الرضا من آل محمد

من ويكي شيعة

الرضا من آل محمد شعار رفعه العباسيون في بداية حركتهم لجلب قلوب محبّي أهل بيت النبوة وأتباعهم لما نال هذا البيت الكريم من ظلم وتعسّف على يد الحكام السفيانيين والمراونيين أولا، وللتظاهر بالدعوة لإحياء سنّة الرسول الأكرم (ص) ثانيا.[١]

وقد سجّل لنا التاريخ بأنّ العباسيين لم يدعوا الناس في بداية الأمر إلى حكمهم بل كانوا يشيّعون بين الملأ أنّ الحكم ينحصر بآل بيت النبي الأكرم (ص) فهم الأحقّ بالخلافة وعلى الناس اختيار شخص منهم ليتصدى للخلافة والإمساك بزمام الحكم، ومن هنا رفع شعار «الرضا من آل محمد».[٢]

إلا أنّهم تنصّلوا عمّا رفعوه من شعار بمجرد أن ترسّخت أقدامهم في السلطة ورأوا أنّ الدنيا أقبلت عليهم، وقلبوا لبني هاشم ظَهْرَ الِْمجَنِّ، ومارسوا معهم شتّى أنواع الاضطهاد والتنكيل حتى فاق ظلمهم ظلم بني أمية.[٣]

ويظهر من الوثائق التاريخية أنّ زيد بن علي رفع نفس الشعار إبان ثورته، فقد روي عن الإمام الرضا (ع) أنّه قال: «حدثني أبي الإمام الكاظم (ع) أنّه سمع أباه الإمام الصادق (ع) يقول: رحم الله عمّي زيداً إنّه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له: يا عم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة - الكناسة بالضم: موضع الزبالة واسم محلة بالكوفة- فشأنك. فلمّا ولّى قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته....».[٤]

الهوامش

  1. شهيدي، السيد جعفر، 1384، ص 73.
  2. شهيدي، السيد جعفر، 1384، ص 23.
  3. شهيدي، السيد جعفر، 1384، ص 73.
  4. عيون أخبار الرضا، ج 1، صص 194-195؛ نقلاً عن: شهيدي، ص 37.

المصادر

  • شهيدي، السيد جعفر، زندگاني [حياة] الامام الصادق جعفر بن محمد (ع)، طهران: دفتر نشر فرهنك اسلامي، 1384هـ ش.