكد من إحصاء ذرية آل الرسول والحفاظ على الأسامي عقباً بعد عقب وعبر العصور.[بحاجة لمصدر]

أحكام فقهية خاصة

تترتب على السيادة أحكام في الفقه الجعفري مثل عدم جواز أخذ الزكاة للسيد من غير السيد، وتخصيص جزء من الخمس للفقراء من السادة.[بحاجة لمصدر]

الأصول والفروع

قاعدة الإنتساب إلى أقرب إمام

السادة الموسويون والرضويون والتقويون كل ينتسب إلى أحد الأئمة المعصومين ووجهه قاعدة الإنتساب إلى أول إمام يصل نسبهم اليه. فيدعى السيد المنتسب إلى موسى بن جعفر (ع) موسوي رغم أنه يصل بالتالي إلى الحسين بن علي (ع) أو علي بن أبي طالب، فرغم أنه حسيني وعلوي إلا أنهما لا يطلقا عليه. وبما أن ذرية الحسين تناسلوا من ابنه السجاد، فإحتراماً وتبجيلاً لـسيد الشهداء (ع) إتصفوا بالسادة الحسينيين دون غيرهم.[بحاجة لمصدر]

فبالتالی؛ كل تقوي في الدنيا رضوي، وليس كل رضوي تقويا. وكل رضوي موسوي، وليس كل موسوي رضويا. وكل موسوي باقري، وليس كل باقري موسويا.

وكل باقري حسيني، وليس كل حسيني باقريا. وكل حسيني فاطمي، وليس كل فاطمي حسينيا. وكل فاطمي علوي، وليس كل علوي فاطميا. وكل علوي طالبي، وليس كل طالبي علويا.

فمن ليس من ولد جعفر الكذاب بن علي النقي، فليس بتقوي.

ومن ليس من ولد علي النقي وموسى ابني محمد التقي ابن علي الرضا، فليس برضوي.

ومن ليس من ولد علي الرضا وابراهيم الأصغر والعباس واسماعيل ومحمد.

وعبد اللّه والحسن وجعفر الأصغر واسحاق وحمزة وزيد والحسين وهارون بني موسى الكاظم، فليس بموسوي.

ومن ليس من ولد موسى الكاظم واسماعيل الأعرج ومحمد الديباج واسحاق المؤتمن وعلي العريضي بني جعفر الصادق ابن محمد الباقر، فليس بباقري.

ومن ليس من ولد محمد الباقر وعبد الله الباهر وزيد الشهيد وعمر الأشرف والحسين الأصغر، وعلى الصغير أبي الحسن الأفطس بني علي زين العابدين ابن الحسين عليهما السلام، فليس بحسيني.

ومن ليس من ولد الحسن والحسين عليهما السّلام، فليس بفاطمي.

ومن ليس من ولد الحسين عليه السّلام ومحمد أبى القاسم ابن الحنفية والعباس الشهيد السقاء، وعمر الأطرف بني أمير المؤمنين عليه السلام فليس بعلوي.

ومن ليس من ولد علي وجعفر وعقيل بني أبي طالب عليهم السلام، فليس بطالبي.[١٥]

مواضيع ذات صلة

وصلات خارجية

الهوامش

  1. الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقى، ج2، كتاب الخمس، فصل 2، مسألة 3.
  2. الرفاعي، فتحي، موسوعة أنساب آل البيت النبوي، ج 1، ص 46.
  3. محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 670.
  4. محسن الأمين في أعيان الشيعة، ج1، ص 670.
  5. ابن حوقل، صورة الأرض، ج 1، ص 240.
  6. عيون أخبار الرضا للصدوق، ج 2، ص 100.
  7. الحسني، هاشم معروف، الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة، ص 64.
  8. حسيني جلالي، السيد محمد رضا، جهاد الإمام السجاد، ص 32.
  9. المروزي، حسين بن أحمد، الفخري في أنساب الطالبيين، ص 41.
  10. ديار بكري، حسين، تاريخ الخميس، ج 1، ص185.
  11. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 350.
  12. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 350.
  13. الطبري، تاريخ، ج 7، ص 142.
  14. الرائد، مادة (شجر).
  15. المروزي، السيد عزالدين، الفخري في أنساب الطالبيين، ج 1، ص 8 - 9.

المصادر والمراجع

  • ابن حوقل، صورة الأرض
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق وتخريج: حسن الأمين، د م، د ت.
  • الرفاعي، فتحي، موسوعة أنساب آل البيت النبوي
  • اليزدي، السيد محمد كاظم، العروة الوثقى، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى، 1417 هـ.